طبول الحرب تُقرع: التصعيد الإسرائيلي الإيراني يفتح أبواب المجهول ….مقال بقلم رئيس التحرير الصحفي

شهدت المنطقة تطورًا خطيرًا يُنذر بانزلاق الأوضاع نحو مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران، بعد تنفيذ إسرائيل ضربات عسكرية مباشرة داخل العمق الإيراني، استهدفت منشآت نووية وعسكرية حساسة، إلى جانب مواقع يُعتقد أنها تضم شخصيات قيادية بارزة. هذا الهجوم النوعي يشكل تصعيدًا غير مسبوق، ويُعد خرقًا واضحًا للخطوط الحمراء التي لطالما رسمتها طهران، ويقرب المنطقة من سيناريو الحرب الشاملة، حتى وإن لم تُعلن رسميًا بعد.
ما يميز هذا الهجوم أنه لم يقتصر على استهداف مواقع حدودية أو وكلاء إيرانيين في دول الجوار، بل طال قلب إيران، ما يُعدّ تحولًا كبيرًا في قواعد الاشتباك. في المقابل، صدرت تصريحات نارية من المسؤولين الإيرانيين، وفي مقدمتهم الحرس الثوري الإيراني، الذي توعّد برد “مدمر وقاسٍ”، قد يطال العمق الإسرائيلي.
وقد رُصدت تحركات عسكرية لافتة داخل إيران، شملت تعبئة صاروخية واسعة، ونشر طائرات مسيّرة في قواعد غربي البلاد، إلى جانب إعلان حالة الطوارئ وإغلاق المجال الجوي. من جانبها، أعلنت إسرائيل إغلاق أجوائها بالكامل ورفعت حالة التأهب القصوى إلى أعلى مستوياتها، في استعداد واضح لاحتمال رد إيراني مباشر أو عبر حلفائها في المنطقة.
اللافت أيضًا، ما أُشيع عن انسحاب جزئي للقوات الأميركية من بعض قواعدها في العراق وسوريا، تحسبًا لاحتمال تعرّضها لهجمات إيرانية انتقامية، خاصة بعد أنباء عن استخدام إسرائيل للأجواء العراقية في تنفيذ ضرباتها، ما يُنذر باتساع رقعة الصراع ليشمل أراضي دول أخرى.
ومع تصاعد التوتر، تتزايد احتمالات انخراط أطراف إقليمية أخرى في المواجهة، لا سيما العراق ولبنان، عبر حزب الله، ما قد يدفع المنطقة إلى أتون صراع شامل يتجاوز الحسابات التقليدية، ويفرض واقعًا جديدًا في الشرق الأوسط.
إن ما يجري اليوم ليس مجرد تصعيد عابر، بل هو تطور نوعي وخطير يهدد بتغيير قواعد اللعبة في المنطقة. ورغم أن الحرب الشاملة لم تُعلن حتى اللحظة، فإن كل المؤشرات تؤكد أننا أمام مرحلة “اللاعودة”، ما لم يتم التدخل الدولي العاجل والجاد لاحتواء الموقف ومنع الانفجار الكبير.
اللهم احفظ مصر وشعبها وسائر أوطاننا من ويلات الفتن والحروب، وادفع عنا البلاء والدمار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى