العدد الإليكتروني الخامس بين أبولو وعلى باب مصر… لوحة الغلاف بريشة الفنانة الدكتورة أنوار القمري
صورة الغلاف بريشة الفنانة الدكتورة أنوار القمري
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
المقالات
الأمن الفكري في خطر ….بقلم – أشرف الجبالي
الأمن الفكري هو مصطلح حديث نوعا ما ، ويعني تحقيق الطمأنينة على سلامة الفكر والاعتقاد والتصدي للأفكار الهدامة والانحرافات السلوكية من خلال جهات عدة : كالإعلام والأسرة والمسجد والكنيسة والمدرسة ، وعلينا أن نعترف أن الأمن الفكري في خطر حقيقي وعندما يكون هكذا ؛ تتعرض الأفراد والمجتمعات إلى هزات وتشوهات وتنتشر الشائعات والمعلومات المغلوطة والمكذوبة والتشكيك في كل شيء ، وهذا ما نراه جليا هذه الأيام وخاصة مع حالة السيولة والرخاوة مع انتشار الشبكة العنكبوتية “الانترنت ” . ومن العوامل التي تساهم في تعريض الأمن الفكري للخطر : ضعف المناهج التعليمية وانتشار الفقر والبطالة والبيئة الإجتماعية والتأثيرات الخارجية . وحتى يتم انقاذ الأمن الفكري لابد من تحسين جودة التعليم وتعزيز الحوار وتشجيع الفكر النقدي ومواجهة الفكر المتطرف بكل حزم لأن الأمن الفكري بالأساس معني بالوسطية والاعتدال وبسلامة الفكر والقصد وأيضا المعتقد والسلوك وهذا ضد الغلو والشطط والانحراف . ويمكن القول بأن الأمن الفكري يهدف إلى تحصين عقيدة المجتمع والحفاظ على المكونات الثقافية الأصيلة في مواجهة التيارات الوافدة التي تضرب في ثوابت المجتمع ، ولو تحقق الأمن الفكري بشكل حقيقي أمكن القول بأنه قاطرة التنمية لأي مجتمع ٠
ربما كان المجتمع العربي هو المجتمع الأكثر تضررا في العالم كله فتأثر سلبا بالعولمة وعصر السماوات المفتوحة ذلك لأننا أخذنا منها الجانب السلبي ولم نستفد من إيجابياتها كثيرا ، والذي يتابع الشارع المصري في السنوات الأخيرة يلاحظ بوضوح مدى التأثر بالثقافة الغربية وانعكاس ذلك على الجيل الصاعد شبان وفتيات ،إذ تشعر للوهلة الأولى أن التقليد الأعمى فى الشكل والملابس ، ونطق بعض الكلمات الأجنبية ، وقصات الشعر والبنطلونات المقطعة من أكثر من مكان ، والبنطلونات الساقطة ، حتى الصور على “التيشرتات “والكلمات الأجنبية ، وسماع الأغاني والموسيقى الغربية على المجتمع المصري والعربي ؛ تؤكد أننا لم نأخذ من الثقافة الغربية سوى القشور ، وتلك آفة خطيرة تهدد بمحو الثقافة الوطنية والهوية المصرية وتؤدي إلى التغريب . فالشباب يعيش على أرض الوطن بجسده ، ولكن عقله يحيا في الثقافة الغربية . وياليتنا تعلمنا من الغرب حب العمل والصدق والتقدم العلمي ، ولكننا للأسف شوهنا أنفسنا وانفصلنا عن واقعنا واستسلمنا لاستنشاق دخان العولمة ،فمتابعة كرة القدم صارت بين الأندية العالمية وتحولت المسلسلات الهندية والتركية إلى الدراما المفضلة لدينا وصرنا نتابع كل شيء يحدث في شمال المتوسط ولا ندرك عن حياتنا شيئا . ورغم قيادتنا للعالم آلاف السنين ورغم عمقنا الحضاري الكبير ورغم ثقافتنا العربية والمصرية العظيمة إلا أن بعض شبابنا لم يدرك قيمة تلك الحضارة وهذه الثقافة ؛ ولهث خلف أضواء النيون كالفراشات التى تحوم حول الضوء حتى تهلك وتموت .
إن هناك ضرورة لأن يتدخل المثقفون في مصر وعلماء الإجتماع والنفس في دراسة كل هذه الظواهر الغريبة الجديدة قبل أن نفقد جزءا مهما من شعبنا، وهم شبابنا ، وحتى يستعيد الوطن عافيته وعليهم أن يقدموا حلولا من شأنها توجيه الأسرة التي هي نواة المجتمع إلى تربية أبنائها تربية فكرية سليمة تعتز بحضارتها وبماضيها التليد ، وتأخذ من حضارة الغرب ما هو نافع ومفيد ، وتطرح ما هو غث ورديء ؛ حتى يتحقق الأمن الفكري ونحصن ابناءنا ضد تيارات الفكر الغازية ٠
رئيس التحرير
أشرف الجبالى
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
قل لى ما موقفك من الحسين أقل لك من أنت ؟ بقلم د.أحمد دبيان
الحسين ثانى سيديّ شباب أهل الجنة، ثورى من قبل أن يكتمل مفهوم الثورة فى تلك البادية التى غلّبت البداوة والقبلية على أي نزعات للتحرر من عبودية ترسخت.
هو ابن بنت النبى، حمل على عاتقه هم جده الذى فهمه أبو ذر واعتنق أيديولوجيته برفض تمركزات الثروة والكنز الذى يرسخ لتجاذبات قطبية الثروة ؛ ليفضى فى النهايات لمجتمعات النصف فى المائة بقلة تمتلك كل شئ وغالب معدم يحيا على هامش الحياة.
خرج أبو ذر ينادى بالعدل وبحق كل محروم فى الحياة .
وخرج الحسين ليستن سنة خروج المهمشين والمحرومين ضد الطغاة البغاة المحاربين ، الذين لووا عنق التأويل ليرسخوا بفقهائهم ، فقه التمايز والتمييز ، ليرسخوا مصالح الناهبين ويشرعنوا السلب وفقه الاستلاب من المحرومين.
لا غرابة أن يخرج أصحاب المصالح اليوم ليلعنوا الحسين وهو من هو ، فخروجه عبر القرون سيظل أكبر تهديد لمصالحهم المترسخة .
ولا عجب أيضا أن يحاولوا توثين الحسين وخروجه بطقوس تختزل أطر الخروج الشريف ، وتحيله إلى مناجاة وتمسح بضريح هنا أو هناك.
يطل الحسين علينا عبر القرون طلسما يقرأه من سبر غور الخروج وفهم كنهه ويلغز كل من يختزله فى طقس دينى أو فى تغييب ممنهج لتدبر فقه الخروج ويختزله فى فقه العدول المقدس الذى لا يمس.
تظل ثورة الحسين من أعظم ثورات التاريخ الإنسانى منذ خرج سبارتاكوس انتهاءا بناصر وجيفارا وسانكارا والمريدين .
لن تجد اجماعا أبدا على تلك القوى التاريخية الفارقة ودورها ، فدور الفرد فى التاريخ أكبر قوة ملهمة لجموع الناشدين للعدل .
من يهاجم يدافع عن مكتسبات ومصالح حتى وإن جاءت عبر تضحيات وحراكات الرواد ، ومن يتبتل فى وهج الذكرى ينشد العدل المفقود فى تاريخ الحراك الإنسانى.
وفى النهاية قل لى ما موقفك من الحسين أقل لك ما هى مبادئك وانحيازاتك ؟!!!
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
قصة وطن مازال شعبه يكتبها بدماء أبنائه … بقلم د. وجيهة السطل
وقد كان للتجربة الفلسطينية سماتها الخاصة التي تُضاف إلى ما يحمله أدب المقاومة عمومًا من صمود وإصرار، وتحدٍّ دائمٍ للمحتل، ووعيٍ كامل بحقِّ المواطن في الحرية، وحقِّ الوطن في التحرُّر والاستقلال.
بوصفه سلاحًا نفسيًّا من أسلحةِ المقاومة.
ولا ننسى ما نُقل عن أنّ موشي ديان قال يومًا: إنّ قصيدةً تنظمها الشاعرة فدوى طوقان كفيلةٌ بتجنيد عشرة فدائيين.
وإذا كان هذا تأثير الشعر، فالقصة والرواية والقصة القصيرة تمثل جميعُها سلاحًا آخر من أسلحة المقاومة لا يقل عن الشعر. وقد اشعلت تلك الإبداعات النثرية بصورها المختلفة الحميّة والمشاعر، وجنَّدتِ الأطفال الذين ولدوا من رحم المأساة، وعايشوها بكل ما فيها من ضغوط؛ فاستطاع
المبدع منهم أن يعبّر عنها بصدق وأمانة، وأن يؤجّج بشكله الإبداعي الذي اختاره مشاعر القرّاء، ويلفتهم إلى معاناة الشعب الفلسطيني الذي اقتُلع من أرضه قسرًا، وقُذِف في الشتات، أو سُلِبت منه هُويَّتُه وجنسيّتُه وكان هذا حالُ الكثيرين من شعب فلسطين الذين ظلُّوا في الأرض، فحمَّلوهم الجنسيّة الإسرائيلية، وعاملوهم
بعنصرية شديدة عنيفة. وهم عرب الأرض المحتلة في المساحة الجغرافية التي يشغلها الكيان الصهيوني، ومنهم أكثر من 90% من دار السطل، أسرتي التي أعتز بها وبمقاومتها إلى اليوم كلُّ بطريقته الخاصة. أو من بقي منهم في أرض فلسطين في الضفة الغربية وغزه التي كانت تمثّل القسمة التي قسمتها عصبة الأمم المتحدة عام 1948م عندما حكمت بتقسيم فلسطين،بين الصهاينة المغتصبين، وأصحاب الأرض الحقيقيين.
ولكنها لم تستقلّ به على أرض الواقع، فكانت الضفة تابعة لإدارة الأردن، وغزة تابعة لإدارة مصر، ثم انتُزِعت كلتاهما في نكسة 1967م . ولم يفعّل قرار الأمم المتحدة حتى اليوم.بإنشاء دولة فلسطين مستقلة من الضفة والقطاع ةعاصمتها القدس الشرقية حتى اليوم.
وهذا هو بيت القصيد في المقاومة والنضال الذي رفعت وتيرته وحِدّته إسرائيل بحكومتها اليمينية المتطرفة منذ عام 1910م فاحتلّته بصورة أخرى بأن بنت المستوطنات بين بيوت الفلسطينيين ،بل اقتلعتهم من بيوتهم، وهدمتها وطردتهم خارج الوطن.وحاصرت غزة من البر والبحر والجو ،وتحكمت في أقواتهم وأرزاقهم وأموالهم. حديث سياسي فرضه الأمر الواقع الذي يحيط بنا منذ أكثر من شهر في حرب غزة المقاوِمة الباسلة، التي بنت إلى اليوم جبلًا شامخًا من الشهداء.وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين.
ونعود إلى أدبائنا الذين كان لإبداعهم شعراء وقُصّاصًا تاثيرٌ كبير على نفسية المواطن والمناضل الفلسطيني.. وهم يشكلون كتيبة مبدعة من مقاتلي الكلمة تساند الثوار والمقاومين داخل الأرض المحتلة، ويشدّون أزر المشتتين خارجها.
و لم تكن الكلمة المقاوِمة لتقلَّ أهمية وتأثيرًا في شحذ الهمم، وتفعيل النضال عن الرصاصة والصاروخ والقذيفة.
ولعلّ القصة القصيرة أكثرُ قدرة على ذلك وتأثيرًا من الرواية، لأنها أقرب إلى الجيل المعاصر ولغة العصر السريعة، فكان وجودها أكثر إيجابية.
ونتساءل هل من شروط أدب المقاومة أن يعيش المبدع فيه الموقف على أرض الواقع ليكتب عنه بصدق؟ بمعنى آخر هل أدباء المقاومة دائمًا من داخل الأرض المحتلة أم أن المبدعين من خارجها يقفون معهم جنبًا إلى جنب؟؟ وأقول إنْ كان هذا جائزًا في عالم الشعر فيكتب الشاعر مستغرقًا في التجربة العاطفية أو الاجتماعية أو الإنسانية أو الوطنية وكأنه يعيشها، ومن ذلك قصيدة الريال المزيف لمعروف الرصافي، فإن القصة التي تتحدث عن أرض واغتصاب ومقاومة وشهداء عن معايشة حقيقية، أبلغ في نقل الصورة والمشاعر، من تلك التي تتخيل تلك المشاهد، أو ترسم مشاعرها مما تراه من مشاهد مرئية مصورة في عصر اجتياح التكنولوجيا لعالمنا اليةمي ،في وسائل التواصل الاجتماعي، وما يعرض قي التلفاز؛ مهما بلغ الكاتب من
القدرة الانفعالية على التدفق والإبداع.
ومن العسير استقصاء أسماء المبدعين وإبداعاتهم لكثرتها. لذا سنشير إلى بعضها على سبيل المثال لا الحصر .
وأكثر من حمل راية الوطن وعبر عنه في فنون النثر المختلفة، الأديب غسان كنفاني 1936م- 1972م وله روايات: ما تبقى لكم- عائدون الى حيفا- رجال في الشمس- سقوط الجليل- فضلا عن روايتين لم تكتملا: العاشق، وبرقوق نيسان. أشار اليهما الكاتب احمد بيضي في كتابه (مع غسان كنفاني) و له مجموعات قصصيه: موت سرير رقم 12- أم سعد- عن الرجال والبنادق -أرض البرتقال الحزين.
وله مسرحيتان: الباب- وعالم ليس لنا- بالاضافه الى دراساته التي جمعت في كتب بعناوين: ادب المقاومه في فلسطين المحتله -في الادب الصهيوني- الادب الفلسطيني المقاوم من 1948م حتى 1968م.
ومن اولئك الكتاب إيميل حبيبي 1922م- 1996م مؤلف سداسيه الايام السته، والوقائع الغريبه في اختفاء سعيد ابي النحس المتشائم، لكع بن لكع وهي روايه لا مسرحيه كما ذكر بعضهم.
وجبر إبراهيم جبرا 1920م- 1994م. وله: صراخ في ليل طويل- السفينه- البحث عن وليد مسعود- الغرف الاخرى- صيادون في شارع ضيق- وكتبت الاخيره بالانجليزيه ثم ترجمت الى العربيه.
ويقف الى جوارهم روائيون اخرون. وللشاعر سميح القاسم روايتان الصوره الاخيره في الألبوم -الى الجحيم أيها الليلك.
والمتتبع للروايه الفلسطينيه يلاحظ ان عدد كاتبات الرواية نسبة الى ما قدمه الكتاب، و نرد ذلك الى ندره الكاتبات المبدعات قديما وحديثا في كل أنحاء العالم. ومن الكاتبات الفلسطينيات سميره عزام ولها مجموعات قصصيه، وروايه بعنوان سيناء بلا حدود نشرت جزءا منها ثم مزقتها بعد صدمه 1967ن.
وهيام الدردنجي ولها: روايه الى اللقاء في يافا. وسحر خليفه ولها: لم نعد جواري لكم- الصبار- وعباد الشمس
خرج هؤلاء الادباء وغيرهم، من رحم القضيه الفلسطينيه وانصهروا في جحيم المأساه معبرين عنها بصدق وامانة فاستطاعوا ان يرسموا صورا صادقة لشعب اقتُلع من أرضه ظلما وغدرا،
إنهم كتيبه مبدعه تحارب بالكلمه وتساند الثوار في عمق الارض المحتله وخارجها. دفاعا عن الارض والحق السليب المغتصب، وتحدِّيا للعدو الصهيوني، عدو الحق والعدل. ولا يقل دور إبداعهم مع قصائد الشعراء، عن دور طلقات الرصاص أو القذائف.
فكيف عبر القاص الفلسطيني عن مأساه شعبه في اعماله القصصيه التي ظهرت بعد نكبه 1948م؟؟
سأحاول الاجابه على هذا التساؤل من خلال مجموعة قصصية للأديب غسان كنفاني .الذي اغتالته الصهيونيه غدرًا. و رواية للكاتبه الفلسطينيه سحر خليفه( 1941-
أرض البرتقال الحزين
لعلّ مأساة فلسطين قد تجسّدت بابعادها وتطوراتها في موهبة كاتبنا الكبير غسان كنفاني. فعبر عنها بصدق في قصصه المتعددة.
إذ يستمد مادته القصصيه من عالم الواقع. فأبطال قصصه رجالٌ وشباب، شردهم الاحتلال الصهيوني بعد قيام اسرائيل عام 1948م فعاشوا ضياعًا وفقرًا وبؤسًا. ولكنهم أبدًا لم يكفُّوا عن النضال في سبيل قضيتهم العادلة.
يعرض الكاتب في قصة البرتقال الحزين التي تحمل المجموعة القصصية اسمها، الأحداث التي مرت بها العائلات الفلسطينية،التي طردت بالتحديد من أرضها،
ليلة الخامس عشر من مايو عام 1948م.من يافا وصفد ، واللد وعكا . وهُجّرت قسرًا، بعد إعلان إنشاء دولة إسرائيل.
بتغيرات طفيفة تخص حكاية كل عائلة على حدة..ويعرضها برؤى مختلفة.
بطل القصة عجوز طرد من يافا مدينة البر تقال،
التي لايريد مغادرتها. كان يرتجف بغضب ذبيح نبيل. وإلى. جواره برتقاله عجفاء يابسه ترمز الى تعلق الفلسطيني بارضه والى عمق أثر الهزيمة التي لحقت بالجيوش العربية في نفوس الفلسطينيين بسبب الخيانة العظمى في فساد الأسلحة.
أما قصة (لا شيء ) فتمثل رؤيه لجندي عربي يؤدي خدمته على الحدود في مواجهة العدو. يطلق رصاص سلاحه الرشاش، في لحظة غضب قدسية،باتجاه الارض العربيه المحتلة. لم يكن مجنونا. ولكن قيل هذا، واقتيد الى مستشفى الامراض العقلية. وكل مافي الأمر، أنه حاول التعبير عن غيظه وألمه المكبوت في أعماقه .
وفي قصة (قتيل في الموصل) نجد شابّا عربيّا يدعى (معروف) شاب مرح فلسفته في التعامل مع الناس ب
التسامح والنكته. يدرس في جامعة بغداد ،نعرف فيما بعد أنه فلسطيني من (اللد)،فقد أمه حين ضياع التيه والتهجير سيرا على الاقدام ،وقضت نحبها عطشى، لانه تاخر في إحضار الماء لها من بئر كانت في الطريق وكان الازدحام عليها شديدا وظل هذا الموقف بما ترتب عليه من حزن يطارده طول حياته ، فكان يخفي حزنه، وراء فلسفة التسامح والمرح والنكت. راى في الثوره العراقية خطوة نحو ( اللد) والعودة.فخرج في مظاهرة شعبية ، خانه فيها .ْعو التقدمية. فهربوا حين رأوا الجيش في الشارع. لم يهرب وسقط قتيلًا.
وتمثل قصة (السلاح المحرم) رؤيه تحمل رمزًا صريحًا يلخص قصة اغتصاب فلسطين. والتمسّك بالأرض في وجه المغتصب.الشخصية الرئيسة جندي أجنبي يحاول الإقامة في قرية، رفضه أهلوها لأنه يحمل سلاحا. والسلاح دليل عداء. وطلبوا منه التخلي عنه ليوافقوا.
ولكن الضابط جاء مع الجندي الغريب يحميه، ويفرض على المختار قبوله في القرية.
والشخصية المعادلة الفلسطيني( أبو علي) العجوز المتعب،الذي اخترق الصفوف، ووصل الى الجندي, وخطف منه بندقيته، وجرى بها بعيدًا. ولكن رجلين استطاعا اللحاق به. والحصول على السلاح.
وفي قصة (أبعد من الحدود) رؤيه لنوع آخر من مأساة الشعب. شاب فلسطيني يهرب قافزا من النافذه اثناء التحقيق معه. وكانت تهمته أنه سكب الحليب فوق رأس الموظف الصهيوني المشتري، رافضًا أن يبيع خير وطنه لأعدائه .
ثم ذهب الى بيت قاضي التحقيقات ،ليفاجئه قبل النوم ويخبره بالتفاصيل التي رسمت مأساة حياته. فأبوه يقيم في قطر، ولم يره أبدا.
وأمه ماتت تحت أنقاض البيت الذي بناه لها أبوه في (صفد) . وتحدث عن ذل التهجير هو ومجموعة اللاجئين، في مخيمات وكاله الغوث الأونروا. التي كانت تأتي بالسياح، ، لتصوير بؤس ساكني المخيمات . فيمر عليهم السائح ليحزن قليلًا،وهو يلتقط بعض الصور.ثم يعود الى بلده قائلًا: زوروا مخيمات الفلسطينيين قبل أن ينقرضوا.!!
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
” الأدواء ” ….بالعربي البسيط بين الفصيحة و العريف … بقلم أ. ابتسام عبد الصبور
ف: أينَ أنتَ عريفَ اللغنةِ ؟
ع: معذرةً، مرضتُ بداءٍ عِقامٍ؟
ف: عِقامٍ؟! وكيفَ شُفيتْ؟
• الداءُ العِقام لا دواءَ له؟
ع: حقا؟! إذن.. هو داءٌ عُضالٌ، وربما ناجسٌ أو……
ف = انتظرْ، لقد جئتَ لقضاكَ اللّغوي، فلا فكاكَ منه.
- تعال، سأوضحُ لكَ أنواعَ الداءِ-عافانا الله-
ع: مضطر للإنصاتِ حتى لا أبدوَ جاهًلا كالعادةِ.
ف = أنواعُ الداءِ يا عريفُ:
• إعِياء– وهو داءٌ أعيا الأطباءَ
• عُضال– إذا كان يزيدُ مع الأيامِ
• عِقام– إذا كان لا دواءَ له
• نَاجس– لا يبرأُ بالعلاجِ
• مُزمنٌ– عندما يستمرُ لأزمنةٍ عديدةٍ
• دَفين– إذا ظهرَ فجأةً ، وكان غيرَ معلومٍ للناسِ
ع: لقد احترتُ، ما تسمية الكورونا بين هؤلاء؟
ف: كورونا؟ أأنت مصابٌ بها.
ع: ربما، جئتُ لأطمئنَ عليكِ ثم أذهب لعمل المسحة.
ف: مسحة…؟
- وبدونِ كُمَامة؟!
- وحديثٌ طويلٌ ؟!
- ليَّ الله أيها الأحمق.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
على باب مصر” أبولو جديدة في ثوب عصريّ …عن الرؤية والأهداف …بقلم د. آمنة الهجرسي
مدخل :
لا يستطيع أحد أن ينكر ذلك الدور الكبير الذي أدته الثقافة وتؤديه في تكوين شخصيات الأفراد وتؤثر في اتجاهات المجتمعات القيمية والفكرية والعقائدية على مر العصور … لطالما عملت الثقافة الواعية في العصور الإسلامية والعربية القديمة على السماح بدخول كل ما هو مجدد فكريا وأدبيا وعلميا أيضا وفق حدود ومعايير معينة لا تسمح بالمساس بالثوابت أو تضر بأخلاقيات المجتمع أو تعمل على تشويه الموروث الثمين كالشعر الذي هو ديوان العرب ، أو تهدد اللغة الأم فتصيبها باللحن مثلا …لقد كان المثقف العربي القديم على وعي تام بقيمة ما لديه وما يعبر عن هويتة حتى بعد مغادرة الصحراء واستيطان المدن ، حتى بعد اختلاطه بغيره من شعوب الأمم المجاورة واطلاعه على حضاراتهم وترجمتها ونقلها إلى العربية عبر الاستفادة من خبرات المترجمين السيريانيين وعلى رأسهم إسحاق بن حنين زعيم حركة الترجمة التي استمرت قرابة ثلاثة قرون أو يزيد مما أدى إلى ازدهار فكري كبير … كان العربي المسلم يحمل في داخله ذلك اللون من الفخر بما لديه والرغبة في المحافظة عليه ولهذا تنبه مبكرا إلى ما أصاب اللغة الفصحى من لحْن ( خطأ في الإعراب ) فظهر علم النحو بهدف ضبط اللغة والتنبيه إلى الأضرار الفادحة التي تصيب المعنى خصوصا عند قراءة متن القرآن الكريم ، وكذلك ظهر علم اللغة وعلم الكلام واشتغل الشعراء والأدباء بجمع النصوص الشعرية القديمة لما كثرت السرقات الشعرية ، وكذلك لأنها شواهد يعتد بها الفصحاء وعلماء النحو واللغة في دراساتهم المختلفة وما أكثر الأمثلة ….
وبالإبحار عبر العصور سنجد هذه النماذج الفريدة لعشاق النور من حاملي شعلة الوعي … الوعي بقيمة الموروث والوعي بقيمة السعي للتجديد في حدود هذا الموروث بما يضيف له ويزيد من بقائه حاضرا في أذهان الأجيال المتعاقبة لا بما يعمل على هدم بنائه وتقويض أسسه .. ولنا في بدايات النهضة الثقافية الحديثة في مصر تحديدا والعالم العربي بصفة عامة أمثلة كثيرة أهمها في رأيي المتواضع تجربة جماعة ” أبولو ” وإصدارهم الفريد المتميز ” مجلة أبولو ” …
عن أبولو :
تعج كتب الأدب الحديث بالكثير من الدراسات عن جماعة أبولو وأثرهم في النهضة الأدبية الحديثة رغم الفترة الزمنية القصيرة جدا التي تم إصدار المجلة فيها …تلك المجلة كانت نافذتهم التي تعبر عن توجهاتهم وأهدافهم وتنقل تطلعاتهم للمستقبل … قاد هذه الجماعة بشكل رسمي أمير الشعراء أحمد شوقي وهكذا يؤكد على ارتباط الجماعة بالأصل ، بالجذور ، بالموروث واحترامه وعدم تخطيه ، فقد كان شوقي يمثل علما كبيرا من أعلام الكلاسيكية العربية التي تحترم الشعر العمودي الفصيح وتنتصر له مع كثير من التجديد في الموضوعات أو الأغراض الشعرية بما يتماشى وأسلوب العصر ، وشوقي نفسه من أوائل من ألفوا في المسرح الشعري في إطار الموروث مع الإضافة إليه ، أي أنه كان يطمح للتجديد والتغيير للأفضل بما لا يمس المبادئ الأساسية لتاريخنا الأدبي العريق …. أما عن القيادة الفعلية والتنفيذية للمجلة فتعود لمؤسسها الشاعر والطبيب أحمد زكي أبو شادي الذي جمع حوله جماعة من الشعراء والأدباء والكتاب المعنيين بالصالح العام أمثال إبراهيم ناجي وأبي القاسم الشابي وجميلة العلايلي وصالح جودت ومحمد حسانين هيكل وغيرهم ….
ظهرت أبولو في الفترة التي عانى فيها الوسط الأدبي من معارك أدبية مختلفة خصوصا ما كان من جماعة الديوان مع جماعة المحافظين فأراد مؤسسو أبولو تجاوز هذين الإتجاهين إلى ما هو أفضل ووسطي يجمع بين المحافظة على القديم مع التجديد والتطوير فيه وبعيدا عن الإغراق في الذاتية والوجدانية التي سقط فيها الديولنيون وهكذا ظهرت مجلة أبولو في سبتمبر 1932م واتخذ أدباؤها خليل مطران أبا روحيا لهم واستمرت في الصدور حتى ديسمبر 1934م ثم توقفت عن الصدور بسبب الظروف السياسية والاقتصادية وقتها وتركت لنا 25 عددا ثريا كبذرة جديدة قابلة للنمو فقد ظهرت عبر صفحاتها إرهاصات الشعر الحر ، والعديد من الترجمات الثرية للأدب الأوروبي وبخاصة الفرنسي وذاع صيت العديد من الشعراء المبتدئين بفضل تشجيع رواد المجلة ، ثم خفت نجم أبولو لتسطع نجوم أخرى على مدار الوقت حتى يومنا هذا..
شعلة الوعي التي لا تنطفىء :
قد يتم تغييب الوعي في العصر الحديث عن عمد ، وقد يدخل الوعي في غيبوبة داخل غرفة الإنعاش الفكري على مستوى قطاعات عريضة من الجماهير العربية والإسلامية ، لكنه لا يتوقف عن الخفقان داخل قلوب المثقفين الحية النابضة بعشق الحرية والداعمة لكل ما من شأنه أن يعمل على التغيير الإيجابي وإشعال روح الأمل بغد أفضل قائم على دعائم وأسس مستمدة من ماضينا العريق …
في ظل الانفتاح على العالم بأسرة وتحوله إلى قرية صغيرة بإمكاننا التجول فيها وتفقدها وقتما شئنا بفضل الشبكة العنكبوتية وآليات التكنولوجيا التي لا تتوقف عن التطور والتجدد يوما بعد يوم ، أصبحنا نواجه تحديات أكبر وأعداء فكريون أشد ضراوة من سابقيهم … وأصبحت التفاهة والسعي إلى تتفيه كل شيء أحد شعارات هذا العصر وانعكس ذلك بدوره على المحتويات الأدبية والسينمائية وأعمال الدراما واكتسح الساحة الغنائية بصورة فجة وظهرت تلك الفقاعة البغيضة ” المهرجانات” وترتب على ظهورها لون من الكلام لا يرقى إلى مستوى ” جنس أدبي ” مطلقا ..
على صعيد آخر أصبحت الساحة الأدبية ذات بوابة مفتوحة على مصراعيها أمام كل مدع لا يملك أدوات كافية أو لص سارق مغير على محتويات الغير بفضل انتشار التعامل الميسر عبر مواقع التواصل الاجتماعية دون ضابط أو رابط … هناك سيولة في كل شيء … كل من هب ودب يكتب قصصا مسروقة من مترجمات عالمية لم تصلنا ، أو يكتب روايات تفتقر إلى أسس كتابة الرواية وشروطها ، أو يسطر الكلمات تحت الكلمات دون اللجوء إلى أرباب حرفة الأدب لاستشارتهم أو التتلمذ على أيديهم ويعتمدون على التدليس بفضل القوة الجماهيرية الجاهلة التي تدعم كلا منهم ، وما هكذا تكون المقاييس ولا هكذا يُعترف للشخص أو نقول عنه أنه متحقق ..
من جانب آخر هناك جهات ذات توجهات و أجندات معينة –وما أكثرها – قد تقدم على استغلال الأدباء والشعراء والكتاب الشرفاء لتوجيههم حيث تريد أجنداتهم لا حيث يجب أن يسير الأدب الحر والفكر الحر المعتدل الرؤى والأفكار … ذلك الذي يهدف إلى الاسهام بشكل بنّاء في النهوض بعقليات الأشخاص وتوجهات المجتمعات بما يخدمها ويعمل على إصلاحها وتقدمها فيصاب الشرفاء بنوبات متتالية من الإحباط والخوف من استغلال هذه المواقع والمنصات المشبوهة …
كل ما سبق وأكثر دفع القائمين على موقع وجريدة على باب مصر إلى تأسيسها وانطلاقها في نوفمبر 2019م بغية نشر الأمل وإتاحة الفرصة للأقلام النبيلة الهادفة لتدلي بدلوها كلّ في موقعه وحسب تخصصه الدقيق … كانت ” على باب مصر ” ولا تزال شغلها الشاغل وهمها الأكبر هو الارتقاء برجل الشارع و الوصول إليه لإحياء ما كان لنا في بدايات عصر النهضة الحديثة ، عندما كان المثقفون على اختلاف انتماءاتهم يجتمعون في المقاهي يحتسون الشاي والقهوة ويتصفحون المجلات والصحف ، يتناقشون ..يتحاورون يحاول بعضهم إقناع البعض الآخر برأيه أو وجهة نظره … ولهذا بدأت الجريدة بإصدار أعدادها الورقية ضمانا للوصول إلى الجميع ولم تقف عند هذا الحد بل عمد القائمون عليها إلى بث القصص المفيدة المنقحة والقصائد الفصيحة ذات اللغة الجزلة عبر إذاعة خاصة بالموقع لأنهم يدركون جيدا أن عملية البناء أصعب بمراحل من عملية الهدم ، وأن إحلال الأفكار وطرق التفكير السليم مكان ذلك التشوه الحضاري والفكري والثقافي – الذي عمد الآخر إلى بثه في مجتمعاتنا بغية إضعافنا ومن ثم إخضاعنا لسطوته – عملية شديدة الصعوبة لكنها ليست مستحيلة فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ..
بين أبولو وعلى باب مصر :
تتحد ” أبولو ” مع “على باب مصر ” في الهدف العام ، فكلتاهما تهدفان إلى نشر الوعي الثقافي عبر النصوص الأدبية المختلفة و الهادفة ، والإفادة من ثقافات الآخر بما لا ينافي قيمنا وآدابنا وبما يعمل على الإرتقاء بالذائقة الأدبية لدى الجماهير المغيبة فكريا وثقافيا … لكن الاختلاف الأساسي يكمن في ظروف النشأة والقاعدة أو الأرض التي يعتمد عليها نشر العمل ؛ فأبولو ظهرت كتيار معتدل بين بين في وقت كانت تعج فيه الساحة الأدبية بمعارك الأدباء والشعراء من مشاهير ذلك الوقت وكان المثقف العادي ” رجل الشارع ” على درجة عالية من الوعي والمتابعة والاستعداد للتعاطي مع كل ما ينشر بل والإدلاء برأيه لو تسنت له الفرصة ..كانت المقاهي في كل حي وحارة عبارة عن نوادي أدب وثقافة وسياسة – لو استطعت القول – من الطراز الأول وكل ما على أبولو فعله هو تغذية هذه النوادي الأدبية بالمزيد والمزيد من الوجبات الثقافية المنوعة …. أما اليوم فالتحدي كبير أمام أي جريدة وليس فقط “على باب مصر” فنحن في عصر السرعة ، بضغطة زر تنجز المهمة ، بضغطة زر تحصل على كتاب ، بضغطة زر تصل إلى موقع الكاتب الفلاني ، أو الشاعر العلاني لكن ما يحدث مع الأسف الشديد مغاير تماما لما سبق …. رجل الشارع العادي أصبح مستقطبا للمحتويات التافهة وما أكثرها ، وانتشارها الشديد هذا متعمد لتغييب الوعي وإصابته في مقتل .. أصبح رجل الشارع في عجلة من أمره وعليه لن يتوقف طويلا لقراءة قصة هادفة أو قصيدة فصيحة جزلة الألفاظ .. لقد تم تعبئة الداخل لديه بالنفور من اللغة العربية وكل ما يتعلق بها وبهويته عبر دس السم في العسل وتشويه صورة المعلم واللغوي تحديدا ، وإظهار رجل الدين في صورة مزرية عبر الدراما الموجهة … لقد وجد القائمون على الجريدة أنفسهم أمام تحد كبير وعليه قرروا تحديد بعض الأهداف التي لا يمكن تخطيها أو التنازل عنها ووضعوا شروطا غير قابلة للتفاوض … أما عن الأهداف فهي تتفق في بعضها مع أهداف جماعة ” أبولو ” التي تناصر جميع التيارات وتحتضنها وتقدم فرصة للمواهب الفذة عبر النشر في مجلتها ، وتزيد عنها بما يتناسب و التحديات المفروضة في هذا العصر :
1- استرداد قوة مصر الأدبية الناعمة في جميع اقطار وطننا العربي الحبيب .
٢- مواجهة سلبيات الواقع الأدبي العام بأسلوب بناء و ليس هدام.
٣- بناء قاعدة كبيرة من حاملي مشعل الثقافة والتنوير بحيث يصطف كل أفرادها على باب مصرنا الغالية من كل أقطار الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج .
٤- تبنِّي الأقلام الأدبية التي تستحق الوقوف يجانبها و تقديم الدعم اللغوي المجاني لها .
٥- تسهيل الوصول إلى رجل الشارع العادي عن طريق النشاط الإذاعي الذي يسهل على المتلقى الاطلاع على العديد من المقالات و الأشعار و القصص في خضم أحداث يومه الشاق التى جعتله يهجر القراءة عنوة .
٦- خلق قاعدة كبيرة من القراء عن طريق الجريدة الاليكترونية حيث أن العالم كله أصبح الآن يتجه حثيثا إلى رقمنة كل شئ.
على مدار خمس سنوات وأكثر استقطبت ” على باب مصر ” مجموعة رائعة ومحترمة من عشاق الأدب والهادفين إلى التغيير ، لم يسع أحد من مؤسسي الجريدة إليهم خصيصا بقدر ما كانت محتويات الموقع الهادفة بمثابة ” كشاف الضوء ” على حد تعبير رئيس مجلس الإدارة الدكتورة ريهان القمري وهي تحدثني عن انطلاقة الجريدة وكيفية تجمع هذا الكم من الأدباء والشعراء والكتاب فيها وسعيهم إلى إنجاحها ووصولها إلى رجل الشارع ” المستهدف الأول ” قدر المستطاع … ولهذا بثوا النصوص الأدبية عبر الإذاعة الخاصة بالموقع يصدح بها مجموعة من كبار المذيعين والشعراء ، وقدموا محتويات هادفة لتصحيح اللغة والعناية بها ، ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل وتبنوا الأعمال الجادة والمتحققة من الشعر العامي – على حساسية التعامل معه لأن كل من هب ودب يدعيه – وحاولوا ضبط نصوصه قدر المستطاع .. ولم تدر الجريدة ظهرها لما يسمى بـــ ” قصيدة النثر ” التي لا أنكرها أبدا كلون من ألوان الكتابة الشعرية بقدر ما أنكر على سواد المقبلين عليه قولهم أنهم يكتبونه وهو منهم برىء وأطلقت الجريدة عليه اسم ” نثر شاعري ” …
قدمت على باب مصر ثمانية أعداد ورقية في حلة بهية ، وكانت ستستمر لولا الظروف الاقتصادية التي تمر بنا اليوم فهل كان عليهم أن يتوقفوا ؟!!!! كلا … فهناك حلم كبير وأهداف أكبر ..ثم إن القائل بوجوب التعاطي مع حركات التطور والتغيير هو أولى الناس باتباع سنن التغيير والتماشي معها وتطويعها بما يخدم تحقيق الأهداف وعليه قررت الإدارة تحويل الأعداد الورقية إلى إلكترونية بإمكان أي شخص في أي مكان من الكرة الأرضية الاطلاع على محتوياتها والإفادة منها وهذا هو الهدف الأساسي ، ولأن إنسان هذا العصر بات يعاني بشدة من بعض الأمراض المتعلقة بالسرقات الأدبية أو محاولة الانتماء إلى مجتمع الأدباء وهو ليس منه كما سبق ؛ كان لا بد من وضع الضوابط والشروط المغربلة والتي يعمل على تحقيقها مجموعة من العروضيين الأكفاء واللغويين المتمكنين والقصاصين المشهود لهم ، ومسئولي النشر وغيرهم حيث يتم عرض النص المقدم على صفحة الجريدة والمعدة خصيصا لاستقبال النصوص بهدف فحصها من جهة واطلاع سائر الأعضاء من محبي الثقافة والأدب عليها والتعليق عليها أو إبداء الرأي فيها مما يضفي أجواء طيبة من الثراء المعرفي والذي يحث بدوره أصحاب الإبداعات على التجويد فيما يقدمونه والإقبال على نقده ذاتيا قبل عرضه على رفقائهم في الجريدة ، وعندما تتم الإجازة من قبل المسئول المكلف بالمهمة تعرض النصوص عبر الموقع أو الجريدة في العدد الأسبوعي وهي مهمة شاقة بحاجة إلى الكثير من الصبر والقدرة على الضبط …. أما عن شروط النشر فهي تشي بالقدرة على الردع .. ردع أي متطفل على مائدة الأدب .. وردع أصحاب التوجهات والأفكار المسمومة ، ولا يغفل المسئولون الدور الهام للغة المقالات التي تجمع بين فصاحة اللغة ومراعاة معايير النشر الصحفي مما ينبىء بعودة الصحافة الأدبية إلى الساحة بقوة وإليكم شروط النشر لمن يرغب في الوقوف على باب مصر ويدلي بدلوه أملا في نهضتها :
شروط النشر :
١- أن يحتوي النص أو المقال على فكرة فلسفية أو رسالة بناءة تخدم المجتمع .
٢- أن يخلو النص من لغة التحريض و العنف أو لهجة الكراهية أو توجيه أي خطاب عنصري ضد أي عرق أو دين أو جنس .
٣- خلو النص أو المقال من الأخطاء اللغوية.
٤- أن يستوفي النص كل شروط الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه.
5- يتم رفض الألفاظ السوقية و المتدنية التي تسقط النص في شرك الابتعاد عن عملية الإبداع ككل .
6- يتم استبعاد الأعمال التي لا تستوفي الشروط السابقة بشكل تلقائي دون إخطار صاحبها.
تم بحمد الله
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
بروتوكولات حكماء صهيون
الشتات والوطن القومي لليهود
أسئلة تحتاج إلى إجابات…بقلم : سيد جعيتم
جمهورية مصر العربية
في البداية، هناك أسئلة تطرح باستمرار:
- عاش اليهود وسط العرب المسلمين طوال التاريخ في سلام وحسن معاملة، بينما عوملوا في أوروبا، وخاصة أوروبا الغربية، معاملة غير إنسانية وصلت إلى حد القتل بصورة وحشية. فلماذا الانتقام من العرب؟
- هل وراء التأييد الغربي للكيان الصهيوني إيمان بقضيتهم؟ أم هو خوف من عودتهم للاستيطان مرة أخرى في أوروبا؟ أم أن التأييد نابع من فكر ديني بروتستانتي يرى بضرورة قيام دولة إسرائيل؟
- إذا لم يكن اليهود هم من وضعوا البنود الأربعة والعشرين لبروتوكولات حكماء صهيون، فلماذا نسبت إليهم؟
نتحدث باختصار عن بروتوكولات حكماء صهيون:
عددها أربعة وعشرون بروتوكولًا تضع قواعد للسيطرة على العالم. نتفق أو نختلف على صحتها أو زيفها كوثائق، إلا أنه يجب أن نتفق على أن كل ما ورد فيها قد نُفذ وما زال يُستكمل تنفيذه على أرضنا العربية.
