زيادة أسعار البنزين رغم تراجع البترول عالميا …بقلم رئيس التحرير -أشرف الجبالي


زيادة أسعار البنزين رغم تراجع البترول عالميا
بقلم رئيس التحرير -أشرف الجبالي

حقا لم يجد الشعب المصري من يحنو عليه فالكلام والوعود في واد والأفعال والقرارات في واد آخر ، وبينما يرفع الناس شعار نتحمل من أجل تحسن الأوضاع الإقتصادية إلا أنهم لم يجدوا سوى المزيد من ضيق العيش والغلاء المتوحش بما يعجز أي رب أسرة عن مواصلة الحياة بشكل طبيعي .
إن الضربات المتلاحقة التي تنزلها الحكومة كالسياط على ظهر المواطنين تعني أن الإصلاح الإقتصادي قد فشل في رفع المعاناة عن المواطنين المعدمين الذين يعيشون تحت خط الفقر ويهدد بانهيار الطبقة الوسطي إذا كان هناك لازال طبقة وسطى ويفتح المجال أمام زيادة معدلات الجريمة والسرقة والنهب والفساد إذ ليس من المعقول أن تتخذ الحكومة تلك الإجراءات القاسية المتلاحقة دون مراعاة للبعد الإجتماعي والإنساني وتقديم إجراءات حمائية وخدمات اجتماعية تقلل من عنف وتأثير تلك الإجراءات الصعبة ،ولك أن تتخيل كيف يستطيع رب أسرة بدخل محدود أن يتكيف مع زيادة أسعار الكهرباء والمياه والغاز والبنزين والسولار والمازوت ومن قبل ومن بعد زيادة عشرات السلع الأخرى فضلا عن الإرتفاع الجنوني في أسعار الأدوية واللحوم والدواجن والأسماك و٠٠٠٠٠الخ ، فكيف لعائل أسرة أن يعيش ويفتح بيتا في ظل هذا الجنون من الأسعار الذي يحيط بنا من كل مكان
إن وصفات صندوق النقد الدولي لن تحل مشكلة الاقتصاد المصري فالقروض شروطها مجحفة وقواعدها لا تخدم صالح الشعوب وما يطلقون عليه اصلاحا اقتصاديا لا يفهمها الرجل العادي غير أنه خراب بيوت
وكم كنت أتمنى أن تنتهج الحكومة نهجا آخر غير طريق القروض مثل إعادة فتح المصانع المغلقة وتوفيق أوضاعها وإعادة النظر في وجود آلاف المستشارين في المؤسسات الحكومية وضرورة فرض ضرائب تصاعدية على الأغنياء والسيطرة على الصناديق الخاصة واحكام القبضة على التهرب الضريبي ومزيد من مكافحة الفساد ……الخ
إن هذه الإجراءات كفيلة بأن توفر للدولة أضعاف أموال القروض بما يؤدي إلى خفض الأسعار واستقرار الوضع الاقتصادي وشعور الناس بتحسن الأوضاع ٠
إن الجماهير غير راضية عن ما آلت إليه أوضاعهم وأحوالهم وينظرون إلى الحاضر نظرة عدم رضا وإلى المستقبل نظرة خوف من مصير تقول مقدماته ان مصر لا يحدث فيها شيء جديد سوى غلاء الأسعار بناء علي تعليمات صندوق النكد الدولي
ارتفاع أسعار الوقود مثلا تعني “موجة غلاء أخرى قادمة”، ومزيدا من افقار الناس وسوف يترتب عليها زيادات في كل شيئ والذي سيدفع الفاتورة هو المواطن البسيط قليل الحيلة ماذا لو أقمنا مشروعات منتجة ذات عائد سريع أو متوسط ماذا لو ركزنا على الصناعة كثيفة العمالة ماذا لو تم إصلاح وتطوير وهيكلة شركات القطاع العام بدلا من تصفية الشركات التي تحقق أرباحا وهكذا؟ .
نسأل الله العظيم أن يجعل هذا البلد آمنا مطمنئا سخاء رخاء وأن يرشد حكامه لما فيه خير البلاد والعباد
الكاتب الصحفي …أشرف الجبالي