خير و بركة …قصة قصيرة بقلم/ أسـمـاء الـبـيـطـار
خير و بركة …قصة قصيرة بقلم/ أسـمـاء الـبـيـطـار
كعادة كل عام يكون الترقب هو الشيء الوحيد الذي يشعر الجميع بالسعادة
أخيرا ؛ أعلنت دار الإفتاء المصرية أن اليوم هو المتمم لشهر شعبان ، و غدا أول أيام شهر رمضان المبارك
تهلل كل أفراد البيت بالفرح و السرور ،
ها هو أخي يقفز من مكانه فرحا ، و ها هو أبي يرفع صوت التلفاز لسماع أغنية ” رمضان جانا ” بصوت عبد المطلب
الجميع في حالة سباق للتحضيرات ، ها هي أمي كعادتها في كل عام تقلب البيت رأسا على عقب ، المرة الوحيدة التي يدعها أبي تنشغل دون أن يتأفف ، و يجلس على أريكته الإسطنبولية المفضلة ، و التي تضع تحتها أمي كل ما لذ و طاب من ياميش رمضان و الذي يصر أبي أن يحضره قبل حلول الشهر الفضيل بأيام فيفوح منها عطرٌ ينعش أرواحنا كلما دخلنا الحجرة ، ليمارس عادته في تنقية الفول .
و ها هم أبنائي يلتفون حوله بشغف ليستمعوا إلى حكاياته الشيقة ..
_ تنادي أمي على أبنائي
” سيبوا جدكم يخلص تنقية الفول يا ولاد عاوزة أعلق عليه علشان يلحق يستوي “
ثم تنادي على أختي ” هاتي مفتاح الضلفة من عندك ” و ردي على خالك بينادي .
- تعطيها أختي المفتاح و تسرع إلي الباب ” أيوا يا خالو نازلة أهوه “
_تناديني أمي ” تعالي خدي مني الحاجة على ما أختك تطلع “
تخرج أمي الأطباق و الملاعق و الأباريق التي لا نراها إلا كل عام ، تبتسم لشفشق الخشاف تنقر عليه مرتان ، ثم تمسح عليه برفق .
و تقول لي : ” الشفشق دا عمره من عمرك لما أموت ابقى خديه “ - تقطع أختي حديثنا ” ياله يا ستي و أدي البلح جه على السيرة ” بيقولك خالو كل سنة و أنت طيبة “
_ ترد أمي .. و هو طيب و بخير
ثم تردف : بسرعة بقى طلعي كيس النشا و اشكلي شوية على النار على ما الشباب يقصوا باقي ورق الزينة علشان يلحقوا يعلقوها قبل السحور .
*حاضر
و شوف ابوك خلص تنقية الفول و لا لسه
*حااااضر .. أنا هعمل إيه و لا إيه يا ماما ؟
_ترد أمي : ينعاد عليكم بالخير و البركة يا ولاد .
يقطع ابني صمتي و أنا أطيل تقليب الخشاف
♡ سرحانة في إيه يا ماما ؟
عاودت الصمت و تذكرت أمي حين كانت تُطيل التقليب في شفشق الخشاف لأنها تعلم أنني أشرب ماءه فقط ثم تتذوقه لتتأكد أنه وصل للقوام و الطعم الذي أفضله
_و تقول لي : الله دوقِ كدا
تذوقت ما صنعته فلم أجد الطعم التي كانت تصنعه أمي .