الملتفت لا يصل ….بقلم الفراشة / هيام الزين

كتبتُها على حسابي الأزرق فرفع الكثير من المتابعين وجميع الأصدقاء أكُفّهم، طالبين العون والمساندة، كلٌ حسبَ ربهُ ومخلِّصَه

_ أمازلتِ تشُكِّين في قدرتك على الوصول إليه بمفردك..؟!

فقط أطلب منهُ بعض المساعدة

_ تطلبينها (منهُ) أم (منهم)..؟!

لماذا تُحمِّل الكلمات دائما أكثر مما تحتمل؟!

أحببتُ أن أتشارك الدعاء مع أصدقائي، ربما لدى أحدهم طريقٌ أخرى

فأغلبُ الوقت أنا معاقبة منكَ.. ولا ترد ابدا على اسئلتي

لقد أصابني الإحباط وأُنهِكتُ من الطيران بلا جدوى.. ضعُفَ جناحاي وفقدتُ الهِمّة.. أظنني أحتاجُ خارطةً أو بعض المعلومات

_ إذن سليه…

أنت تحب أن تضايقني..

كيف اسأله، وانا أفتش كل مكان بحثًا عنه؟

_ قد كنتِ وحيدة منذ البداية ولم يكن إلا (هو)

أهداكِ ذرةَ نور وجناحان.. بضع نبضات.. وبذورٌ كثيرة

فماذا حدث..؟!

صدقني يا درويش

أنا لا أعلم ماذا حدث.. ربما نسيتُ شيئا ما، لم يجدر بي نسيانه فعوقبت،

لقد رأيتُ بالأمس أن طريقا كنت أسلكه هو مِن صُنْع يدي

إبرة سميكة، وكرة واحدة من الصوف غزلتُ بها ألف ألف ميل إلى السماء

كلما نسجتُ إحدى عشرة غرزة أُعطيتُ مثلها بلا مجهود، لم أشعر بوقت ولا فتور، كنت أنسج وأرتقي فيزداد جناحاي قوةً وإبهارا

_ رؤياكِ عظيمة معبرة فلم الحزن يا أخت الفراشات؟!

نعم.. ولكن العبرة بالخواتيم

لقد فُتنتُ بنفسي ونظرتُ إلى الخلف فأُخِذتُ بفخامة وجمال البساط الذي صنعته بيديَّ.. سُلِبَ عقلي مني فلم أعلم كم مر من الوقت وأنا بهذه الحال من الدهشة

ليتني ما التفتت، فقد انشغلتُ بالطريق، ومراقبة الحشود القادمة من بعيد عابرةً فوق بساطي الفتّان

وبينما أنا على هذا الحال من الزهو والغفلة فإذا بالإبرة تسقط، وبكرة الصوف تتفتت بين أصابعي…

     تهاوى كل شيءٍ يا درويشي

صحوتُ من نومي، وأنا على هذا الحال من الضعف وفقدان الشغف

_ أفسدتِ على نفسكِ الطريق بانشغالك بغيرك من السالكين، ثم تأتين لتسأليهم المساعدة الآن؟!

أما هم فقد نسوا أن النور داخلهم، فلا يحتاجون أبدًا للسير في ركب غيرهم

وأمّا أنتِ أيتها الفراشة المشاغبة.. فتذكريها دائما…         
(الملتفت لا يصل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى