شمس مكة شعر فصحى بقلم محمد إبراهيم علواني

إيهٍ خديجةُ .. صُبِّي كأس طَمْأَنَةٍ
أينَ الدِّثارُ فَعَينُ الخطبِ لم تَنمِ

قولٌ ثقيلٌ وجبريلُ البشيرُ أتى
اقرأ محمدُ باسم البارئِ الحَكمِ

قالت فِداكَ أبي يا خيرَنا شرفًا
يا من تُعينُ على ما نابَ في الظُلَمِ

الكَلَّ تحملُ .. والمعدومَ تُكْسِبُه
والضيفَ تُقري ..وَدُودًا ..واصلَ الرحمِ

كلّا وربّكَ لن يخزيكَ مُوجِدُنا
إي والذي خلق الإنسان من عدمِ

طِيبي خديجةَ نِعم الزوجُ إنَّ لها
في قلبِ أحمدَ قصرًا غيرَ منهدمِ

أقرِئْ خديجةَ بَشِّرها بأنَّ لها
في جنة الخلدِ بيتًا طَيِّبَ الأكَمِ

يا قُرَّةَ العينِ بعدَ اللهِ كنتِ لهُ
في حالِكِ الليلِ مصباحًا إلى القِمَمِ

يا ربِّ أنّى لِمثلي مَدحَ سيِّدنا !
في مَدحِ أحمدَ إحسانٌ إلى قلمي

يا شمسُ مكة قُولي قَولَ مُعترفٍ
هل أشرقَ المصطفى أم أنتِ في القِدَمِ

عاشَ النبيُّ أمينًا قبل بعثته
والصِدقُ خِلٌّ لهُ في الحِلِّ والحَرَمِ

أَرسَى شريعةَ عِزٍ مَن يَدِينُ بها
دانت لقبضته ما اشتدَّ مِن أُمَمِ

والقومُ قالوا كلامًا بئسما نطقوا
ما صادقٌ مثلهُ في العُربِ والعجَمِ

ما جَرَّبوا فِرْيةً .. كلَّا ولا عَهِدوا
في قولِ أحمدَ إلّا أصدق الكَلِمِ

مِن كَفِّهِ فاح عطرٌ طاب سَوسَنُه
يَمتَدُّ في عَرْفِهِ كالفُلِّ واليَسَمِ

كالبدرِ في وَجْهِهِ بِشْرٌ ومَيسَرةٌ
يا سعدَ من رافق المختارَ مِن خَدَمِ

أعطى عطاءَ الذي ما خافَ مِن عِوَزٍ
يا قومَنا أسلِمُوا .. وادٍ منَ النَعَمِ !!

صَفّ الصفوف وما في القومِ من رَمَقٍ
أقامَ في صحبهِ جيلًا من الهِمَمِ

نام الملوكُ على ما طابَ من فُرُشٍ
والعُودُ في جَنبهِ .. والعينُ لم تَنَمِ

أبياتُ أحمدَ لا خُبزٌ يُشَبِّعُها
يمضي الهِلالُ ونارُ البيتِ لم تَقُمِ

شِعبٌ و سُمٌّ وتَضيِيقٌ ومَسغبَةٌ
مَن لي بمثلك في صبرٍ على النِّقَمِ

ذاق الحبيبُ أسًى واللهُ يمنعُهُ
يا ربنا فرجًا يا بارئ النَسَمِ

أَمَّ النبيِّين .. ما أعلاهُ من شَرَفٍ
في ليلةٍ ذِكرها قد بانَ كالعلَمِ

كلُّ السماواتِ بالترحابِ تغمُرهُ
ما أجملَ الأُنسَ بعد الجَهدِ والألَمِ

أثنى النبيُّ بحمدٍ قَد تعلَّمَهُ
حمدًا يليقُ بربِّ واسعِ الكرمِ

أذِّن بلالُ أرِحنا .. يا حبيب بها
الله أكبرُ من لاتٍ ومن صنمِ

يا أهلَ يثربَ يا أنصارَ أحمدِنا
لا أذهبَ اللهُ عنكم نَضْرَةَ النِّعَمِ

يا رب للمصطفى وَفق مراكبنا
ترقى إلى مُلكهِ و النونِ والقلمِ

يا روضةً سكنت في البيتِ تَعمُرُه
مِنِّي السلام إلى الهادي كما الدِّيَمِ

صلّى الإله على مَن جاء مِن مُضَرٍ
ما أشرق الصبحُ فوق البانِ والعَلمِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى