حين تهمس الأشجار باسم أبي ….. شعر ليلاس زرزور

لها منَ القلبِ نبضُ الشعْرِ قد وثَبا
فهي العطاءُ الذي مامرَّةً نضَبا

أكْرمْ بسيّدة الأشجارِ باسقةً
نحوَ السماءِ جَلالاً يبعَثُ العجَبا

وَطِلْعُها لُؤلُؤٌ تبقَى تَقَبَّـلُهُ
أشعّةُ الشمسِ حتّى يكْتسي ذَهَبا

لمْ تَحْنِ رأساً إذا مالريحُ تضربُها
فهي التحدّي الذي لايَعرفُ التَعَبا

وهي الكَريمةُ لو يرمونَها حجَراً
من فَضْلِ خالقِها تُعطي لهمْ رطَبا

تُظلّلُ الصُبحَ بالأفياءِ زاهيةً
وللعَصافيرِ شَدْوٌ يبعَثُ الطَرَبا

زادُ الفقيرِ بها إنْ حالَهُ عصَفَتْ
بهِ الخُطوبُ وأضحى يشتكي السَغَبا

تُعطي لَنا ثَمَراً حُلواً لآكلِهِ
أنواعُهُ كثُرَتْ والطَعْمُ قد عَذُبا

وسَعْفُها بَهْجَةٌ في عينِ ناظرهِ
إذا يُداعبهُ يوماً نسيمُ صَبا

كأنّها الشمسُ في تكوينِ خلقَتها
والجذعُ يحملُها كي تبلُغَ السُحُبا

وكمْ شكا عاشقٌ أشواقَهُ فَحَنتْ
عليهِ كالأُمِّ تُجلي الحُزنَ والوَصَبا

حتى كأنَّ لها رُوحاً تُهامسُ مَنْ
رَنا إليها وَمنْ منْ جذعِها اقترَبا

ورُبّما قد بكتْ شوقاً إذا قَطَعوا
منها الفسيلَ وعن أحضانِها اغتَربا

تجودُ في الخيرِ في اثمارِها وإذا
دَنا الشتاءُ ستُعطي السَعْفَ والكَرَبا

فكُلُّها للورى خيرٌ ومنفَعَةٌ
مدى الزمانِ فسُبحانَ الذي وَهَبا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى