معــــــــارج الوصول ….شعر كمال محمود محمد علي – مصر


أنا هنا

وكلَّما حاولتُ بُعْدَاً
اكتويت

بجمر مَنْ أهوى

اصطلّيْت

هذا جناهُ ليلُ سُهْدِي

وماجَنَيْت

من دمعةٍ خرساء تهمي

كلما تهوِي

.. هَوَيْت

اشعلتُ في جبِّ الحنايا جَذْوَتِي

وما اهتدَيْت

غيرَ انكساراتِ المَدَى

يغتالُنِي وسواسُ قهرٍ

إِذْ رميتِ

وما رميت

كلَّما يجتاحُ نبضٌ مَخْدَعِي

فيكِ انْطَوَيْت

فَلْتَهْزَأِي ما شِئْتِ بِي

ولتهزأِي بالخوف في عَيْنَيَّ مِنْكِ

فإنَّنِي مِن لُجَّةِ الأَسْفَارِ نَزْفَاً… ارْتَوَيْت

ومِن مُجُون المُتْرَفينَ زُلْفَةً… قَدِ اسْتوَيْت

يا كلَّ مَنْ أَهْدَى الضَّريحَ شَطْأَهُ

ثمَّ اسْتَوَتْ سِيقَانُهُمْ بينَ المقابرْ

ماذا بشَوْقٍ ننتظِرْ

غيرَ اجْتِرارِ الدَّمعِ مِنْ أَسْلَافِنَا…

دَمَاً سُلَافَا

ياشهقةََ الرُّوح التي قد اينعتْ

مدادُ صبْرِي لن يجِفّ

يظلُّ حرفُكِ الشهيُّ

طائِري

إنْ نأى يوما نأيْت

وبيتيَ الأشباحُ تبغِي مقلتَيْك

وتعبرُ النهرَ الحزينَ أضلعِي

مازلتُ أحبو نحوَهَا

ذاتَ العِمَادْ

رُفَاةُ أجدادي معِي

وسُورَةُ الفجرِ الشهيدْ

وطيفُكِ المجذوبُ سِرِّي

إِنْ أَبَى صَبْرَاً… أَبَيْت

يا سارقَ الافراحِ جَهْرَاً

إنَّنِي مِنْكَ اكْتَفَيْت

تعويذتي منِّي اليكْ

زهرُ الرُّبا سالتْ دماً بَسْمَاتُهُ

فلا انْزَوَتْ معشوقتي… ولا انْزَوَيْت

هذي الجراحُ النازفاتْ

رُوحِي وأَشْهَى ما اشْتَهَيْت

لقُدْسِ مَنْ أَهْوَى سَرَيْت

رغمَ الرِّياحِ العاتياتْ

مازلْتُ نخلاً عارِجَاً نحو السَّنَا

دُكَّتْ جُذُورِي عُنْوَةً …وما انْحَنَيْت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى