“أحلام مبتورة” قصة بقلم منة الله أحمد توفيق

وكالعادة تستعد فتاة شقراء جميلة فى نهاية عقدها الأول من عمرها لتذهب إلى مدرستها تجهزت ثم ودعت أباها وانطلقت يتنازع بداخلها شعوران مختلفان
أحدهما أنها فرحة لرؤية معلميها وزملائها والآخر أحداث الحرب من حولها التي قطعت الاتصال بين القريب والبعيد فلا القريب لديه وسائل اتصالات
ولا البعيد لديه وسائل مواصلات.
تصل فتاتنا التي تدعى أحلام إلى مدرستها تحضر الطابور الصباحى ثم تبدأ الحصة الأولى حيث تدخل المعلمة أمل تأمرهم بعد أن ألقت عليهم السلام أن يرسم كل واحد منهم رسمة تعبر عن مستقبله كانت أحلام لا ترى مستقبلها قريبًا بسبب أحداث الحرب
فرسمت نهرًا لونته بالأحمر وشمسا لونتها بالأسود وأرضا جدباء و ملكا ملابسه بالية
تنتزع أحلام رسمتها لتعطيها إلى معلمتها بعد أن دق جرس انتهاء الحصة الأولى يعلو صوت الجرس أكثر فأكثر لتستيقظ أحلام فهذا لم يكن إلاهاجسًا و رغبة فى عودة الحياة فى بلدها مرة أخرى
نهضت من نومها ودعت ربها أن يعيد لها حياتها المستقرة وينصرهم على أعدائهم ثم ذهبت إلى أبيها وعانقته كثيرًا ونصحها قبل خروجه ألا تبتعد عن الخيمة لحين عودته فهو ملك لمملكة هي منها
و بالفعل لم تخرج أحلام إلا عندما نادتها إحدى جاراتها التى تسكن فى نهاية الحي لمساعدتها فى حمل بعض الأشياء لم تتردد و خرجت و ساعدتها وأثناء عودة أحلام صوت رصاصة تخترق قلب أحلام الرقيق لتسقط بعدها جثةهامدة
تموت وتموت معها أحلامها بعد أن أطلق الرصاصة قناص بلاد أخلاق لا يفرق بين الرجل الكبير والطفلة التى لم تبدأ حياتها بعد.

اقرأ باقي العدد ١٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى