ذكراك …. شعر ليلاس زرزور

تُعاوِدُني ذِكراكَ وَالقلبُ يَنزِفُ
وَفي الرُوحِ آهاتٌ وَفي الكَفِّ مُصْحَفُ

طَواكَ الرَدى عَنّي سنيناً وَلمْ تَزَلْ
إليكَ عُيوني يا أبي تَتَلَهَّـفُ

فألقاكَ في رُوُحي فأنتَ سَكَنْتَها
كأنّكَ حَيٌّ وَالمَماتُ مُزَيَّفُ

نَبيلٌ عَطُوفٌ طَيّبُ القَلبِ صادقٌ
وَبالجُودِ وَالإحسانِ وَالخَيرِ تُعْرَفُ

يُذَكِّرُني الزَيتونُ فيكَ فكمْ لهُ
ذَهَبْنا إلى البُسْتانِ وَالعَيشُ مُتْرَفُ

وَتَحتَ ظِلالِ الدَوحِ نَرتاحُ بُرْهَـةً
وَمنْ فُسْتُقٍ يَزْهو نَقُومُ وَنَقْطُفُ

فَيالَكَ مِن ناءٍ نأيتَ بِفَرحَتي
وَخَلَّفْتَ أشواقاً بها الرُوحُ تُكْلَفُ

فَإنْ مَسَكَتْ كَفّي لأنْظُرَ حَبَّـةً
عَليكَ عُيوني مِن أسى الفَقْدِ تَذرِفُ

أخُطُّ على القِرطاسِ حُزني وَلوعَتي
وَوَجْدي . وَدَمعُ العينِ يَهْمي وَيَحذِفُ

لقد كُنتَ لي رَوضاً ألوذُ بعِطْرِهِ
وَمِنْ وَرْدهِ الفَوّاحِ ماشِئتُ أقْطُفُ

وَكُنتَ تُلَبّي كلَّ شيءٍ أُريدُهُ
بنَهْرِ عَطاءٍ مِنكَ لايَتَوَقَّفُ

فَماذا سأنسى مِن دلالِكَ لي وَكمْ
شُعورُكَ نَحْوي حينَ أحتاجُ مُرْهَفُ

وَماكُنتُ أنسى لَحْظَةَ الفَقْدِ بَينَنا
وَريحُ المَنايا فوقَ عَينيكَ تَعْصِفُ

أقُولُ لحُزني وَاشتياقي وَلَوعَتي
تَعالوا إلى قلبي الجَريحِ وَذَفِّفوا

فَعَيشي بلا عَينيكَ ياسِرَّ فَرحَتي
عَذابٌ بـهِ نَفْسي تَئِنُّ وَترْجِفُ

سَتَبقى عَليكَ الرُوحُ تُجْري دُمُوعَها
إذا كانَ دَمْعُ العَينِ يَفنى وَيَنْشَفُ

أُسافِرُ كالطَيرِ المُهاجِرِ في السَما
وَأنظُرُ للآفاقِ والقلبُ مُتْلَفُ

وَأحْلُمُ في يَومٍ أراكَ وَنَلتَقي
فَعِنْدي منَ الأشواقِ ماليسَ يُوصَفُ

سَلامي إلى قَبْرٍ يَضُمُّ تُرابُـهُ
مَلاكاً. وَرُوحي حَولَهُ تَتَخَطَّفُ

كأنّي بعَينِ الوَهْمِ ألقاكَ باسِماً
عَليكَ فَراشاتُ الجنانِ تُرَفْرِفُ

فإنْ كُنتَ غادَرْتَ الحَياةَ وَأهْلها
ذَهَبْتَ إلى رَبٍّ أبَرُّ وَألْطَفُ

عَليكَ سَلامُ اللهِ ما أدْلَجَ المَسا
وَما بِنْتُ دَوحٍ في الصَباحاتِ تَهْتِفُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى