دَرْبُ الْحَيَاةِ ….قصيدة فصحىعلى بحر الكامل …. شعر محمد عبد ربه طه


دَرْبُ الْحَيَاةِ ….قصيدة فصحى
على بحر الكامل …. شعر محمد عبد ربه طه

دَرْبُ الْحَيَاةِ مُسَافِرٌ وَصُمُوتُ
وَاللَّيْلُ يَطْوِي الْعُمْرَ حِينَ يَفُوتُ
….
وَالْوَقْتُ يَمْضِي كَالسَّحَابِ مُعَانِقًا
أَحْلَامَنَا وَعَلَى السَّمَاءِ بُيُوتُ
….
يَا لِلسِّنِينَ مَضَتْ كَأَنَّ ضَجِيجَهَا
مَوْجٌ تَلَاشَى فِي الْمَدَى وَسُكُوتُ
….
لَا ذِكْرَيَاتٌ تَسْتَقِرُّ بِخَاطِرِي
إِلَّا وَيَصْحُو فِي الْفُؤَادِ خُفُوتُ
….
لَمَّا رَأَى قَلْبِي الطُّفُولَةَ تَنْطَفِي
ثَارَتْ عُرُوقِي وَالدِّمَاءُ زُيُوتُ
….
الْحُزْنُ أَسْقَطَ لِلسُّرُورِ جَنَاحَهُ
فَالرُّوحُ مُنْهَكَةٌ وَقَلْبِي قُوتُ
….
رُوحٌ مِنَ الْوَجَعِ الْقَدِيمِ تُرَنِّحِنِي
مَاذَا سَأَفْعَلُ كَي يَعُودَ ثُبُوتُ؟
….
وَهُنَا تَبَعْثَرَتِ الْمَشَاعِرُ دَاخِلِي
لَا شَيْءَ إِلَّا حُلْمِيَ الْمَبْهُوتُ
….
صَيَّادُ أَحْلَامِي وَتِلْكَ شِبَاكُهُ
مِلْأَى بِأَضْغَاثٍ وَتِلْكَ بُخُوتُ
….
وَالنَّجْمُ يَدْعُونِي، رَنَوْتُ لِهَمْسِهِ
لَمْ أَسْتَمِعْ يَمْضِي وَلَيْسَ يَصُوتُ
….
وَأَنَا أُحَاوِلُ أَنْ أُعِيدَ حِكَايَةً
أُخْرَى… تَسَلَّلَ فِي رُؤَايَ خُبُوتُ
….
أَنَا فِي حَدِيثِ اللَّيْلِ هَمْسَةُ عَابِرٍ
ضَلَّتْ عَلَيْهِ الذِّكْرَيَاتُ، تَمُوتُ
….
وَسَوَادُهَا يَمْتَدُّ خَلْفَ نَوَافِذِي
يَجْثُو عَلَى عَيْنِي وَثُمَّ يَبِيتُ
….
تَتَسَابَقُ الْأَفْكَارُ حَوْلَ مَصِيرِنَا
أَيَكُونُ صَحْوًا فِي حَشَاهُ سُبُوتُ؟
….
حَانَ الْوَدَاعُ وَقَدْ طَوَيْتُ صَحَائِفِي
وَحْدِي وَيَنْقُرُ سَاعَتِي التَّوْقِيتُ
….
أَنَا لَوْ أَغِيبُ فَلَسْتُ آخِرَ رَاحِلٍ
هَذَا بَقَائِي فِي الْحَيَاةِ نُعُوتُ
….
الْآنَ يَغْسِلُنِي الْبُكَاءُ قَصِيدَةً
أَوْجَاعُهَا بَقِيَتْ وَنَحْنُ نَمُوتُ
….
2025_06_01