{{ .. أنتَ مِنِّي .. ولكنْ ….. !!}} ….شعر فوزية شاهين

يُـعَاتِبُنِي عَـلَى الّـلا شَـيءَ مِـنِّي
ويُـدْمِـيـنِـي بِــأَشْــواكِ الـتَّـجَـنِّـي

ويَـصْـلِـبُنِي عَـلَـى جُــدْرَانِ شــكٍ
لِـيَـغْرِسَ فِــي فُــؤَادِي نَـصْلَ ظَـنِّ

ولَــوْلَا شَــقَّ عَــنْ صَـدْرِي تَـجَلَّى
هَــــوَىً خَــبّـأْتُـه بَـيْـنِـي وَبَـيْـنِـي

أَصُـــونُ عــهُـودَه إِنْ غِـبْـتُ عـنْـه
وأحْـــفــظُ ودَه إنْ غــــابَ عــنِّــي

وأجْــعَـلُ قـلْـبـيَ الــدّفَّـاقَ طــيـرًا
عــلــى أغْــصَـانِ لُـقْـيَـانا يُـغـنِّـي

أُنَــاجِـيِـه إِذَا مــــا جَــــنَّ لَــيـلِـي
وأُثْـــمِــلُــه بِـــــــلا خَــــمـــرٍ ودَنِّ

وأَسْـكَـرُ مـنْ حَـدِيثٍ كـانَ يَـسْرِي
كــشَـدْوِ عــنـادلِ الــرَّوضِ الأَغَــنِّ

أُسَــابـقُ خُـطـوَتِـي أَجْــرِي إلَـيْـهِ
وتَـرْسُو فـوقَ شـطِّ الحلمِ سُفْنِي

أُكـفـكـفُ دمـــعَ غُـرْبـتِـه وأَمــحُـو
سـنـينَ الـتِّـيه من غـابـاتِ حـزنِ

وأمـنَـحُـه مِــنَ الأشــواقِ شـهـدًا
ودِفـــئــا لا يُـــــرى إلا بِـحِـضْـنِـي

أنَـــا لِــسِـوَاهُ مـــا أذْلــلـتُ دَمـعـًا
هـجَـرْتُ الـخـلقَ مِــنْ إنـسٍ وجِـنِّ

فـمَالِي والـسُّهادُ غَـدى سـميرِي
يُــؤَجِّـجُ داخِــلِـي نـيـرانَ ظـنِّـي ؟

فـتـأكلُ مــنْ وعَــاءِ الـصَّـدِّ رُوحِـي
ويَشْربُ منْ كؤوسِ السُّهدِ جَفنِي

كــأنِّـي لـــم أكـــنْ يــومـًا نـديـمـًا
لِـمـنْ أَسْـقَيتُه خَـمرِي ، كـأنِّي ..

أو اْنِّــي لــم أكــنْ يـومـًا شـمُوعًا
تـــذوبُ لأجــلِـه فِـــي كــلِ رُكْــنِ

يُــكـذِّبُ ظــنِّـيَ الـمُـلـتاعَ عَـقْـلِي
فـيَـسْألُ قـلـبَه : أوَ لَــم تَـخـنِّي ؟

فـيُـطْرِقُ . لا يـجِـيبُ كـأنَّ سُـؤلِي
ســهـامُ مَــزَّقـتْ سِــتْـرَ الـتَّـظّنِّي

يُـــولِّــي وجْـــهَــه لــلـبـدرِ لــيــلًا
ويَــجْـهـلُ أنَّ نــــورَ الــبـدرِ مِــنِّـي

يــمُــدُّ شِــرَاعَــه طــوقـًا لِـغَـيْـري
وأصْـــرُخُ داخِــلـي : لا تُـغـرِقـنِّي!

وفـــوقَ مـقـاعـدِ الـذِّكـرَى يّـرانِـي
أُحــــدِّثُ أمـسَـنـا عــنْـه وعــنِّـي

أنَـا الـشَّمسُ الَّتِي سَكبَتْ ضِيَاها
وألــبَـسَـتِ الــبــدُورَ ردَاءَ حُــسْـنِ

مُــتَـوجَـةٌ عــلَــى عَـــرْشِ الـثُّـريَّـا
رعــايــاي الــنـجـومُ بِــغـيـرِ مَــــنِّ

فـكيفَ أعـيشُ فـي الأحـلامِ طيفًا
يـجاري لـحظةً مـنْ لَم يَصُنِّي؟؟!!

تَـمـنَّـيْتُ الــوصـالَ يـــدومُ عُــمـرًا
” ومــا نـيـلُ الـمـطالبِ بـالتّمنِّي”

.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى