(وتريات اليوم يا حبيبي) …..نثر شاعري بقلم محمود فهمي محمود

سيّدتِي..
وتَعالتِ أصواتٌ
تُنادِي
أنْ نَعُودَ
ونُطفِئَ لهيبًا
أضْنَى الضُّلوعَ
أدْمَي القلُوبَ
ونُحيِي اللِّقاءَ
ونُمزِّقُ كلَّ
راياتِ الفُراقِ
ونزورُ حبًّا
قد ماتَ شهيدًا
وتوَارَى في
أرضٍ بلا عُنوانٍ
وَنحْلمُ
بِلا حُدودٍ
لأحلامِنا
وَنبقَى
العُمرَ معًا
وليَشهدِ القمرُ
بَعثَنا مِن جديدٍ
ونَسقِي
بماءِ الحبِّ
زرعًا قد جُدِبْ
ونُوقظَ فينا
كُلَّ بحارِ الهَوى.

اليَومَ يا حَبِيبِي
نحنُ
معًا
اليومَ يا حَبِيبِي
يومُنا فَقطْ
فأعْطنِي
كٱسَ الهوَى
ولْتهْوَى
كُلُّ الظُّنُونِ
اليومَ يا حبِيبِي
يَومُنا فقطْ
كمْ كثِيرًا
اِنتظرناهُ
واِنتَظرْنا
واِشتَاقَ إلينا
واِشتَقْناهُ.

اليَومَ ياحَبِيبِي؛
يَومُنا فقط..
نَعَم.
اليَومَ اِنتصَرنا
وَتمزَّقَت كلُّ
قُيودِ الخَوفِ
مِن مِعصَمَينا
تعالَ حبِيبِي
نُوقِدُ كلَّ
شُموعِ الأمَلِ
ولْيَمْضِ اليَأسُ
بعيدًا عنَّا

اليَومَ ياحبِيبِي
أعطِنِي
رحِيقَ شَفَتيْكِ
وَدَعيهَا
تبُوحُ
بأسْرارِ الهوَى
وأعطِي فُرصةً
لخِصلَاتِ شَعرِكِ
كيْ يَخرجَ
ليَتنَفَّسَ
بَعضَ الهواءِ
وينْشرَ رائحَتهُ
بينَ أرجَاءِ المكانِ
اليَومَ سيِّدتِي
يَومُنا فقطْ
هيّا
نُعطِي العُمرَ
نَكهَةَ
غاباتِ الزَّيتُونِ
ولْيكُن
اللّيلُ موعِدَنا
دائِمًا؛ نلتَقِي
نتسَامرُ
نسْرقُ اللّحظَاتِ
المُختبِئةِ
بينَ ثنايَا الحُزنِ
نَلهُو..
وتَلهُو؛
مَعنَا الأحلامُ
تُوقظُ فينا
تِلالَ الجَليدِ
لا نَشعرُ بالزَّمانِ
ويتُوهُ تَحتَ
أقدامِنا المَكانُ
وتُصبِحِينَ خَارطَتِي
ومُدُنِي
وَشِعرِي وخُبْزِي.

يَدايَ الآن تلتفُّ
حولَ مِعصمَيكَ
تفتَرشُ الحَشائِشَ
المُبلَّلةَ بأرِيجِ النّدَى
وعِطرِكَ
الآنَ
يتَحدَى عطْرَ
هذا الصّباحِ
أرتَشفُ قِطعةَ
سُكّرٍ من فَمِكَ
أنظرُ إلى
عيْنيكَ الحَالِمَتَينِ
تَروِي بِصَمتٍ وبِخجَلٍ
أسْطورَةَ عِشقٍ أبدِيٍّ
أفتَرشُ منْ
عُمْركِ حُلُمِي
ومِن ثَنايَا
فَمِكِ الضِّياءَ
أغمضُ عَينَيكَ
في عَالمِي
وأختصِرُ فيكَ
كلَّ المَسافاتِ

اليَومَ يا حَبيبِي
يَومُنا فقطْ
هيَّا
نوقفُ كلَّ
دقَّاتِ الزّمَنِ
ِِِونُصغِي
لدقَّات قَلبَينَا
الأنَ
يحدِّدانِ الزَّمنَ
يَصْنعانِ عمرًا
ينقُشانِ
على جِدارِ العِشقِ
مُغامَرةَ الهَوى
ولْيَذهبِ الٱنَ
الخوفُ
بعيدًا عنَّا
مَهمَا تعالتِ الأصواتُ.

فاليَومَ ياحبِيبِي
يَومُنا فَقَط.

اقرأ باقي العدد ١٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى