سحر وعطر … شعر د.وجيهة السطل
سحر وعطر … شعر د.وجيهة السطل
١..لُغَةٌ يُرفرفُ في فُؤادِي حَرفُها
كَحمامَةٍ بَيضاءَ يَهفٰو طَيفُها
٢.فَيلَذُّ في الأَذهانِ سِحرًا نَحوُها
ويَطيبُ في الأَسماعِ عزفًا صَرفُها
٣ لُغةٌ وما لِلشعرِ حِضنٌ مِثلَها
مَعنًى دقيقًا، والأَناقةُ رَصفُها
٤.(لغةٌ إذا وقَعتْ على أَسماعِنا)
تَغدو كأَنغامٍ جميلٍ عَزفُها
٥.تمتاز عن باقي اللُّغاتِ بِثَروةٍ
ألفاظُها رقَّتْ، ويعذُبُ رشفُها
٦.إِنْ زِدتَ حَرفًا في البناءِ يكنْ له
معنًى جديدٌ يبتنيهِ كفُّها
٧.أو قُلتَ (باعَ) وجِئتَ تَطلُبُ عًكسَهُ
ف(ابتاعَ). في حَرفَينِ، أُبدِعَ لفُّها
٨. وحضارةٍ دامتْ قرونًا عدةً
بربوعِ أندلسٍ بديعٍ وصفُها
٩. في حِضنِ نَهضَتِها زَهَتْ وتَبَرعَمَتْ
تاريخَنا رَسمَتْ، تَجدّى عنفُها
١٠. أَضحَتْ شُعوبُ الأَرضِ تَركبُ بَحرَها
لِلعلمِ باتَ من المحتَّمِ قطفُها
١١.كَمْ مِنْ لُغاتٍ حَيَّةٍ تَلقى بِها
مِنْ أَبجديَّتِنا، تَزاحَمَ ألْفُها
١٢. والضَّادُ صوتٌ لا يرِنُّ بِغَيرِها
وُسِمَتْ بهِ لغةً، فأشرقَ حَرفُها
١٣. لغةٌ تَحَكَّّمَ في التناغُمِ جَرسُها
فبهِ فصاحتُُها، وعلمٌ وقفُها
١٤.وحصادُ مُعجَمِها جذورٌ أنجَبَتْ
صِيَغًا مًعبِّرَةً ، وأُكْرِمَ ضَيفُها
١٥. بفُروعِ مُشتقَّاتِها أهلٌ له
ما عادَ مُغتربًا تَجلَّى لُطفُها
١٦.وحَنَتْ على لَفظِ الغريبِ فطَوَّعَتْ
صَوتًا ووزنًا كم عجيبٌ عَطفُها
١٧. ميزانُها الصَّرفيُّ يحكُمُ نَسجَها
صوتًا ومعنًى في يديهِ عُرفُها
١٨. يا مَنْ إليها تنتمونَ تحيةً
كونوا لها أهلًا حرامٌ قذفُها
١٩. كذَبتْ مزاعمُكُم فليسَ قُصورُها
سببًا لِكبوتِها فأَنتمْ حتفُها
٢٠.أبناؤها كم أسرفوا في ظُلمِها
صارتْ بِهم خَجلَى تقهقرَ صَفُّها
٢١. واحسرةَ القلبِ المُعنّى قد طَغَوا
فغدتْ بأيديهم حطيمًا سَيفُها
٢٢..لَمْ يَفهموها، بالَغوا في قهرِها
وجِراحُها انتكأت توالى نزفُها
٢٣.أَرسَوْا سَفائنَها بِشاطئ عُجمَةٍ
فاستُغرِبتْ صوتًا، وأغضى طَرفُها
٢٤. تَعِبَ القصيدُ فماأقولُه موجِعٌ
ومن ِن الحقائقِ ما هوانٌ كشفُها
٢٥. ،يا أُمةً ، جَهلًا تُحَطِّمُ نَفسَها
هانَتْ، فَطابَ لِذي عَداءٍ قَصفُها
٢٦. فَتكسَّرتْ أَغصانُها في غَفلةٍ
وبِريحِ أَحقادٍ قويِّ عَصفُها
٢٧. لا تيئَسي،هيَّا انهَضِي بل رَدِّدي
لُغَتي جُذوري ، والمَجرَّةُ سَقفُها
٢٨.واللَّهُ أَكرمَها وعَزَّزَ سِحرَها
آياتُ حِكمتِهِ كَثيرٌ وصَفُها
٢٩. قُرآنُنا تَزهَو بِهِ عَربيةً
ويضوعُ في كلِّ المجالسِ عَرفُها