هبةُ الخلّاق ….. شعر يحـيـى الـهـلال


هبةُ الخلّاق ….. شعر يحـيـى الـهـلال

جَمالٌ منَ الخلّاقِ في الخلقِ يبدو
تحيّرَ فيه العقل، أو ضاعَ رُشدُ
أتى كلُّ نوعٍ في الخليقةِ شاهدًا
على عظَمِ الوهّابِ، والحسنُ شَهدُ
وطَرفي على ذاك البهـاءِ معلّقٌ
كسيرٌ تملّى فيه ذُهلٌ، وسُهدُ
(أُمامةُ) زهرٌ في غصون خميلةٍ
ومِن عبقٍ، للقلبِ رِيٌّ، ووِردُ
تفاجئُنا في كلّ حينٍ بنكهةٍ
فينأى عنِ الأكبادِ هَـمٌّ، وكَدُّ
وفي كلّ طَورٍ من مدارجِ عُمرها
جمالٌ بوهجِ العيدِ يُبديهِ سَعدُ
تنامُ مَلاكًا في الفؤاد سريرهُ
عيونٌ منَ الحُرّاسِ حِصنٌ، وجُندُ
وفي حَبوِها تمّ الهَنا بمسرّةٍ
وفي خطوِها أفراحُنا لا تُحَـدُّ
وإن غبتُ يومًا عن جمال فصولِها
فلِلشّوقِ في الخفّاقِ جَزرٌ، ومَـدُّ
أعودُ سريعًا أُطفئُ النارَ راشفًا
منَ الشّهدِ إذ جلّاهُ ثغرٌ، وخَدُّ
ويُصعقُ قلبي مِن هيامٍ، وفرحةٍ
على مَشهدٍ للخِشفِ، إن راح يعدو
فأحضنهُ – خوفًا عليهِ ـ لِبُرهةٍ
ويصرَعُني طَرفٌ كحيلٌ، وزِندُ
أطـاوعُهُ في كلّ أمرٍ مُرحِّـبًا
كما قد أطاعَ السيّدَ الحُرَّ عَبدُ
فيا ربُّ أَسعدنا بِـبرٍّ يطالُـنا
يُزيّنُـهُ الإصلاحُ، والحفظُ رِفدُ
ويا ربُّ لا تحرمْ قلوبًا تصدّعتْ
بحِرمانها الأطفالَ، والحالُ فَقدُ
يحـيـى الـهـلال
في: /٥/ذي الحجة/ ١٤٤٦هـ
الموافق لـ:/ ١/ حزيران/٢٠٢٥ م