أطفال السماء…مقال بقلم عبد الصمد السالمي – المغرب .


أطفال السماء…مقال بقلم عبد الصمد السالمي – المغرب .

كنت شاهدت الفيلم الإيراني ” أطفال السماء ” تدور أحداثه حول طفل أضاع لأخته حذاءها، فطفق يعطيها حذاءه لكي تذهب للمدرسة ثم تستأذن معلمتها للخروج قبل الوقت لتوافي أخيها بالحذاء لكي يذهب هو الٱخر للمدرسة بحكم اختلاف أوقات الدخول والخروج.
تذكرت بعد الانتهاء من مشاهدة هذا الفيلم المفعم بمشاعر تطير في السماء لتؤكد فعلا عنوان هذا الفيلم ” أطفال السماء”
أني كنت أضعت قلمي ولم يكن من الممكن أن أخبر زوجة أبي بضياعه بله أن أشتري قلما جديدا، فقد كانت زوجة أبي بالشراسة التي لا تطاق وكان السيد الوالد مهاجرا لا أستطيع أن أخبره بمعاملتها السيئة خوفا من الانتقام خاصة وأنه لم يحصل ولو مرة واحدة أن سألنا عن وضعنا مع زوجته.
أدرك أخي من خلال الواقع المرير الذي كنا نعيش أنه لا يمكن شراء قلم ٱخر.
فاتفقنا أن نلتقي في مكان معين، كان يسرع جريا بمجرد خروجه من المدرسة لكي يمدني بقلم الحبر الجاف لأطلق ساقاي للريح متجها للمدرسة.
بعد خروجي من المدرسة أركض بدوري حيث نلتقي فأمده بالقلم لينطلق للمدرسة حتى إذا خرج بعد الحصة الزوالية يوافيني بالقلم بقية النهار.
لا أدري كم استمر هذا الوضع كنت أبلغ من العمر تسع سنوات وكان يكبرني أخي بسنتين، حفر هذا الحدث في مشاعري ونحث في ذاكرتي أيقظه الفيلم الإيراني ” أطفال السماء”