الشبشب …قصة قصيرة – تأليف : محمد كسبه

انتهت أم عبير من أعمال البيت و دخلت إلى غرفة النوم كي تسترخي قليلا ، تمددت على السرير ، فوجدته يتدلى من السقف في وضع مقلوب و ينظر إليها بعينيه الواسعتين .
اهتزت رأسها قليلا و شعرت بالدوار لا تعلم هل هذا حلم أم يقظة ؟
أغمضت عينيها ثم نظرت فلم تجده ، اندهشت ! لكن صورته لم تفارق خيالها فهو رمادي اللون قصير و رفيع و رأسه كبيرة منبعجة ، يظهر منها عينان كبيرتان لونهما أسود قاتم .
أحست بحركة داخل الشقة ، انتفضت من مكانها و أمسكت بالشبشب في يدها ، دخلت المطبخ فوجدته أمامها ، حاولت أن تضربه لكنها فوجئت أنها تجمدت مكانها ، حاولت أن تصرخ لم تقدر ، أخبرها أنه لن يؤذيها ، و أنه في مهمة علمية لدراسة السلوك البشري و آلية التعامل مع المخلوقات الفضائية .
تركها مدة متجمدة حتى تهدأ بعد فترة أعادها لطبيعتها ، فقذفته بالشبشب في رأسه ، ابتسم و جرى بعيدا عنها ، ظلت تطارده في الشقة و تصرخ و تطلب المساعدة ، لكن هيهات .
خارت قواها و جلست على الأرض جلس أمامها فسألته .
ـ من أنت و ماذا تفعل هنا ؟
ـ أنا كائن فضائي .
ـ لا أنت لص محترف ، متخفي في هذا الزي .
ـ ليس زيا إنه جلدي ، فنحن لا نحتاج للملابس
ـ ألا تخجل أن تكون عاريا أمامي هكذا
ـ الم تتعلم ستر العورة .
ـ يا سيدتي ، أنا في مهمة و أرجو أن تساعديني ، لدي بعض الاستفسارات و أريد منكِ الإجابة .
ـ قبل أن تسألني ، اريد منكَ بعض المساعدة
ـ لا مانع ، كيف اساعدك .
ـ اولأ أريد منك تنظيف الشقة ، ثم تشتري لي الخبز ، تدفع وصل الكهرباء .
ـ يا سيدتي أنا لست عبدا .
ـ أنت جني و سوف تحقق لي كل أحلامي
ـ بغضب ، أنا لست جنيا ، أنا كائن فضائي
ـ يا غبي أنت جني متخفي أو جني غبي و لن أعطيك أية معلومة قبل أن تساعدني
ـ لا مانع سأساعدك .
ـ ليس الأمر سهلا كما يبدو ، لا أحد ينظف شقتي قبل أن اعرف اسمه و مكانه و مؤهلاته .
ـ اسمي مخلوق فضائي ، من كوكب زحل ، أعمل باحثا في فن التواصل مع البشر ، هل هذا يكفي .
ـ لا مانع ، ابدا في التنظيف ، و افهم جيدا أني ساراقبك ، لا تسرق مصروف البيت ، ولا ملابس زوجي ، الحمد لله أنا ارتدي كل الحُلي السلسلة ، الخاتم و الأساور .

  • يا سيدتي أنا لست لصا .
  • حسنا هيا ابدأ بالتنظيف و إلا ضربتك بالشبشب ايها الجني الغبي .
    بدأ الكائن الفضائي في مهمة التنظيف و بمجرد أن انتهى دق جرس الباب
    ـ دخلت منى الابنة الصغيرة و ألقت الشطنة في وجهه ، إلتقطها ثم انحنى على الأرض ، ركبت منى على ظهره و أمرته بأن يتحرك ففعل .
    ناقشت منى أمها في موضوع المخلوق الفضائي أو الجني الغبي ، فرحبت منى بوجوده ، و أمرته أن يحل لها الواجبات .
    بعد أن انتهى من الواجبات
    طلب من الأم الإجابة على الاستبيان
    أخبرته أنه جاء في المكان الخطأ و عليه أن يذهب إلى أي كوكب آخر و حذرته إن رأته مرة أخرى في أي مكان على الأرض سوف تضربه بالشبشب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى