الآن يا عمر …. “ الجزء الثاني “ شعر أحمد موسى

أيا مَبدَأَ الأكوانِ كُنتَ حَقيقَةً.. 
وما الأرضُ والأفلاكُ كانَت تَبَدَّتِ

ويا سِرَّ خَلقِ الخَلقِ، كُنتَ ولَمْ يَكُنْ
لآدَمَ والرُّسْلِ ابتِداءُ خَليقَةِ

ويا نُورُ، قَبلَ الطِّينِ كُنتَ مُكمَّلًا
وقد شُقَّتِ الأنوارُ مِنكَ ومُدَّتِ

فمِنكَ استَمَدَّ الخَلقُ نُورَ قلوبِهِم..  
ألستَ مِنَ المِشكاةِ أوَلَ وَمْضَةِ؟

بِكَ اللهُ أبدَى للخَلائِقِ نُورَهُ..
وقَدْ كانَ كَنزًا في خَفاءِ المَشيئَةِ

فلَولاكَ مَا كانَ الوُجودُ بِما حَوَى
ولَولاكَ مَا جادَ الكَريمُ بنَفخَةِ
***
تَبارَكَ مَنْ نادَى: “ألَستُ بِربِّكُم”
فكُنتَ: رَسولَ اللهِ أوَّلَ مُخْبِتِ

وإذ أخَذَ اللهُ العُهودَ ووُثِّقَتْ
على الرُّسْلِ طُرَّا باتِّباعٍ ونُصْرَةِ

وجِبريلُ والأملاكُ قَدْرًا  تأخَّروا
وفي رِحلَةِ المِعراجِ جُزْتَ بِسِدرَةِ..

كما الحامِلُ المَحمولُ كُنتَ بِرحلَةٍ!
فمَنْ ذا مِنَ الصَّحبَينِ فازَ بِرُؤيةِ؟!

ومَنْ أقسَمَ المَولى العَظيمُ بعُمرهِ؟
“لَعَمرُكَ” جاءَت في الكتابِ كحُجَّةِ

وخُطَّ على عَرشِ الإلَهِ “مُحمّدٌ”
وفي كلِّ مَرقًى في السَّماءِ، وجَنَّةِ

ولا يُثبِتُ الإسلامَ إلا شهادَةٌ..
لَهُ، بعدَ تَوحيدٍ لِذاتٍ عَلِيَّةِ

ولم يَقْرنِ القُدُّوسُ عَبدًا بِذاتِهِ
سِوى أحمَدَ المَحبوبِ صاحِبِ سَجدَةِ

وإنْ أخَّرَ اللهُ الحَكيمُ ظُهورَهُ
فما ذاكَ إلَّا لادِّخارِ وَديعَةِ

فآدَمُ والرُّسْلُ الكِرامُ جَميعهُم
بأنبائِهِ جاءوا، ونابوا، لِحِكمَةِ

فأكرِمْ بمَبعوثٍ تَمَهَّدَ أمْرُهُ
وفي فَضلِهِ كُلُّ البَشائِرِ سِيقَتِ!

هُوَ الرَّحمَةُ العُظمَى، ونِعمَةُ مُنْعِمٍ
على كُلِّ خَلقِ اللهِ، والآيُ دَلَّتِ

هُوَ العَبدُ بالتَّحقيقِ، والجَمْعُ عابِدٌ.. 
على قَدَمِ المُختارِ، أَعْظِمْ بِقُدوَةِ

هُوَ الجَوْهَرُ المَكنونُ هَيهاتَ كَشْفُهُ
وهَلْ تُدْرِكُ الأكوانُ كُنْهَ خَريدَةِ؟

***

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى