رجال في الإسلام: غدا ترون الأمراء من بعدي ” عتبة بن غزوان ” بقلم مدحت رحال
رجال في الإسلام: غدا ترون الأمراء من بعدي ” عتبة بن غزوان “بقلم مدحت رحال
قد لا يعرفه إلا قلة من الناس وبعض الدارسين ،
هو سابع سبعة سبقوا إلى الإسلام ،
من المهاجرين الأولين إلى الحبشة ثم المدينة ،
من الرماة الأفذاذ الذين أبلوا في سبيل الله بلاء حسنا ،
خرج مهاجرا إلى الحبشة
بيد أن شوقه إلى النبي لم يدعه يستقر هناك ، فركب البحر عائدا إلى مكة ، حيث لبث فيها بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم حتى هاجر إلى المدينة مع من هاجر ،
وطيلة حياته ، كان حاملا رمحه وقوسه منافحا عن الرسول ، مجاهدا في سبيل الله ،
أرسله أمير المؤمنين ( عمر) الى الأبلّة ليفتحها ويطهرها من الفرس الذين اتخذوها نقطة وثوب خطرة على قوات المسلمين الزاحفة عير الإمبراطورية الفارسية ،
وقد تم له الفتح وطهر أرضها من الفرس ،
واختط مكانها مدينة ( البصرة ) ،
أراد أن يهرب من الإمارة ولكن أمير المؤمنين استبقاه وقال له مقولته المشهورة :
تضعون أمانتكم في عنقي وتقولون :
اعفني يا أمير المؤمنين
لا والله لا أعفيك أبدا ،
ولبث عتبة مكانه يحكم بالعدل ،
ويضرب أروع المثل في الزهد والورع والبساطة،
منهجه :
( إني أعوذ بالله أن أكون في دنياكم عظيما ، وعند الله صغيرا )
ولما رأى ضيق الناس من صرامته في حملهم على الجادة قال لهم :
( غدا ترون الأمراء من بعدي )
(( ولقد رأوا ))
وجاء موسم الحج ،
فخرج حاجا ،
ولما قضى حجه سافر إلى المدينه ،
وسأل أمير المؤمنين أن يعفيه من الإمارة ،
ولما رفض أمير المؤمنين ،
وقبل أن يعلو ظهر راحلته عائدا إلى البصرة ،
استقبل القبلة ورفع كفيه ضارعا ،
ودعا ربه عز وجل ألا يرده إلى البصرة ولا إلى الإمارة أبدا ،
واستجيب دعاؤه
وبينما هو في طريقه إلى ولايته
أدركه الموت
وفاضت روحه إلى بارئها ،،،
رحم الله عتبة بن غزوان ورضي الله عنه وعن سائر
الصحابة أجمعين
مدخت رحال ،،،