بين النقد والإبداع ….مقال بقلم أسامة نور

مع بداية العصور الحديثة ،واختراع الكتابة ، عرف الإنسان كيف يعبر عن ذاته ، وتدوين ما يشعر به ، ويراه جديرًا بالكتابة ، في شتى العلوم والمعارف ، ثم تطور الإنسان ونشَأت الحضارة ،وظهرت الفنون والآداب ،التي تعد دليلا على تقدم الحضارات ورقيها ، فنجد في الحضارات القديمة الرسم والنقش والنحت ، والأدب …ولكل فن مبدعوه ، متذوقون ، ونقاده..فالنقد هنا تقييم للعمل من حيث مناطق النبوغ ، وجوانب القصور ، فلولا النقد والتقييم ما تطور الفن والأدب
وما استمر الإبداع ، ومن الخطأ في رأيي قصر الإبداع على عصر معين ، فالإبداع باقٍ ما بقيت الحياة ،
ولولا تحري المبدع العلا والنبوغ ما تطور إبداعه ، لهذا نجد أن الإبداع يحتاج اهتمام الآخرين ..فإذا وجد المبدع مَن يهتم به سعى واجتهد في إبداعه ..ليبلغ درجات رفيعة في النبوغ والإتقان ..
وهنا يأتي دور النقد الذي يبحث في آليات الإبداع والتفرد
يستكشف جماليات النص الأدبي بموضوعية وشفافية دون
تحيز أو تعصب ..فيعرض نواحي الجمال ، ومناطق القصور
فالنقد هنا دليل المبدع ليس تحليلًا للنص الأدبي فقط ،بل استكشافه ، والوصول إلى غاية المبدع منه ،ومدى التجديد والتطور فيه ..
فإن كان المبدع هو الأصل فالنقد هو الذي يحفظ للأصل نقاءه، ويدعم أطر الجمال فيه ويقوِّم المعوج منه ؛ ليزهر
ويثمر ،
النقد هنا ليس عرضًا للحالة فقط ،و إنما هو استكشاف ومتابعة ، حافز للتطور والتجديد ،
ويجب أن يتسم النقد بالموضوعية والشفافية ، أن يرقى بالذوق العام ، فإذا وجد النقد الموضوعي البناء ، علا الإبداع
واجتهد المبدع في تطوير نفسه ،ومن ثمَّ تطوير إبداعه ..
تحياتي أسامة نــور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى