الغريب ….شعر د.زهير قنبر

غريبٌ أنت في الدنيا غريبُ
فكيفَ العيشُ يا هذا يطيبُ

وهذا العمرُ أيامٌ وتمضي
سوادُ الرأسِ يكسوهُ المشيبُ

تغرِّدُ كالبلابلِ حين تصفو
ظلامٌ حين تغشاها الكروبُ

تدورُ بنا إذا شاءت رحاها
ونحنُ بها إذا شئنا نؤوبُ

تَسُدُّ بوجهكَ الأبوابَ حيناً
فيهربُ منكَ كذابٌ وذيبُ

وتخشى إن طرقتَ الباب صداً
فمن تلقاه للدعوى يُجيبُ

تلاعبُ صُبحنا شمسٌ ضحوكٌ
يَحِلُّ الليلُ يُسكِتُها الغُرُوبُ

إذا الأسقامُ عاثت بالخلايا
فلا يكفيكَ طِبٌّ أو طبيبُ

كأنَّ تَغَلغُلَ الأوجاعِ نَمْلٌ
لهُ عندَ المسيرِ بها دبيبُ

فكم حاولْتَ للدمعاتِ منعاً
على خدَّيكَ غازَلَهَا الهُرُوبُ

وكمْ آثرتَ أنْ تزهو بثوبٍ
فعادَ الثوبُ في ركنٍ يغيبُ

وتهجركَ الحياةُ بلا رُجوعٍ
فلا خِلٌّ معاكَ ولا حبيبُ

وتسكنُ في بطون الأرضِ فرداً
ويرحلُ عنكَ أهلٌ والقريب

وما الخُسرانُ في الدنيا ولكن
اذا ما ضَاعَ في الأجرِ النصيبُ

يلذُّ هناكَ للأفراحِ طعمٌ
وطعمُ الفَوزِ بالأخرى عجيبُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى