سلسلة مقالات – من أجل أبنائناالمقال الرابع : الدعم الجميل.. بقلم دكتور سعاد عبد السميع حسين
سلسلة مقالات – من أجل أبنائنا
المقال الرابع : الدعم الجميل.. بقلم دكتور سعاد عبد السميع حسين
كانت مهمة أهلنا أسهل، ويُقال إن التفكير في التربية لم يكن جزءً من حياتهم فقد يقول البعض : ” لا أحد دربنا حتى نكون والداً أو والدة! فلماذا يكون هناك توجيهات لأولئك الذين سيصبحون أماً وأباً؟ “
و نقول لهم : إن دور الأب والأم هو أصعب دور؛ لأننا نتعامل مع بشر وكل ما ننجزه أو نقصر فيه يؤثر عليهم للأبد.
إنَ الأمومة. . . حلمُ كلِ فتاةٍ
وهنا نتساءل: ماذا أعددت لها؟ وما الذي يعنيهُ لنا إذا استطعنا أنْ نستعدَ قبل أنْ نتخذَ قرارا بإنجابِ طفل؟ كيفَ أؤهل نفسي لأكونَ أما صالحةً لأبنائي؟ ما الذي يمكننا فعلهُ في هذا الصدد؟
لا ريب أن الأمر يحتاج إعدادًا بدنيا ونفسيا وفكريا وإيمانيًا .
* البناءُ السليمُ وأثرُه :
منْ المهم جدا هنا أنْ تهتمَ الأمُ بما يحتاجهُ الجنينُ منْ حيثُ المواد الضرورية لنموه، التي يجبُ أنْ تكونَ تحتَ إشرافِ الطبيبِ المتخصص. وبناء عليه، فعلى الأمِ أنْ تهتمَ بنوعيةِ غذائها لا بكميته؛ فالمقولة التي تقولُ إنَ الأمَ يجبُ أنْ تأكلَ عنْ شخصينِ إطلاقا غيرَ صحيحةٍ ، فالنوعيةُ أهمُ بكثيرٍ منْ الكميةِ وبهذا تكونُ قدْ قطعتْ أولَ مرحلةٍ في طريقها للحفاظِ على صحتها وصحةِ جنينها بشكلٍ عام. وهوَ البناءُ السليمُ الذي يدعمنا في هذهِ المرحلةِ وما بعدها.
* المشاعرُ والبصمةُ العاطفية
يبدأَ الجنينُ هذهِ الحياة منذُ بدايةِ وجودهِ في رحمِ والدتهِ مطمئنا يصلهُ رزقه، لا يعرفُ جنسهُ ولا لونهُ وليسَ لهُ اسم، ويعيش التسليم الحقيقي، وأمانةُ موجودٍ ومستسلمٍ على الرغمِ منْ أنهُ يعيش منْ خلالِ شعورهِ فقطْ وهنا يبدأُ بالتأثرِ بما يحدثُ خارجَ عالمه؛ فهوَ يشعرُ بتفاعلاتِ جسدِ والدتهِ معَ مشاعرها. يسمع دقاتِ قلبها عندما تخاف. تدفقُ الدمِ عندما تحزن.
وهنا علينا أن ننتبه أن العقل الباطن يخزن المعلومات منذ طور الجنين وتلك المعلومات تكون في شكل مشاعر وأفكار من الوالدين وتتحول إلى معتقدات تسير حياة الانسان فيما بعد ويعيش وفقها.
فالأم عندما تكون في حالة سعادة أو بهجة، أو خوف، أو حزن، أو قلق كل هذا عبارة عن مشاعر من غير مفاهيم خزنت في جسده، وهو يسمع كل تفاعلات جسدها مع مشاعرها ويسجلها مثل البصمة؛ لأن هذا هو عالمه الوحيد الآن، وهذه المشاعر يتأثر بها بشكل مستمر وتذكره بوجودها بعد ولادته وفي مراحل حياته. حيث ثبت أنّ الجنين يتأثر بتفكير الأم، ووعيه يتكون من وعيها منذ بداية تكوين عقله وأعصابه، حتى بعد ولاته والانتقال لعالم جديد أكثر تعقيداً ولكن مازال في هذه المرحلة يكون انطباع من خلال استشعاره لكل ما سبق.
* حجر الأساس
في كل بناء نضع حجر الأساس، وأبناؤنا هم أهم وأفضل وأجمل وأعظم بناء خلقه الله. فأولي بنا أن نهتم بتكوين هذا البناء قبل وصوله بسلامة الله ليشاركنا رحلة الحياة الدنيوية ويقوم برسالته التي خلقه الله من أجلها.
دعينا نخاطبك كأم :
تعاملي معه إنسان به روح ويشعر بكل ما تمرين به من ألم وفرح وسعادة وضيق، فحالته تعتبر انعكاسا لما تمرين به، فرفقا بما تحمليه، واأعطي له كل ما يحتاجه من أمان، لذا وجب التنويه:
١- تتجنبي الانفعالات، أو الشعور بالإحباط، وتجنبي سماع أو قراءة أي موضوع سلبي.
٢- تجنبي الكلام عن أي صفات مكروهة لا تحبين أن تتواجد في طفلك؛ لأنك بلا وعي تؤكدينها في وعيه وتكوينه فينشأ معاندًا وعصبيًّا وأنتِ لا تدركين من أين أتى بهذه الصفات، واقرئي عن تربية الأطفال بطريقة سليمة.
٣- اعلمي أنه يسمعك؛ فعليك أن تخاطبيه، تحدثي مع جنينك بإيجابية، ازرعي في وعيه وتكوينه التفاؤل، فلقد ثبت في الأثر أنّ الأم التي ترتل وتحفظ القرآن أثناء الحمل يأتي مولودها ليحفظ القرآن بسهولة.
فاحرصي على تعليمه وهو لا يزال يتكون بداخلك كل ما تحبين أن يتعلمه عندما يكتب له أن يرى نور الحياة.
(أنتِ أمانة والروح التي تتكون بداخلك أمانة.. فأدي أمانتك على أكمل وجه حتى ترتاحي في حياتك وتسعدي بثمارك)
دعنا نخاطبك كأب :
١-حافظ علي سلام وأمان ابنك النفسي وهيئ قبل المستوي المادي، الدعم المعنوي والنفسي لمن تحمل لك بشارة المستقل المقبل بنوره وجماله؛ ليشاركما رحلة الحياة.
٢- تفاءل به وتقبله أي كان نوعه ذكر أو انثي، وأنوِ من أول لحظه أن تربيه تربية سليمة، واختر له اسمًا جميلًا؛ فللإنسان حظ من اسمه، فليكن اسمه مقبولًا ووقعه طيب على النفوس، وأرسل له كلمات حب وتقبل، فهو يسمع صوتك، وتخيل شكله كأجمل مخلوقات الله، فهو من صنع الله.
٣- المعنى الحقيقي لتحمل المسؤولية كأب وأم هو التصرف بوعي وفهم وإدراك لهذه المهمة واثقين أنكم تساهمون في تغيير عميق ومؤثر، ونحن هنا نتبادل المعلومة العلمية مغلفة بطابع انساني بلغة يسيرة من القلب لتصل الرسالة فيما بين السطور
علينا أن نفتح قلوبنا وعقولنا لتلقي ما سيقدمه لنا أبناؤنا من دروس حياتية
وهذا طرحنا بالمقال القادم بإذن الله
ومعا خطوة بخطوة من أجل أبنائنا
تحياتي. دكتور/ سعاد عبد السميع حسين