ينكر اليهود أنهم من وضعوا البروتوكولات، وتُنسب للكاتب الروسي ماثيو جولوفينسكي، ويقال إنه كتبها في عام 1901، ويشير فيها إلى وجود خطة سرية وضعها اليهود للهيمنة على العالم، وبنود الخطة الرئيسية لتحقيق أهدافها هي : ( إثارة القلاقل والثورات والحروب، وسيطرة رأس المال اليهودي على العالم).
في عشرينيات القرن الماضي، ربط أدولف هتلر بين ما تواجهه ألمانيا من تدني في اقتصادها وبين بروتوكولات حكماء صهيون وسعيهم للسيطرة على العالم، وقد تناول ذلك في كتابه (كفاحي) وكانت من نتائج ظنونه الإبادة النازية لليهود (المحرقة/ الهولوكوست). بعدها ظهر مصطلح معاداة السامية
كسيف مسلط على من يعادي الصهيونية.
وأذكر مجددًا أن العرب ساميون من نسل سام بن نوح، وأن اللغة العربية تصنف ضمن اللغات السامية، وأن العرب لم يكن لهم دور في ما تعرض له اليهود من إبادة.
نعود إلى البروتوكولات التي سميت حينها بالبرنامج اليهودي لغزو العالم،و وبناءً على أوامر القيصر نيكولا الثاني، طُبعت نسخة من البروتوكولات في عام 1901م.
نُشِرَت في روسيا في جريدة (زناميا) في مدينة سانت بطرسبرغ، وأعيد نشرها عام 1905 بواسطة سيرج نيلوس. وتمت ترجمتها من اللغة الألمانية إلى العربية عام 1909، وانتشرت دوليًا عام 1920، وتُرجِمت إلى عدة لغات منها اللغة الإنجليزية واللغة الفرنسية. نُشِرَت بروتوكولات حكماء صهيون
في نسختها الأمريكية بجريدة ديربورن إندبندنت التي كان يمتلكها هنري فورد، تحت عنوان اليهودي العالمي… أخطر مشكلة عام 1920 م، ثم أعاد فورد نشرها في كتاب. منذ أن طُرِحَت هذه البروتوكولات وهي موضع شكوك حول مدى صحتها، وقيل إنها تزوير أدبي لكتاب فرنسي عن حكم نابليون الثالث وحلمه للسيطرة على العالم. في عام 1934، قام الطبيب السويسري زاندر…
بنشر سلسلة من المقالات، وصف فيها البروتوكولات بأنها حقيقة تاريخية، لكنه تعرض للنفوذ اليهودي وحوكم لنشره تلك المقالات. في عام 1993، أصدرت محكمة في موسكو قراراً اعتبرت بموجبه البروتوكولات عملاً مزوراً. وفي عام 2003، بمناسبة مرور 100 عام على صدور البروتوكولات، نشرت الصحيفة الأسبوعية الروسية (Argumenty i fakty) مقالاً جاء فيه: ‘لا يهم إن كانت البروتوكولات حقيقة أم تزوير، لكنها تتطابق مع ما يجري في أوروبا الآن’.
كما ذكرنا، فإن عدد البروتوكولات هو 24. وقد جاء في كتاب (جون ريتكلف) أن حكماء اليهود يستغلون غير المنتمين للديانة اليهودية لتحقيق مصالحهم من خلال نشر أفكار ليبرالية تدعو إلى حرية التعبير وحرية الصحافة، بالإضافة إلى التشكيك في الأديان. ولا يتم ذلك إلا بالسيطرة على وسائل الإعلام والاقتصاد، مما يؤدي على المدى الطويل إلى هيمنة اليهود على العالم، تظهر البروتوكولات أن الماسونية جزء من خطة حكماء اليهود للهيمنة على العالم، وحكم العالم بحكومة تكون فيها للديانة اليهودية اليد العليا. وبعدها، تنشأ (مملكة اليهود). وأهم ما تحدثت عنه البروتوكولات هو نشر الفوضى والتحرر والثورات الانقلابية
وإشعال الحروب، والسيطرة على الحكم والتعليم والصحافة والسياسة والاقتصاد والزراعة والصناعة، ووضع دساتير مهلهلة، إسقاط الملكية الأرستقراطية، تدمير الدين، السيطرة على التجارة، وإغراق العالم في الديون.
إذًا، تضاربت الأقاويل حول البروتوكولات ومدى صحتها. فالذين قالوا إنها مزيفة زعموا أن البروتوكولات جزء من نظرية المؤامرة ومعاداة السامية، في حين أن التيار المقتنع بأن البروتوكولات حقيقية يرى أن الصهيونية العالمية تسعى جاهدة لتحقيق ما ورد فيها من هيمنة على وسائل الإعلام والاقتصاد والسياسة. ويرى هؤلاء أن البروتوكولات هي محاولة
للأعداد لظهور التلمود العلماني، المفسر للتوراة، (النبوءات التوراتية التي تؤمن بها صهيونية المسيحية، لأعضاء الكنائس البروتستانتية الأصولية، التي تؤمن بأن قيام دولة إسرائيل عام 1948 كان ضرورة لتتميم نبؤات الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد) ويشكّل قيام إسرائيل المقدمة للمجيء الثاني للمسيح إلى الأرض كملكٍ منتصر لألف عام، بعد حرب سيخوضها ضد الشّرّ في العالم.
النص بعد التصحيح:
لذا يؤمن الصهاينة المسيحيون أن من واجبهم الدفاع عن الشعب اليهودي بشكل عام، وعن الدولة العبرية بشكل خاص. ويعارضون أي نقد أو معارضة لإسرائيل، بالأخص في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ يشكّلون جزءًا أصيلاً من اللوبي الصهيوني المؤيد لإسرائيل. ويتضح ذلك جليًا من الاستقبال الحافل الذي حظي به رئيس وزراء الكيان الصهيوني خلال زيارته للكونغرس الأمريكي، والذي لا يحصل عليه أي رئيس أمريكي.
بعض الآراء في صحة أو زيف البروتوكولات:
- بموجب تقرير أعدته وزارة الخارجية الأمريكية عن حالة معاداة السامية عالمياً في عام 2004، فإن الهدف الواضح لهذه البروتوكولات هو تشجيع الكراهية لليهود وإسرائيل.
- قال الكاتب الأمريكي اليهودي (إيلي ويزل) الذي كرس حياته لتثقيف العالم حول الهولوكوست:
ـ إن بروتوكولات حكماء صهيون هي واحدة من أكثر المنشورات المعادية للسامية انتشارًا في العصر الحديث. وهي أكاذيب عن اليهود تم الطعن فيها باستمرار، ولا يزال تعميمها مستمرًا إلى اليوم، خصوصًا على شبكة الإنترنت.
ـ ذكر الكاتب والمفكر المصري عبد الوهاب المسيري في مقابلة مع وكالة رويترز أن بروتوكولات حكماء صهيون زائفة، وأن الإصرار على نسبتها لليهود لا يخدم القضية العربية، وأن قضية كراهية اليهود تخدم الصهيونية نفسها. لم يكن المسيري وحده من شكك في صحة هذا الكتاب، فعملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد أيضاً قد تصدى للترجمة العربية للبروتوكولات التي قدمها محمد خليفة التونسي، وقد أشار إلى أن البروتوكولات قد تكون ملفقة. كما أكد مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة في مقال نشرته صحيفة الأهرام المصرية عام 2007 أن كتاب ‘بروتوكولات حكماء صهيون’ هو كتاب خرافي لا أساس له من الصحة. في نوفمبر 2003، قامت مكتبة الإسكندرية بعرض أقدم نسخة مُترجمة إلى العربية من البروتوكولات بجانب الكتاب المقدس (التوراة)، وأثار هذا ردود فعل معارضة من قبل اليهود.
قال يوسف زيدان، مدير قسم المخطوطات بالمكتبة:
ـ إن أتباع الفكر الصهيوني يعتبرون هذه البروتوكولات أكثر أهمية من التوراة، التي يُعتبرها اليهود كتابهم المقدس. بعدها، سحبت مكتبة الإسكندرية بروتوكولات حكماء صهيون بعد الضجة التي أثارها عرضها في المكتبة. وأكد المدير العام للمكتبة، إسماعيل سراج الدين، أن الكتاب قد سُحب، واعتَرف بأن عرضه كان سوء تقدير.
ـ في المملكة العربية السعودية، تتضمن مادة التاريخ التي تُدرس في المدارس إشارات إلى أن البروتوكولات هي «وثائق سرية». ومن المحتمل أنها (تم إقرارها في المؤتمر العالمي الأول للصهيونية في بازل وأن اليهود يحاولون إنكارها). ويُعتبر أفضل دليل على حقيقتها هو «التأمل في مجريات التاريخ خلال القرن الماضي»، حيث تُعتبر مطابقة لما ورد في البروتوكولات. - في نسخة سورية من البروتوكولات نُشرت في دمشق عام 2005، ورد فيها أن العملية الإرهابية التي وقعت في 11 سبتمبر 2001 هي نتيجة للمؤامرات الصهيونية. ويتنبأ الفصل الأخير منها بتدمير إسرائيل.
أسئلة تطرح بداخلي بصفة دائمة:
- عاش اليهود بين العرب المسلمين طوال التاريخ في سلام ومعاملة حسنة، بينما عوملوا في أوروبا، خاصة أوروبا الغربية، معاملة غير إنسانية وصلت إلى حد القتل بصورة وحشية. فلماذا الانتقام من العرب بصفة عامة، والمسلمين بصورة خاصة؟
- هل وراء التأييد الغربي للكيان الصهيوني والتغاضي عن المجازر التي تحدث لأهل فلسطين أسباب معينة؟ هل تأييدهم نابع من إيمانهم بقضيتهم؟ أم هو ناتج عن الخوف من عودة اليهود للاستيطان مرة أخرى في أوروبا؟ أم أن التأييد نابع من فكر ديني بروتستانتي يؤمن بضرورة قيام دولة إسرائيل كخطوة نحو العودة الثانية للمسيح؟
ـ إذا لم يكن اليهود هم من وضعوا البنود الـ 24 للبروتوكولات، فلماذا نسبها من وضعها لليهود؟
فقرة مختصرة عن اضطهاد اليهود في أوروبا وشتاتهم:
في الغرب، كان هناك معتقد أن اليهود هم أناس رفضهم الله ولعنهم، وكانوا يُعزلون في كيانات خاصة بهم (مثل حارة اليهود)، وحولهم سياج يحمي أرواح المسيحيين من عدواهم، وتعددت حوادث اضطهادهم وطردهم من مكان إلى آخر. فقد طُرد اليهود من فرنسا أربع مرات بين عامي 1182 و1321، وفي عام 1322 طردوا مرة أخرى، حيث لم يبقَ منهم يهودي واحد في فرنسا خلال الأربعين عاماً التالية. وفي إسبانيا، ازدهر اليهود في ظل الحكم الإسلامي، ولكن بعد انتهاء الحكم الإسلامي، بدأ اضطهادهم بوحي من الكنيسة، وطُردوا جميعًا من إسبانيا في 2 أغسطس 1492، وهو يوم اتخذه اليهود يومًا للحداد في حياتهم. وقد اضطر الكثير من اليهود إلى التحول الإجباري إلى المسيحية، وعُرف هؤلاء في إسبانيا باسم (المارانوس). وطُرد اليهود من إسبانيا نهائيًا عام 1492، وانتقل أغلبهم إلى البرتغال التي طردتهم هي الأخرى عام 1497، ورحل معظمهم إلى أفريقيا، بينما اعتنق الباقون المسيحية ظاهريًا.
وبذلك، تم استبعاد اليهود في نهاية القرن الخامس عشر بصورة شبه كاملة من جميع أنحاء غرب أوروبا، باستثناء أجزاء قليلة في ألمانيا وإيطاليا. وقد تجمع اليهود الأشكناز في شمال أوروبا، بينما استقر اليهود السفارديم في الإمبراطورية العثمانية.
الوطن القومي لليهود:
كان من أهداف أوروبا التخلص من اليهود الذين يمثلون لهم صداعًا دائمًا، فقرروا الموافقة على إنشاء وطن قومي لهم يجمعهم من الشتات. كانت هناك عدة مقترحات لإيجاد وطن قومي لليهود، ولم تكن فلسطين في البداية هي الوطن المختار للمشروع بسبب الكثافة السكانية العالية فيها، لكنها كانت واحدة من ثلاثة أماكن مقترحة (فلسطين أو الأرجنتين أو أوغندا). إلا أن فلسطين كانت الأكثر جاذبية للمهاجرين وللممولين لإمكانية ربط المشروع بهدف ديني.
في عام 1820، اقترح موردخاي مانويل نوح إقامة وطن قومي في جزيرة غراند في نهر نياجارا، والتي أطلق عليها اسم «أرارات»، نسبة إلى جبل أرارات، وهو المكان الذي يُعتقد أنه شهد رسو سفينة نوح بحسب الكتاب المقدس. وقد تم وضع نصب تذكاري في الجزيرة في عام 1825.
في برنامج أوغندا البريطاني، قدم وزير المستعمرات البريطاني جوزيف تشامبرلين خطة لمنح جزء من أفريقيا الشرقية البريطانية للشعب اليهودي كوطن، وقدّمها للمنظمة الصهيونية بقيادة تيودور هرتزل عام 1903. تم عرض تخصيص منطقة بمساحة 5,000 ميل مربع (13,000 كم²) من هضبة ماو في ما يُعرف اليوم بكينيا. وكان العرض رداً على المذابح التي ارتكبت ضد اليهود في روسيا.
كان من المأمول أن تصبح المنطقة ملجأً للمضطهدين اليهود.
تقدم طبيب يهودي من أصل روسي باقتراح لسفير بريطانيا في فرنسا في سبتمبر 1917 لإقامة دولة يهودية في البحرين والأحساء في شرق السعودية.
كانت هناك خطة من ألمانيا النازية لنقل اليهود في أوروبا قسراً إلى جزيرة مدغشقر، ولم يكن إجلاء يهود أوروبا إلى جزيرة مدغشقر فكرة جديدة.
ولقد فكر هنري هاملتون بيميش، وأرنولد ليز، واللورد موين، والعالم الألماني بول دي لاغارد، والحكومات البريطانية والفرنسية والبولندية في هذه الفكرة. وبموافقة أدولف هتلر، أصدر أدولف إيخمان مذكرة في 15 أغسطس 1940 تدعو إلى إعادة توطين مليون يهودي سنويًا لمدة أربع سنوات، مع حكم الجزيرة كدولة بوليسية تحت إدارة وحدات الـ(إس إس). وقد تأجلت الخطة بعد فشل الألمان في هزيمة البريطانيين، وفي عام 1942، تم التخلي عن ما يُسمى (الحل الإقليمي للقضية اليهودية) لصالح الحل النهائي للقضية اليهودية، وهو إقامة كيانهم في أرض فلسطين العربية (أرض الميعاد – إيرص يسرائيل)، أي أرض إسرائيل المختارة المقدسة التي يسكنها الرب (زكريا 12:2). فهي أرض الرب (هوشع 3:9) الأرض التي يرعاها الإله (تثنية 12:11).
يدور الفكر اليهودي حول ثلاثية الإله والأرض والشعب، بحيث يحل الإله في الأرض، لتصبح أرضاً مقدسة ومركزاً للكون، ويحل في الشعب ليصبح شعباً مختاراً، مقدّساً وأزلياً.
ذكر المفكر المصري جمال حمدان في كتابه الشهير اليهود أنثروبولوجياً أن 95% من اليهود المعاصرين ليسوا أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين.
كما يشير أيضاً إلى أن الاضطهاد الذي تعرّض له اليهود لم يكن بسبب التعصب الديني، وإنما يرجع إلى طريقة حياة اليهود أنفسهم وتمايزهم عن الآخرين.
المصادر:
نسخة محفوظة عن بروتوكولات حكماء صهيون على موقع واي باك مشين.
كتيب مكافحة الفكر البونابارتي للكاتب موريس جولي، والذي نُقل بواسطة جولوفنسكي.
جريدة المعاصرة الروسية عام 1881م عن الدبلوماسي الإنجليزي سيد جون رادكليف.
مقالات ذات صلة: عبد الوهاب المسيري – الجزيرة نت – موقع الموسوعة البريطانية – علي ميلودي – إيناس نور الدين (أو نور الدايم).
كتاب محمد خليفة التونسي: اللغات العروبية (السامية).
كتاب رحلة في تاريخ الكلمات، علي فهمي خشيم.
ـ تاريخ اللغات السامية د. اميل يعقوب .
بقلم: سيد جعيتم
جمهورية مصر العربية
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
الإخراج الفني في النص القرآني…
بقلم م/ مجدي ســالم..”حياة
موسى” على شاشة القرآن.. ( 25 ).. في موسى ورسالته – 13
في المشاهد الهادئة من سور الأنبياء.. الحج.. المؤمنون.. والفرقان..
…..” فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ “….. من سورة الزخرف..
مازلنا نتابع بحثنا في الإخراج الفني في النص القرآني في “حياة موسى”.. وقد يقنع القاريء بالرحلة والأسفار في سيرة نبي الله موسى في سورة طه.. لكنه يجد في نفسه شوقا لإن يعرف المزيد من التفاصيل.. هكذا هو عنصر التشويق في إخراج القرآن.. فالنص يفصل بعضه بعضا ويروي ظمأ المتعطش للمزيد.. لكننا وكأننا قد صرنا في إستراحة نقف قليلا بين الفصول قبل أن نعود لننهل من العرض الشيق..
ونذكر دوما بمفتاح الأمر وذروة سنامه.. فالقرآن كتاب للدعوة لكنه غاية البلاغة.. رشيق رائع الجرس.. جميل وإن كان كتاب للدعوة للتوحيد.. دعوة للشهادة ألا إله إلا الله..
القرآن كتاب يدعو إلى حياة مستقيمة نعيشها لنعمر فيها الكون والأرض كخلفاء لله في أرضه.. فهو يدعو إلى حياة عامرة بالإستقامة وإلى عبادة لله تهدي إلى الصراط المستقيم..
نعم.. يدعو لإن نعيش حياة عامرة بعبادة الله.. رشد ورشاد لإنسان يجد فيها ميثاقا لله..
فهو الكتاب وهو الفرقان وهو المصدق بحق التوراة والإنجيل وما قبلهم..
وهذا هو ما يهمنا حقا.. ولذا ذكر القرآن نبي الله موسى مقترنا دوما بالنور والهدى وأن ذلك الوصف اقترن بكتابه الذي أتى به.. لعدة مرات في القرآن.. وهذا ما تقوله سورة الأنبياء – في الآييتين (48 – 49)..
” وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48) .. الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49)” ..
وكذلك تصف سورة الحج – التي جاء فيها ذكر سيدنا موسى بعيدا عن أحداث وسيرة حياته.. ففي الآيات (41 – 44) والتي كانت تصف سمات المؤمنين.. وتصف ما كان من تكذيب الكافرين للرسل.. وتذكر بإن منهم سيدنا موسى.. ثم تتوعد الكافرين بالعذاب يوم القيامة.. فتقول: ” الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَر..ِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) ..
…. وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) .. وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ.. وَكُذِّبَ مُوسَى.. فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ.. فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44)”..
إن القرآن يصف ما يفعل المشركون على مر العصور.. إنهم لا يهتدون ولو عرفوا مصير من كان قبلهم.. إنهم لا يتعلمون ولا تهديهم الموعظة.. بل يصل الأمر إلى الكبر والتعالي على رسل الله ويستخفون بالوعيد حتى يأتيهم ما وعد الرسل.. في أيام نحسات بلا عودة.. يتكرر السيناريو وتتعدد وسائل وأسباب الفسق وتتعدد وسائل العقاب والهلاك.. يتشابه الحوار بينهم وبين أنبيائهم.. حتى يظن الأنبياء أنهم صاروا ولا مخرج.. فيأتي نصر الله.. ولم يكن موسى مختلفا عن باقي رسل الله.. وما كانت نهاية المشركين كذلك مختلفة عن سالف النهايات..
ثم تأتي سورة المؤمنون على ذكر سيدنا موسى.. وسيدنا هارون.. وكيف أنهما أتيا فرعون وحاشيته بالآيات وبالمعجزات الحسية التي كانت معبرة عن ذلك السلطان الإلهي والدعم اللا محدود من رب العالمين لهما.. إنه سلطان مبين.. فما آمنوا حتى بالمعجزات..
وكذلك نرى على الوجه الآخر كيف انحرف قومه ومالوا إلى اللهاث لعبادة الأوثان.. فما آمنوا بصدق بالكتاب الذي جاء به موسى إماما ورحمة.. ولا أخذوا بما فيه.. تقول سورة المؤمنون..
…. ” ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) “..
} لاحظ أنه لم يأت القرآن بعد ولم يصل إلى وصف تلك الآيات التي ابتلى بها الله فرعون وحاشيته .. فلم يذكر هنا إلا معجزة العصا واليد.. وكانتا في الحقيقة تكفيان لأي منصف أن يرى فيهما يد الله تعمل.. لكنه الجحود.. (والجحود أن يعرف المشرك ويتقين الحق ثم ينكره).. يقول هنا التفسير الميسر: ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا التسع وهي: العصا واليد والجراد والقُمَّل والضفادع والدم والطوفان والسنون ونقص من الثمرات.. حجةً بيِّنة تقهر القلوب فتنقاد لها قلوب المؤمنين.. وتقوم الحجة على المعاندين.. أرسلناهما إلى فرعون حاكم “مصر” وأشراف قومه.. فاستكبروا عن الإيمان بموسى وأخيه.. وكانوا قومًا متطاولين على الناس قاهرين لهم بالظلم {.. تكمل سورة المؤمنون بالآيات (46 – 49)..
…. إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) ….
- فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) ..
….. فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) ..
….. وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49) ..
ثم تقدم سورة الفرقان أروع ملخص لقصة “حياة موسى”.. تقدم قصة قصيرة كاملة اجتمعت لها كل العناصر الأساسية للقصة في اقتضاب.. اقرأ من سورة الفرقان – الآيتين (35 – 36)..
…. ” وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ……
….. وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) ….. - فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا…….
….. فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36) …..
1) فالأصل في الرسالة أن الله أرسل سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بالكتاب إلى قئتين من الناس في حاضرته.. إلى فرعون وملئه.. وإلى بني إسرائيل وهم قومه..
2) وأرسل الله أخاه هارون وزيرا ومؤازرا وسندا.. ومتحدث فصيح بإسم حزب الله أمام الطغاه..
3) وأرسل الله موسى وهارون في المقام الأول إلى الفئة الطاغية المكذبة.. إلى فرعون وحاشيه.. فكذبوهما وأظهرا العداء.. وجعلوا يجاهرون بهذا العداء للحق في ربوع مصر.. بحاشريهم..
4) فكانت النهاية المحتومة أن أعرق الله الطغاة.. فقد دمرهم تدميرا..
هل أتى للبشر كتابا مثل هذا القرآن.. بهذا السرد المقتضب الرائع.. الوافي بملخص القصة.؟
أنت لا تملك سوى السجود للمؤلف…. سبحانه وتعالى..
أراكم على خير إن شاء الله..
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
الشعور بالنقص بين حق النفس و حقوق الآخرين …مقال بقلم أسـمـاء الـبـيـطـار
من أكثر الموضوعات صعوبة هي تلك التي تدخل فيها داخل عمق النفس البشرية، و الأكثر صعوبة عندما تكون هذه النفس غير سوية فكريا على الأقل.
تحدثنا مرارا و تكرارا أن أقرب الناس إليك هم الأبناء، فكل فعل و كلمة و تصرف ينطبع في ذاكرتهم و يستمر مصاحبا لهم طوال عمرهم.
فنحن لم نولد و في فمنا ملعقة من ذهب، فأغلبنا من الطبقة المتوسطة، و داخل هذه الطبقة طبقات أقل سواء في التعليم أو الدخل أو طبيعة العمل ..و هذا الأمر يسرِ على العائلات بالطبع، سواء بدرجة القرابة كأبناء العمومة أو أبناء الأخوال، أو بين الأخوة أنفسهم .
فمنهم من اجتهد و أكمل تعليمه المتوسط أو العالي، و منهم من لم يستطع و امتهن مهنة جده أو أبيه .
و من هنا نستطيع أن نبدأ حديثنا عن هذه الطبقة الأخيرة بالتحديد .. و سنبدأ من الجذور، جذور البيت الذي تربى فيه الأبناء بشقيه : الإيجابي و السلبي،
و لنبدأ بالجانب الإيجابي ..
و الذي تغرس فيه الأم المبادئ التي سيشب عليها أبناؤها باقي عمرهم ..فالأم هنا هي الأساس القوي و الصلب و مصدر القوة لزوجها قبل أبنائها ، فالأم هي الأولى و الوحيدة التي تقدر مدى تعب زوجها و معاناته للحصول على قوت يومه بالحلال لتربية أبنائه و تلبية طلباتهم . فتنقل هذا الجهد للأبناء بطريقتها اللطيفة الحانية عليه و عليهم و تجعلهم يقدرون فعله و لا يخجلون من مهنته ما دامت شريفة و رزقه من حلال . فتجعلهم يفخرون به و يعاونه في عمله، و لا يجد منهم إلا كل تقدير و احترام و حب .
أما الجانب السلبي ..
فهو سبب أمراض مجتمعية خطيرة تضر الشخص نفسه بالمقام الأول و تضر المجتمع الأصغر المحيط به، و من ثَم المجتمع الأكبر .
أما عن ضرر الشخص لنفسه فهو شعوره بالنقص و هذا الشعور إما يفرضه على نفسه فيرى أخوته أفضل منه و بالتالي سينتابه شعور غير صحيح بتفضيل آبائه لهم عليه في الاهتمام و المعاملة و التقدير و و و .
فيحمل لهم الكراهية و تتطور الأمور إلي الحقد عليهم في مراحل عمره التالية . مما يؤثر بطريقة مباشرة على مجتمعه الأصغر و هم أبنائه بالمقام الأول . فيورث لهم حقده على أخوته و أنهم أفضل منه في كل شيء و أن آبائه أهملوه و أهدروا حقه فيورث لأبنائه الشعور بالنقص تجاه أبناء عمومتهم . و بأنهم الفرع المائل في العائلة و بالتالي يزرع بداخلهم الضغينة و الكراهية لأعمامهم و أبنائهم . مما يجعلهم ينفصلون عن جذورهم و ينساقون وراء أفكارهم السوداء و للأسف يصدرون هذا الشعور لمن حولهم فتسوء سمعة العائلة ككل . و هنا دور الأم و هي جدة الأبناء لابد أن يكون حاضرا بقوة أكبر في محو هذا الشعور عن الابن و إن لم تستطع فعليها بالأحفاد . فالشعور بالنقص يمحوه إرث الكرامة و الاعتزاز بالنفس و بقيمة العمل مهما كان و ليس معنى أننا نختلف في قدراتنا العقلية و القدرة على الاستيعاب و إكمال الحياة الدراسية .. إننا نختلف عن الآخرين في شيء .
بل يجب أن نرضى بما قسمه لنا الله من قدرات و أن لا ننظر بعين الحقد إلي ما فضل الله به بعضنا على بعض . نعم الكرامة إرث و الاعتزاز بالنفس إرث و الشعور بالكمال إرث و الرضا إرث كل هذا تستطيع أن تغرسه في أبنائك بالكلمة الطيبة و التوجيه السليم و الرضا التام بالحياة الحالية أو المستقبلية و تقدير جهد الآباء ما داموا لم يقصروا في حق من حقوق أبنائهم و الكل عندهم سواء في المعاملة . و إلا أضاع هذا الفرد المسموم عقليا و فكريا جهد آباء سخروا أنفسهم لترك إرث من المحبة بين الأبناء صنع بالشقاء و التعب .
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
أزمات الحياة ورغبة الإنسان بالعيش في سلام وطمأنينة …. بقلم سهام جبريل
الوجود الفكري الفلسفي وطبيعته
فلسفة «هِجِل» مثالية وواقعية في آنٍ واحد؛ لأنها وإن تكُن تُعلن أن الفكر أسبق في الوجود، بل تُعلن أنَّ الفكر في حقيقة الأمر هو كلُّ شيء، إلا أنها تعترِف بأن هذا الفكر قد وجد نفسه في عالمٍ من الحقائق الواقعة التي لا يكون لها معنى لو فصلناها عن الفكر.، الطبيعة والعقل قد تفرَّعا عن أصلٍ واحد، ولكنهما ليسا فرعَين مُتساوِيَين قد انبثقا من جذعٍ بعَينه، إذ قد نشأت «الفكرة» أولًا، ثم نشأ من الفكر العالم الطبيعي والفكرة والطبيعة معًا يكوِّنان العالم الروحي … فأنت ترى الفِكر أساسًا لكلِّ حقيقةٍ في الوجود، سواء أكانت تلك الحقيقة طبيعية أم عقلية، ولكنه فِكر بالقوة أي أنَّ الفكر يسري في كلِّ جزءٍ من الكون، ولكنه يكون في صوَر الوجود الدُّنيا فكرًا بالقوَّة، ثم يُصبح إدراكًا، أي فكرًا بالفعل في الكائنات العُليا. ومعنى ذلك ،،أنَّ الفكر هو أول المراحل وآخِرها معًا، يبدأ الكون بالفِكر (بالقوة) وينتهي بالفكر (بالفعل). ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺳﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺭﻙ ﻋﻘﻼﻧﻴﺎ . ﻭﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ . ﺃﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ، ﺃﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺒﺪﻝ . ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻋﻄﻰ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻭﻣﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﻮ ﻋﻘﻠﻲ ﻭﻓﻜﺮﻱ . ﻭﻣﻦ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ
«لاينبغي، أن نمنح لأنفسنا الحق، كي نتكلم عن معرفة لايمكننا تبليغها».
مع الفكر العلمي، وعندما تتوسط الذات الموضوع، فهي تأخذ دائما شكل مشروع بقدر ما تتأمل الذات موضوعها، ستتوفر على أكبر الحظوظ كي تلم به عندما يتوقف المرء عن التعلّم، فهو حينئذ غير جدير بأن يتعلم
أنْ سعة الأفق: تجعل رحابة الفكر في سعادة : تحيلنا هذه الرحابة إلى ما كتبه أحد الفلاسفة .. عن العقل المنفتح، لكي نفهم المفارقة التي يعيشها العقل المنفتح، حين يفكر خارج الجموع وخارج النّسق السّائد، وجب أنْ نفهم الوسائل التي تتيح له هذا العيش، وهذا التحرّر الفكري و الخطوات نحو الانفتاح. السّؤال الّذي يعني الرّغبة في البحث عن معنى آخر، للحقيقة الّتي يرسمها العقل المنفتح ، وتصادق عليها الثّقافة وأيضاً الذي يمنح العقل التميّز والتفرد، والخروج من ربقة نمطية قاتلة، تستهدف العقل، وتميت عناصر الحياة فيه.الذي يعطيك إمكانية العيش مع الآخرين، دون أنْ تحتويك سياجاتهم، أو تحاصرك قيود أفكارهم؛ فيكفي أنْ تسأل كي تعبُر إلى حيث تتلاقى مع ذاتك في وحدة وجودية لا يستطيع العقل المنغلق إدراكها. وهنا يقف الإنسان بعقله المنفتح، ليمدّ بفكره كلّ أواصر الاتصال مع الجميع، دون أنْ تذيبه شعاراتهم، أو تنزاح به تعبيراتهم إلى حيث مركز ثقلِهم الفكري والثّقافي.
فنيتشه يطرح نفسه باعتباره مشروعا إنسانياً لا يخلو من غاية، فهو يبحث عن المعنى لوجوده وحضوره في هذا العالم تعبيرا عن ذلك القلق الذي يسكنه. وبمجرد أنْ تشعُر هذه الذّات بنفاذ غائيتها، أو نهاية وظيفتها، تعلن خروجها من جديد على السَّائد في حركة متواصلة لا نهاية
المعرفة: حسب أفلاطون لذة التعلّم لا تضاهيها أيّة لذة؛ ذلك الشّعور المصاحب للسّعادة المرتبطة بعملية الاكتساب والتعلّم والمعرفة، لأنّها اللذة الوحيدة التي لا تسبقها أية حاجة ما أو معاناة. . لأنّ المعرفة استكشاف وسوابق واسترجاع لذكريات، وحين نجد السّعادة نشعر كأنّنا وصلنا إلى مبتغانا. أمّا كانط، فقد كان أعمق من سابقيه حين اعتبر أنّ عملية اكتساب المعارف هي بالمعنى الاشتقاقي للمفهوم، ،، قال الفيلسوف هوسرل أن الثقافات العابرة نافعة لأنها تحفز الإنسان على مساءلة الذات وإن دعوة المجتمع المعرفي الدولي ليحس العلماء على العمل لمناهضة صعود اللاعقلاني والنزعات الباطنية ومناهضة التثبت بالمحلي أنقاذ روح التنوير التي قوامها العقل المشترك، وبث روح المعرفة وتقبل الثقافات الأخرى فالعالم لا يكون ألا بوعي بشري جمعي عالم الوجود بذاته حيث نعثر على كل شيء آخر
=التشكيلة الذهنية ومنظومة التفكير هناك ﻣﻌﻴﺎﺭﺍ ﺧﺎﺭﺟﻴﺎ يتجه ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺑﺎﻟﻤﻘﻮﻡ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ، ﻭﺭﻛﺰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺩﺭﺍﺳﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺳﻨﻴﻜﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ :” ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﻭﻣﺰﺍﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻘﺸﻒ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ”.
تبدلُ الحياة من زاوية النظر إلى النشاط الفكري ومعرفة كيف نعيش لنعطي مجالاً لإعادة ترتيب الأوراق على المستوى الذهني بحيثُ يكونُ العقلُ أكثرَ إصلاحا، حياة الفرد ونمط معيتشه من تغيرِ وتفسيره للظواهر الوجودية ماتشهدهُ الطبيعةُ من التحولات ومايعشيهُ البشر من الأزمات المرهقة إذن فالأولوية في مأدبة أبيقور الفلسفية هي التشكيلة الذهنية ومنظومة التفكير.ومايؤرقُ الإنسان باستمرار.لذلك يبدوُ بأنَّ مايصبوُ إليه الفكر هو تداوي النفوس أنَّ حظوة السعادة ليست في كل لحظة من لحظات الزمن وفق بالطبيعة والتماهي معها وتتجلى الحقيقة ” هناك في الوجود الطمأنينة مايفيدُ بأنَّ العقلَ وليس الزمن يحددُ نسبة التذوق باللذة “يتضمنُ الزمنُ اللامحدود نفس النسبة من اللذات التي يتضمنها الزمن المحدود شريطة أن نقيس حدوده بالعقل” يكملُ البعدُ الطبيعي في ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ . ﻭﺗﺴﻌﻰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﺭ ها للحصول ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻳﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ . ﺃﻱ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ . ﻭﻳﻬﺪﻑ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻭﻓﻪ ﻭﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻋﺐ . ﻭﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻭﻓﻪ ﻭﻗﻠﻘﻪ ﻭﺍﻟﺮﻋﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﺸﻪ
ظلت الفلسفة الرواقية فعلا مستمرا ومتوحدا مع الحياة ، التي يجب ان تتجدد كل لحظة ، وكان هدف الفلسفة ان تطوع ارادة الفرد مع العقل وهذا يحتاج الى تامل مكثف ووعي متجدد . وان نعيش في الحاضر ، فهو وحده الذي يحقق السعادة.
الإنسان والأزمات الحياتية من منظور الفلسفة
إن قلق الإنسان المعاصر الذي لا يختلف كثيرا عن ذاك الكائن الملحميّ الذي شغل بال دانتي أو شكسبير . في أعمالهم المسرحية ،و كما يتماهى في بعض التصرّفات والخطوط بشخصيّة “الأبله” لدوستويفسكي، ولا سيّما في شخصيّته الفريدة النازعة إلى الغرابة . بدون تحميل الفلسفة لن نفهم أزمات الحضارات، والتي هي أزمات روحية بالأساس. بدون الفلسفة لن ننجح في التعامل مع تلك الأزمات بنحو عقلاني وعملي. إلا أن هناك فكرة خاطئة ومضرّة مفادها أنّ من يبحث عن الطمأنينة داخل الفلسفة فقد أخطأ العنوان طالما دور الفلسفة ليس السكينة وإنما الإزعاج. هنا يتعلق الأمر بعبارة تُحمل على غير محملها. صحيح أن دور الفلسفة أن تزعج، دورها أن تزعج الجميع وفي كل الاتجاهات، دورها أن تزعج الجموع والثوابت واليقينيات، غير أن الطمأنينة ليست نقيض الإزعاج، بل هي غايته. ذلك أن الطمأنينة القائمة على الأوهام لا تطمئن، بقدر ما تؤجل شقاء الروح لكي تفاقمه في الأخير. التطمينات الوهمية مثل المسكنات التي قد تمنح للمريض بعض الشعور بالراحة لكنها لا تقدم علاجاً شافياً، بل قد تفاقم من حدة المرض، ولاسيما حين يتم الإفراط في استعمالها. فضلاً عن ذلك، أن يكون الفيلسوف مزعجاً ليس معناه أن يكون منزعجاً.
لا يمكن للثوابت واليقينيات والمطلقات أن تحقق الطمأنينة. بل إنها تُعيق إرادة النمو لدى الفرد حين لا تأذن له بتحقيق نموه، فتحتجزه داخل قوالب جامدة حتى يسهل إخضاعه ا. إن التمسك بالثوابت المطلقة لهو أساس الشعور بالتوتر والاضطراب الذي يصيب الإنسان في روحه. ذلك أن الثوابت سرعان ما تتحول إلى عائق أمام النمو الطبيعي والحر للذات. لذلك (الطمأنينة) الذي استعمله الأبيقوريون والرواقيون، قد استعمله أيضا تيار فلسفي يوناني آخر كان يسمى بالشكاكين، وكان على رأسه بيرون، .
الواقع الوجودي المنكسر
ذلك بأن الحياة ليست نزهة جميلة يستطيب فيها الإنسان هدوء الانتقال من موضع إلى آخر، ومن مقام إلى آخر. عند كل منعطف من منعطفاتها، تعتري الإنسان رعشة الاضطراب الوجداني. في كل طور من الأطوار نختبر ضروباً شتى من المعاناة. في مراهقتنا، تجتاحنا تجارب المغامرة الهوجاء، وتتملكنا إغراءات الاختبارات القصوى، وفي طليعتها الانتحار العبثي. في بلوغنا، نختبر صعوبة التزام مقتضيات النضج المرتسم في أفق وجودنا. في منتصف العقد الرابع، نرتاب ونتشكك ونسائل كل المسلمات التي بنينا عليها اختياراتنا وقراراتنا وتوجهاتنا. على مشارف العقد السادس، تنزل علينا الكآبة الوجدانية وتلفنا بضبابها الكثيف. لا ريب في أن هذه الاضطرابات تعبر عن أزمات وجودية عميقة تنتاب وعي الإنسان الساعي نحو النضج والمعرفة عن طريق فلسفة أزمنة الحياة. هذه الأزمات أشبه بعتبات انتقالية تعين لنا كيفيات الانتقال من طور إلى آخر حتى ننمو على درب الحياة الموهوبة.
أثبت بواسطة الفلسفة التفكرية والتأويل الفنومنولوجي، أن الأنا المتفكرة منكسرة انكساراً ذاتياً لا تقوى على ترميم أصالتها الأولى. ومن ثم، ما برحت الفلسفة تجتهد في تأول أسباب الانهيار النفسي الذي ينتاب الإنسان في المجتمعات المعاصرة. حين ينظر المرء في الأسباب، يستدعي انتباهه للوهلة الأولى أن سؤال الوجود يقلق الإنسان ويمنعه من التنعم الهني بحياته. فإذا به يصاب، من حين إلى آخر، بهزة كيانية ترمي به في هوة الفراغ .
إن عبارة الأزمة الوجودية التي كانت ذائعة قبل الأبحاث البسيكولوجية وتطور الإسعافات التحليلية الباطنية الدقيقة. أما اليوم، فيؤثر الناس اصطلاح الانهيار النفسي أو العصبي، ويتناقلون أخباره في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، لا سيما في الروايات الأدبية والأفلام السينمائية المكللة بالنجاح. بعض النقاد يميزون الأزمة الوجودية من الانهيار النفسي، فينسبون الأزمة إلى زمن رومانسي انقضى كانت النخبة الفكرية فيه، وقد بلغت أوج عطائها الفكري، تختبر بعضاً من الاضطراب الكياني يعطل وجودها الاجتماعي، ويلقي بها في صمت الاعتزال الظرفي المؤقت. والتأثر الجمعي المشترك بها، إذ إنها أضحت واقعاً شائعاً بين جميع طبقات المجتمع. وهنا تلعب وظائف الفلسفة ، أن تتعهد الأزمة الوجودية . ظاهرة القلق وظاهرة اليأس في الشفاء من اليأس غير أن معالجته لا تفترض في القلق واليأس المرض النفسي، بل تعاين حالين من أحوال الفرد أو وضعيتين من وضعيات الوجود الإنساني الأساسية يمكن أن يعتريا الكائن في جميع الأزمنة وجميع أطوار العمر. أما أصلهما، فشعور الإنسان بالخطيئة، إذ إن القلق يسبق هذا الشعور، في حين يقترن اليأس بواقع الخطيئة الذي يهيمن على الوعي الذاتي. من آثار القلق أنه يضرب رأس الإنسان في دوران هيجاني يفقده اتزانه ويدخله في حشرجات الفناء وهلوسات العدم. أما فضيلته العظمى، فإنه يوقظ الوعي إيقاظاً مباغتاً يكشف للفرد المنازع ذنبه الكياني الناشب في عمق براءته الأصلية، فيجعله يستخرج إمكانات جليلة من الوجود الحر والاقتدار المفطور على التنازع بين الخير والشر.
ينبثق القلق من تلك الحرية التي يتخيلها الإنسان و يقيسها على مثال طموحه اللامحدود. حين ينغمس في الخطيئة، ينتابه اليأس الجارف الذي يمنعه من الاضطلاع بمسؤولية الفعل الشنيع المرتكب. وحدها النعمة الإلهية تعتق المؤمن، بحسب وجودية كيركغارد، من سلاسل القلق و براثن اليأس، فتحرره كائناً متجدداً، متفوقاً على انعطابه المسلكي، متوثباً طامحاً تائقاً إلى معانقة مثل الرفق واللطف والمحبة. بفضل قيم التسامي الروحي هذه، يستطيع الإنسان أن يتغلب على انكساره الوجودي، في تخطي حمى القلق واحتضار اليأس.
كان فرويد يعتقد أن الشعور بالذنب أصل البلاء في حضارة القرن العشرين. يظهر هذا الشعور في صورة الحاجة إلى الاقتصاص الذاتي. ومن ثم، فإن العصاب الذي ينتاب الإنسان مرض ذنبي ينجم عن التصارع المهلك بين الممنوع والمباح في الاجتماع الإنساني. غالباً ما ينشأ هذا المرض في المجتمعات التي تعتصم بفروض النظام والطاعة والخضوع. غير أن الزمن لم يعد على الهيئة التي استخرجها فرويد في عصره، بل تغير تغيراً خطيراً، إذ انتقلنا من طور الخضوع لقواعد النظام الاجتماعي السائد إلى طور التشبث باستقلال الذات الفردية، لا سيما في المجتمعات العلمية الصناعية المتطورة. بيد أن الرغبة في استقلال الذات يولد قلقاً عظيماً في صميم الوعي الذي يدرك أن المسؤولية تفرض على الإنسان جهداً استثنائياً لكي يقرر التزام وجوده الخاص، و يختار أسلوب حياته، ويصطفي طريقة إسهامه في استعمار الكون.
وعليه، لم يعد الصراع ناشباً بين الذات والنظام الاجتماعي الخارجي ، بل أضحى منعقداً بين الذات والذات عينها يستحث الإنسان على الاضطلاع بمسؤولية كيانه الفريد الآتي إلى العالم في هيئة فذة لن تتكرر على الإطلاق. فإما أن يحيا حياته وفقاً لما يشتهيه، وإما أن يفقد معنى الأصالة الذاتية التي يتوق إليها في صميم وعيه. في هذه الحال ينتاب الإنسان اضطراب كياني يزعزع الأسس التي أقام عليها اتزانه الداخلي
كان الفيلسوف الألماني هايدغر يعتقد، في كتابه “الكينونة والزمان جريان الأحداث يجعل الإنسان غافلاً عن مساءلة معنى كينونة الكائنات. حين يتعطل سير الأمور المنتظمة لسبب من الأسباب، يقف الإنسان حائراً أمام مرآة نفسه ليختبر أقسى ألوان المساءلة الوجودية تطلباً. فيصيبه الدوار والقلق لشدة ما تتعبه الحياة التي يتحمل منها رهقاً منهكاً، وتخذله قواه ويتساقط من الإعياء الكياني. فتفتر عزيمته وتتضاءل همته، وإذا به يحجم عن الأمور الحياتية الضرورية هيبة وإنكاراً، وينخزل انخزالاً شاملاً، ويرضى بالجمود والحرمان. إنه القلق الوجودي الأبلغ الذي يلقي بالإنسان في خواء المعنى، ويستثير في نفسه الفراغ الذي يجعله يدرك أقصى إمكاناته الذاتية. في استباق الموت، يستطيع الإنسان القلق أن يستجلي معنى الكينونة التي يستقيم عليها كيانه. فإذا به يستعيد بعضاً من هدوئه على قدر ما يستسلم لمشيئة القدر المتجلي في كينونة الكائنات. ذلك بأن الإنسان ليس جوهراً مرسوماً رسماً قبلياً ثابتاً، بل فاعل منخرط انخراطاً حياتياً وجودياً معيشياً في صميم حركة الزمن والتاريخ. ومن ثم، يتحول وجود الإنسان، إلى مشروع راق واعد يؤهل الإنسان كيانياً، أي في جميع أبعاده، لكي يضطلع بمسؤولية وجوده، أي بوضعيته البشرية المحدودة والمشرعة على حد سواء، وبانفطاره على الموت، وبمحدوديته الزمانية، وبمعطوبيته الجسدية، وبذاتيته المنكسرة، وبانعقاد كيانه على المعية الإنسانية.
وعليه، فإن أصل الخيبة الفلسفية ناشب في استحالة الفوز باكتمال الكائن الإنساني. والاستحالة لها سببان: الأول الكثرة الغيرية المطلقة في الكون يواجهها الإنسان من منطلق ذاتيته، ولكنه لا يقوى على توحيد ذاته في مواجهتها؛ والثاني الزمانية المنبسطة أمامه تمنعه من إنهاء مسار الاكتمال، إذ تفتح له كل يوم باباً جديداً من الإمكانات المشرعة. أما عمق الخيبة، فيبلغه الإنسان حين يدرك أن ما يطلبه ليس الامتلاك الغرضي الشيئي المادي، بل الاكتمال الكياني الأونطولوجي الصميمي الذاتي الذي يستحيل الفوز به. الخيبة اعتراف باستحالة الاكتمال الذاتي، وقبول بمحدودية المسعى الإنساني. في هذا السياق، لا يفيدنا الهروب إلى مدينة مثالية تحقق لنا في عالم الغيب الماورائي كمال كياننا. الحكمة المتبصرة تقتضي الاكتفاء بالتطلب الراغب في حدود المحدودية التاريخية القائمة. وحده مثل الاكتفاء الراغب يحرر الإنسان من اشتداد التأزم الوجودي في وعيه الذي يقاوم حكمة الواقعية المتضعة. بذلك تتحول الحياة إلى لعبة عفوية .
لا ريب في أن جميع الاجتهادات الفلسفية هذه تظهر لنا أن أبلغ المساءلة الكيانية تلك التي تجعل الإنسان يستفسر في صميم اضطرابه الوجودي عن معنى الحياة: ما الفائدة من العيش في قرائن السر الغامض الذي يكتنف الكون وسياق الإرباك الأعظم الذي يلوي الإرادات ويقطع الأحشاء ويبيد الهمم؟ للفلسفة قول حكيم في هذا كله، إذ إن الأزمة وجودية تصيب معنى الحياة الذي تضطلع الفلسفة بمسؤوليتها الجليلة. عبر الفيلسوف الفرنسي في هوية الذات ، أن الأسباب التي تدفع بالإنسان إلى الكآبة هي عينها الأسباب التي تشرع له آفاق الابتهاج الكياني: “إن الأسباب التي تجعل المرء سعيداً أو منهاراً محبطاً، تشترك في استثارة الدهشة، واستثارة المفارقة الظاهرة أيضاً، إذ إنها الأسباب عينها على وجه الدقة قبل أن يستفيض في تسويغ هذه القربى، يستلهم بيتاً شعريا ينسب إلى الكاتب والشاعر الألماني مارتينوس فون بيبراخ (توفي عام 1498) الذي اشتهر بفضل البيت الشعري هذا: “أحيا من غير أن أعرف إلى متى؛ أموت من غير أن أعلم متى؛ أسير سيري من غير أن أعرف إلى أين؛ ومع ذلك، فإني مندهش من أني ما برحت مسروراً بذلك كله”. تجدر الإشارة هنا إلى أن المصلح الديني مارتن لوثر (1483-1546) كان على معرفة بهذا النشيد الذي كان ينعته بمزمور الكفار الذين ينكرون حقائق الوجود المعلنة في الوحي الإلهي. ذلك بأن المؤمن يعرف من أين أتى، وإلى أين يذهب، وكيف يسلك طريق الخلاص.
الحقيقة أن أفضل السبل للانعتاق من وطأة الانكسار الوجودي أن يستوصف الإنسان باطنه الذي هو الطبيب المختص بشؤون وعيه الذاتي وشجونه وإمكاناته وقدراته. يرسم مشاعر الانكسار في لحظة الاستيقاظ من النوم، إذ يفتح عينيه على عالم غدا مجهولاً غامضاً مربكاً مرعباً. يرافق الانطباع الصباحي المزعج هذا قلق شديد، وغصة خانقة، وهلع فاحش، وتقوض كياني رهيب. إنها السمات الملائمة التي تطبع وجدان المأزوم في استقباله أنوار الصباح. لذلك لا يلبث أن ينكفئ إلى ظلمة الليل حتى يحمي نفسه من انهيار الهيكل بأجمعه. لسان حاله أن اليأس وحده يولد البهجة الحق، وأن محنة الكآبة ضرورية من أجل إتقان فن الإبداع الوجودي.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
رجال في الإسلام … بقلم مدحت رحال ،،
مؤمن عريق
جرى الإيمان في صلبه وترائبه
لم يتخلف عن غزوة ،
حبيب بن زيد ،
كان حبيب وأخوه ( زيد بن عاصم )
من السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية ،
وكانت أمه ( نُسَيبة بنت كعب ) أولى السيدتين اللتين بايعتا الرسول عليه الصلاة والسلام .
أما السيدة الثانية ، فكانت خالته ،
إذن ،
فالإيمان يغذوه ويحوطه ،
وذات يوم خرج ( الكذاب ) يدعي النبوة ،
وإذ هو في غمرة جهله وحمأة ضلاله يبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا يقول فيه :
( أما بعد ، فإني قد أُشرِكت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأرض ، ولقريش نصفها ، ولكن قريشا قوم يعتدون ) !!!
ويرد عليه رسول الله :
( من محمد رسول الله ، إلى مسيلمة الكذاب ،
السلام على من اتبع الهدى
أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين )
ورأى الرسول عليه الصلاة والسلام أن يبعث إلى الكذاب رسالة ينهاه فيها عن حماقاته،
ووقع اختياره على / حبيب ليحمل الرسالة ،
وسافر حبيب مغتبطا بهذه المهمة ، ممنيا نفسه أن يؤوب الكذاب إلى الحق ، فينال الأجر والثواب ،
فما كان من الكذاب الأشر إلا أن سفك دم رسول يحمل رسالة مكتوبة ،
ضاربا عرض الحائط بكل صفات المروءة والرجولة ، ومخالفا الأعراف والتقاليد التي تكفل للرسول ما يسمى اليوم بالحصانة الدبلوماسية ، الأمر الذي كانت العرب خاصة تقدسه وتجله ،
وفي يوم مشهود ،
جمع الكذاب قومه ، وجيء بمبعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم / حبيب بن زيد ،
يحمل آثار تعذيب شديد ،
ونادى الكذاب جلاده ،
فأخذ ينخس جسد / حبيب بسن سيفه ،
ثم راح يقطع جسده قطعة قطعة ، وعضوا عضوا ، والبطل صابر محتسب لا يزيد على أن يهمهم :
(( لا إله ألا الله ، محمد رسول الله ))
كان بإمكان / حبيب ، أن ينقذ نفسه بكلمة يساير بها الكذاب ، ويبقى قلبه مطمئن بالإيمان ،
ولكن رجلا مثل / حبيب شهد بيعة العقبة ،
ما كان له أن يوازن لحظة بين حياته ومبادئه
وبلغ رسولَ الله نبأ استشهاد مبعوثه ،
فاصطبر لحكم ربه ،
فهو يرى بنور الله مصير هذا الكذاب
أما / نُسيبة بنت كعب أم / حبيب
فقد أطلقت يمينا لتثأرن لولدها ولتغوصن في لحم مسيلمة الخبيث برمحها وسيفها ،
وما هي إلا دورة قصيرة للزمن ،
حتى جاءت موقعة اليمامة ،
وخرجت / نسيبة مع الجبش تحمل رمحا وسيفا ،
وقُتل / مسيلمة ، وكان نصرا مؤزرا مبينا
وقفت / نسيبة ، وقد مُلىء جسدها بالجراح ، تستجلي وجه ولدها الشهيد / حبيب ،
فوجدته يملأ الزمان والمكان ،
ألم يكن أول من سقط شهيدا قبل أن يكون هناك شهداء ؟؟؟
رضي الله عنه وعن سائر الصحابة أجمعين.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
شعر الفصحى
المانحُ الممنوح ….شعر أحمد موسى – مصر
أنا المانحُ المَمنوحُ..
مَنْحيَ مِنْحَتي!
أنا الواهِبُ المَوهوبُ..
أخْذِي عَطِيَّتي!
فإنْ يَستَوِ الضِّدانِ فيكِ فأقبلي
وإلا فَعودي
لَستُ سائِلَ مِنَّةِ
فما الأخْذُ والإعطاءُ
إلا تَفاعُلٌ
كما قُبلَة الأشواقِ بينَ أحِبَّةِ!
فليس لها مُعْطٍ
وآخَر قابلٌ،
ولكنْ كِلا النِّدَّينِ صاحِبُ قُبلَةِ!
فنورٌ على نورٍ،
تَبارَكَ خَلْقُنا
وطِينٌ على طِينٍ، بأحسَنِ نَشأةِ
فإنْ كُنتِ مِشكاةً،
فإنِّي ضِياؤها
وإنْ كُنتِ مِصباحًا،
فزَيتُكِ نَظْرَتي
وإنْ كُنتِ مِنْ حُورِ الجِنانِ فَدَقِّقي
ألستُ أنا رَضوانَ
صاحِبَ جَنَّةِ؟!
وإنْ كُنتِ في “نُونِ النِّساءِ”
زُلَيْخَةً
فلَستُ سِوى الصِّديقِ..
يُوسُفُكِ الفَتي
فإنْ جِئتِ خاليَةَ الوِفاضِ
لِواحَتي
أتَتكِ بشاراتي
وسابِقُ عُهدَتي
فقَلبي رَحيبٌ
فاملَئيهِ شِكايةً
فهل غَير قلبي
تَقصدينَ بلَهفَةِ؟
وإلّا فطُوفي بالقُلوبِ
و “دَلّلي”
ودُقّي على الأبوابِ
كي تَتَثبَّتي!
فأنَّى كَقَلبي في القُلوبِ
لتَسكُني؟!
وأنَّى كقَلبي يَحتَويكِ
غَريرَتي؟!
فكُفِّي عَنِ التّلويحِ
بالنَّارِ رَهْبَةً
وذُوقي قُطوفًا دانياتٍ
بجَنَّتي
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
أجبْ أنتَ إلهي …. شعر القس جوزيف إيليا- سورية
عفْوكَ اللّهمَّ إنّي شاردُ
لستُ أدري وفؤادي باردُ
تهتُ عن أجوائِكَ الحسنى وبي
وحشُ جهلٍ وظلامٌ صاعدُ
كلُّ ما فيَّ انكسارٌ موجِعٌ
لارتقائيْ هو سهمٌ صائدُ
أبتغي مجدًا فلا أحظى بهِ
نورُهُ في وجهِ ليلي خامدُ
راكبًا أحصنةً عرجاءَ لا
يمتطيها في نزالٍ قائدُ
حيرتي تؤلمُني طعنَتُها
فأقاسي ما يقاسيْ السّاهدُ
آهِ مِن أسئلةٍ تقلقُني
فسؤالٌ لسؤالٍ والدُ :
كيف هذا ولماذا ومتى
في بواديها لساني قاعدُ ؟
فأجبْ أنتَ إلهي منعِمًا
نحوكَ الكلُّ بشوقٍ قاصدُ
يرتجي فهمًا وعِلْمًا بهما
كلُّ مَن فيهِ هُزالٌ ماردُ
كيف هذا الكونُ كونٌ رائعٌ
في حصونٍ مِن بهاءٍ صامدُ ؟
كم بغى الشّيطانُ تهشيمًا لهُ
فتهاوى من علاهُ الحاقدُ
لن يموتَ الحُسْنُ في أرجائِهِ
إنّهُ عن كلِّ قُبْحٍ حائدُ
فالسّماواتُ حديثٌ ساحرٌ
كيف لا يصغي إليهِ الجاحدُ
كلُّ ما فيها ضياءٌ روحُهُ
في ضلوع الكونِ فيضٌ سائدُ
وربوعُ الأرضِ جذلى بالّذي
هو وهّابٌ لها والعاضدُ
فعظيمٌ خَلْقُ ربّي ثابتٌ
ليس يفنى وهْو فيه السّائدُ
عجبًا في نفخةٍ واحدةٍ
صار في عيشٍ ترابٌ بائدُ
وبدا إنسانَ مجدٍ أبدعتْ
يدُهُ إبداعُها ذا شاهدُ
أنتَ تهديهِ نجاةً إنّهُ
بعد موتٍ في جِنانٍ خالدُ
يا إلهَ الكونِ يشدو لكَ في
كلِّ حينٍ بسجودٍ عابدُ
فعطاياكَ لهُ الخيرُ فإنْ
حُجِبتْ عنهُ فشرٌّ زائدُ
قدرةٌ لا تنتهي أفعالُها
إنّكَ الرّاعي لها والرّاصدُ
كلُّ هذا باهرًا يبقى فمَن
شادَهُ ربٌّ قديرٌ واحدُ
القس جوزيف إيليا
١٥ / ٨ / ٢٠٢٤
من قديم ماكتبت
ديوان أنا لغةٌ أخرى
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
قُلْ لي … شعر حياة قالوش- لبنان
ميلادُ حُلْمي مِعصمي وسِواري
ولِغيْرِ صدرِكَ لا أُزيحُ سِتاري
متوهّجٌ حرفي وقلبي ماطرٌ
تجري بروحي دُونما أسوارِ
مازلتُ أجمعُ كلّ نبضٍ بيْنَنا
وجنونُ حبّي لمْ تسعْهُ جِراري
أسعى وراء الفجرِ أقطفُ غيمةً
وإذا فَشلْتُ تُغيثُني أشعاري
حمّلتُ نفسي نارَ كلِّ خطيئةٍ
فتأججّتْ من فرط آهيَ ناري
أُخفي الأسى والشوقُ يفضحُ رعشتي
والقلبُ ظلَّ على أسايَ يُداري
قلْ لي، وعمري من رؤاكَ صباحُهُ
فلِمَنْ تغرّدُ بالندى أشجاري
لمَنِ القصائدُ حين يرقصُ صدرُها ؟
قلْ لي لمَنْ شالي ؟لِمَنْ أزهاري ؟
نجمًا قرأتُكَ في خيالات المدى
تمحو قناديلَ الدجى بجواري
هلْ أنتَ مثلي ساكنٌ في ليلةٍ
خَمَدَتْ وما زالتْ تُضيءُ نهاري؟
كلُّ الوجوه مُغيّباتٌ لا أرى
إلّاكَ .. أنتَ هديّةُ الأقدارِ
١٩/٧/٢٠٢٤
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
هاربةٌ مِنَ الحكايا -شعر عزيزة طرابلسي – سورية
هذه القصيدة هديَّة لحفيدتنا الغالية نايا بمناسبة عيد مولدها الرَّابع في ١٨ /٨ .مع دعواتنا أن يكلأها الله بعنايته ، ومع كلِّ الحب والتمنِّيات بالسعادة والفرح …..
يا فرحةَ العمرِ ، يا غيثًا همى نِعَمًا
يا نسمة الصُّبحِ تجلو الهمَّ والظُّلَما
يا نفحةَ العِطرِ تسري في جوارِحِنا
فَتَملأُ الرُّوحَ سعدًا ، تُبرِئُ السَّقَما
يا حبَّةَ القلبِ ، يا نورَ العيونِ ويا
عُمرًا جديدًا ؛ حَبانا ربُّنا كَرَمَا
يا زهرةً في شتاءِ العمرِ قدْ بَعَثَت
فينا الحياةَ بقلبٍ بالنَّقاءِ سما
تفتَّحتْ كزهورِ الأقحوانِ إذا
جاء الرَّبيعُ ، فكانت للهوى نَغَمَا
وأشرقت مثلَ ضوءِ الشَّمسِ ساطعةً
ثغرُ الوجودِ لِمَرآها قدِ ابتسما
كالبُرْعُمِ الغضِّ ؛ إنْ مرَّ النَّسيمُ بِها
وَرْدُ الحياءِ على وجناتِها ارتَسَما
وجهٌ بريءٌ ، ترى في نورِهِ أملًا
وَ وَقْدَةً مِنْ ذَكاءٍ واعِدٍ ، وَ لَمى
عينانِ كالقهوةِ السَّمراءِ إِنْ نَظَرَتْ
تُلْهِمْكْ؛ كَمْ شاعرٍ في سِحْرِها نَظَمَا
والكُحلُ مِنْ صنعةِ الرَّحمنِ في أَلَقٍ
قد زاد في حُسْنِها ..سُبْحانَ مَنْ رَسَمَا !!
تُنَقِّلُ الخَطْوَ بينَ الزَّهرِ لاهيةً
مثلَ الفَراشِ ؛ كؤوسَ الزَّهرِ إذْ لَثَمَا
تشدو كما الطَّيرُ في أدواحِها طربًا
قَهْرُ الزَّمانِ على ضِحكاتِها انحَطَمَا
وإن بَكَتْ ؛ تشتكي لِلْأَهلِ مَظْلَمَةً
فالدَّمعْ في خدِّها كالُّلؤلؤ انسَجَمَا
كأنَّها الجَدْوَلُ الرَّقراقُ إِنْ رَضِيَتْ
وفي العِنادِ ؛ ترى البركانَ والحُمَمَا
وإن تصدَّتْ لِأمرٍ باتَ يُعجِزُها
فكُلُّ مَنْ حَوْلَها أضحَوا لها خَدَمَا
كَمْ حَلَّقتْ في سَمَا الأحلامِ وانْطَلَقَتْ
مَعَ الطُّيوفِ تناجيها ؛ يدًا وَفَمَا
كأنَّها مِنْ حَكَايا اللَّيلِ هاربةٌ
تُحيلُ أحداثَها في قِصَّةٍ حُلُمَا
عَفْوِيَّةٌ أَثْبَتَتْ أنَّ الخيالَ غَدَا
طبعًا لَدَيْها ، وَيَجْري في العروقِ دَمَا
براءةٌ حَلَّقَتْ بينَ النُّجومِ بِها
تبني لها عالَمًا ؛ في أُفْقِها رُسِما
فتارةً .. هِيَ ليلى عِنْدَ جدَّتِها
تذودُ عنها ، تردُّ الذِّئبَ مُنْهَزِمَا
وَمَرَّةً تَلْتَقِي في الحفلِ فارِسَها
-أميرَ أحلامِها – تسلو بهِ الألَمَا
وَكَمْ زَهَتْ برداءِ الأُمِّ حانِيةً
على دُماها ؛ بقلبٍ بالحنان هَمَى
وبينَ أترابِها تَغْدُو معلِّمَةً
والكلُّ طلَّابُها .. وَعْيٌ زكا وَنَمَا
كَنَحْلةٍ دَأَبَتْ لِلشَّهْدِ ساعِيَةً
وَمَااشْتَكَتْ تَعَبًا يومًا ولاسَأَمَا
فَلْيحفظِ اللهُ نايا ثروةً لغدٍ
وَلْيهطلِ الخيرُ في أيَّامها دِيَما
دمشق سورية ١٥ / ٨ / ٢٠٢٤
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
طُوفانُ غزّة …. شعر ثناء شلش .. مصر
طفلُ الحجارةِ لم يعدْ طِفلا
فِي جُنْدِكُمْ قدْ أمْعَنَ القَتْلا
ولدٌ بألفٍ مِنْ عِصابِتكُمْ
لا لنْ ترَوْا أبدًا لهُ مِثْلا
فاقَ الجيوشَ بطولةً وفدًا
مِنْ نارِهِ جُبناؤُكمْ تَصْلى
وأراكُمُ مِنْ بأْسِهِ هَلعًا
وبكيتُمُ منهُ كمَا الثّكْلى
أحجارهُ فِي قلبكِمْ لهب
طُوفَانُهُ غَطّاكُمُ وَحْلا
غُصْتُمْ بِهِ أنّى لَكُمْ هرب
فَيضَانُهُ يزدادُ مُذْ هلّا
زِدتُمْ له بَطْشًا ومهلكة
لكنّهُ لمْ يعرفِ الذّلَا
تَبّتْ يدَاكمْ يا صها ينةً
مِنْ كَيْدكُمْ أحرقتُمُ الشّبْلا
ثناء شلش
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
خُـــذنِـي إلَيـــكَ …. شعر شُكْرِي عِلْوَانَ
رَأَيْتُ الْجَمَـــالَ بِوَجْــهٍ بَشُوشٍ
يُضِيءُ الْحَيَـــاةَ كَوَجْـــهِ الْقَمَـر
يُقِــــرُّ الْعُيُــونَ وَيُبْدِي انْشِرَاحًا
يُــدَاوِي الْجِــرَاحَ إِذَا مَــا حَضَـر
فَإِنْ يُرْسِلِ الطَّرْفَ يَسْبِ الْفُؤَادَ
فَتَنْــأَى الْهُمُــومُ أَمَــــامَ النَّظَـــر
وَنَفْحَـــةُ عِطْرٍ تَحُــوطُ الْمَغَـانِي
وَقَلْبِـي يَهِيـــمُ وَيَحلُـــو السَّمَــر
وَسِحـرُ الطَّبِيعَيةِ يَزهُــو بِحُـــبٍّ
وَأَلْحَــــانُ طَيْــرٍ تَهُـــزُّ الشَّجَـــر
وَمَـازَالَ يَهْفُـــو النَّسِيــمُ الْعَلِيـلُ
يَمُــــنُّ عَلَيْنَـــا بِطِيـبِ الْأَثَـــــــر
وَتِلْكَ النُّجُــومُ الْعَـــوَالِي أَطَلَّـتْ
لِتَشْهَدَ عَهْــدَ الْهَـــــوَىٰ بِالسَّحَــر
فَهِمْتُ بِزَهْـــرِ الْخُـــدُودِ النَّـــدِيِّ
وَهَــــــامَ الْحَبِيـبُ هُيَــامًا ظَهَــر
وَصَــــارَ الْفُــؤَادُ أَسِيرَ الْغَـــــرَامِ
فَيَقْنَـــعُ مِنْــهُ بِلَحْـــــظِ الْبَصَــــر
يُحَبِّبُ قُربُــــكَ طُــولَ اللَّيَـــالِي
وَحُسْنَ اللِّقَـــــاءِ بِــــلا مُختَصَـر
فَـــلا تَتْرُكَنِّـي فَأَنــــتَ حَيَـــاتِـي
وَخُـــذْنِي إِلَيْــــكَ فَنِعـــمَ المَقَــرّ
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
قراءة الصورة…. شعر أدهم النمريني.
اطلاع الزير سالم على أحوال تغلب حينما عاد إليها كهلا.
يقولُ الزّيرُ حينَ أتاهُ عَقْلُ
سلامٌ دونَ خَيْلٍ ذاكَ ذلُّ
ألا يا زيرُ لو تدري بِحالٍ
لِتَغْلِبَ كيفَ هامَتُها تُذَلُّ؟
فلا النّيران تُشْعَلُ في حِماها
ولا الأسياف من غمدٍ تُسَلُّ
فَذا جَسّـــاسُ يُبْرِمُ كُلَّ عارٍ
ويُخْتَمُ من خَساسَتِهِ السِّجِلُّ
فمــا بَقِيَتْ لِتَغْلِبَ أيُّ خَيْلٍ
ولم يُقْرَعْ لِثَأْرِ كُلَيْب طَبْلُ
لِجُحدُرَ صارَ بينَ النّاس قََدْرٌ
على كَفَّيْهِ كم شَأنٍ يُحَلُّ
فَسَلْ عَنـّا اليَمامَةَ كيف صِرنا
وكيفَ يسوقُنا للذّلِّ ذُهْلُ؟
أبا ليلى أطَلْتَ النّومَ فينا
متى ثاراتُكَ الحُبْلى تَطلُّ؟
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
قصيدة على البحر الكامل بعنوان : ” وماذا بعد “
بقلم : وليد الحريري الشوالي / سوريا
إنّـي عـلمتُ الـيومَ
ما صـمتُ الـورىٰ
إلّا لِـينطقَ
فـي فـلـسطين الـحَجَرْ
حـرفـي
تُـمَـرّغُـهُ الـحَـياةُ
فـما أرىٰ
إلّا الــرّضـا
عَـن أيِّ أمـرٍ قَـدْ صَـدَرْ
هل مـاتَ فـينا الحسُّ ..
أم أجـسادنا ؟!…..
أضـحتْ كموتىٰ
لا يُـحرّكـهمْ خَـطَرْ
خُـذني إلـى حـتفي
بِـرَبّـكَ لا تَـخَـفْ
هـل أفـزعَ الأمـواتَ يوماً
من حَـضَرْ ؟…
سِـرْ بـي إلـى الأزَلِ الـبعيدِ
وخَـلِّني
فَـهُـناكَ ….
أروعُ ما يـكونُ بـلا بَــشَرْ
لـنْ تـخلَعَ الـشّمْسُ الـبَهيّةُ
ثَـوبَـها
لـن تـسقطَ الـنجماتُ
إن غـابَ الــقَمَرْ
أمـضيتُ عـمريَ
فـي الـحياةِ كـغيمَةٍ
عـطشى
تُـفتّشُ في الـقِفارِ عن المَطَرْ
ووصَلتُ
بالـحرفِ الـسّطُوعِ لِـنجمةٍ
خـرّتْ تـُخبّئُ نـورَها
بـين الـحُفَرْ
مـاتَ الـرّجاء ُ
فماتَ فينا فخرُنا
بـاتَـتْ مـشاعرُنا
تُــهانُ وتُــحـتَقَـرْ
لا دفءَ فـيها
لا أمَـانَ يـضـمُّها
لا نـبضَ
فـي جَـسدِ الـمَشاعرِ
لا بَـصَرْ
عـُدْ بـِي
إلـى مـا قـبلَ آدمَ
كـي أرى
هـل نـحنُ من مـاءٍ وطـينٍ
أم كَــدَرْ؟
فـلقدْ عَـلمتُ الـيومَ
مـا صـمتُ الـورىٰ
إلّا لِـينطقَ
فـي فـلـسطين الــحَجَرْ ..
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
رســـولُ الله يــاقمرَ الــسماءِ … شعر د.زهير قنبر
إذا الأقــمارُ غــابت في السَّماءِ
وضوءُ الشَّمس يخفى بالمساءِ
فــهل نرجو بنورٍ حين يخبو
وهذا النورُ يزهو بــالبهاءِ
مــن الــمشكاة يُسقَى كلَّ وهْجٍ
حــبــاهُ اللهُ أســـرارَ الــضــياءِ
ويغزلُ من خيوطِ النُّورِ ثوباً
تــنــاغمَ بــالــجمالِ وبــالصَّفاءِ
فيــلبسُ من سَناهُ الكونُ سحراً
رداءً قــــد تــــبــدَّل بــالــرداءِ
رســـولُ الله يــا قــمراً تــبدَّى
ظــلامُ الــليل يُــسرِع بــالخَفَاء
يــشعُّ الــنورُ إذ تــمشي بــدربٍ
ســراجــاً قــد تــحلى بــالزَّهاء
يغارُ البدرُ إنْ يَبْدُ المُحيَّا
وفيضُ الماءِ بالكفِّ الثَّراءِ
تــفــشَّى بــالجزيرة كــلُّ ظــلمٍ
وأوثــــــانٌ ووأدٌ لــلــنــســاءِ
وكــان الــجهلُ والإشراكُ يُعمي
عــــداواتٌ وســفــكٌ لــلــدماءِ
رَوَيــتَ الــناسَ إذ ظمِئُوا بدينٍ
كــزرعٍ جــفَّ مــن عــطشٍ لماءِ
فَــلانَ الــعُودُ فــي أرضٍ بُــوارٍ
تــفــتح زهـــرُهُ بــعــدَ الــجَفاءِ
أقــمتَ الــدِّين لا تــرضى بكفرٍ
لــيــعلُوَ رغـــمَ أربــاب الــعِداءِ
صَــدوقُ القولِ ذو خُلُق عظيمٍ
إذا عــاهــدَّتَ أوفــى الأوفــياءِ
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
يا سامعًا وجعي…..شعر إمام إبراهيم سراج
وَسَهِرْتُ أتلو فيكَ كلَ قصائدي
غزلًا وشوقًا والحنينُ دعاني
وبرغم ذاكَ البَيْنِ ينسجُ خافقي
ثوبَ اللقاءِ عساكَ أنْ تلقاني
يا لوعةَ القلبِ المُؤَجْجِ ليت لي
رِدءًا يُخفف بالوفا أحزاني
إنِّي صرخت مرددًا يا لوعتي
ضاع الحنانُ وهجركم أعياني
يا سامعًا وجعي رجاءً دُلَّني
كيفَ السبيلُ لأستعيدَ أماني
ما عاد لي في بحرِ وَجْدِكَ زورقٌ
والموجُ عاتٍ والصمودُ جفاني
فَقَدَتْ أزاهيرُ المروجِ أريجَها
والدمعُ أرَّق جَفْنَهَا وسقاني
كأسًا من الأحزانِ عَبَّ مرارةً
ومِزاجُهُ صبرٌ سرى بكياني
والسهمُ يَمْرُقُ نحو صدري قاتلًا
سهمُ القطيعةِ قاصِمٌ ورماني
نفسي ومن ألمٍ تعاتبُ بعضها
ويسودها خلْطٌ من الأشجانِ
يا ليت شعري كيف أبدأ قصتي
ضاقَ الجَنَانُ وأنتَ أنتَ الجاني
يا قارئًا شعري إليك قصائدي
تشكو لهيبَ البعدِ والهجرانِ
من لي إذا غمر النحيبُ لحونَها
والحزنُ يرفلُ قاصدًا عنواني
أو من يواسي أَحْرُفِي إنْ سَطَّرَتْ
وجعًا يُزلزل بالجفا أركاني
ما عاد لي غير الودادِ ووصلكم
ليجوبَ عطرُ الفرحِ كل بياني
فافتحْ لقلبي إن أتاكَ مسالمًا
واخفضْ جناحَ الذلِّ بالتَحنانِ
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
في ذكرى الشاعر بلفرد جمال : “لمسة وفاء” شعر : وجيه وسلاتي – تونس
مرّ عامٌ في عَجلْ
منذ ودّعنا البطلْ
ذاك ” بلفردُ” الذي
كان منّا إذ رَحلْ
شاديًا شِعرَ التُّقى
من قوافيه ارتجلْ
أو تغنّى بالهوى
واصفًا وجدَ الأُوَلْ
أو أتانا حانقًا
يدحضُ الظّلمَ الجَللْ
واعظًا في نظمهِ
يُملءُ الدّمعَ المُقلْ
ما نسينا الصّحبَ يَوْ
مًا ، وَ ما الجرحُ اندملْ
فاض منّا الدّمع سيْ
لًا ، فما استَبقى الوَشَلْ
نَمْ قريرَ العين يا
طيّبًا في ما عمِلْ
كنت رمزًا للوفا
في مُحيّاك الخجلْ
ذاك صدقٌ كان من
نظمِ مجزوء الرّملْ
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
قصيدة مسلسل جميل وهناء….شعر عبدالناصر عليوي العبيدي
أَفَــلا تَــرُدُّ أَيَّا (جَمِيلُ) عَلَى (هَنَا)
سَــقْفُ الــكرَامَةِ قَــدْ غَدَا مَشْرُوخـا
وَدَخَــلْتَ يَــا سَــبْعَ الــسِبَاعِ بِحُفْرَةٍ
سَــتَــذُوقُ فِــيهَا الــسُّمَّ وَالــزَّرْنِيخا
إِذْ مَــا صَــمَتَّ فَــقَدْتَ آخِــرَ حُجَّةٍ
أَقْــنَــعْتَ فِــيــهَا سُــذَّجًا وَفُــرُوخا
مِــثْــلَ الــنَّعَامَةِ إِذْ تُــخْبِئُ رَأْسَــهَا
وَالــجِــسْمُ يَــظْهَرُ بــارِزًا مَــنْفُوخا
فِــي أَحْــسَنِ الأَحْوَالِ كُنْتَ مُهْرِّجًا
قَــزَمًــا حَــبِــيسًا خَــائِفًا مَــمْسُوخا
أَوْ أَنْ تَــرُدَّ، تَصُونُ بَعْضَ كِرَامَةٍ
لَــكِــنْ سَــتَــأْكُلُ بَــعْدَهَا الــبِطِّيخَا
لَا ضَــيرَ إِنْ مَــاتَ الــفَتَى بِكِرَامَةٍ
فِــي مَــوْتِهِ قَــدْ يَــصْنَعُ الــتَّارِيخَا
لَــكِنْ خَــبُرْتُكَ يَا (جَمِيلُ) مُخَادِعًا
لِــحَــبِيبِكَ الــغَالِي تُــمَسِّحُ جُــوخا
وَبِــزَعْمِ زَرْقَــاءَ الــيَمَامَةِ شَاهَدَتْ
شَــخْصَيْنِ لَــيْلًا يَــدْخُلَانِ الــكُوخَا
بِــرِوَايَةِ الــجِيرَانِ عَــنْهُمْ أَدْرَكَــتْ
كَــانَــا سَــوِيًّــا يَــصْــنَعَانِ طَــبِيخا
فَغَدًا إِذَا كُشِفَ السِّتَارُ وَصَحْصَحَتْ
سَــنَرَاكَ تُــظْهِرُ لِــينَةً وَرُضُــوخا
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
نداء الحبيب… خالد أبو راغب.
قُلّ لي بربك يا أعز الناس
مالي أراك لحبوتي متناسي.
فأنا الذي أهفو إليك فكلما
ذكروك طارت فكرتي من راسي.
والقلب يهوى ما أردت ويرتجي
أن تستقر ببلدتي وبناسي.
يا مالكا كلي وكلي لهفة
فاضت بحب الروح والإحساسِ .
ما جاء نوم العين إلا غفوة
مادام للطرف الجريح نعاسي.
حلم يجيء بما يخالطني فما
جاء البشير لكي تزول مآسي.
أرسلت في طلب القميص مناديا
أرنو لمبسمك الرقيق الماسي .
غاب البشير ولم يرح لنواظري
ويرد ما أخذ الفراق القاسي.
سأظل أسأل كل عير في الفلا
وتظل ذكري ما أتى جلاسي.
القصة القصيرة
أمل مصلوب …بقلم فادية حسون – سورية
اخترق محمدٌ الجموع المحتشدة في طابور أمام دائرة النفوس في دير البلح ، ضامّا ورقتين إلى صدره خوف التمزق وسط الازدحام الشديد ، كان قد ملأ البيانات بخط يده وفرحة قلبه :
اسم المولود : ٱسر
الجنس : ذكر
مكان وتاريخ الولادة : غzة/ دير البلح 9/8/2024
اسم المولودة : ٱيسل
الجنس : أنثى
مكان وتاريخ الولادة : غzة / دير البلح 9/8/2024
كانت ملامح وجوه الناس تنطق بالتناقض المفزع ،
دموع مالحة هناك لشخص يحمل بيان وفاة لعزيز على قلبه قنصته يد الغدر .. وذاك يتهلل وجهه بالبشرى والدموع اللذيذة وترفرف في يده شهادة ميلاد لطفله الصغير ..
شعر محمد بمعاتبة الذات ، وحاول خفض قرع طبول الفرح في داخله التي تنتهك حرمة الحزن ، حاول أن يفصل بين مايعتمل في قلبه وما يرتسم على وجهه ليبديَ بعض التعاطف خجلا من تلك الدموع المالحة على وجوه الثكالى والفاقدين ،
أنهى معاملته بعد عناء وانتظار ، عرج إلى القصّاب في ٱخر الشارع ليشتري كبد خروف لزوجته النفساء وبعض العصائر الطبيعية ، كما أوصته أن يشتري بعض الشوكولا لتقديمها للمهنئين ،
حمل الأكياس وتوجه إلى البرج السكني الذي كان ملاذهم الأخير حين نزحوا من شمال غzة إلى وسطها هربا من ٱلة الموت .. كانت أصوات القصف تأتيه من كل مكان وقد اعتادت أذنه وٱذان الفلsطينيين جميعهم على أصوات القذائف التي يملأ غبارُها الأرض والفضاء ، ورائحة الدم والبارود تزكم الأنوف وتُدمع العيون ،
قبيل وصول ( محمد أبو القمصان) إلى الحي الذي يقطن فيه وعائلته هزّه صوت انفجار مدوٍّ زعزع كيانه ، هرع بكل ما أوتي من ذعر ولهفة باتجاه الصوت ، الصوت ٱتٍ من مكان سكنهم .. اقترب من ركام المبنى ، صرخ بأعلا صوته مناديا أولاده وزوجته .. لعله كابوس وسأفيق منه حالا ( هكذا حدثته نفسه )
سقطت الأكياس من يديه ، وغطت صور الأشلاء مساحة عينيه ، حملق كثيرا فوق الركام ، فلاحَ له قماطٌ أبيض لمولود جديد مخضّب بدماء قانية ، فاخترق صراخ محمد عنان السماء ، بينما تناثرت فوق الجثامين قصاصات ورقية فقدت صلاحيتها لحظة صدورها .. كان هناك شهادتا ميلاد ل ( ٱسر وٱيسل ) …
والٱن محمد بصدد الوقوف على طابور دائرة النفوس مجددا لكن طعم الدموع قد تحول من قمة الحلاوة إلى غاية المرارة
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
سرادق فرح … بقلم حسين الجندي
شردت أميرة بذاكرتها بعيدا وتذكرت آخر مكالمة معه:
-أميرة..اعذريني..
أنت طالق..
أنا لا أستحقك..
سلام..
سبع سنوات عجاف لم يتركا بابا لطبيب إلا وطرقاه،لقد أنفقا كل ما يملكانه، لكنها إرادة الله..
جاءه عقد سفر لإحدى الدول العربية، لم يكن مغريا بقدر ما كان فرصة ذهبية للهروب..
تركها في وقت هي أشد ما تكون في حاجتها إليه..
أفاقت من شرودها على صوت عادل يناديها:
- هل أعجبتك ناهد يا ماما؟ لكنها لم ترد..
كرَّر سؤاله وهو يهز كتفها..
ردت بعناء:
-نعم يا ابني ربنا يبارك لك فيها..
نظرتْ إلى صورته المعلقة على الحائط،تنهدت ولم تتمالك نفسها فانهمرت دموعها..
احتضنها عادل وهو يهمس بحنان:
-أعرف يا أمي، لقد كان وجوده بيننا الآن يسعدنا..
ولكن..
الله يرحمه ويحسن إليه..
تمتمت بمرارة: - آه.. نعم.. الله يرحمه ويحسن إليه..
ثم نظرت مباشرة إلى عينيه وقالت:
على فكرة ..ناهد بنت تستحق كل خير..
في صالة بيت ناهد عُلِّقَتْ الزينات وصدحت أغنية يا دبلة الخطوبة، الأجواء احتفالية بامتياز، الكل في سعادة،عادل في كامل أناقته، يمسك بالشبكة انتظارا للحظة التي طالما تمناها..
عجيب أمر والدتها..
لماذا أخفت عنها أنه على قيد الحياة؟
طالما قالت لها :
أنه شخص غير جدير بلقب أب؛لقد تزوجها في السر ليخفي الأمر عن زوجته الأولى ثم تركها وسافر ومن يومها لم يفكر ولو للحظة في الاتصال بها..
لعنة الله على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لقد استطاع من خلالها تتبع أخبارهم ،لقد تهيأ للظهور في حياتهم بعدما انزاحت عن كاهلها جل الهموم ..
هو على وصول..
أخبرتها بذلك قبل الحفل بلحظات..
ظلت ناهد تنظر إلى الباب بكل خلية في جسدها؛لطالما تمنت رؤيته..
رن جرس الباب،دخل رجل على مشارف الخمسين..
رنت منها التفاتة إلى أمها التي سقطت من عينيها دمعتان رغما عنها، وأومأت إليها برأسها كأنها تقول لها:
-نعم إنه هو.. أبوها..
لم تدرِ بنفسها إلا وهي ترتمي بين أحضانه..
أخذته من يده بسعادة إلى عادل وأمه،وقبل أن تقدمه إليهما رأت الذهول الرهيب يصيبهما،لكن عبارة واحدة نطق بها عادل كانت كفيلة بسقوطها مغشيا عليها:
- أما زلتَ على قيد الحياة يا أبي؟! انقلب السامر فجأة إلى سرادق عزاء…
ولكن بلا ميت.. لقد دخلت ناهد في غيبوبة لم تخرج منها الى اللحظة أما الأب فقد عاد من حيث أتى بعد أن دمر حياة الاثنين..
-لماذا لم تخبريني بأن أبي لازال على قيد الحياة؟!
قالها عادل منهارا:
صمتت ولم ترد عليه فقد كان الصراع داخلها يكاد أن يمزقها..
وفي الأخير نهضت وأمسكت بيده ونظرت مباشرة إلى عينيه:
-أما زِلْتَ متمسكا بناهد؟
امتقع وجهه وابتلع ريقه بصعوبه بالغة وأسمى آيات الحيرة تقفز من قسماته قبل أن يجيب بصوت متحشرج:
كيف ذلك وناهد.. ناهد أختي؟!
تمالكت أعصابها وخرجت من فمها جملة كالقنبلة:
- ناهد ليست أختك يا ابني..
وقبل أن يعقب أردفت:
-نعم .. بعد أن يئست من إمكانية الحمل، تلقيت مكالمة من الطبيب الذي يتابع الحالة أخبرني فيها بضرورة الحضور إلى العيادة في أسرع وقت..
-معقول يا دكتور؟!
رد عليها مطمئنا:
-الموضوع بسيط وأعدك أنه سيظل في طي الكتمان، كل ما في الأمر أننا سنضع في رحمك الحيوانات المنوية المجمدة لمريضي المتوفي، وسيحدث الحمل، صدقيني العملية مجربة وناجحة بنسبة كبيرة، اطمئني..
-لكن أليس هذا الحمل حرام؟!
رد عليها في غضب مصطنع وبعبارات حرص على جعلها مقنعة:
-أنا لست شيخا..
ثم إن هذا الرجل أوصى بحيوانته تلك لمن يريد بعد علمه بقرب وفاته فلقد كان مقطوعا من شجرة وو..
ثم نظر إليها ولم يعطها فرصة للتفكير وأردف:
-ثم أنني لن أكلفك سوى أن تقومي بأمر بسيط للغاية..
سكت هنيهة وتابع بعد أن تحولت نبرة صوته إلى ما يشبه الفحيح:
أن تصنعي لي دعاية في محيطك وفي كل مكان تذهبين إليه وسأجري لك العملية فورا وسأتابعها أيضا وكل هذا بالمجان، وبالطبع سيظل هذا الأمر سرا بيننا إلى آخر العمر..
عندما وصلت الأم إلى هذه العبارة وقف عادل مبهوتا حاول التحدث لكن الصدمة شلت لسانه..
بعد لحظات وكأن عقله قد بدأ يستوعب الأمر فانفكت عقدة لسانه:
-لكن أنا بهذا أكون ابن حرام؟!
لطمته على خده ثم احتضننته في نوبة بكاء هيستيرية..
لا لا أنت ابني وستظل هكذا إلى الأبد، لا يهمني من يكون والدك ووو
قاطعها عادل بغلظة:
مهلا.. أريد أن أعرف اسم هذا الطبيب وعنوان عيادته..
نظرت إليه بريبة:
-ماذا تنوي أن تفعل؟!
أجابها بحدة وتحدٍ:
سأفعل ما يجب فعله من زمن، سأوقف هذا المأفون عند حده..
أخذ عادل يبحث في الإنترنت عن أي معلومات حول الطبيب وهاله كم الموضوعات المتعلقة عنه في محركات البحث الشهيرة،لكن شيئا ما جذب انتباهه أثناء بحثه،لقد أخذ يحملق طويلا في صورة الطبيب..
في وقت انتهاء مواعيد العيادة وقف عادل منتظرا بلهفة نزول الطبيب..
استوقفه
نظر مليا في وجهه ،اتسعت حدقتاه عن آخرهما،والعجيب أن الدهشة كانت من جانب الطبيب أيضا وإن حاول إخفاءها..
داخل المستشفى فتحت ناهد عينيها والدهشة العارمة تعلو وجهها أثناء مشاهدتها لمقطع فيديو قصير يعرض مشهدا مسجلا من كاميرا مراقبة لشاب يقتل طبيبا شهيرا وتحته خبر يحمل اسم القاتل :
(عادل……)
مزيلا بعبارة:
(وسنوافيكم بالتفاصيل لاحقا ..)
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
كل الناس …. بقلم نجوي عبد الجواد – مصر
قصيدة جديدة نشرها، أسرعت متلهفة “كل الناس “حلو العنوان دائما يجدد. تلتهمها بعينيها، رائعة الأبيات، ساحرة الكلمات، تحتل القلب دون مقاومة، هكذا تراها . أسرعت بالتعليق موضحة الجمال، مؤكدة على الروعة، شاكرة حسن النشر وروعة المنشور، وانتظرت أن يرد.
توالت التعليقات، وظهر المعجبون ولم يرد. تتابع عن كثب من حين لآخر ما يكتب من تعليقات كلها مدح وثناء. وأخيرا ظهر وأطلَّ على محبيه، ووزع العلامة الزرقاء على جميع التعليقات. نظرت لعلامتها وتغيرت ملامحها وشعرت بانقباض قلبها وبدون تفكير وجدت أصابعها تتحرك لتكتب في الرد :”أقسى من الهجر أن تصبح واحدا من الناس بعد أن كنت كل الناس “. ترسل الرسالة وتودع معها كل ما فات.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
على باب السماء….قلم :غادة ميرو
وقف طيفي المشرد على باب السماء الدنيا، تحيط به نجوم مذعورة، توشوش في أذن الملاك الحارس : إنّها ليست ميتة، أبعدها، فلا مكان لها داخل هذا الباب.
- لقد متُّ، و لكن لماذا لا يعترفون بموتي؟ و يريدونني مشرّدة، ألا يكفيني أهل الأرض الذين شلحوني على حجارة بيتي مهددة بالذعر و الخيال المريض و قلبي المتعب ..
ها أيّها الملاك لقد متُّ انظر وجهي، أليس وجه أموات ؟
_ أنت لست ميتة، عودي إلى حجارة بيتك، و استلمي خيمة منهم لتقيك خوفك و وهمك عودي. - لا أنا متُّ، لقد أكد لي الطبيب ذلك، حين انتشل كل ما في أضلاعي تاركًا وجعي و صوت تكسّر أحلامي شاهدًا على سقوطي هناك تحت أنقاض الضمير، حين دقت القلوب دقتها الأخيرة معلنة انتهاء الزمان، و أشارت إلى السماء، فصعدتُ، لأتخلص من جسدي الذي أربكني، فهو لا يكفُّ عن التوجع، و لا يقتنع إلا بكونه مريضاً بأمراضٍ عضال لا يبرأ منها أحد..
- ألديك شهادة وفاة؟
- لا لم يكن لدي وقت لأستخرجها و لا مال..
- و لماذا المال ؟
- يا لك من ملاك مسكين، إنّهم لا يعطون أي ورقة إلا بالعملة الصعبة.
- عملة صعبة لا أفهمك.
لن تدخلي إلا بشهادة وفاة لا أوراق لك هنا، لقد فتشت كلّ الأوراق عندي، اذهبي فلا أملك من أمرك شيئا. - أيّها الملاك، دعني آخذ مكاني في طابور الأموات، لا أقبل أن يسرقوا خيمتي و حصتي من المساعدات، فالملائكة لا تحتاج الخيم، و لا تبيع معونات، الملائكة لا تحتاج أموالا، فالآخرة أغلقت البنوك على آخر إيرادات الدنيا، دعني أسرع، لابد أن بعض الشياطين المهوّسة بالمال، لن تصدق أنه لا يفيد هنا.
حقي خيمة في الآخرة أم ستتركونني نهب العراء هنا أيضا. - لا تملكين شهادة وفاة، إذًا تعلمين كيف متِّ ؟
- لا بدّ أنّني لم أستطع استيعاب ما حدث، فقد كان الأمر سريعا، سقط بيتي فوقي، أو سقطت من هوةٍ ظهرت في أرضه، لا أدري !!
_ لا يبدو عليك أي أثار تدلّ على ذلك، اذهبي لا مكان لك عندنا.
_- أيّها الملاك، قد أكون نجوت من هذه الزلازل التي لا تنتهي، و لكن هناك زلازل داخلي، لا يمكن أن أكون قد نجوت منها. - يا الله كم تفلسفون الأمور أنتم البشر، إذًا كيف متّ؟ أريد سببا أجده مدونا هنا ..
لم أجد!! - هاااا !!
إنّها ذبحة!!
نعم إنّها ذبحة. - ماذا ذبحة؟!! ماذا ؟!!
لا أفهمك ؟ - ذبحة قلبية،
نعم نعم، لا بدّ أنّها كذلك..
_ ما شاء الله، و كيف أدركت ذلك؟ - لقد سبق و أصبت بها .
- كيف؟ و من فسّر لك ذلك؟
- ذهبت يومها إلى خالي الطبيب، و قلت له: صدري و يدي يؤلماني بقوّة لا بدّ أنّها ذبحة صدرية ..
- و ماذا قال لك؟ و لماذا لم توافينا في ذاك الوقت؟!!
- هاااا نعم !!!
قال لي : العين الطرّاقة !!!!
لقد فحصني، و أكتشف أنّ الألم مجرد تعضيل نتيجة حركة خاطئة.
ضحك الملاك حتّى سال الدمع من عينيه. - أه العين الطرّاقة
عودي إذًا، لا تشغليني أكثر، لقد تحملتك كثيرا.
هبت عاصفة قويّة، أمسكت بأياديها الكثيرة نجوما مذعورة من وجود أحد الأحياء على باب السماء، و ضربتها بقوّة في وجهي، حتّى تجرّحت خدودي من لطماتها القاسية..
استيقظت على صوت أحدهم يلطّم وجهي دون توقف، و يقول : لا تريد أن تستيقظ، إنّها مصرّة على البقاء في غيبوبتها غير المبرّرة .
صرخت بوجهه : دعوني، لقد متّ، دعوني لموتي، و اهتمّوا بحياتكم .
ردّ على انفعالي بهدوء
( العين الطرّاقة)
العين الطرّاقة في المجتمع السوري: هي التي تتسبب بسوء نتيجة الحسد.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
زهرة ….بقلم د/ نجوى محمد سلام ( الفراشة الحالمة )
كنت وقتها صغيرة ، لا تتجاوز سنواتي كف يدي ، بئر أحلامي غير معطلة ، لا أتذكر أني فهمت نواياها ودرستها جيداً إلا حين ارتديت قميص أبي الكشفي .
كأنها كانت تبحث معي عن رحلة اكتشاف ذات المغامِرة التى تحتل أعماقي وتطاردني صباح مساء ، أخذتني الحماسة حين حاصرتني عيون الجميع ، انفرجت أسارير أبي والسعادة تخضب وجهي وأنا أرفع كف يدي اليمنى بمحاذاة جسدي لأقيم طقوس تحيتهم .
صوبوا بحرفية أهدافهم في مرمي أحلامي ، تنحنحت مرة وبلعت ريقي مرات ومرات وأنا يخترقني تشجيعهم لارتدائي زيهم المقدس .
كثيرون منهم تابعوا بشغف حواري مع أبي وهو يعلمني تحيتي الجديدة كزهرة تتوسط حديقة حركتهم الآسرة ، كنت وقتها قد بدأت تواً في تقليد أبي في كل شئ حتى في كتابة مذكرات رحلتى في حياتي الجديدة كفرد منهم ينتمي لعالمهم الرحيب .
أمانة رسالتهم التى حملتها على عاتقي كانت جزءاً لا يتجزأ من تفاصيل حياتي التى شكلتني وأعادت رسم تفاصيلي .
تذكرت كل هذا اليوم وأنا أشاهد ابنتي ترتدي بعفوية قميصي المزين بالشارات والأوسمة ، وصلتني الرسالة يا صغيرتي ، فهمتها جيداً وتفاعلت كل حواسي معها ، نعم ساحرتي الجميلة ربما أسهم بشكل خفى في تعلقك ب ( بادن باول ) مثلي دون أن أعي كما أسهم في شغفي لذلك أبي .
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
وزن زائد ….حمادة الشاعر
– القاهرة
لم أشعر بالدوار كالعادة ، لم أستند للجدار ، بشريات طلاقي من منال بدأت تهل ، أكاد أطير ، فراشة يغازلها النسيم ، صوت طقطقة الركبة اختفى ، الآهة المكتومة ُبُعيْد كل انحناءة ما عادت تسمع ، لم أشعل المصباح لكن الضوء يتغلغل في الحجرة ، يلمع وجهي في المرآة كنجمة عتيقة ،أتنقل على الدرج مثل بطل أوليمبي في سباق حواجز ،أبتسم لقطة جاري ، لشخص عابر ، للشجرة على ناصية الشارع ، في حجرة التربية الرياضية صرخت ، حسااام ميزانك مغشوش ، لقد نقصت عشرة كيلو جرامات .
أغسطس ٢٠٢٤
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
النقد
الإغراء والغواية..سبيلٌ وغاية
محمد البنا – جمهورية مصر العربية
لنص * غضب الثمالة *
للأديبة المغربية مريم الراشدي
النص
غضَبُ الثمالة:
بينما كنت أتجول بين صحاري الحياة، تحرشت بي الثمالة لما جاورتُ دروبها وساحاتها الخافتة الضوء، أتأوه صامتة من هموم الدنيا وصارخة بين أعماقي، ساكبة خمر الصبر بأقداح الانكسار والمرار علها تدعني بوعيي ؛ وبين هذا الإحساس وذاك، سأَلَتني بحنكة المتمرسة :
- ” أراك ضجرة، هل تريدين أن أضاعف المؤانسة ؟
- لا لا !! أشكرك. يكفيني ما أنا فيه منك ههههه، دمت خفيفة.
- تالله إنك لا تقدّرين عذب القرب وشغف الدندنة على الوتر.
- من ؟ أنا ؟ قرب مَن ؟ ووتر ماذا ؟
بلؤم تجيب الثمالة متثاملة : - نعم، أنت أيتها البهية الشقية الرشيقة !! تمرين مرور السيف بين أقداح الهموم، تصب عليك سيولها الجارفة الحارقة. لكنك تقاومين بلباقة الود والورد.
- وما المطلوب يا سليلة الأريج عذبة الأنس ؟!
- تعالي إلى أحضاني واستقري بين الشغاف … فلا لغوا ولا تمتمة !
- وهل لي بأكثر مما أنا فيه ؟!
- طبعا، الغالي للغالي يرخص … نسيح بين أكوام الغمام ونرتشف من مزنها متى جادت، لنا فيها من كل ما تشتهي النفس وما إليه تهفو وفيها كل أمنية تطفو وبرغد الراحة ننعم حين العين تغفو.
- لا يا جارتي الثمالة، لا !! يكفيني ما منك في الأيام صحوا. لئن أغرقتُ فيك المُقام لا أصحو وذنوبي أثقلُ لا أمحو وبينهما خفقان وخافق ينكسر ولا يتلو.
غضبت الثمالة وجرت ذيول الخيبة مني … ما أنا بمن تهتز حتى الغرق، يصيبني الألم والأرق وتتعاقب موجات الجزر العاتية. يتوالى هبوب الشرقي الحارق. لكن … يا جبل …
مااااا يهزك ريح … يا جبل !!
مريم الراشدي
المملكة المغربية
القراءة
أول ما يلفت النظر في هذا النص، روحه الخفيفة الطاغية بقوة، الناضحة شجنًا شجيا، المفعمة بلاغةً ورقيّا، أضف إلى ما سبق أسلوبًا سلسًا سجيّا منمقًا بمحسناتٍ بلاغية، كالسجع والجناس الناقص، بل وما طفا على سطحه من شاعرية.
الثمالة تراود فتاها عن نفسه؛ تناص مدهش مع قصة امرأة العزيز ويوسف، فاستعصم بجبل؛ تناص آخر مع نوح وابنه والطوفان، وإجمالًا تناص خفي يشمل المتن كله من زاويةٍ شديدة الحدية هندسيًا، لكنه يعلن عن مكنونه أحرفًا خلف سطور، ألا وهو تناصٌ مع حوارية إبليس وهاجر أم اسماعيل.
وما بين خمرٍ وكأس ووعيٍ وتغييب تدور الأقداح تشتهي شاربها، وشاربها يأبى الثمالة ملاذًا من هموم مترعة وآلامٍ موجعة(لئن أغرقتُ فيك المُقام لا أصحو وذنوبي أثقلُ لا أمحو وبينهما خفقان وخافق ينكسر ولا يتلو.).
وما بين إغراءٍ ورفض يعلو الخفق ويخفت وتنسكب التساؤلات..
( أراك ضجرة، هل تريدين أن أضاعف المؤانسة ؟)، (- لا لا !! أشكرك. يكفيني ما أنا فيه منك ههههه، دمت خفيفة.)، (- تالله إنك لا تقدّرين عذب القرب وشغف الدندنة على الوتر.)، (من ؟ أنا ؟ قرب مَن ؟ ووتر ماذا ؟)، ومن ثم تعلن الخباثة عن نفسها(تمرين مرور السيف بين أقداح الهموم، تصب عليك سيولها الجارفة الحارقة. لكنك تقاومين بلباقة الود والورد.)عاقدة العزم ألا تيأس وبإصرارٍ شديد على أن لا تفشل، فتدس السم ( سيول الهموم الجارفة الحارقة) في قدح العسل ( الود والورد).
ومع سبق الإصرار والترصد تطلق آخر سهام غوايتها من كنانتها.. (تعالي إلى أحضاني واستقري بين الشغاف … فلا لغوا ولا تمتمة !) ويبدي الضعف الكامن حاجته إلى راحة وأمن وأمان..(- وهل لي بأكثر مما أنا فيه ؟!)، فتتلقفه أيدي الغواية ..(- طبعا، الغالي للغالي يرخص ).
فهل سقطت العصفورة برمية الصياد؟، وهل رضخت هاجر لغواية إبليس؟ وهل خضعت بطلة قصتنا للثمالة ودعواها، كما أطاع قوم فرعون فرعون حين استخفهم؟ ..هل أفقدت الثمالة انسانيتنا وعيها؟ لتأتي الإجابة باتة قاطعة ( لا يا جارتي الثمالة لا )، برغم الهموم وثقل الذنوب فالجبل لا ولن تهزه ريح…قولٌ فصل بين الحق والباطل..إنه الصراع الأبدي بين متلازمين ( الخير والشر) ..(يا جارتي)! نعم إنه جوار التلازم، أخوةٌ على طرفي نقيض.
اللغة والأسلوب جاءا متقنين ببراعة مشهودة، وبل تكلف أو شبهة صنعة، فاللغة سلسلة سهلة نابضة في حواريتها بالحياة وصراعها الأبدي، والأسلوب مفعمًا ببلاغة مشهودة حتى لامس أطراف الشعر وأحاط بها وأدمج فيها محسناته ومنها ( تطفو/ تهفو/ تغفو، أصحو/ أمحو) ومنها ( الغالي// الرخيص، الجبل// الريح، موجات// هبوب) ومنها الكثير الكثير الكثير.
جميل هذا النص التحفة الأدبية الرصينة رغم روحه الخفيفة التي زادته حلاوة وطلاوة، ومزجت فيه بين الشعر النثري والنثر الشعري.
محمد البنا / القاهرة في ١٣ أغسطس ٢٠٢٤
الفنون التشكيلية
مشاريع تخرج طلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية
اسم الطالبة : آية علي أحمد
المشروع : تميمة الحضارات
تحت اشراف : دكتورة مني علي رجب والمعيدة منه عباس
يجمع المشروع بين الحضارات المختلفة التي مرت عبر مختلف العصور مثل الحضاره اليونانية و الرومانية و الحضارة الاسلامية، بإضافة بعض الزخارف الاسلامية ، و الحضارة الفرعونية و يوجد أيضا في بعض الخلفيات monderian art مع بعض الخلفيات الصامتة
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
الاسم :سيمون معوض ميخائيل
مشروع عن :تميمة الحضارات
تحت اشراف :د. منى على رجب و م.منه الله ابراهيم
يضم المشروع العديد من الحضارات الإنسانية التى أثرت فى الإنسان بحيث وجدناها كآثار على شكل نقوش وحفر على الحوائط .وكان من أبرز تلك الحضارات : الحضاره القبطية والحضارة الاسلامية والخط العربى .
استوحت الطالبة أيضا بعض العناصر من حضارة الماية والازتيك و الحضارة اليونانية الرومانية التى شكلت البناء الأساسى لمدينة الإسكندريه و أصبحت من أبرز معالمها
الأخبار الثقافية
“ساعة إلا دقيقة “
و “احتفاء بالمبدع والإبداع ” … بقلم أسامة نور
في احتفالية كبرى ” بمؤسسة تنمية الأسرة والمجتمع ” بجمهورية مصر العربية ، كان الاحتفاء بالمبدع السعودي سيف المرواني ومناقشة كتابه “ساعة إلا دقيقة “
حيث تحولت الأمسية لتظاهرة حب ووفاء بين المبدعين والمفكرين والأدباء المصريين وبين المبدعين والمفكرين والأدباء من الأشقاء العرب …
أهم ما ميّز الندوة الحضور الكبير ، وتنوع الاهتمامات ، ومجالات الإبداع ،
كذلك دقة التنظيم ، والمحبة ،والروح الإبداعية ،والمناقشات الجادة الموضوعية للكتاب في حضور عدد كبير من النقاد المرموقين إضافة إلى نقاد المنصة .
أقيمت المناقشة يوم الأربعاء بمؤسسة تنمية الأسرة والمجتمع بحي الدقي بجمهورية مصر العربية ، وأدار الندوة بمهارة ورقي الروائي السعودي الكبير أحمد الشدوي .
تشكلت المنصة النقاد :-
الأستاذ الدكتور أسامة البحيري
الأستاذ الدكتور أحمد فرحات
الشاعر الناقد إبراهيم موسى النحاس
الشاعر الناقد أسامة نور .
كما قدم عدد من النقاد والمبدعين مداخلات قيمة حول فنيات الكتاب
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
الأدب و النثر
خاطرة بعنوان: ” يا مجنونة” ….بقلم: نزار الحاج علي
أردتِ أن تقاومي الصقيع فابتكرتِ النار دون أن تدري أنّ يداكِ تحترق.
جذوركِ في التراب، وروحكِ في السماء، تتحدين القدر، وتكتبين قصتكِ بنفسكِ.
و بينما أكتفي أنا بالوقوف هناك مندهشًا من توهجّك، تعثرين أنتِ على الابتسامة.
أيتها الشجرة الممزوجة من نارٍ ومن أحلام، لأنك ينبوع الضياء فقد طردتِ الظلامَ من ليله.
و لأنك آمنتِ بالموسيقا، فمن سواكِ يرقصُ على أنغام هذه المشقّة؟ أتمنى لو كنتُ أستطيع أن أرشق لرئتيك قبضة من هواء، لكنني أكتفي بأن أدور حول نفسي، أحكُّ رأسي بينما أنتِ تسقطين بسعادة.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
يوما ما.. سنلتقى …بقلم إلهام فخرى
إليك يا صاحب العينين اللامعتين
أخبرني كيف أعيد ترتيب الفوضى التي أحدثها ظهورك في صباحات أيامي .. أخبرنى كيف ألملم اتجاهات تفكيري المسافرة لك..
وأنت بعيد عني.. كيف أمحو أول حديث بيننا.. وأول رسالة بيننا.. وأول ضحكة لك على مسامعي يا سيد حروفي وكلماتي..
كنت دائما أقول لك أنا امرأة فوضوية بكل أريحية..
لكن فوضى تحدثها أنت فذلك لا أستطيع إليه سبيلا بالأمس أوجعني قلبي. أخبرني طبيبي أن قلبي بخير وأنا أقول إنه ليس بخير واختلفنا أنا وهو.. لنتفق أن وجع قلبي هو أنت أتذكر يوم قلت لك أن روايتي قاربت فصولها على الانتهاء. قلت لي: أخشى أن أكون أنا بطل روايتك. ضحكت وقلت لك: نعم إنك سيد الكلمات والحروف فيها..
وحينما انتهيت من الفصل الأول للرواية أوقفني سد منيع للمتابعة . وبرغم ذلك أصررت على المواصلة.. كتبت الفصل الثانى والثالث لأكتشف أنك الحاضر الغائب.. حينما غبت غابت أحرفي واستعصت عباراتي على الحضور.. حتى ملامحك تسللت من بين سطوري لأنهى روايتي قبل اكتمالها.. ليبقى فصلها الأخير معلقا مجهولا لا نهاية لها.. لدرجة إنني أطلقت عليها الرواية المبتورة.. ولا زلت في انتظار رسالة مستحيلة الوصول إلي.. تبرر فيها الغياب
رسالة تتوسل فيها أن أكمل أحداث الرواية لكي ترى نفسك فيها.. مستمتعا بلهيب شوقي المنبعث بين كلماتي المتوارية .. وضجيج فكري المتجة إليك.. ولا زلت أنا باقية فى مكاني على ذمة قلبك وأنت الحاضر الغائب لكني أستمحيك عذرا..
أود أن أخبرك أنني أصبحت عاجزة.. فارغة المحتوى غير صالحة للكتابة.. فكلي كئيب من دونك فلا أنت بالحاضر الذي يروي عطش قلبي ولا أنت بالغائب الذى انقطع حبل وداده .. ولكن كلي ثقة أن يوما ما سنلتقي وجها لوجه لنكمل روايتى المبتورة معا.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
” سيدي القاضي ” … بقلم رويدا المصري
أحكامك قاسية..سيدي القاضي..
تشبه العواصف…والرياح العاتية..
و….أنا…..قلبي ضعيف…
لا يسكن أضلعي…
إنما .. خيمة…
أسلمتك أسرار نفسي..
وأخبرتك..عن هشاشتي….
فكسرت..بعتابك….
ما تبقى من كبريائي..
وكأن الحب.. ذنب…وجريمة…
لم تستمع لأقوالي…
لم تلحظ لي ..
أسبابا تخفيفية…
واعتبرت …
حزني..وألامي…
كأنها.. لم تكن…
لم أعشها يوما…
ولم تكن لعمري ..لاغية..
كن منصفا …
سيدي القاضي..
وإلا …تعال…
وادفن بيديك حلمي..
واقرأ عليه الفاتحة..
وارم على قبره..
وردة حب ….ثكلى…باكية..
مساؤكم…احلام هادئة..
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
ق . ق. ج و الومضات و الرباعيات
باقة من الومضات القصصية:
بقلم: عاشور زكي وهبة
١. ضياعٌ
اتَّبعوا الهوى؛ فقدوا الهويّةَ.
٢. خروجٌ
ضاقَ به المعقلُ؛ اتّسعَ له المُعتَقَلُ.
٣. هروبٌ
وهنَ العزمُ؛ اشتدَّ العدمُ.
٤. فشلٌ
تكرَّستِ المحسوبيّةُ؛ تكسَّرتِ الكفاءاتُ.
٥. محاكاةٌ
ذهبَ العقلُ؛ تمذهبَ النقلُ.
٦. عاقبةٌ
لجمَ الحقَّ؛ أسرجَه الباطلُ.
٧. تعتيمٌ
زوّرَ الشهادةَ؛ حازَ القيادةَ.
٨. تحريرٌ
صدأتْ صفائحُهم؛ شحذوا صحائفُهم.
٩. خسرانٌ
فقدَ العلمُ القيمةَ؛ كسبَ الجهلُ القمّةَ.
١٠. خلودٌ
تأدَّبَ؛ تأبَّدَ.
١١. صراعٌ
تخبَّطتِ الانفعالاتُ؛ تمنطقتِ اللامبالاةُ.
١٢. منهجيَّةٌ
بَسُطَ التاريخُ؛ انبسطتِ الجغرافيا.
الأحد 2024/8/18
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
مطرٌ مطر …بقلم د\صلاح علامة
مَطرٌ مَطر
على قلوبِ الكادحين
كل الكوارثِ في الزمن
أغلبُها من صنعِ البشر
مَطرٌ مَطر
نَمشي على شَطِ الحياة
كسائحِ يَهوى السَفر
وتُميتًنا أعمَالًنا
وحقاً يُحينا القَدر
مَطرٌ مَطر
نَبقى صغارًا في الكبر
نَمضي كما تَمضي الحَياة
حقاً ويَسرِقٌنا الأمل
ونعودُ كما عادَ المَطر
مَطرٌ مَطر
يا لائمي قال : النُّحاة
الشرُ غافٍ والمحن
يصحو على أعمالنا
ويأكلُ في صحنِ الوطن
مطرٌ مطر
عدونا الحاقد غرور
بضعفِنا زادَ وشطن
يملأ سمانا بالكذب
ويجودُ في فعلِ الفتن
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
شعر العامية
عروسة البحور … شعر د. ريهان القمري
ضفايرك تنادي على الفجر يضوي
يدوِّب نسيمه بشمس البكور ْ
و يضحك لبحرك و يحضن سماكي
يزين هدومك زمرد و نورْ
و يحلف ببسمةْ ولمسةْ لموجك
و ضمةْ حنونةْ لقلب الصخور ْ
ألِفّ الشوارع وريحةْ نسيمكْ
مباخر بتسقي لروحي البخورْ
أنادي الشوارع ، أكلم طفولتي
ويومي و أمسي ؛ لنفسي أزورْ
على الشط ببني و من يوم ولادتي
مساجد ، كنايس ، ممالك ،قصورْ
وأسكن بروحي فتسكن جروحي
و أبذر جناين فتطرح زهور ْ
سنيني قضيتها بعيدة و لكن
ببحرك وطن يا أراضي البدور ْ
رمالك بتحضن شذى ذكرياتي
حكاوي تزود لعمري عصورْ
و ريحة الأماكن تأذِّن بقلبي
فتفرض بدربي صلاةْ و طهور ْ
بغني و بعزف لعينك ، لرمشك
و شكلك ،و رسمك ، عروسة البحورْ
بحبك و مهما بعدني زماني
هيفضل بقلبي هواكي يدور ْ
بحبك و إسمك بقلبي تملِّي
أنا من شذاكي بكل العطورْ
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
لو صَـدَقتوا … شعر عبير عبد المنعم
احنا كدبة وجينا فيها …
كدبة بس مزوقة ..
صدفة رُحنا ، نلقى روحنا
بالوجع متطوقة
واما فوقنا ..
كان في فوقنا
ليل هموم متمعشقة
هو ليه الفجر خاصم ..
ليل طويل ومشينا فيه ؟!
إمتى شمس شروقنا تطلع
نلقى حلم حلمنا بيه
إحنا كدبة ومحتاجينها
ألف كدبة
قولوا ليا بس ليه ؟!
زي طلق فشنك عشنا
واللي زود في جروحنا
كدب روحنا بنداريه
الغواية والدراية
والكلام معسول سينييه
لأ ، ونيلة كبيرة خالص
زادت الحاضر بلا
لما تتهجى الحقيقة
عادي تمشي المسألة
صاحب الفاجر بفجره
واللي ناقص مَرجله
واللي قلبه طاوعه خانك
بابتسامة ودعه
حتى لو كان عم خالك
إوعى تاني تسمعه
إحنا كدبه منين ما نمشي
كل حد نصدقه
نبكي منه يبكي منا
صدفة مرة تصدقوا
لو صدقتوا مرة واحدة
اعرفوا راح تغرقوا
عبير
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
بعتيني بأرخص تمن ….شعر حسن أبوعرب
بعتينى و بأرخص تمن
وقلتى دا غير مؤتمن
وانا اللى صابر ع البلا
باشرب كيعان نار الغلا
ودعيت لربى فى الصلا
ودعيت فى سرى و ف العلن
عاشق لدقة خطوتك
وبلملم اشواك سكتك
دمعاتى قناديل ضحكتك
والليل بينهش فى البدن
أدمنتى ليه كاس النواح
وطعنتى قلبى بدون سلاح
أنزف مرار قبل الجراح
علم على جسمى الزمن
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
وقالتلي … شعر محمد خير
وِقالِتلي
بَواقي وقت خَلِّيها
ورُوح للي انت كنت معاها سَلِّيها
عيونك لسه فيهم ضي مِن عينها
وكام نجمه شريده فْ بحر لياليها
بقالَك كام دقيقة بعيد كدا عني
زمانك كنت متهني
وبتغَني
مِرَيَّحْ فِكْرتَك مني
بتقرالها قصيدِةْ شعر معزوفة بغرام وحَنين
وناسيني
وجاي دلوقت تسألني
أقول لَك إيه
ياسِيدْنا البيه
بعادك عني حيرني
لقيتني بقول ياحَوْل اللهْ
دا هُمَّا يادوب دقيقة ونص
كنت بَكَمِّلِ اللقمة
قالتلي
وِتاكُل ليه؟
كفاية عليك أنا نعمة
وتشبع من كلامي ليك
وتشرب ضحكتي الحلوة تقوم ترويك
وماتسبينيش
عشان صوتَك بيوحشني
بغِير حتى عليكْ مِني
ضِحِكْت وقلت سامحيني
قالتلي كنت فين قول لي
ضربْت الكف فوق الكف
هتجنن
ماطُول اليوم وانا وياكي ع التليفون
وعارفة كل حركاتي مكان مابكون
فِ شغلي بتبقي ويايا
معايا ف ليلي ونهاري
ولما بنام
بلاقي صورتِك الحلوة مع الأحلام
وبصحى بس على صوتِك يناديني
يصَحيني
وبيقَويني ع الأيام
قامت ضحكت وقالت لي
عَوِزني بجد انا أصَدَّق
فقلت الخط بيقَطَّع ياروحي… سلااااااام
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
تشخيص مجروح ….بقلمي /مدحت رياض
الدقة في قلبك جاية بصوت
وكأنه غريق بينادي عليك
موش غصبن عنك
ولا بإيديك
هتروح وتحارب نفسك فيك
ما أنت المقتول وف إيدك سيف
مغروس في الجرح وتحلف إنك
برضه برئ
طيب شوف لي طريق
وانا اقابلك فيه
ميكونش الجرح
في أخره كمين
وإياك تسألني ان جاك الجرح
هتشكي لمين
الشكوى بجرحك لو لقريب
هيعري الجرح وينبش فيه
وهيسأل ألف سؤال محظور
أبسطهم( امتى؟؟ ازاي؟؟ طب ليه؟؟ )
فتحس الجرح وضعفه اهو زاد
والفرق السر خرج م البير
والجرح لازال ظاهر وخطير
والطب احتار تشخيص وعلاج
وانا قيد البحث بدون إفراج
ولا حتى شروط
في ملف القصة أنا شئ على حافة
اقرب موت
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
روح تتحــــــس …. شعر معوض حلمي الفلاح الفصيح – منشأة بطاش .. تمي الأمديد .. دقهلية
كـات زي آدان الفجــــــريه
بتلف ف وسط الدار مشاوير
وتقـول لي السـارحه البـدريه
بتجيب الهـنا والخير قناطير
وتشاور لنجوم الليل تمشي
واسمعها بتدعي الله بشويش
كات تحمي الفرن بغـناويهـا
وتلم الضلمه ف كف إيديها
وتعصر منها الصبر خـشـوع
فيطـلع مـنه الجبنة قـريش
وتصـــحي خيـوط الشمـــس
النـايمــه ف نـن عينــــــيها
علشـان تخـبز وياها العــيش
……………………………….
ماكانتش تســامح أبداً أبدا
ولاكات بتسيب الغلطه تفوت
لو إيجوا قالولها إن معـوض
قــل ف أدبـه ياحمـــــــــده
وعـــدى حـــــدود الــــذوق
كات بتقيد النار في حشـاها
وتنده فـين هــو المحــروق
وابويا يطبطـــــب يترجـاها
وامي الخوف شعلل جـواها
كات تحلـف لازمــا تعاقبني
وتلعن خاشـي بعلو الصـوت
لكن نن عينيها ان شـــافني
وحس بخوفي بيطرح توت
كان حضــنها روح تتحـــس
وتصد الشر إن جالي وعس
وتلملم حتى خيوط الشمس
وتغـزل ليا الفـــرح بيــوت
……………………………….
ماكانتش الحنه تخاصم إيدها
كنت باشـوفها الضي لعـيني
لابسه الطـرحه ولفـه الشـال
لما اســألها عـن الأحــــــوال
وهيـه همـومها تهــــد جبال
أم القــــلب الأبيــض طـاهر
كات تتـظـــاهـر إنـها عـــال
كات بتحـــس بكل حـالاتي
وتســأل عـــــن أيهـا تغيـير
وكنـت باقــولها دايـما خـير
كـات ترقيـني بلقـمة عيـش
وكات تتاااااااااااااااااااااااوب
وتلعــــن أم عيـون حسـاده
وتلعـــن أم عيــــــون بتغير
وعيون صابحه وصالحه وعيده
وعيون ناعسه وأم الـخير
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
هتغيَّر جلدَك … قصيدة للشاعر يس النحايفه
هتغيَّر جلدَك
زي التعابين
علشان اللي بيحفظ عَدْلِة روحَك
عاوزك لِيه!
تتفانى ف حضرِة ملكوته
و تسبَّح تنزيه لسكوتُه
و تسْهَر لياليه!
هتغيَّر جلدَك
زي التعابين
علشان ما تئِنِّش م الوحدة
و تحس العالم
روح جاحدة!
بتقايِض بَلْع الزيف
بوَنَس فاضي!
هتغيَّر جلدَك
زي التعابين
و هتدخل في متاهة
انا مين؟!
متنتوَر بين تلّ حقوق
ما كانتش حقوق غير من فضلك!
و بفضل آمين!
من فضلك..
اوعى تغيَّر جلدَك تاني
زي التعابين!
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
عزِة ….شعر جيهان النجار
عشان الدنيا ناسياها
لافاكراها…ولا انتبهت وقالت هس ولاحست بشئ ناقص وفيها حاجة واجعاها
ولا قابلتها يوم في زفاف وأخدت صورة وياها
ولا طبخت وبعتت حد واداها
ولا الدنيا بزينتها وزخرفها تحط في عينها حصوة ملح…وتكرمش شوية ضحك مستعمل تكون الدنيا ضحكاها
على طرف الحياه عايشة عذاب في عذاب
عليها اقساط ولا حيلتها ولا معاها
ولما الحيط وقع وانهد… والأحلام صغار في المهد والخوف ابتدا واشتد
كان لازم ف وقت الجد تتحول وتبقى السد وتحاجي على الأحلام
فأخذت عهد على تفريعة الأيام
تبيع الورد للمارة وبالمرة تجيب كام فرحة للأيتام
ترش الصبح وتنادى معانا كل شيء طازة معانا الطعم مش عادى معانا بركة ياولادى…وكان عندى زمان إحساس…. وبيعت الصبر أصله خلاص مافيش حنية يا سيادي
بابيع كيلو الزمن بالستر
وبارص الوجع بالجوز وباخلي الأمل للوتر
تموت الحرة ولا تسند على جيرانها
ولاتطاطي لأحزانها…ولا تتاجر بطعم الدم
ولو جار الزمن على عزِة.. ولا تهتم
هتحاجي على عيالها
ولو هتموت… ولا يقولوا الزمن طالها
ولو سابها وأنكرها الجيران والأهل
هيفضل فيه
في روحها سلام…صحيح انه الألم مش سهل
لكن يبقي الأمل في الله ..هنبني الجنة…حلم في حلم… يارب الصبر.