” اتركيهم يرحلون ” …سردية صوفيةبين الفراشة والدرويش …بقلم / هيام الزين

قـال الدرويش:
ترْكُ الأشخاص بعضهم البعض فطرةً وجودية يا فراشة.. إن لم تستوعبيها (ستُلسوِعُكِ) الحياةُ حتى تتعلمي معنى التخلّي
إياكِ والجزع.. فالراحلون أرواح طيبة أبرمت معكِ عقودًا في عالم الذّر والملائكة على أن تتقاسمون معًا تجارب الحياة.
كانوا موجودين دائمًا…
فإذا آن الآن جلستم جميعا إلى الطاولة..
انتبهي لتلك اللحظة جيدًا فخلط الأوراقِ عواقبهُ وخيمة وتلك الأرواح لا تمزح معكِ، كما أن روحك أيضًا جادة ولا تعرف الدعابة
قايضي بكل الأوراق.. فالحياة باهظة وتستحق
إلا تلك الورقة….
_ لا أذكر حبرًا أو ورقًا يا درويش.
أنسيتِ يوم ألقيناها عليكِ، عندما ناديتِنا وحيدة منفردة في بهو ذلك المبنى الشاهق..؟!
كانوا جميعًا على قلبٍ واحد شاخصين بأبصارهم مشدوهين لشيء ما يلمعُ في الأعلى، إلا أنتِ.. أحرق هذا الشيء عينيكِ فأغمضتِها..
_ مازالوا ماكثين على حالهم ذلك منذ بدء الحكاية..
أما أنتِ فقد حملتكِ تلك الورقة.. ما أن سقطت بين يديكِ، وقرأتِها حتى وقع عليكِ السِّحر
انفرد جناحُكِ وخفّت روحُكِ، وانتزعتك الريحُ من بنيانهم المُحكم…
_ أتريدُ أن تخبرني أني لم أكن فراشة في حقبة من حياتي..؟!
يبدو أن روحُكِ مازالت طفلة..
سأحضر غدا لأجدكِ قد انتهيتِ من حزم حقائبهم،
الحياةُ لا تعطي دروسا بالمجان أيتها الفراشة الطائشة…
“الحيـاةُ باهظة”
_ يا درويشي… أقسمتُ عليكَ أن تُذكِّرني
ماذا كان مكتوبًا بالورقة..؟!!
لن أخبركِ ولكن ستذكرين بنفسك إن حاول أحدهم نزع جناحيكِ وفقدتِ (عقود الحُرّية)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى