العدد الإليكتروني الأول : ” تعب المشوار”
غلاف العدد بريشة الفنان محمد خطاب
المقالات
الاسكندرية في عيدها القومي … بقلم – أشرف الجبالي- مصر
1- الاسكندرية والتاريخ :
الاسكندرية تلك المدينة التي وضع حجر اساسها وشيدها وبناها الاسكندر المقدوني لكي يجعل منها تحفة معمارية ونقطة التقاء حضاري بين الشرق والغرب، وذلك في القرن الرابع قبل الميلاد 332 ق. م.. وقال عنها هاورد ريد ان العالم الجديد تم صياغته من افكار هذه المدينة، واشار فورستر ان الاسكندرية هي افضل ما انتجته الحضارة الهيلنستية.وقد صممها المهندس دينوقراطس بجوار مدينة راقودة القديمة التي كان يعمل معظم سكانها بالصيد.. واشتهرت المدينة بالكثير من الوقائع التاريخية مثل مكتبة الاسكندرية القديمة والزلزال الذي ضربها في عصر السلطان محمد بن قلاوون الذي دمر حصونها واسوارها ، وبقايا اسطول نابليون في معركة ابو قير البحرية مع الاسطول الانجليزي ، وقلعة قايتباي التي بناها السلطان المملوكي قايتباي عام 1480 ميلادية ومنار الاسكندرية القديم احد عجائب الدنيا السبع ..
الاسكندرية هي المدينة التي دخلها عظماء التاريخ مثل الاسكندر الاكبر وعمرو بن العاص ونابليون بونابرت، واحمد عرابي حينما حاول مقاومة الانجليز منها في بادي الامر قبل ان يتحول الي الشرقية، وقد ظلت المدينة منذ انشائها سكنا وموطنا لكل الجنسيات في العالم وخاصة ابناء البحر المتوسط، حيث ذاعت شهرتها العالم اجمع ، وصارت تعرف بانها مدينة السحر والجمال ومثال للحضارة الرومانية وعظمتها.
2- مراحلها التاريخية :
مرت علي الاسكندرية مراحل كثيرة ، اذ ظلت شاهدة علي التاريخ لما يقرب من 2500 سنة كانت في معظم هذه السنوات محورا للاحداث التاريخية والعالمية والمحلية.. إذ مر تاريخ الاسكندرية بثلاث مراحل
المرحلة الاولي كانت منذ نشأتها وحتي الفتح الإسلامي.. وكانت في تلك المرحلة منارة حضارية للعالم اجمع، وتركز علماء العالم في المكتبة القديمة
المرحلة الثانية: كانت منذ الفتح الاسلامي وحتي ثورة يوليو وخروج اخر ملوك اسرة محمد علي..واهم سمات تلك المرحلة ان الاسكندرية حصلت علي استقلالها من سيطرة الرومان
المرحلة الثالثة بدأت مع ثورة يوليو.. وهي مرحلة مستقلة لان التغيرات التي حدثت في الاسكندرية بعد ثورة يوليو تجعل منها مرحلة مستقلة.. حيث كان في السابق يسيطر علي المدينة التجار والملاك ورجال الصناعة الاجانب، وبعد ثورة يوليو تحولت الاسكندرية تدريجيا الي مدينة مصرية خالصة ، وبدأ الاجانب في الرحيل وحلت الهجرة الداخلية محلها من الدلتا والصعيد
3- ذكري الاحتفال :
ونحن نتحدث عن العيد القومي للاسكندرية 26 يوليو من كل عام فلابد ان نتذكر معا تاريخها القديم والحديث، ومعني هذا اليوم في تاريخ الوطن ، وما يمثله 26 يوليو في ذاكرة المصريين..والحقيقة انه يمثل نقطة فارقة لا يمكن تجاهلها، فعلي المركب المحروسة غادر من قصر راس التين الملك فاروق في صباح يوم 26 يوليو 1952 لينهي بذلك الرحيل فترة حكم الاسرة العلوية التي بدأت مع محمد علي وانتهت في ذلك اليوم المهيب بعد ان استمرت حوالي 145 سنة حكم مصر ملوك ليسوا من اهلها وتحكموا في مصيرها واستغلوا ثرواتها من اجل انفسهم وحاشيتهم ..
ان هذا اليوم 26 يوليو يمثل قيمة كبيرة لنا كمصريين ، وعلي اهل الاسكندرية ان يفخروا دائما وابدا بان نهاية اسرة محمد علي كان من مدينتهم التاريخية .
كان عبد الناصر حريص علي حضور العيد القومي للاسكندرية وكان يخطب في ستاد الاسكندرية احتفالا بهذا اليوم، ويسلم بعض الاطفال من مواليد الثورة هدايا رمزية..وبعد رجيل عبد الناصر ظل المحافظون يحتلفون بعيد الاسكندرية القومي ، ويتخلل الاحتفالات عروض ومسابقات وانشطة بحرية للمدنيين والعسكريين .
ولذلك فإن العيد القومي 26 يوليو 52 هو مفترق طرق للاسكندرية تحولت فيه من مدينة تابعة للحضارة الرومانية او موطن للجاليات الاجنبية في العهد الانجليزي والعلوي الي مدينة مصرية يقطن احيائها المصريين.
4- ماذا نريد ؟
لقد شهدت الاسكندرية منذ ثورة يوليو تطورا مهما علي جميع الاصعدة .. في الطرق والمباني والتعليم والصحة والخدمات.. ولكنها ايضا بها مشكلات عديدة نتيجة التوسع العمراني.. ولذلك أري انه من المناسب تماما ان نجعل من يوم 26 يوليو كل عام يوم للحساب والتقييم، ماذا فعلنا وماذا نريد ان نفعل لتلك المدينة العريقة.. ما نريده الكثير ، وما نأمل فيه الكثير والكثير..وعلي كل قيادات ومثقفي ومفكري الاسكندرية ان يعملوا بجد علي عودة الاسكندرية منارة للعالم اجمع، علي ان تعود رمزا حضاريا ومركز ثقافيا..فلا احد ينكر كم الانجازات التي تمت، ولكننا نريد المزيد بجهود الجميع
مع خالص حبي
الكاتب الصحفي
أشرف الجبالي
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
من هاملت إلى أبيه… بقلم د. أحمد دبيان – مصر
المعضلة انك سرت فينا مقام الأب الغائب فى هاملت .
الأب الذى تم اغتياله بواسطة العم الخائن ، والأم برضا أو بسطحية أو بخداع تزوجت العم المخادع .
لخصها هاملت شكسبير فى تلك العبارة المكثفة الدلالة :
( اللحوم التي شويت لأجل المناحة، قُدمت باردة على موائد العرس»!؟
كيف تستطيع هذه المرأة أن تكون زوجة كلوديوس الدميم واللئيم بعدما كانت زوجة الوسيم والكريم!؟ كيف عاشت مع النبيل والرفيع وتأقلمت بسرعة مع الخسيس والوضيع!؟
هاملت هو الوحيد الذى كلمه الشبح .
رآه الجميع فى ظهور وتجلٍ ولكن لم يستطع أحد أبدا أن يفك شيفرة التجلى.
بات الناس فى دنمارك هاملت يرددون أكاذيب العم ،وأنه من سبق العصر وأنه داهية الحرب والسلام .
وظل الأب وتجليه هَم الإبن الفرد الوحيد الذى أصبح زرقاء يمامة “ترى ما لا يراه الجمع” ، والأشجار التى كانت تسير صارت فى قلب المدينة، والعدا بتحالفات العم الوضيع صاروا أصدقاء الحياة .
تجرعت الأم التى أبدلت بمن هو خير من هو أدنى السم ، وانتهى بها الحال إلى الإحتضار والوفاة.وظل هاملت الوحيد الذى رأى فاجعة الحقيقة عاجزا عن أخذ السبل لإعادة ضبط بوصلة الأب الغائب .
من هاملت إلى أبيه :
سلام عليك يوم ولدت ويوم ثرت ويوم توفيت ويوم نهتدى الى بوصلتك يوما ما.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
بالعربي البسيط- بين الفصيحة والعريف بقلم / إبتسام عبد الصبور – عضو اتحاد كتاب مصر
“ثروة لغوية “
ع: عودٌ أحمد بعد انشغال طويل
ف: أشتاق حديثك الأثير صديقي.
ع: حدِّثيني أنتِ عن حالة ( المَناخ ) التي أثارت خوفك أثناء ذهابك أمس لمشاهدة العرض المسرحي ؟
ف: بدايةً صديقي، إنه ( المُناخ ) بضم الميم بمعنى حالة الجو
. أما ( المَناخ) بفتحها فهو مكان إناخة الجمل ليستريح.
ع: هههههه بداية القصيدة…
• لا علينا .. حدثيني عن شعورك.
ف: كنت في طريقي لمقابلة صديقتي التي سترافقني إلى المسرح، منطلقة، أردد إحدى قصائدي.
فرّن هاتفي، وإذا بصديقتي تعتذر عن النزول لسوء حالة الجو فأصابني
(صمت وسكوت وإصاخة)
ع: وهل فرق بينهم ؟
ف: نعم
فالصمت: يعني أنني لم أقو على النطق
•و السكوت: معناه تركت الكلام لأني لا أرغب فيه
أما الإصاخة: فهي الاستماع إلى ما يصعب إدراكه
ع: ثم ماذا فعلتِ فصيحتي ؟
ف: لم أكن أستطيع عمل شيء وقد أصابتني كل عيوب النطق
ع: ماذا تقصدين بعيوب النطق؟
ف: التمتمة والغمغمة والفأفأة
• أي التردد في التاء و الفاء ،والكلام الغير مفهوم.
ع: كل هذا من أجل مسرحية
ف: منيت نفسي بسهرة فريدة ويالضيعةِ الأمنيات!
ع: وماذا بعد ؟!
ف: قررت العودة ؛ بعد أن تعرضت لضربة شمس فادحة.
ع: دعينا نتخيل أنك حققت مرادك وشعرت بالسعادة وأخبريني الآن
عن أحب بيت أحاط قلبك بالسعادة
ف: أنا بالقناعة سيدٌ لسعادتي
فإذا جشعتُ فإنني العبدُ الشقي
ع: ها أنت تقولين ما أردتُ قولَه…
وأنا قنوع في العلم، لذا اكتفيت اليوم.
ف: أجدت الهروب الآمن صديقي المشاغب.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
الإخراج الفني في النص القرآني.. بقلم/ م.مجدي سالم – مصر
“حياة موسى” على شاشة القرآن.. ( 22 ).. موسى يبدأ نشر رسالته – 10
المشاهد من سورتي مريم وطه.. في طفولة موسى وشبابه (2) ..
….” وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي “….. من سورة طه..
يدرك سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بحس ونباهة الأنبياء عظم المسئولية التيألقاها رب العالمين على كاهله واصطفاه لها.. ويقول الأستاذ/ أحمد بهجت أنه أيضايتمتع ببعض من ملكات بني إسرائيل في انتهاز الفرصة.. إن موسى يسارع في طلبالعون والسند من جهة.. والدعاء لربه التيسير من جهة أخرى.. فالعدو عنيد جدا وذونفوذ ومال وجاه وقوة.. إنه فوق ذلك طاغية عتيد يدعي الألوهية.. حتى أن الله يقوللموسى أن يذهب إلى فرعون فإنه طغى.. فيستجيب الله إلى دعاء موسى أن يؤيدهبأخيه هارون.. ويؤيده بمعجزة العصى وغيرها من الآيات.. ويفصح له لسانه إى جانبفصاحة هارون.. إن الله يذكره بنعمه عليه.. إن أم موسى وأخته يظهران هنا لأول مرة..
تعود التسجيلات لتسرد وتذكره وإيانا بالماضي.. إن المشاهد هنا ساطعة تنتقل منلقطة إلى أخرى في سرعة فائقة وومضات ضوئية يشي بها سرعة الحوار كذلك.. إنالقرآن يعود هنا.. في منتصف النص والكتاب الحكيم إلى طفولة موسى وما حدث فيهامن معجزات.. إن المعجزة هينة وبسيطة جدا عند رب العباد.. يمر بها في النص مرورا.. إننا نعود بالتاريخ للوراء في ثوان معدودة.. إن فيها كذلك لقطات للوحي لا يدرك كنههابشر.. اقرأ من سورة طه (38 – 46)..
– إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38)….
…. أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ.. فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ.. فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ…..
… يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ…. وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي… وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) …
…. إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ.. فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ…
…. فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ.. كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ……..
> ولد موسى في العام الذي بقتل فيه المواليد الذكور من بني إسرائيل.. وإن علىالقابلات أن يخبرن أعوان فرعون بذلك فورا.. تقول الروايات أنه كانت أم موسى تقوميوميا بإخفاءه في صندوق أو تابوت متين يشبه القارب الصغير.. وربما كانت تخفيه فيالبوص على ضفة النيل.. حتى جاء يوم كان الخطر فيه محقق.. أخبر جبريل عليه الصلاةوالسلام أم موسى أن تلقي بالتابوت في النهر.. ربط الله على قلبها وطمأنها جبريل إن اللهسيرد موسى إليك.. لكن خوف الأم عبى وليدها هو فطرة لا تبارى.. فتأمر الأم ابنتها أناتبعي التابوت..
إن سورة طه تفسح لسور القرآن التالية.. ولفطنة القاريء.. أن يكملا ما بين الأحداث.. فسورة طه تقفز إلى أخت موسى تدل حاشية فرعون على لأمه كي ترضعه.. كيف.. ستعرف.. لكن المحصلة أن موسى قد عاد بوعد الله إلى صدر أمه.. كي تقر عينها ولاتحزن.. سيربي فرعون قاتله في قصره.. ويعامل معاملة الأمراء وكأنه ولده..
إن سورة طه تتبع أسلوبا لم يعرفه العالم في السر.. إن الراوي يقفز فوق أحداثليتوقف عند غيرها.. مع دهشة القاريء الذي لا يملك سوى الإستمرار في القراءة حتىيستوعب ويستكمل.. فيعود إليه رب العزة والجلال بالإجابات على أسئلته وحيرته متىشاء..
إن موسى قد كبر وأصبح يافعا قويا.. وقتل نفسا.. أين.. كيف.؟ إنها فتنة الله ثم توبةموسى.. ثم تخبر سورة طه عن فراره إلى مدين.. فماذا حدث هناك.؟ سترى لاحقا.. المهم الآن أن الله اصطفاه نبيا ورسولا.. إصطفاه الله لنفسه.. اقرأ من سورة طه الآيات(بقية 40 – 46)..
– ” وَقَتَلْتَ نَفْسًا.. فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ.. وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا….
– فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ.. ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى (40) … وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي(41) ..
– اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) .. اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) ..
– فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) ..
– قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) ..
– قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) ..
> ثم نعود.. إلى بلاط فرعون.. موسى وهارون يطيعان ربهما.. ويسمعان فرعونوحاشيته ما أمرهم به الله.. لقد بدأت المواجهة.. إنها الدعوة فإما الطاعة وإما الكفروالعناد.. طه (47- 55)
– ” فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ.. قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْرَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) ..
– إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48) ..
– قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) ..
– قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50) ..
– قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51) ..
– قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)”..
> ثم إلى ومضة تذكيرية وإيمانية في توحيد الله.. والتعريف ببعض نعمه.. فهو من بسطالأرض ومهدها.. وجعل لنا فيها طرقا وسبلا.. وأنزل من السماء ماء ليحيى عليه الإنسانوالنبات وكل ما هو حي.. وهو من يخرج الزروع صنوانا أزواجا.. فعلينا التفكر في خلقهوالإعتراف بفضله.. وحمده.. ومن ثم شكره.. وعبادته بالفرائض.. ثم بالنوافل
” الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا.. وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا.. وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِأَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) .. كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54)..
….. مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55)” ….
أراكم على خير إن شاء الله..
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
حفلات التخرج … مقال بقلم / محمد كسبه – مصر
تغيرت الدنيا و تبدلت الأحوال و أصبح المرفوض أخلاقيا و اجتماعيا يتزايد بطريقة هيستيرية ، لسان الباطل أصبح أشد قسوة و أكثر قوة ، فهل لنا من مخرج ؟ أم أننا نتجه سريعا نحو الهاوية .
ما يحدث في حفلات التخرج حاليا و نراه في كل وسائل الإعلام و وسائل التواصل الاجتماعي هو أشبه بفقرات السيرك القومي ، لا علاقة له بالعلم و التعليم .
التخرج هو انتهاء الدراسة في الكليات و المعاهد العلمية و النظرية ، بعدها يصبح الخريج على قدر من المسؤولية و الكفاءة التي تؤهله لسوق العمل في مختلف و شتى التخصصات .
خريج الجامعة هو ذلك الشخص الحاصل على درجة علمية موثقة و معترف بها محليا و دوليا ، و يمتلك قدرا كافيا وافيا من المعلومات و الخبرات التى يحتاجها المجتمع ليصبح فردا نافعا لوطنه و محققا لذاته .
في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة حفلات التخرج بطريقة لا تليق بالمجتمع المصري ، ظاهرة واردة إلينا من الدول الأوربية التي تختلف عنا في الثقافة و العادات و التقاليد ، و يبدو أننا أصبحنا نستورد من الغرب كل شيء من آلات ، معدات ، ملابس و تكنولوجيا بالإضافة إلى التقليد الأعمى في كل شيء حتى الاحتفالات .
هل خريج اليوم مؤهل فعليا لسوق العمل ؟
هل لدى الخريج المهارة و الكفاءة العلمية التي تحملها شهادة تخصصه ؟
لماذا كل هذه الضجة ؟ لا يسعني إلا أن أقول أن الإناء الفارغ هو الذي يحدث ضجيجا و كذلك العقول الفارغة .
اليوم نرى و نشاهد في كل وسائل التواصل الاجتماعي و في وسائل الإعلام حفلات تخرج لشباب من المفترض أنهم صفوة المجتمع في الأدب ، الاخلاق و العلم ؛ لكن ما يحدث من ميوعة و خلاعة هو انحلال غير مبرر ، و ما نراه من أولياء الأمور و الطلاب و حتى هيئة التدريس بالكليات أصبح لا يليق ولا يصح ، بل يجب التصدي لهذه الظاهرة الغريبة ، أعتقد أن الهدف منها هو جمع الأموال من الطلاب المشاركين في الحفل ، هل التعبير عن الفرحة و السعادة لابد أن يصاحبه العري ، الموسيقى الهابطة و الأغاني الرديئة المبتذلة ؟
بالطبع لا ، يا سادة مصر تحتاج إلى سواعد الشباب المتعلمين القدوة في الأخلاق .
نحن لسنا ضد الفرحة ولسنا ضد الاحتفال ؛ لكن لابد أن تكون هناك ضوابط و معايير يجب الاتفاق عليها قبل البدء في حفلات التخرج و تنفيذها بشكل يليق بمكانة الحرم الجامعي أولا ، و يحفظ الطالب أو للطالبة مكانته العلمية ثانيا ، و يحافظ على هيبة أسرة التدريس بالجامعات ثالثا ، و يحفظ لمصر ريادتها الأدبية و العلمية .
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
القصة القصيرة
“مسجد بعيد” بقلم/ محمد كمال سالم – مصر
دنياه الصغيرة لا يعلم مدى اتساعها أحد، خاطره يرى ما لا تراه العيون ولا يدركه بشر، يضع رأسه بين ساعديه باحثا عن الحياة.
تتعلق عينا “سعيد” طوال الوقت، بهذا المسجد القديم المطل على المدينة من حافة الجبل بشموخ منذ زمن طويل، معلنا أنه مبتدأ عالم الأموات، والمسكن الأبدي لكل الناس.
الناس كلها تتجنب النظر تجاهه، المرور بجواره، تكرهه في صمت_ إلا”سعيد”. هو ابن هذا العالم؛ وطنه الذي يحن إليه في كل حين. منذ أن خرج من خلف هذا المسجد البعيدحيث يسكن مع جدته أم أبيه وأمه وأخته الصغرى”سعدية”وأصبح يبيت في هذه الورشة التي يعمل فيها عندما بلغ الثانية عشرة من عمره، يسهر على الطريق السريع لشارع”صلاح سالم”، يعمل مساعدا في إصلاح إطارات السيارات وصيانتها. تبدلت حياته لما بعدت المسافة بينه وبين هذا الحوش الذي يتوسطه شاهدان للقبر، كان يبيت بجوارهما هو وأمه و”سعدية”ويروحون في رحلات جميلة لا نهائية … نساء يرتدين الحرير والديباج أجسادهن من مرمر، أطفال بملابس زاهية نظيفة تلعب في سعادة ومرح، على روابيّ خضراء وأزهار ملونة وأنهار من لبن وعسل يلعبون وينهلون في سعادة غامرة، وكان إذا غاب أحد من أصحابه في الحياة، وجده كلما أخلد للنوم. لولا حاجتهم للمال ولأجرته التي يتكسبها من هذا العمل الشاق والمبيت في الشارع؛ تمر عليه أمه كل يوم تقبض على ما اكتسبه من جنيهات يسيرة وتمضي، غريب هو عن وطنه الذي لا تتجاوز المسافة بينهما إلا بعض الحارات من المقابر وكيلو متر واحد. تجاوز الآن العشرين سنة من عمره، لايربطه بهذا الشارع ولا هذه الورشة إلا جنيهات تقبضها أمه و”نسمة”؛ نعمبسمةتلك الفتاة التي تقاربه في عمره تسرح بالمناديل الورقية في الشارع وأمام المقابر، لا يعلم من أين تأتي ولا إلى أي مكان تروح؛ غير أنها كانت كثيرة الجلوس إلى جوار هذه العجوز التي تفترش ناصية شارع المقابر بالخوص والزهور.
كان إذا رآها يمسح بشعره يصففه براحتيه، يحاول أن يزيل التراب والشحوم العالقة بملابسه، كان يتصور أن هذا يفلح في تحسين مظهره.
تبادله”نسمة” النظرات في حياء، تبتسم فيبدو ثغرها الوردي وتنمو على وجنتيها المعفرة الوردات، تتهادى بعودها الشاحب أمام عينيه وتطأ بخطواتها فؤاده الذي لا يعرف سر خفقانه.
لكن الأسطى”متولي” يعرف السر، قيناغشه قائلا:
(الجو العليل والحتة الطرية وصلت يا”سعيد”؛ ها ها ها،بتعرف تحب وتختار ياض ها ها ها) يبتسم في خجل ويقر في صمت ما ردده الأسطى”متولي” ،هي حقا النسمة التي إذا مرت عطرت المكان وهونت عليه مُرَّ معيشته وحَرَّ حياته وأنسته بدنه الملتهب من عناء العمل الشاق، كانت “نسمة” في عينيه أجمل الكائنات، أميرة هاربة من قصر مرصود، أو حورية تتنزه حول الجنة. وذات ظهيرة قائظة ،وفسحة من العمل، لملم”سعيد”رباطة جأشه لما رأى”نسمة” تجلس جوار بائعة الخوص، اشترى لها قطعة بسكوت مغلفة وزجاجة عصير، دنا منها بخطوات خجلة وابتسامة مترددة، وضعهما في حجرها ثم افترش الأرض جوارها وهي تعبث بأناملها في خصلات شعرها خجلة، العجوز ترقبهما في تطفل … لحظات صمت مرت عليهما ولكنها كانت محلقة في سماوات تحمل كل المعاني الطاهرة، قطعتها العجوز بكلمات أرضية تعرفها: (اشربي ياختي وكلي، النبي قبل الهدية).
كانت هذه اللحظة فارقة في حياة”سعيد” وبالغة التأثير، لكن الفتاة”نسمة” من حينها غابت، وكان كلما اشتاق إليها استرجع تلك اللحظة القصيرة وعاش في ذكراها وكأنها كل حياته، كل ما عاشه؛ وغااابت…
ولما استبد به الشوق إليها، ذهب للعجوز يسألها لعلها تخبره بعنوان مسكنها ، أو لعلها تروي ظمأه بخبر عنها أو موعد لعودتها من جديد؛ لكنها أومأت برأسها في غير اكتراث وأتبعت:
_(زي ما جت مانعرفش منين؛ راحت منعرفش لفين!).
وقعت كلماتها على روع “سعيد” كصاعقة أودت بالقادم من أيامه، فقد كانت الجميلة بائعة المناديل هي الأمل، هي الدافع للاستمرار على قيد الحياة.
هام على وجهه بضعة أيام بلياليها، بحثت أم”سعيد”عنه في كل مكان بلاجدوى ؛ إلى أن دخل عليها الحوش ذات ليلة، جال بناظريه عن شقيقته”سعدية”، عن شاهدين القبر، رقد جوارهما، وضع رأسه بين ساعديه طلبا للنوم ورحلة للبحث عن”نسمة” بين الأحياء.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
مختار … قصة قصيرة بقلم/ أسـمـاء الـبـيـطـار – مصر
كل مرة أراه فيها كنت أقف أمامه منبهرة بانجذاب الجميع نحوه بلا استثناء !
إلا هذه المرة كان بيني و بينه حاجزٌ نفسيٌّ لا أدري ما سببه ؟
و فرض عليّ حالة من التعجب أعقبها حالة من التساؤلات غير المسبوقة
فتعجبت من الحالة التي يفرضها على الكبير قبل الصغير !
مع أنه لا يعطي شيئا إلا و أخذ المقابل .
الجميع يعلم ذلك جيدا ، و لكن سحر تأثيره عليهم يجعلهم في كل مرة يختلقون له الأعذار الدينية و الدنيوية !
كنت أقف أمام أفعالهم عاجزة عن تفسيرها ؟
و بيني و بين نفسي و أنا شاردة في حسنه الجلي الذي لا يُنكر ،كنت أختلس النظر اليهم و هم يتوددون إليه في شتى أحواله .
_ فتارة هادئ و يترك الجميع يلهون معه و يستمتعون ، يغريهم أكثر بلطفه فيقضون معه كامل يومهم دون ملل، و لا يتركهم إلا و هم في حالة نشوى ووعد بالعودة مرات و مرات .
_ و تارة أخرى يغدر بالجميع بلا رحمة ولا استثناء ، و العجيب أنهم لا يكترثون ؛ مما يثير غضبه أكثر
و الأعجب عندما يدخلون معه في تحدٍّ أكبر، دون مراعاة لحجمه و افتقاده للسيطرة على نفسه في معظم الأوقات ؛ فيظهر وجهه الحقيقي في لحظة دون رحمة .
و علا صوتي بالتساؤل
تخيلي كل دا بطوله و عرضه عامل عقله بعقل الإنسان اللي موش باين فيه دا ؟
□ انتبهت ابنتي على حديثي فضحكت و قالت: أهلا بدأنا !
لم أكترث لما قالت و رحت أنظر إليه و أنا في حالة تعجب و شرود !
فعلى غير العادة و في هذا اليوم وجدته يسير بلا هوادة تجاه الغروب، قبض قلبي من سرعته الجنونية ،
و انتبهت إلى صوت خلفي لأحد المارة و هو يقول : لسه ما ظهرش ، الله يكون في عونهم بقالهم أربعة أيام ما داقوش طعم النوم .
● التفت إلي ابنتي كي اسألها عن هذا الحديث العابر
□فتصنعت اللامبالاة و أشاحت بوجهها عني، و أخذت تعبث بهاتفها تارة و تضعه على أذنها تارة أخرى مطئطئة رأسها نحو الأرض و كأنها تستمع لتسجيلات صوتيه ؟
●كذبت حدثي، و انشغلت بالنظر إلي سحر الغروب عليه
و ألوان الطيف التي ينثرها على الرمال ، الممزوجة بضحكات الأطفال، و صوت صفير الإنذار .
قاطع كل هذا صوت هاتفي النقال
♡ ماما
● أيوا يا عبد الرحمن
♡ بابا بيقولك الغدا إمتى؟
● حاضر يا حبيبي جاية
أغلقت الهاتف وهممت بالمسير ،
ما هي إلا خطوات معدودة و عٓلا صوت صفير الإنذار بطريقة هستيرية
و إذا بصوت يشق الفؤاد
يااااااا رب
يااااااا رب
يااااااا رب
الله يرحمك يا مختار .. الله يرحمك يا مختار .
تسمرت بمكاني، و إذا بمختار يشق صفوف المصطافين المتبقين على الشاطئ محمولا على الأكتاف .
التفت إليه فإذا بهذا المارد أصبح في حالة سكون تام
و ما هي إلا سويعات قليلة
حتى عاد إليه ضجيج المارة و صوت الضحكات و صوت صفير الإنذار و كأن شيئا لم يكن !
تمت .
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
” بطلة “…. بقلم : سيد جعيتم – مصر
هبط عليه الخبر المشؤوم: تعال ابنتك نزفت من فمها وأنفها؛ وارتفعت درجة حرارتها، تحتاج حضانة مجهزة.
صُدم وعجز برهة عن التحرك أو التفكير، أفاق على صوت زوجته:
ـ ألم يطمئننا الدكتور المسئول عن الحضانة من ساعتين ان البنت أصبحت طبيعية وطلب أن نحضر لاستلامها في الصباح…
انخرطت بشدة في البكاء، رفعت يدها للسماء تدعو ربها:
ـ يا رب.
بدت المسافة بين سكنه والمشفى كأنها دهر، يرجو من سائق التاكسي العجوز أن يسرع، تدور الأحداث في رأسه،-(حلمهم بابنتهم الأولى، ولوعته عليها الآن)- ينتابه ضيق شديد، يأخذ نفسًا عميقًا ليتمكن الهواء من دخول صدره .
يمر بخاطره بسمة زوجته وهي تجادله في سعادة:
ـ سعيدة بأن الأشعة أثبتت أن في رحمي بنوته، متأكدة أنها ستحمل عيونك .
ـ بل ستكون جميلة مثلك حبيبتي.
ـ تُحدث جلبة شديدة وهي في رحمي، يبدوا أنه ستكون شقية.
ـ أراها بقلبي وهي تحدث ضجيجا جميلاً؛ وتبعثر لعبها في أنحاء غرفتها.
ـ أول ما ستنطق (بابا).
ـ بل أول ما ستنطق ستناديني ( ماما) .
اعاده ضجيج السيارات ونفيرها الذي يتعجل فتح إشارة المرور الحمراء.
يدعو ربه بصوت متهدج:
ـ اللهم اشف ابنتي.
راح في نوبة بكاء
تنبه على صوت السائق يقول:
ـ أمين.
ـ انتظرناها لتعوضنا، تلقت زوجتي علاج مكثف حتى حملت، البنت مولودة من ثلاثة أيام، مروا علينا كثلاثة أعوام، من لحظة ولادتها وضعت بالحضانة لأن تنفسها غير منتظم…
عاد للبكاء، وجه حديثه للسائق:
ـ أكاد أجن، قبل الولادة بيوم كنا سعداء أثبتت الأشعات والتحاليل أن البنت بحالة صحية ممتازة، وفجأة أبلغونا بأنها ستوضع بالحضانة، عدنا وحدنا، زوجتي تعاني من آثار الولادة القيصرية، وأنا أزور ابنتي أكثر من مره في اليوم، كما اتابع حالتها مع المستشفى،
من ساعتين طمئننا الطبيب على حالتها، وأن نحضر لاستلامها غدا.
عاود البكاء وراح ينتحب، ناوله السائق منديلًا ليجفف دموعه.
عند باب المشفى فتح باب السيارة واندفع للخارج دون أن ينتبه أنه لم يحاسب السائق، الذي تبسم ولم يناد عليه، بل دعا المولودة بالشفاء وهو يتعجب من كمية الحب والحنان التي يضعها الخالق في قلوب الآباء.
قال له الطبيب:
فجأة أصبح تنفس البنت غير منتظم، ومال لونها للأزرق،ثم نزفت من فمها وأنفها، تحتاج حضانة مجهزة.
حار في أمره وأسقط في يده، حضانة أخرى، استنزفتهم الولادة ومصاريف الحضانة، استدانوا لدفع التكاليف…
أفاق على صوت إداري المستشفى:
ـ سيرافقك طبيب بعربة إسعاف مجهزة بالأكسجين، مطلوب ألفين وخمسمائة جنيه.
لحق به صديق وأعطاه مبلغا من المال.
توجه لمشفى حكومي متخصص في علاج الأطفال، أجروا للبنت بعض الإسعافات الأولية ووضعوها على جهاز الأكسجين، ثم اعتذروا لعدم وجود مكان بالحضانات.
بدأت رحلة الشقاء في البحث عن حضانة، يحمل مع ابنته أسطوانة أكسجين صغيرة لتساعدها على التنفس، يرى ابنته تصارع الموت بين يديه ، يعذبه صوت أنينها.
كل حضانات القاهرة كاملة العدد… أخيرا قبلتها حضانة.
دفع عشرة آلاف جنيه، ثم أعادوا له نقوده وأخبروه:
ـ بعد عرض أشعتها وتحليلاتها على الأخصائي أمر بإخراجها، حالتها حرجة ولا علاج لها عندنا.
عاد يدور بها بين المشافي، وهي تقاوم الموت .
أمها تتصل وهي تبكي، يحاول طمأنتها :
ـ هوني على نفسك؛ جرحك ما زال لم يلتئم.
تبكي وتقول:
ـ البنت لم تفتح عينيها حتى الآن، ترفض أن ترى هذا العالم القبيح.
ـ هناك حضانة بها مكان بأحد المستشفيات.
وضع في الحساب عشرة آلاف جنيه… قال الطبيب:
ـ البنت تحتاج لأشعات وتحاليل.
ـ معنا الأشاعات والتحاليل التي أجريت لها -صباح اليوم.
ـ لا نعترف إلا بما يتم بمعاملنا.
رضخ مجبرا فلا مجال للنقاش.
سأله الطبيب:
ـ لماذا أخرجتوها من حضانة المستشفى التي ولدت بها وهي بهذه الحالة.
ـ من بالمشفى طلبوا منا أخذها لحضانة مجهزة.
ظهر التعجب على وجه الطبيب وقال:
ـ كل الحضانات مجهزة .
أصاب الأب بالدهشة:
ـ البنت كانت بخير وكنا سنذهب صباح اليوم التالي لاستلامها، وفجأة قالوا نزفت ودرجة حرارتها ارتفعت، رجحوا أنه عدوى نقلت لها من الأم، طلبوا إخراجها…
ـ هل كانت امها تعاني من أي أعراض مرضية قبل الولادة.
لا.. كانت بصحة جيدة.
تعجب الطبيب وقال:
ـ أكيد حصل شيء ما بالحضانة مثل انقطاع الكهرباء، ولم ينتبهوا لحالة البنت، هم تخلصوا منها ليبعدوا عن أنفسهم المسئولية.
في الصباح، طلبوا منه عشرة آلاف جنيه أخرى، أعلن لهم إفلاسه، وقال إنه سيذهب بابنته لمكان آخر .
ـ إذا فلتدفع ثمن كيس من الدم وكيسان من البلازما نقلناهم لها.
دفع مرغمًا وهو يتعجب كيف لهذا الجسم الصغير أن يستوعب ما نقلوه لها…
أخيرا مكان بحضانة بسعر أقل في التكلفة.
في الصباح، كان تراب القبر رحيما بها…
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
” جهد إضافي ” بقلم محمود حمدون – مصر
عندما مددت له يدي, أعرض عنّي, قال بلهجة خشنة: لا زلت فتيًّا قادرًا على السير وحدي.
قلت: بوجهك شحوب لا تخطئه العين, فهل بذلت فوق طاقتك مجهودًا جسديًا؟
أجابني وهو يتوكأ على درابزين السلم: لقد منعني الحر من المشي, كما أجهدني المرض فلم أستطع قيادة السيارة. اكتفيت أن ركبتها, أدرت المحرك, أشعلت جهاز التكييف, استرخيت في مقعدي, رمقت المارة فترة من الزمن, ثم أطفأت كل شيء, أحكمت إغلاق أبوابها, رجعت إلى داري.
قلت: هل تستسلم قريبًا؟
علت وجهه ابتسامة مخيفة, قال: لا يزال في جعبتي الكثير, توقف عن الصعود, سعل قليلًا, تنهّد بعمق, ثم استأنف طريقه للأعلى .
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️⬜️
حِمية قسرية …بقلم/علي جبل – مصر
التقيته بعد غياب لعدة سنوات؛
وقد زاغ بصرُه، وهزُل جسدُه وعبَس وجهُه؛ وكان قوى البنية، لا تفارقه البسمة، وأبدا لا تغادره الحركة.
-سألته متعجبا: لعلك مريض؟!
-أجاب بصوت خفيض ورأس مُنكس: بل إنها الحِمْيَةُ القسرية تفعل بنا الأفاعيل.
-منذ متى وأنت تتبع هذا النظام القسري؟
-عشر سنوات.
-تتبعته مدة ليست بالقصيرة إلى أن
تماهيتُ معه حتى شعرت أنه أنا.
أخذ النور القادم من أعماقي يأفُل رويدا رويدا حتى وقعت أنا أيضا في دوامة من الجوع والظلام إلى أن هدأ جسدي تماما ودخلت في غيبوبة لا شعورية؛ فتحسستُ عن يميني فكأنه مُنْكر، وتلمَّستُ شمالي فكأنه نكير، ثم سمعت صائحا من أمامي يقول: خَفَّت الأحمال جميعها عن جسده الممدد؛ فانتبهت من نومي غارقا في عرقي؛ لشدة في الحرارة، وانقطاع للكهرباء،
وعندها سمعت قرعا شديدا على الباب، فتحته بوجل وقلبي يخفق بشدة؛ وإذ بالطارق يقول:لقد مات صاحبك من الحِمية القسرية.
أغلقت الباب ، وقفت لحظات لأستوعب الموقف؛ لكن زوجتي لم تمهلني وصرخَت في وجهي: تأخرتَ عن طابور العيش وأطفالك جوعى.
ارتديت ملابسي،هممت بالذهاب إلى
الفرن؛ فانقطعت الكهرباء، وأظلمت الحياة، وتوقف التنور، وساد صمت مميت، ودخل الجميع في “حِمية قسرية”.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
مستر لام … بقلم /زين ممدوح- مصر
من آن لآخر،أعيد ترتيب المكتبة،مع تنظيف الأرفف،تلك عادة محببة إلى قلبي، أعيش حالة من الحب مع الكتب وكأنه لقاء دوري،نأنس ببعضنا البعض،ونقضي وقتا ممتعا في حضرة العناوين والأغلفة، وذكريات لا يمحوها الزمن.
وفي هذه الأثناء،اهتز صندوق خشبي صغير، معد للأحرف العربية،فاسترقت السمع،فإذ هي مشاجرة،
وانقسام شديد فيما بينهم ،وصارت القطيعة وتوارت المودة والرحمة،وكل ذلك كان وراءه مستر لام كما يحب أن يطلق على نفسه،فدائما يدعي أنه أحق بكل شيء،رغم أنف الجميع، شاء من شاء،وأبى من أبى.
وها هم يضربون موعدا عرفيا،ليناقشوا هذا الخلاف،برئاسة أقدم الأعضاء الأستاذ ألف،بيد أن حرف الطاء نيابة عن زملائه دعا لقمة حرفية طارئة!.
أشار الأستاذ ألف لحرف الطاء،أن يبدأ الحديث.
الصندوق الخشبي كامل العدد،وبعض من الأحرف الإنجليزية واللاتينية،جاءت لتغطي الحدث،
طاء يبدأ بالحديث:سيدي الرئيس السادة الحروف الجمع الموقر السلام عليكم ورحمة الله
لا شك أننا جميعا أخوة في الحرف!،ولا فضل لحرف على الآخر إلا بالجهد والعرق،لكننا لاحظنا في الفترة الأخيرة بتعالي شقيقنا الأخ العزيز لام،عفوا مستر لام حتى لا نغضبه،علينا وعلى كافة الزملاء،
الأستاذ ألف:أدخل في الموضوع على طول!
طاء: تعلم سيدي الرئيس لعبة الاستغماية ليس بها حرف اللام،فإذ به يريد أن ينضم إليها، نهرناه،وطلبنا منه أن يبحث عن مكان آخر يلائمه، لكنه أصر ودخل معنا في اللعبة بقوته ونفوذه،وأصبح سيدي الرئيس يزاحمنا في كل شيء!،
ومن فترة قريبة كانت الآنسة خبرة تتقدم لاختبار ما،وقد وجدنا أنها تصلح لتلك الوظيفة، وباركنا لها في شيء من الفرح ، لنفاجأ في صبيحة اليوم التالي أنه حل محلها،كيف ومتى حدث ذلك،لا ندري
وإننا جميعا نهيب بك أخونا الأكبر الأستاذ ألف راعي العدالة،بوقف هذا الظلم الواقع علينا
والسلام عليكم ورحمة الله
تصفيق حاد من كافة الحروف، والكاميرات لا تتوقف عن رفع الصور أولا بأول على كافة المنصات، وجميعهم بدأوا ينصتون لكلمة الأستاذ ألف
ألف:
الإخوة والأخوات لا شك أن العدل هو طريق النجاح ،وأن العمل الفردي لا يأتي بخير،وتكاتفنا معا من أجل نهضتنا لهو الأمل المنشود،لذلك نعطي لمستر لام الفرصة الأخيرة ،كي يعود إلى رشده،وليعلم أننا متساوون في الحقوق والواجبات، ولتكن المحبة هي الرابط بين الجميع
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
شرخ في جدار القلب … بقلم /إلهام فخري – مصر
تعرفت عليها صادقتها لصدقها وحسن منطقها وما الصداقة إلا الصدق.. هكذا ظننت..
شاركتني لحظاتي الجميلة ومحافلي السعيدة. تقاسمنا الطعام والشراب حتى الأفكار..
أصبح كل منا لا يطيق مرور الوقت بعيدا عن الآخر.. إذا غابت افتقدها..أسأل عنها.. وأحيانا أكتب رسالة قصيرة لها بكلمات قليلة تحمل كل معاني الود (كيف حالك؟) لترد بعدها (بخير طول ماأنتي بخير) وهكذا..
نعم أنا بخير بوجود صديقة مثلك.. وهل يوجد في حياتي مثلك؟
صديقة قلما جاد الزمان بها.. ذات يوم وأنا أتسوق مررت بأشياء تحبينها.. دخلت أسأل عنها.. لأجد صاحب المحل من أقربائي .. قال لي أود أن أخبرك بشئ ويجب أن يكون سرا بيننا.. قلت له أفصح.. أفصح..
قال لقد اشترى لك زوجك هذا السوار وطلب مني حجزه لك بالأمس.. وقالي لي ضع هذا جانبا لزوجتي وسأمر عليك بعد العمل لآخذه.. وظل قريبي يريني السوار.. تفحصته وفصصته بعيني.. كان في قمة الروعة والجمال.. غمرتني فرحةوسعادة. لتذكر زوجي يوم ميلادي.. إذن هذا السوار هديتي في هذا اليوم.. حمدا لله أن رزقني الله بزوج حنون.. لم يتوانى عن إسعادي.. ودعت قريبي لأواصل التسوق ومازالت السعادة تغمرني .. بعد يوم هاتفت صديقتي لأذكرها بيوم ميلادي.. وعدم تأخرها في هذا اليوم.. كل شئ على ما يرام الحلوى.. البالونات. الشموع حتي أولادي كأنهم ملائكة في هذا اليوم.. بدأ الاحتفال وحضر القليل والذين تم إرسال دعواتي لهم وعلى رأسهم صديقتي الحبيبة.. هنأني زوجي أعطاني هدية لكنها ليست سوارا.. وإنما كان كتابا لطالما عرف عني أني من عشاق القراءة.. شكرته وأنا أحدث نفسي .. ماذا عن السوار إياه؟.. لحظات وانشغلت بالحضور.. الكل سعيد زوجي.. أولادي صديقتي .. طلبت منها أن تساعدني في تقطيع الحلوي ووضعها في الأطباق.. وتزينها..
بعد مرور ساعتين قيل لي أنني سقطت مغشيا علي والكل يسأل عن السبب الذي جعلني أغيب عن الوعي بدون أية مقدمات..الكل في حالة اندهاش من أمري
فكيف أخبرهم أن صديقتي هي من تلبس السوار ولست أنا..
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
ذكريات عروس البحر … قصة قصيرة بقلم / سيدة بن جازية – تونس
سرت والشاطئ وحيدين استرجع كل الذي حصل بأدق تفاصيله المرعبة حتى صرخت دون وعي مني في الفضاء الرحب عاليا :
_ ٱٱٱٱٱه! يا روحي ، كم تقاذفتك الأمواج !
رد البحر هائجا :
ما بك ؟ هم وحشرجة ،فك عنان صمتك ،لا تكتمها ثانية.
_ الكتمان دواء للجروح…
_ إلى متى ؟
إما أن أقضى أو يقضى . جرب البوح مثل الجميع .
_ البوح هراء مع الأصم .
_ أحزنني حزنك رغم مدادي الوافر .
لم أعد أفكر في ذاتي بل في الزمن . قيل الزمن كفيل بمداواة للجروح .
_ انتهى الزمن ،وما انتهت الجروح . خططت لحياة أفضل ،مر العمر و وجدتني أهيئ له ضحايا جددا ، لم أصنع لهم متعة ، لم أجعل أحدهم سعيدا … كل تدثر بدثار صمته وانكفأ إلى عالم مجهول حيث لا نلتقي ، لا نتواصل .
_ لا تحزن مثلك أعيش مظلوما مهموما ،أحمل أعباء الناس ، أحفظ اسرار هم وما من شخص فكر في همومي.
_ لم لم تتزوج ؟ لم تؤسس أسرة ؟
_ ما وجدت في تجارب البشر ما يشجعني ، إنهم يتكاثرون غريزيا لا نوعيا ، يسودهم الشتات رغم الجدران الجامعة .
_ أسألك و تصدقني الجواب ؟
_ تفضلي يا رفيقة القهر :
_ ما الذي يحزن الرجال ؟
_ حبهم لواحدة من أجل الجمال وثانية من أجل المال و ثالثة من أجل النسب و رابعة من أجل العقل و زوجة من أجل تأسيس عائلة ، لا ترضي نرجسيته المقيتة.كلهم خانوا وقتلهم ندمهم فانكبوا مفسدين لكل متعة تعيشها العائلة ، إنهم يتوارثون الندم و يدعون الثبات ، معاول هدم و شقاء …
لا تكمل أرجوك ، لا تخن الماء والملح ثانية مثلهم.
اعترضني مادا يديه نحوي ؛ هيا نغتسل من ذنوبنا و نعيد كتابة صفحة صماء ثانية .
صفعة قوية أزهقت روحه الثملة أعادت إليه رشده وسط تصفيق جمهور النساء ،سقطت كل أسمائهن بين حطام أسنانه و شفتيه إلا اسمي ، أدركت حينها أنه يحفظ لي ودا كبيرا .
دام أياما يستجمع وعيه ، لم يع ما حصل ، فقط اتخذ قرارا خطيرا ، لن يبوح بسره ثانية للبحار .
ركب زورق أحلامه و تاه وسط الزحام في صحرائه حتى تعثر ركبه ،هم بالصراخ … وجدني اقتفي أثره ، عجوزا متهدلة ،سقيته ماء و عدت به أجره كخرقة بالية أمسح بها دموعي .
ناداني دون اسمي ،لم أتأثر ، لم أتعثر ، عدت إلى بحري شاكية باكية ،ضمني ضمة قوية هشم أضلعي و دفنني في أحشائه.
غمست ريشتي في مداده و شرعت أدون كل أحزان المقهورين و المنبوذين و الحيارى أمدهم بتمائم النسيان و دواء الخذلان ، استمتعت بعمق البحر وصحبة أرواح الحارقين والغرقى و المنتحرين . أحمل همومهم و أنشرها للباحثين عن المتعة أو المغزى .
استمتعت بحياتي الجديدة عروس بحر حرة ، حتى بلغني خبر بيع البحار لتجار الموت في المزاد العلني .حينها ارتعدت و استفرغت كل الذكريات . لن أكتب سطرا ثانية ، لن أتاجر مثلهم في الموت دون الحياة ، نزعت عني قناعي ونمت في سلام .
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
الأخبار الثقافية
(شيخة الجابري و الحضور خلال الفعالية- من المصدر )
نقلا عن صحيفة البيان الإماراتية :
المصدر : البيان – الشارقة
قصائد عذبة تثري «المجلس الأدبي» لإتحاد كتاب الإمارات فرع أبوظبي
نظم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، ضمن أنشطته الثقافية، أول من أمس، فعالية «المجلس الأدبي» الأسبوعي، بحضور شيخة محمد الجابري، المسؤول الثقافي ورئيس الهيئة الإدارية للفرع، وعدد من الشعراء والكتّاب والمهتمين.
ناقش الحضور خلال اللقاء، مجموعة من المواضيع والقضايا المتصلة بالأدب وكتابته، منها تأثير الشعر على المتلقي، وعلى حياة الأفراد أصحاب الذائقة الشعرية وقدرته على تغيير بعض المفاهيم وتقويمها، إضافة إلى اكتساب المصطلحات الجديدة في اطلاع بعض الشعراء القدامى وتأثرهم باللغات الأخرى، وقد أثر ذلك إيجاباً على الشاعر نفسه ومن حوله من محبي الشعر.
وأكد الحضور خلال النقاش أن الكتابة بكافة أشكالها الأدبية نوع من أنواع التحرر الداخلي لدى الكاتب، إذ يستطيع من خلالها التنفيس عن مشاعره وأفكاره ومعتقداته. كما تطرق الحضور إلى موضوع الحداثة الشعرية وكيف يمكن أن تمنهج الصيغة الشعرية خاصة لدى الجيل الجديد في ظل التغييرات، التي يشهدها العالم والتطبيقات الذكية المستخدمة كتطبيق شات جي بي تي.
وشارك الحضور بعدد من القصائد والقصص والنصوص الأدبية، التي أثرت المجلس، كانت من ضمن هذه المشاركات قصيدة مهداة لشهيد الوطن «سيف بن ميّا العفاري» رحمه الله، ألقاها المحامي الشاعر محمد العامري. كما شارك الشاعر خالد الشعيبي بقصيدة غزلية عنوانها «كلام العين».
وكانت للدكتورة الشاعرة ريهان القمري مشاركة شعرية بقصيدة تحمل عنوان «أنثى بلا قلب»، كما شارك حضور المجلس بقراءات متنوعة بين القصائد والنصوص النثرية والقصص القصيرة ذات المواضيع المختلفة، منها الإنساني، والعاطفي والوجداني.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
المعرض العشرون لـ(مؤسسة عالم الفن المطلق)
في القاعة الكبرى للبيت الروسي بالدقي مشاركة وإعداد: الصحفي/ عبد العزيز الهاشمي – اليمن – مصر
في يوم الخميس – 5/ محرم/ 1446ﻫ، الموافق: 11/ يوليو/ 2024م، الساعة (7) مساءً، وفي رحاب القاعة الكبرى للبيت الروسي بالدقي، وبالمشاركة مع جمعية المجذوب للفن المعاصر، وجمعية مؤسسة ذاكرة درب السلطان بالمملكة المغربية، أقامت مؤسسة عالم الفن المطلق، معرضها التشكيلي العشرين، برئاسة رئيسة المؤسسة المتميزة الفنانة التشكيلية المتألقة الشخصية القوية الوفية/ وفاء عابدين، بحضور كل من:
مدير البيت الروسي والمراكز الثقافية الروسية الدكتور/ مراد جاتين.
ومدير الشئون الثقافية بالبيت الروسي الدكتور/ شريف جاد.
والفنان التشكيلي والممثل المصري القدير/ حسن العدل.
والدكتورة/ هبة زيد العابدين.
والفنان التشكيلي الدكتور/ عادل عامر.
ومدربة الحلي بجامعة القاهرة الفنانة/ هند الشوربجي.
ورئيس منتدى الهاشمي الثقافي الصحفي/ عبد العزيز الهاشمي.
وبمتابعة من المستشار الفني الفنان/ مصطفى العمري.
هذا المعرض الذي امتد لثلاثة أيام إلى مساء يوم السبت.
وقد كان لنا شرف الحضور مع إخوتي:
محيي الدين علي أحمد الشرفي.
يحيى علي أحمد الشرفي.
يونس علي أحمد الشرفي.
وكنت قد تشرفت بتقديم هذا المعرض.
كان المعرض تشكيلة من التشكيليات الرائعة المتنوعة بين رسم وتطريز وزخرفة وحياكة، وهو جمع بين الفن التشكيلي والفن التطبيقي.
والشكر موصول إلى الفنانة/ وفاء عابدين على التكريمات القيمة التي تنبئ عن أصالة معدنها الطيب.
وقبل الابتداء وفي الأثناء وبعد الانتهاء .. التُقِطَت الصور التذكارية لجميع الحضور والأصدقاء.
وبالله التوفيق والتفوُّق.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
شعر الفصحى
هجرة المختار درسُ شعر . وجيهة السطل- مصر – سورية – فلسطين
(ماذا تقول بهجره المختار؟)
درسٌ وحقِّ
الواحدِ القهّار
كان الحبيبُ مع الصحابة في ضنًى
يتحمّلون توابعَ الإعصار
ولبعضِهم أذِنَ النبيُّ بهجرةٍ
والى النجاشي طيِّب الأخبار
ومحمدٌ والمسلمون تجرِّعوا
من أهل مكة طعمَ كل مُرار
وبدينهِ فرّ الكثيرُ ليثربٍ
أكرِمْ بها من نعمةٍ لفرار
وتجمَّعت إذ أجمعت لخلاصها
من نور أحمدَ عصبةُ الأشرار
عزموا لقتلِ محمدٍ في بابه
وبكل سيفٍ صارمٍ بتّار
والمكرَ أوصلَه الجليل لحبّهِ
والأمرَ بُعدًا عنهمُ بقرار
طلع النبي عليهم في يقظة
والله أعماهم عن الإبصار
وتساءلوا في حسرة وتعقبوا
ومضى مع الصدِّيق نحو الغار
والمشركون بإثرهم لم يفهموا
أن الجليلَ مقدِّرُ الأقدار
في غار ثورٍ حطّ ركبُ المصطفى
والغار جذلانٌ بذي الأنوار
ويقول للصدّيقِ يطردُ حزنَه
لاتحزنَنْ..معَنا الحفيظُ الباري
****
هذا سُراقةُ والغرورُ جوادُه
في إثرِهم يخطو بكل فخار
قَصَصًا على آثَارهم
مُتصايِحًا
سأنالُ كنزًا غاليَ الإكبار
وتسمّرتْ ساقا جوادٍ وارتمى
فوق الرمالِ سراقةٌ بعَثار
وتعدَّدَت مرّاتُ ما يلقي به
إذما يقاربْ خطوُه لجوار
فتأملَ الوضعَ الرهيبَ بحكمةٍ
واهتزّ رعبًا من صدى الإنذار
ومعيةُ الرحمن تلك، هدايةٌ
نالت فؤادًا ضاء بالأذكار
ومن الصفيّ المصطفى وعدٌ له
بخبيئتين غنيمةِ
الإسوار
***
يامكُّ يانبضَ المشاعر والصبا
واللهِ حبُّك في الفؤادِ إساري
ما كنت أبعُدُ عن ثراك برغبتي
لولا ابتُليتُ بمحنةِ الإجبار
البدرُ في أفُقِ المدينةِ طالعٌ
يا فرحةً غلبتْ على الأنصار
وقباءُ في الإسلام أولُ مسجدٍ
صلّّى به و بَناهُ للأبرار
والركبُ يمشي مسرعًا بمحمّدٍ
والمسلمون بضجةِ استئثار
وإذا المُفدّى فيصلٌ لنزاعِهم
ها ، ناقتي مأمورةٌ فعَذارِ
والبهجةُ الكبرى غدتْ بوصولِه
وبما أتاح لهم من استقرار
عقد الرسولُ مواثقًا ترضيهمُ
آخى فطابت صحبةُ الأخيار
فحقوقهم مذكورةٌ
ومصونةٌ
رضي الجميع بها بلا استنكار
وتضيءُ في التاريخِ خيرُ وثيقة
مدنيةٍ رَسمَتْ أدقَّ شعار
شعر: د.وجيهة السطل
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
قِيامُ اللَّيْلِ… بقلم الشاعرمحمد عبدالرحمن كفرجومي.- سورية – السعودية
الجمعة ١٤٤٦/١/١٣هج ٢٠٢٤/٧/١٩
١-إذا أمسَيتُ في لُبِّ الْهَزيعِ
أقومُ إلى السٌّجودِ مَعَ الرُّكوعِ..
٢-وأُكْثِرُ من دعاءٍ في صلاتي
تُرافقُهُ بِتَهْطالٍ دُموعي..
٣-لعلّ اللهَ يُبْعِدُ كُلَّ كَربٍ
ويُنْئي كلَّ ضيقٍ عَنْ ضُلوعي..
٤-وأدعو أنْ يَعُمَّ رُبوعَ أرضي
سَلامٌ لايزولُ مَعَ الصقيعِ..
٥-وتَزهو الْأرضُ بِالْإنسانِ حُبًّا
ويَحيا الناسُ في خَيرٍ مَريعِ..
٦-فلايبقى بخلقِ اللهِ ظلمٌ
ولا خوفٌ بأفئدةِ الْجَميعِ..
٧-وتزْدَهِرُ الْهِضابُ مَعَ البوادي
ويَنْضُرُ كلُّ يومٍ كالرَّبيعِ..
٨-قيامَ اللَّيلِ أُنهي ثمَّ أغفو
وأحلُمُ بالشَّفاعةِمِنْ شَفيعِي..
٩-شفاعةِ أحمَدٍ يَوْمَ التَّنادي
ومَوْردِ حَوْضِهِ الثَّرِّ الْبَديعِ..
١٠-وأصحو بعدَ نومٍ مُسْتَلَذٍّ
أصلِّي الفجرَ مِنْ بعدِ الهُجوعِ..
١١-وأجلس بعدُ في ذِكْرٍ إلى أنْ
شعاعُ الشَّمسِ يرفلَ بِالسُّطوعِ..
١٢-وأبقى بعدَ ذلِكَ في سُرورٍ
وأمْضي لِلْحَياةِ بلا صُدوعِ ..
١٣-وأحمَدُ رَبَّنا حَمْدًا كثيرًا
وَألْقى النَّاسَ بِالْخُلُقِ الرَّفيعِ..
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
زهرة النور … شعر محمد خير – مصر
أَيَا جِذْرُ عيســـى
وإسْـرَا مُحَمَّــــــدْ
وبَوَّابةَ الأرضِ نحو السماءْ
أيا مهبطَ الوحيِ كم فاحَ في خافقَيْكِ عطورُ الرسالاتِ والأنبياءْ
وبُستانَ طُهْرٍ يضوعُ شذاهُ بِمِسْكِ الشهادةِ والشهداءْ
وجَرْسُ الكنائسِ في أضلُعِكْ
يُعانِقُ عِشقًا هديلَ الأذانِ
لِيَعْزِفََ صَوتُكِ نَبْعَ الصفاءْ
على شاطئِ الدهرِ (زيتونُكِ) الرملُ،
والْمَوْجُ (تِينُكِ)
والليلُ كان جدائلَ شَعرِكِ
والصبحُ راوٍ قصائدَ شِعرِكِ
وَالكََرْمُ فوقَ شفاهِكِ باتَ دماءً
فكيف سَتُمْحَىٰ بماءٍ دماءْ؟
حكاياتُ أطفالكِ الصائمينَ عن الذلِّ
ترفعُ فوق الجبالِ إشاراتِ عِزٍّ
وتكتبُ تاريخَ هذي البطولةْ
وأُمَّتُنا تستبيحُ السكوتَ
وتخشى الزئيرَ
كأنكِ وحدكِ وَقَّعْتِ عقْدَ احتكارِ الرجولةْ
فأينَ مِن الخَدِّ يا قدسُ وَردُ الحياءْ؟
على صخرةِ الزمنِ المستَترْ
نقوشٌ مِن الذكرياتِ العوالي
رجالٌ تفانوا كما النار حتى يضيءَ جَبِينُكِ عبر الزمانْ
فنالوا الخلودَ
وهانَ الجبانْ
أَيُجْدي مع الغاصب المدعي سلسبيلُ البكاءْ؟
أيا قدسُ يا درةَ الكونِ معذرةً
لستُ أملكُ إلا فؤادًا يَحنُّ
وبعضَ حروفٍ
وبعضَ قصائدْ
ودمعًا ثخينًا
وديوانَ شعرٍ أبثُّ على دَفَّتَيْهِ اشتياقي
فيرسمُ مِن صفَحاتي قواربَ تمخرُ في الصخرِ حتى تجيئَكِ
تُبْلِغُكِ الألفَ ألفِ تحيةْ
وتسجدُ في مائكِ الحُرِّ
ترفعُ شِعري شراعًا فيَلعَن كلَّ الذين استساغوا انبطاحًا
فصارَ سَجِيَّةْ
وما لِانبطاحِ النفوسِ شفاءْ
أيا زهرة النور في الأرض عفوًا
فقبرُ (صلاحٍ) يُراسلُ بالدمعِ قبرَ (عُمَرْ)
وسيفَ (قطزْ)
و(أقصاكِ) أقصىٰ عن المشهد الحُرِّ كلَّ الوجوهِ المَهِينةْ
وكلَّ النوافذِ
كلَّ عوالمٍ القيدُ حول يديها صفوفٌ
وإنْ ترقصِ الآنَ فوق الموائدِ
فهْي السجينةْ
فلمْ يُجْدِ سيلُ الإداناتِ حُرًّا
أيا قدسُ
والأرضُ دونكِ عند الخضوعِ تبيتُ رهينةْ
وأنت براءْ
إذا الدهرُ آثرَ فيكِ اختبارًا على الصبر شوقًا
فهذي حروفي تشقُّ الفضاءَ
تشجُّ البحارَ
وتطوي الصحاريْ
لِتَعقدَ بيني وبينكِ يا واحة الأنبياءْ
عهودًا بأنَّ لنا في القريبِ لقاءْ
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
طالَ انتظارُك … شعر أمنة مصطفى الهجرسي- مصر
مِن أيّ عصرٍ جِئتَ تُنقذُ وِحدتي
وذكرْتَ عهديَ واستغاثةَ مُهجتي
وسمِعتَ همساً آتِياً من مسجدِي
يدْعوكَ هياّ قُمْ وطهّرْ ساحتي
فغسلتَ قلباً قدْ تغَشّاهُ الكرى
وسجدتَ تطلبُ عوْن ربّ الكعبةِ
فَأراكَ حقاًّ في حديثِ محمّدٍ
نوراً أضاءَ الكونَ حول الصخرةِ
ومضيْتَ تلتَمسُ الطريقَ بِحنكَةٍ
وحباكَ صبراً يا شديدَ الهِمّةِ
يا فارساً نذرَ الدّماء كريمةً
طالَ انتظارُكَ كمْ بذلتَ لنجْدتي !
وصفوا نضالكَ بالتّخلي رغبةً
في قطعِ أسباب الرّجاءِ بعصبتي
عبثاً ، تعبتُ أحثُّ جمع عشيرتي
عبثاً ، تناسى الحقَّ أهلُ عقيدتي
أما عدوّيَ فاستكانَ لضعفِهمْ
وسعى حثيثاً نحو طمس حضارتي
نذر النُّذورَ ليسْتحِلّ محارمي
فاجتثّ أشجارَ الصمود بقريتي
هدمَ المبانيَ والمشافيَ خِسّةً
ظناًّ بأنّ الفتْكَ حل ُّ الأزمةِ
قتل الصبايا والصغارَ أجِنّةً
والكلّ يرقبُ خانعاً ، يا شقوتي
لكنّ مولايَ العليمَ بِمحْنتي
صاغَ البواسل من أديمِ مدينتي
فمشَوا على دربِ الخلودِ مضرّجاً
بدمٍ نبيلٍ من عصور العزّةِ
يأْبى صغيرهم الخُضوعَ لِلَحظةٍ
والشيخُ مِقدامٌ مثالُ النّخوةِ
وحَبا النساءَ رِداءَ كلّ عزيمةٍ
فهِموا الكتابَ فَكُنّ مِثل الشّعلةِ
(فالأمّ مدرسة إذا أعددتها)
شادتْ جبالا شامخات الطلعةِ
وإذا النفيرُ دعا بنيها صارخاً
هتفتْ بهم :فلتثأروا للقبلةِ
حتى إذا وعد السماء أتى لنا
سيروا على سننٍ عظيمِ القوةِ
إما انتصارٌ أو سبيلُ شهادةٍ
واستبشروا برؤى رسول الرحمةِ
فاليوم تشرقُ هامتي رغم العِدا
اليوم يثأَرُ لي فوارسُ غزّتي
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
قصيدة عالم المصالح …بقلم /عبدالناصرعليوي العبيدي
نَــعِيشُ فــي عَــالَمٍ خــالٍ مِنَ القِيَمِ
يَــحْمِي الــعَمَلَّسَ لا يَــهْتَمُّ بِــالغَنَمِ
يَــقُولُ لا تَــقْلَقُوا ما عَادَ مِنْ خَطَرٍ
خَفَّتْ لَدَى السِّيدِ طَوْعًا شَهْوَةُ النَّهَمِ
أَلا تَـــرَوْنَ بِـــأنَّ الــذِّئْبَ مُــبْتَسِمٌ
وَيَــنْشُرُ الــسِلْمَ فــي الآفَاقِ والأَكَمِ
أَعْــطَى وُعُــودًا بِــألَّا يَــعْتَدِي أَبَدًا
وَهْــوَ الَّــذِي بَرَّ في مَاضِيهِ بِالقَسَمِ
إِلّا إِذَا غَــبَّــرَ الــخِرْفَانُ مَــخْدَعَهُ
وَلَــمْ يَــعُدْ قَــادِرًا يقوى على الأَلَمِ
وَكَيْفَ يُؤْمَنُ مَنْ سَاءَتْ مَرَاضِعُهُ
وَالــغَدْرُ يَكْمُنُ في الأَطْبَاعِ والشِّيَمِ
كُــلُّ الــثَعَالِبِ لِــلسِّرْحَانِ مُــهْطِعَةٌ
تُــبْدِي الــنَّدَامَةَ عَــمَّا قِيلَ مِنْ تُهَمِ
وَهْوَ الضَّعِيفُ الَّذِي تَحْمِيهِ كَوْكَبَةٌ
أَرَاذِلُ الخَلْقِ في الأَمْصَارِ والأُمَمِ
كَــأَنَّــهُ الــبَدْرُ وَالأَجْــوَاءُ حَــالِكَةٌ
وَمَا سِوَاهُ سَيَهْدِي النَاسَ في الظُّلَمِ
مَا لِلْخِرَافِ سِوَى الرَّحْمَنِ مِنْ سَنَدٍ
فَــلْيَسْتَعِينُوا بِــرَبِّ الــبَيْتِ وَالحَرَمِ
مَــنْ يَردُفِ القولَ بالأفعالِ مُلتزماً
لاَ بُــدَّ مُــنتصراً. يَــرْقى إِلَى القِمَمِ
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
ظلال الألم …شعر أ.د. إسلام حمدي عبد المقصود- مصر
غِمارُ البَحرِ كَالسَّدِّ المَنِيعِ
وَ عِطرُ الزَهْرِ يَنثُرُهُ رَبِيعِي
يُحَاوِرُنِي الفُؤَادُ فَلَا أُبَالِي
فَلَا نَبْضٌ تَرَاهُ لَدَى الصَّرِيعِ
بِوَجدٍ مِن فِرَاقٍ هِمتُ شَوْقًا
تسَربَلَتِ الحَنَايَا بِالصَقِيعِ
عُيُونِي قَدْ غَدَتْ بِالدَّمْعِ حُبْلَى
وَمَا فَاضَتْ وَإِنْ طُعَنِت ضُلُوعِي
شُجُونِي قَدْ حَوَتْنِي أَغْرَقَتْنِي
وَنَهْنَهَةٌ بِصَدْرِي كَالرَّضِيعِ
تَغَشَّانِي السُّهَادُ فَلَسْتُ إِلَّا
كَصَخرٍ هُدَّهُ كُثرُ الصُّدُوعِ
وَلَمْ أَكْ عَاصِيًا أَبغِي افتِتَانًا
وَلَستُ بِمُشتَرٍ سُوءَ الصَّنِيعِ
فَيَا رَبَّ البَرَايَا فِيكَ أَرجُو
وَحَالٌ مِن عَذَابَاتٍ شَفِيعِي
فَلَا بُؤْسٌ يَدُومُ وَأَنْتَ رَبِّي
فَلَمِّمْ مِن شَتَاتِي بِالْفُرُوعِ
وَجُد بِالْفَرحِ يَغسِلُ مِن هُمُومِي
وَأَرْجِعُ نَشْوَتِي زَهْرَ الرَّبِيعِ
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
تحيا مصر … شعر حاتم محمد الغيطاني – مصر
١- سيُعلِي اللَّٰهُ مِصرَ عَلَىٰ الرَّوَابِي
فَنَرنُوهَا كَشَمسٍ فِي السَّحَابِ
٢- سَيَذكُرُنا الزَّمَانُ بِكُلِّ فَخرٍ
لِصَرحِ المَجدِ خُضنَا كُلَّ بَابِ
٣- فَمِصرُ لَهَا سِهَامٌ فِي المَعَالِي
حَظَاهَا ربُّنَا خَيرَ الشَّبَابِ
٤- سَمَا عُلَمَاؤُنَا فِي كُلِّ عَصرٍ
فَكَمْ نَهَلُوا مِنَ العِلمِ اللُّبَابِ
٥- وكُلُّ مَن أَرَادَ بِمِصرَ شَرًّا
عَقِيمُ الفِكْرِ يَلهَثُ كَالكِلَابِ
٦- فَكَمْ حِيكَت عَلَينَا مِن دَوَاهٍ !
فَمَا صَابَت بِنَا غَيرَ السَّرَابِ
٧- وكَمْ شُنَّت عَلَينَا مِن حُرُوبٍ !
وهَلْ ضَيرٌ بِطَنطَنَةِ الذُّبَابِ؟!
٨- فَمِصرُ بِهَا رِجَالٌ خَيرُ جُندٍ
وكَمْ ذُكِرَت بِآياتِ الكِتابِ!
٩- إِلٰهِي، صُنْ لَنَا مِصرَ الأَمَانِي
لتَحيَا مِصرُ فَاصِلةَ الخِطَابِ
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
وَاقِعٌ مَرِيرٌ… شعر شُكْرِي عِلْوَانَ – مصر
قُلُوبُ النَّاسِ قَدْ صَارَتْ
غِــلَاظًا فِــي تَجَافِيهِـمْ
رَأَوْا هَتْكًـا لِأَعْـــــرَاضٍ
فَلَمْ تَجْــرِ الدِّمَـا فِيهِـمْ
بِـــلَا قَلْـــبٍ وَلَا حِـسٍّ
تَمـــادَوْا فِـي تَعَالِيهِـمْ
وَغَاصُوا فِي ضَلَالَاتٍ
أَضَـاعَتْ نَفْــعَ نَادِيهِـمْ
قَــدِ انْشَغَلُوا بِـلَا شُغْلٍ
بِحُمْقٍ هَــــدَّ وَادِيهِـــمْ
وَلَـــمْ تَجْـزَعْ قُلُوبُهُـــمُ
لِصْوتِ نُوَاحِ حَادِيهِــمْ
أَجَـدُّوا اللَّهْوَ جُهْدَهُـــمُ
إِلَــىٰ شَطَطٍ يُدَانِيهِــمْ
دِمَاءُ الْأَهْلِ قَــدْ سَالَتْ
وَطَالَ عَوِيلُ دَاعِيهِـــمْ
وَبَاتَ الْغِــرُّ يَسْحَقُهُــمْ
لَيَمْحُوَ مَجْدَ مَاضِيهِــمْ
فَمَا قَامُــوا لِنُصْرَتِهِـــمْ
وَحُـبُّ النَّفْسِ لَاهِيهِــمْ
وَبَاعُــوا الدِّيـنَ بِالدُّنْيَا
وَهَامُـــوا فِي تَدَانِيهِـمْ
وَظَنُّوا الْمَوْتَ فِي بُعْدٍ
وَلَـنْ يَرْقَىٰ مَرَاقِيهِـــمْ
وَإِنَّ اللهَ آخِـــذُهُــــمْ
بَمَــا كَسَبَتْ أَيَادِيهِـــمْ
فَثَوْبُ الــذُّلِّ مَلْبَسُهُـمْ
وَهَـٰذَا الْمَوْتُ لَاقِيهِــمْ
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
للكونِ ربٌّ دبَّرا… شعر محمد علواني- مصر
عينُ ابن آدمَ فارغات
مالهنَّ سوى الثرى
لو حازَ وادٍ ودَّ آخرَ
في المدائنِ والقرى
ويقول : (هذا عنده
ما بالُ رزقي ماجرى ؟!
إن زار يوما أرضنا
ما إن رآني أدبرا
وأنا الذي ما فاتني
درس الحساب كما ترى )
إن نالَ خيرا عابه
والعيبُ فيه وما درى
ويظلُّ يندب حظَّهُ
إن كان بيعًا أو شِرا
فاتَ ابن آدم أنّهُ
للكونِ ربٌّ دبَّرا
أعطى فلانًا حظَّه
ذا صِحَّةً ذا منظرًا
ذا صبيةً من خلفهِ
ذا ماله قد قنطرا
ذا علمُه قد زانه
يهدي به من أدبرا
والكل في ميزانه
إن أبيضًا أو أسمرًا
لا فضل فيما حازه
إلا بتقوى من برا
فاحمد إلهك دائمًا
واشكر له ما قدَّرا
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
سِنِين الْبُعْد … بقلم سمير منتصر- مصر
سِنِين الْبُعْدِ مَا كَسَفَتْ
لَهَا شَمْسًا لِتَنْكَسِرَا
وَ لَا طمسَتْ هَوِيتهَا
وَلَاخَسَفَتْ لَهَا قَمَرا
مَلامِحَهُا تُعِيدُ الرُّوح
لِلدُّنْيَا فَتَزَدَهرا
وَضحكَتُها هِيَ الدُّنْيَا
تجَدَّد لِلْهَوَى عمْرا
حُضُورِك كَانَ بَرَّاقًا
يَكَاد لِيَخْطف الْبَصَرَا
فَغَيْرُك لَنْ تَرَى عَيْنِي
وَتَأْبَى أَنْ تَرَى بَشَرا
وَثَغْرُك فِي ابْتِسَامَته
يَسُوقُ الْوَحْيَ وَالْفِكَرَا
وَصَوتك حِينَ أَسْمَعه
كَلَحْن عَانَق الْوتَرَا
حَدِيثُكِ لَحْن أُغْنِيَة
تَكَاد تُرَاقص الصُّوَرَا
وَفِي عَيْنَيْكِ هَلْ تَدْرِين
أنِّي أَعْشَق السَّفَرَا
لِأبْحث فِيهِمَا عَنِّي
وَيُمْسِي الْمُبْتَدَا خَبَرا
وَأبْنيْ فِيهِمَا وَطَنًا
يَزفّ الْخَيْر وَالْمَطَرَا
يوليو /٢٠٢٤
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
قد ساءَ حزبًا…شعر إمام إبراهيم سراج – مصر
تلوتُ قصائدي ونقشتُ حرفي
على جدرانِ قلبٍ هامَ حبَا
وإنْ طالَ البعادُ فذاكَ بعضي
يُلمْلمُ بعضَهُ الموجوعُ غصبَا
وأرقبُ في ظلامِ الليلِ بدرًا
يُبَدِّدُ وحشتي ويُزِيلُ كَرْبَا
فقد نكأَ الجراحَ لنا عدوٌ
أطاحَ بمسجدي وأقامَ حربَا
ويقصمني ويقتلني خنوعٌ
من الأترابِ. ضَلَّ الكلُّ دربَا
فمنهم من تمادى في سُباتٍ
ومنهم من بنى الأحلامَ غربَا
ومنهم من أناخَ الظهرَ يرجو
من الأعداءِ والأنجاسِ قُرْبَا
أفيقوا فالشمالُ يموتُ جوعًا
وكِرْشُك يمتلي لحمًا وقَضْبَا
معاذَ اللهِ أنْ نحيا قرودًا
فذاك صنيعكم . قد ساءَ حِزْبَا
إمام سراج
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
عام يهل … شعر سلمى الأسعد- سورية
(عامٌ يهلُّ ونورُهُ وضّاءُ
وبنورِ أحمدَ تزدهي الأرجاءُ
ياهجرةً حوتِ الفضائلَ كلَّها
وتناثرتْ في العالمِ الأضواءُ
بوركتَ عاماً بالمحبةِ قائماً
فيه تسبِّحُ بالهدى الأنحاءُ
وهلالُ هذا الشهرِ زيَّنَهُ التقى
وتشاركتْ في حبِّهِ النجباءُ
ذكرى مباركةٌ تضيءُ بها الدنى
والكونُ هلَّلَ والوجودُ صفاءُ
فليستمرَّ سلامُنا متألِّقاً
ولتبتعدْ عن شطِّنا الأنواءُ
ومحمدٌ قادَ البريَّةَ للهدى
وهدى القلوبَ فللقلوبِ دعاءُ
صلى عليك اللهُ يا علمَ الهدى
من فيضِ حبِّك عمَّتِ الأضواءُ)
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
ساكن القلب… شعر لطف جمال عبدالله هىريش -اليمن
ياساكناً بالهوى ضلعي وإحساسي
ومالكاً مهجتي عقلي ووسواسي
يا أنت ياواحةَ المعنى وقافيتي
ونفخةَ الروح في قلبي وأنفاسي
وكل حرفٍ عميقٍ فاض من كَلفي
ومُنْيَتي دون كلِّ الخَلْقِ والنَّاسِ
يانسمةَ الصبحِ تستلقي على رئتي
وباقة الورد ِ في كوبٍ من الماسِ
يامائس القدِّ غصنٌ أنتَ أم بشرٌ
أم قد نزلتَ على قلبي كما الآسي
أم أنَّك الغيثُ يُحْيِي الروحَ من جَدَبٍ
فَينْبِتُ الشِّعرُ في نبضي وكُرَّاسي
لَكَم ذكرتك في حِلِّي وفي سَفَرِي
فغارُ من ذِكركم أهلي وجلَّاسي
وكم قصدتُّك في حُزْنِي وضائقتي
فكنت في ظلمة الأيامِ نبراسي
والآن تتركني للهجرِ ينهشني
وتستبيح دمي يا أيها القاسي
لقد وهبتُ لكم روحي وما مَلكتْ
وما جنيتُ سوى حُزْني وإفلاسي
لطف جمال عبدالله هريش
اليمن
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
يا موطنا …. شعر أدهم النمريني
يا موطِنـًا مــا جَفَّ فيـكَ بُكائي
أبدًا ولا كَلَّتْ حروفُ رَجائي
يـا ضحكةَ الوردِ الذي داعَبْتُهُ
صُبحـًا ، ونامَ على شَذاهُ مَسائي
يـا موطنــًا خُذْ مُقْلَتَيَّ لكي تَرى
جَسَدًا تُقَسِّمُهُ يَدُ الغُرَباءِ
أنا قد تركتُ على ثَراكَ طُفولتي
تَحبو بِصَمْتٍ إنْ نظرتُ ورائي
فيكَ الصِّبــا والمهدُ يبكي كُلّمــا
أَغْرَقْتُ ذِكْرَكَ من مُزونِ بُكائي
يـا مَوطنــًا أنا ما كذبتُ بأدمُعي
يومـــًا ، ومـا جَفَّتْ دموعُ وفائي
لكنَّ بي داءً تغلغلَ في الحَشا
في غُربتي أمسيتُ دونَ دَواءِ
في غُربتي هَرَبَتْ معالِمُ بَسمتي
فالبؤسُ سيفٌ غمدُهُ أحشــائي
صُبحي كئيبٌ، كيفَ يضحكُ ثَغْرُهُ
والشّمسُ تبكي عندَ كُلِّ مَســــاءِ!؟
وجهُ الغَروبِ يذوبُ في شهقاتها
فدموعُها نُسِجَتْ بَخَيْطِ دِمــــاءِ
يـا مَوطنــًا مَهْلًا ، وَدَثّرْ وحدَتي
فلقد نَأَيْتُ وبِتُّ دونَ رِداءِ
أمشي، وحينــــًا كلّمـــا أَتْعَبْتُني
أحبو ومنسأتي أجُرُّ ورائي
فمتى سَتَغدو بالأمـــانِ مُنَعَّمـــًا؟
ومتى سّيُبْصِرُ فـي ثَراكَ لِقـــائي؟
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
الفنون التشكيلية
مشاريع تخرج طلبة كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية
اسم المشروع : تميمة الحضارات .. للطالبه هاجر جمال محمود محمد .. اشراف د. منى علي رجب ، م. منه عباس
تاريخ الفن هو مؤرخ الحضارات باختلاف رموزها و زخارفها وعناصرها ، و لذلك استوحى المشروع فكرته من هذه الحضارات المختلفة حيث عمل على الدمج بين الرموز و العناصر المميزة لها بطريقة فنية تجسد التناغم الحضاري و الثقافي الرائع الذي تتمتع به هذه الحضارات مثل( الحضارة الإسلامية و المصري القديم و المايا و الازتك و الرومانية و السومارية ).
كانت و مازالت الإسكندرية هي أنسب مكان لإظهار إبداع حضارات الفن القديم و ذلك لمرورها بعدة ثقافات لعدة عصور مختلفة وكان منها ثقافة الحضارة اليونانية الرومانية التي تعد نقطة ازدهار الإسكندرية .
نعلم جميعا أن مدينة الإسكندرية تضم الآثار الباقية من العصر اليوناني الروماني بمصر ، و الحضارة الإسلامية ، وأخيرا العصر الحديث ، وأنها تزينت بكثير من الآثار من مختلف العصور التي مرت بها ، و هذا يفسر عدم انحصار هوية الاسكندرية لعصر أو حضارة خاصة لذلك كانت الإسكندرية دائما من أشق بلدان العالم حكما؛ لأنها تجمع أخلاطًا متعددة من الثقافات و الحضارات المختلفة دُمجت كلها ببراعة فنية و أيضا بأسلوب يوضح جمال و روعة الفن بمختلف عناصره و حضارته التي انبثق منها.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
اسم المشروع تميمة الحضارات
للطالبة :- إسراء محمد السيد
إشراف :-د.مني علي رجب
والباشمهندسه :- منه عباس
مزج بين الحضاره اليونانيه والرمانيه والهيروغلوفيه
واستخدام منحوتات الفنان أحمد عثمان
من أهم الانجازات التي قام بها المثال أحمد عثمان:
تمثال ( النزهة)
الذي يعد من مقتنيات متحف فنون جميلة جامعة الإسكندرية
وهو من الجبس بمقياس (٩٠x٧٦.٥ x ٥٣ سم )
وتم أيضا استخدام تمثال إيزيس
للأستاذ الدكتور الفنان/ جابر حجازى ( ١٩٣٦ – ٢٠١٦ )
(رحمه الله وغفر له وأدخله فسيح جناته )
حيث نفذ هذا العمل الفنى تمثال ( إيزيس ) عام ٢٠٠٢
و يوجد منه نسخة في مكتبة الإسكندرية وأخرى ضمن مقتنيات متحف كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية بمبنى الكلية الإدارى بمظلوم .
استخدمت الطالبة في مشروعها اللوحة المستطيلة
ذات النمط الهندسي المعقد بما في ذلك ميداليتين مع مراكز أوراقية محاطة بموجة، مع مقصلة بسيطة متشابكة وشريط صلب كحدود، والتي تطوق بعد ذلك الميداليات والماس المركزي بنمط المدقق، الفراغات المليئة بالشيفرون 122½ بوصة. (311.1 سم) طوله، 48½ بوصة. ارتفاعه (123.3 سم)
اعتمدت الطالبة في مشروعها الهيرغليفية كنمط كتابة كان رسميا لتسجيل الأحداث على المعالم والنصوص الدينية على جدران المعابد والمقابر وأسطح التماثيل والألواح الحجرية المنقوشة والألواح الخشبية الملونة، وبسبب طبيعتها كانت تعد منذ القدم نظامًا للكتابة وفنًا زخرفيًا جميلاً في آن واحد، مثلها في ذلك فن الخط العربي .
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
مشروع الطالبة الخريجة : أسمه ابو الحسن شعبان تحت عنوان
(تميمه الحضارات )
“البناء الزخرفي في الحضارات القديمه”
هذا العمل تحت قيد التنفيذ أمام كلية الفنون الجميلة بمبني كلية مظلوم
-تحت إشراف عميده الكليه دكتور/ نفين غريب
-وتحت إشراف الدكتورة الفاضلة المتميزة المشرفة علي مشروع التخرج الاستاذة الدكتورة بقسم التصوير د / مني علي رجب
-والهيئة المعاونة م / منه الله محمد عباس
-هذا العمل يعتبر مزيجا من الحضارة الاسلامية الممزوجة بحضارة المصري القديم .
استخدمت الطالبة فيه بعض من الزخارف الاسلامية التي تتتصف بها هذه الحضارة العتيقة والتي تنم عنها بطريقه مختلفة لأنها حضارة ذات طابع خاص ، وقد أبرزت الطالبة ذلك من خلال الترصيع بعده طرق مختلفة.
كما أنها استخدمت أيضاً بعض فنون حضارة المصري القديم التي تتميز بوجود التماثيل المتعددة والأعمده المزخرفة بالنقوش والتي قامت بتنفيذها من خلال النحت البارز واستخدام الأحجار الرملية التي ساعدت الطالبة في إبراز الرموز والنقوش بشكل مقارب لتلك الحضارة .
حيث تم استخدام كل مايميز هذه الحضارات بداخل العمل الممثل أمام حضراتكم.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
شعر العامية
لحظة غرام ….بقلم…عبير عبدالمنعم- مصر
في كلام كتير
محتاجة اقوله ..،،
ومني قلبك يسمعه
صابره وماليني الشوك وعمري ..
شكلي رايحة أودعه
بحلف يمين
إنك لروحي شمسها
قلبي دا لك ،،
ولا حد يقدر يمنعه
في كلام كتير محتاجة اقوله
إسمعني مرة
دا انت كل اللي فاضللي
مشتاقة لك
رغم ان طيفك ويا طيفي
بحكيله دايما ..
ع اللي في بُعدك حاصل لي
في سنين كتير ..
راحت ومش راجعَلنا تاني
أنا نفسي اعيش جنبك وليك …
كل اللي باقيلي وفاضللي
أبْعد دموع الحزن دايما عن عينيك
وارسم على كف الزمان ..
صورتك وضلي
يفرح معانا كل عشاق النهار
ولا حد قلبه يوجعه
في كلام كتير ..
محتاجة اقوله ومني قلبك يسمعه
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
شعر ومكسور ….بقلم مدحت رياض – مصر
حبل الأفكار مبقاش موصول
مع نبض الروح
والشعر تفكر فيه وتقول
في ثواني يروح
اتمد ما بينهم بعد كبير
واترصوا جروح
كل الأفكار في خيال محتار
بتكون أيتام
حتى الأحلام
بتكون في خنافة مع الأيام
وإنت المقتول ..فاكتب أو قول
ان انت نسيت جرحك مفتوح
ونزيف البعد بيرسم خط
وبعدك عنه
مهوش مسموح
وطريق مكتوب لك
تفضل فيه
وملهش رجوع
قلبك موجوع
وهيحصل ايه لو عدى العمر
في خنقة وضيق
وتمد إيديك
تتعلق فين والقش غريق
بينادي عليك تاخد بأيديه
فبتحضن فيه وتغيب ويغيب
تحت الأنفاس
يتلموا الناس
لو صحيوا وغبت وقلبك مات
نعي الأموات بيخلي الكل
يكون موجود
فبلاش تستنى وترسم حلم
في كف الريح
كل المجاريح
كانوا أكتر ناس بتداوي جروح
الجرح يلم ان كان ملمسش
جدار في الروح
والروح مخلوق وكأنه ازاز
دايما شفاف
مكشوف للكل ان كان خواف
فاكتم في الحزن ان كان موجود
واكتب ع الجرح كأنه ورود
وإن غاب الشعر متندهلوش
واتمنى يطوِّل بعده عليك
لو كان موجود هتكون مجبور
تفضح له الحزن بخط ايديك
ده الكسر في بيت اهون بكتير
من كسرة حزنك جوة عنيك
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
فطمه…. شعر حسن ابو عرب – مصر
فطمه اللى كانت جبل
تشبه أميرة الجان
صورها ربى وخلق
بعيون كما الغزلان
للأرض صارت وتد
بعد اما مات سرحان
ياما جمالها فتن
رجاله على شبان
الكل معجب بها
وهِيَّ قفله بيبان
راضيه بحكم القدر
وكلامها كان بميزان
ربت ولاد علمت
رجاله على ستات
كات صَبْرَه رغم العوَز
ولا مره قالت هات
زرعت سنين الشقا
بالعزم كام فدان
وكات مثال للشرف
كات حُرَّه يا انسان
للفقرا كانت مدد
وكات لهم شريان
انا حالى بعدك عدم
بين الدروب حيران
يافطمه كلى اتهدم
أشلاء بلا عنوان
بحر المحبه انحسر
وبتندبه الشطآن
جمل المحامل بِرِك
ومكتفاه الأحزان
عايش وحيد يازمن
ليه اتفرق الخلان !!
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
الضحكة…. بقلم هنا سعد- مصر
الضحكة وسط الوجع
بتمسح الآهة
تمحي عكارة الأسىَ
تغسلنا جواها
………………………………
الضحكة توب ألوان
زاهية يا محلاها
بتبدد الأحزان
وب توبها نتباهىَ
…………………………………
الضحكة لحن جميل
وصى الحكيم بيها
يطلبها كل جريح
وقلوب تغنيها
تشفى الجراح
وتزول
صفحة ونطويها
……………………………..
الضحكة صوت الحياة
بيها بنتهنىَ
بتهزم الأوجاع
ونعيش ونتمنىَ
تغرس بذور الأمل
تطرح لك الجنة
الضحكة صاحب جدع
شال الهموم عنّا
مسح الدموع م الخد
بدل البكا غنَّى
عزف المحبة لحن
نأش الجمال حنّة
—————-—————-—————
يامحلى خيوط الأمل
قلوب بتغزلها
تنسج نسيج الود
وعنين تبادلها
تهدى الأمان وبجد
حياته تصفالها
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
على رجل واحدة …شعر چيهان النجار – مصر
مع اني قاطعة تذكرة
معرفشي ليه افضل ورا
وسط المفيش
استنى نظرة حنينة
أو حتى صورة بدون ملامح ف الآفيش
حتى الكراسي مكسرة
وسألت عن أحلام….. ماليش
الزحمة جوة الروح قلق
علي رجل واحدة
شايلة جيش
خيط النهار عمال يرقع ف الأسى
والعتمة واصلة لكل أنحاء الهوا
بقت الحقيقة هلوسة
خايفة المحطة تتنسى
والسكة شغلاني
ياقطر
سبت السكة ليه
ووقفت ليه بدرى
كل اللي جاي هيحصلك
ياعم قوم اجري
لم الطريق من رحلتك
لا ميلادي ولا هجري
عمرك مهوش تبع الزمن….
ولا عمره كان أيام
العمر ياقطر الزمن
تعريفة المشوار
والروح عليه أجري ٠
رغم الاحزان…اشرف الشناوي شاعر عاميه البرامون -المنصوره
رغم الاحزان
فيه برضه مكان للفرح نعيش
والحلم النور
من غيره الصبح مابيعديش
والليل ان طال
الفجر هيطلع من غير فيش
والأمل ان مات والعمر ان فات
راح يفضل برضه هناك دراويش
رغم الاحزان فيه برضه مكان
للفرح نعيش
من غير الفرح الحزن هيكبر
فيك ويعيش
ويدق اوتاد وهايبني بلاد
وهياكل فيك
من غير ماتحس انك بتعيش
كمل اغانيك
واعمل من كل جراحك ريش
لف الملكوت م الحزن تفوت
لو لسه فاضلك ايه وتموت
هاتعيش وتكمل زى التوت
رغم الاحزان فيه برضه مكان
هاتكمل فيه وتعيش انسان
اضحك قوم فك التكشيره
الحزن مالوش غير تأشيره
ضحكة قلبك تبقى كبيره
رغم الاحزان فيه برضه مكان
هانعيش وهاناخد تصويره
لو لسه في عمرك يوم عافر
من ضحكه الحزن دا بيسافر
وتعيش وتكمل احلامك
رغم الاحزان فيه برضه مكان
هتلاقي الفرح في ايامك
………..
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
ق. ق.ج و الومضات و الرباعيات
ومضات قصصيّة من وحي الصورة … بقلم / عاشور زكي وهبة – مصر
مأساةٌ
تظاهرَ بإلثغاء؛ فضحَه العواءُ.
اختلاقٌٌ
استذأبَ الراعي؛ حاكموا الذئبَ.
استغفالٌ
خدّرَهم؛ أفاقت أهواؤهم.
معادلةٌ
طابوا؛ أكلَهم.
انتخابٌ
مثَّلَهم أحياءً؛ مثَّلَ بجثثهم.
الإثنين 2024/7/22
ثلاثية قصص قصيرة جدّاً : ” هيتشكوك “بقلم: نزار الحاج علي
( ١)
اعتادت زوجتي الأولى أن تنام في الغرفة المجاورة كلما اختلفنا، لكنها بعد دقائق، كانت تبدأ في الصراخ وتدّعي بأن أحدهم يخرج عليها من داخل الخزانة.
وكنتُ أسارع لطمأنتها أن ما تراه مجرّد قبعة قديمة ومعطف طويل.
وبعد أن تغفو، أعود إلى غرفتي، أغلق الباب الذي أتسلل منه لخزانتها بهدوء.
كان عليّ أن أجعلها تصرخ كل ليلة، حتى يعتاد الجيران على صراخها، في الإسبوع المقبل ستحدث…جريمة.
(٢)
زوجتي الثانية اعتادت عندما تغضب مني، أن تنام عند جارتنا الأرملة، المرّة الأخيرة التي غضبت فيها ذهبتُ لأرجعها؛ غابت جارتنا دقيقة واحدة لكنها خرجت من غرفتها وهي تبكي بفزع؛ احتضنتها إلى صدري بلطف وتساءلتُ:
_ من المجرم الذي يستطيع أن يقتل امرأة رائعة مثل زوجتي؟
شعرتُ بقلب جارتي…ينتفض، عندها أدركتُ أني أخطأت…ضغطت بقوّة أكبر.
(٣)
زوجتي الثالثة لم تعجبها الدمى الثلاثة اللاتي كنتُ أحتفظ بهنّ في غرفة باردة ومعتمة، وعندما تغضب مني كانت تصفهنّ بالقبح، وكنتُ أشعرُ عندها بالإحباط الشديد.
على العكس منها زوجتي الرابعة، كانت ترى أن الدمى الأربعة…رائعات لدرجة تجعلك تشعر أنهنّ حقيقيّات.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
الأدب و النثر
نساء الوقت.. والشاعر…. بقلم كنانة عيسى – سورية
كلٌ على حدة
يتجمعن حولك.. كالمخلص، يتباركن بمضغ الكلام،
كالرذاذ المهشم في هالة البلل، ينتظرنك على حافة الصباح، لتقول:
صباحكِ خير
كل منهن على حدة…تأخذ قسمة فرح ورشفة صبح منك في كلمتين، وتخبىء في شعرها ما تساقط منه لسواها تسبيحة مقددة أخرى. يلتصقن بملامحك بعيونهن المصلوبة، يتراشقن باللهفة والتوق داخل صدورهن المغلقة بدبابيس الصوف.يتمرغن في أحلام مشبوهة خصصت لك وحدك.ويكرهن بعضهن البعض ويكرهنك… حتى الحب، حين يدركن أنهن يرقصن في محراب القبيلة لأجلك.
ويعلمن أنهن كثر…
سرب من حمائم المآذن… وباقات من جوري لم يستيقظ بعد، وشتلات حبق عنيدة، وتوابل طازجة لذيذة، وعطور شرقية قديمة ومهيبة، وأساور ذهب عتيق، وأطباق خزف هشة جميلة.
لكنهن وقعن بك، كل على حدة…
يغدقن عليك بالكلام علك تكذب بالقليل من حكايات العشق ذاك، وعلَّ قلبك يضيءأرواحهن البائسة،وقلوبهن المترعة بالشك والملل والوحدة والخوف وتسرب الوقت إن احترق بهن .
كل على حدة..يصلين لأجلك وأنت تطهو قصائدك بلا اكتراث…وتسكب مشاعرك الطافحة بالحنان للعابرات وتحدق في مرآتك.. مبهوراً.
فتقول
صباحكَ خير.
الكنانة
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
أصبَحَ عِنَاقُك عَادة
بِـقَــلـم حُــســام الـــدِّيــن طــلــعــت- مصر
أصبح عِنَاقُك عَادة
كَانَ عِنَاقُك كُلَّ الحَيَاةِ، بَل أسمَىٰ وأنقَىٰ احتواء.
كَانَ مِحرَابِي، كَنِيسَتِي، ومَسجِدِي.
لَحظَةَ فَنَاءٍ فِي اللا وُجُود، ولَحَظَاتِ سُمُوٍ تَعبَرُ الحُدُودَ.
كَانَ مِن المَجهُولِ احتِماء، وهُو للبَرَاءَةِ اقتِفَاءٌ، واختِبَاءٌ فِي قَلبِ السَّعَادَةِ.
كُنتُ أحسَبُ أنَّ الأمَانَ عِنَاقٌ، وأنَّ الحُنو دَربِي إلَيه، وأنَّ السَّمَاحَ والبَرَاحَ والأفرَاحَ فِي ضَمَّةٍ.
عِشتُ أيَامِي وأنَا أظُنُّ الحُلمَ تَحَقَقَ فِي وُجُودك، لَكِنَّ حُلمِي مُستَحِيلٌ، وبَعدَ أن كَانَ عِنَاقُك كالعِبَادَةِ، أصبَحَ عَادة.
صَارَ شَائكًا، عَائقًا، عَلقَمًا.
أصبحتُ أنسَاه، بَعد أنْ كَان أُنسِي.
أخشَاهُ بَعد أنْ كَان مأمَنِي، وألقَاه غَرِيبًا بَعد أنْ كَان مِنِّي.
كُنتُ أرجُو ألَّا تَرحَلِي سَرِيعًا، لَكنَّ الرَّحِيلَ سِمَةُ كُلِّ فَانٍ، لِذَا؛ كَانَ الحُبُّ وَهمًا، وكَانَ السُّهدُ -مُجرد- إرهَاقًا لعَينِي، وكَانَ انتِظَارُكِ إهدَارًا لعُمرِي، وكَانَ عِنَاقُك عِبَادة؛ فَأصبَحَ عَادة.
أعرِفُ أنَّكِ لَن تُغضِبَكِ كَلِمَاتِي، غَضَبُكِ سَيكُونُ غَضَبَ امرَأةٍ جَفَوتُ عِنَاقَهَا، رَحَلتُ عَن يَبَسِ أرضِهَا، ألجَمتُ لسَانَ الفُؤادِ عَن عِشقِهَا والهُيَامَ بلَحظِهَا.
صَدِّقِينِي يَا امرَأةً، لَقَد عَافيتُ الحُبَّ مِن حَيَاتِي، وأسلَمتُ قَلبِي لحُورِيَّة فِي جِنَانِ رَبِّي، تَصُونُ فُؤادِي، مَحفُوظَةً لرُوحِي قَبلَ مِيلَادِي.
مِفتَاحُ قَلبِي كَانَ أمَام عَينَيكِ، وبِكَامِل إرَادَتِي أهدَيتُكِ إيَّاه، لكنَّكِ أغلقتِ بِهِ ذَاك القَلبَ، وَلَم تَنهَلِي مِن عَذبِ فَيضِ عِشقِهِ، وألقَيتِه وأنتِ ضَامِنَةٌ حُبَّه، لكن هيهَات، هيهَات، فالحُبُّ الأعرَجُ لَا يَحتَاجُ إلىٰ ظِلِ امرأةٍ تَسنِدَهُ، فَهو والعَدَمُ سَواء.
لِذَا، لَا أحتَاجُ عشقًا زَائفًا، ولَا احتيَاجًا زَائلًا، ولَا عِنَاقًا بَاهتًا.
لأنَّ عِنَاقَكِ أصبَحَ عَادة.
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
المدينة الفاضلة … خاطرة بقلم/ رويدا المصري – لبنان
وكأن قلبك…
مدينة الحب الفاضلة..
لا تعرف ..إلا ..السلام..
و كأن قلبي…
زورق…
يتأرجح على أمواج التعب..والقلق…
أتاك….
يقدم أوراقه الثبوتية…
لقمر جبينك .. المنير…
ونجوم عينيك …الفضية…
و…..ومع أوراقه….
طلب لجوء…
لخطوط كفيك…
وكأنها … سنابل قمح ذهبية…
تتغذى …. منها… أيامي..
بحبوب فرح….
وتستفيق…أحلامي المنسية..
وليت إقامتي…يا سيدي….
تكون منفى ..
من هموم….وتعب…
إلى وجنتيك..
علني….أتفيء……
حبات الياسمين النقية…
والطابع الأميري…
ليتك تصدق….
قلبا…كان يحلم…
ويحلم….و يحلم…..
بالهجرة إليك…
ولو كانت ….
هجرة …..غير شرعية…
في زوارق خطرة….
كأنها…..زوارق ورقية….
والصورة…
طائر بجع…. هارب…
بللت جوانحه…
رياح ومطر…
وعيونه…
يحرقها الدمع…كأنه الجمر..
والتوقيع..
امرأة تهواك…يا سر العمر……
تنتظر على الميناء…
تنتظر السماح لها..
بالدخول ..
إلى محراب قلبك…
.وإلا…
ستعود …….
تصارع أمواج الألم العتية…
لا تطل الرد…
لا تطل….رد القبول…..
أنا أعشق …..
مدينتك الفاضلة…..
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
امرأةً متمردة … بقلم محمود فهمي – مصر
انا رجلٌ
شرقي
ألملم
من عطرك
ومن أقحوان
زهرك
خجل القصيدة
انا رجلٌ شرقي
يخجلني
أن أُبحر في
هضاب العشق
دون أن أصطحب
معي
امرأةً متمردة
تثير فضولَ قلمي
تُدهش جنوني
وعلى شواطئ
غموضها
أقتحم
مدائن العمر
ويحمل الريحُ
قلبي
ويسقط المطر
وينبُت العطر
فأشُم رائحةً
لشيء ينبتُ
في صدري
ونلملم ما فات
من النبض
يا ويح قلبي
ماذا لو
التقينا يوما
وجفت أحلامُنا
ولم يهطل المطر
وظلت كل الرياح
عابثةً في سنين
العمر
والقمر غريب
في ديارِنا
وتاهت منا
طرقات الحنين
وكتَبَنا
وجعُ القصيدةِ
◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️◻️
هذيان الصدق بقلم د. ريهان القمري- مصر
هجا الكذبُ صدقاً ولامَ عليه بتهمةِ الهذيان
تهمة إلقاء الخرافاتِ على الطرقاتِ و إحداث الضجيج في كلِّ مكان
تهمة تبعثُر الكلماتِ المخنوقةِ وسطَ الشتاتِ و الفوضى
تهمة إحتقانِ الحناجر بالصمتِ المشبَّعِ بالألم و الأسى
تهمة إصابةِ النفوسِ الحالمةِ بالحمى و الغثيان
تهمة إلصاق الحق بوشمٍ في قلوبِ الغلمان.
و في ساحةِ المحكمةِ غاب القاضي و شهود العيان
نفثَ الكذبُ زهوا عن حقده و أصدر الحكم بالإعدام
شنقا أو رميًا بالرصاص
أو جرعة سم نافذة بالخلاص
ليُسَمِّر الجسدَ الدامي مصلوبا على حوائط الزيف الوضيع
فتنقر فيه خفافيش الشر من كل سهل و بقيع
رتل الصدق الذبيح آخر الكلمات في أنين :
“ملعون “
“ملعون أيها الكذب في كل لحظة و حين“
فصاح الكذبُ ثائرا في وجهه:
سحقا أيها الصدق ،يحق لك النجاة
فإن نهايتك موتي و ليس بعدك حياة!!