ذكرى وشوق …. شعر عزيزة طرابلسي

شوقٌ يَقُضُّ مضاجِعَ المشتاقِ
وحنينُ قلبِ مُعَذَّبٍ توَّاقِ

لِلقاءِ أرضِ الخيرِ ، مَنبَتِ أحمدٍ
خيرِ الورى ، ومنابِعِ الإشراقِ

مازلتُ أذكرُ ذلكَ النُّورَ الَّذي
عمَّ الوجودَ ، أضاءَ في الآفاقِ

كم كانَ عهدًا رائعًا ، حلَّقتُ في
عَلْيائِهِ ؛ بضيافةِ الخَلَّاقِ

في أكرمِ الأرضينَ حيثُ مرابعٌ
شَهِدَتْ وِلادَةَ كاملِ الأخلاقِ

ومقامُ إبراهيمَ ؛ إذ يُحيي بِنا
ذكرى الفداءِ ، وقوَّةَ الميثاقِ

في مكّةَ الغرَّاءِ ، كم كان الورى
يتوافدون ، بسائرِ الأعراقِ

ومناسكٌ ؛ مازال فوحُ عبيرِها
في القلبِ ؛ يُذكي شعلةَ الأشواقِ

فالطَّائفون مِنَ الحجيج كأنَّهم
أمواهُ نهرِ مَحَبَّةٍ رقراقِ

مُتجرِّدينَ مِنَ المظاهِرِ والهوى
وأحبَّةٍ ، وأقارِب ، ورفاقِ

يتدافعونَ وقد عَلَتْ أصواتُهم
يرجونَ عفوَ مُحَرِّرِ الأعناقِ

سعيٌ ، وتلبيَة ، وقلبٌ خاشعٌ
ودعاءُ مضطَّرٍ منَ الأعماقِ

مازال تكبيرُ الحجيجِ بِمسمعي
يسري ، وللأرواحِ أنجعَ راقِ

ومياهُ زمزمَ نعمة ُ الله الَّتي
تروي الحجيجَ بنبعها الدَّفَّاقِ

فيها حياةٌ من ْ ربيعٍ دائمٍ
يُحيي موات القلبِ ، نعمَ السَّاقي

كم حلَّ في عرفات قلبٌ نادمٌ
قد ناء بالآثامِ كالمنساقِ

لم يُمسِ إلَّا والنَّقاءُ رفيقُهُ
ولهُ منَ الغفرانِ خيرُ خَلاقِ

إبليسُ مدحورًا ؛ يبوءُ بِخَيْبَةٍ
خذلانَ ؛ في ذُلٍّ ، وفي إخفاقِ

في النَّفسِ يعتملُ الحنينُ لعودةٍ
والدَّمعُ ملءُ القلبِ والآماقِ

لمدينةِ المختارِ ؛ جاءَ مهاجرًا
فاستقبلته بفرحةٍ وعناقِ

هذا الحنينُ يُلحُّ إن مرَّت بنا
ذكرى لطيبةَ بعدَ طولِ فراقِ

صلَّى الإلهُ على النبيِّ المصطفى
بتمام بدرٍ أو بلوغِ مَحاقِ

القلبُ يهفو ، يستجيرُ ، ويرتجي
منْ خالقِ الأكوانِ عودَ وِفاقِ

يا ربُّ لا تحرِمْ عبادك عودةً
أكرمهمُ في أوبةٍ وتلاقِ


دمشق ٢ / ٧ / ٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى