ماهية الإبداع مقال ..من كتاب” النقد الشمولي بين الموضوعية والإبداع ” …لمؤلفه أسامه نور

إن الإبداع ترجمة للمشاعر والعواطف ، والواقع الذي يعيشه الإنسان ..والشاعر يختلف عن غيره؛ لأن لديه شعورًا فطريًا وإحساسًا مرهفًا، وموهبة من الله سبحانه وتعالى تجعله قادرًا على التعبير عن خلجات النفس البشرية وعواطفها ، وعن الواقع ،كما أنه يصوغ مشاعره وفكره بحيث تتماس مع الآخر ، وتجد صدى لدى المتلقي والسامع …
و في رأيي أن “كل شاعر فيلسوف ،وليس كل فيلسوف شاعر ” …
فهل يكون الفن للفن والمتعة فقط كما ذهبت نظرية الفن للفن ،أم يكون الفن للمجتمع ومعالجة قضاياه ومشكلاته دون التقيد بفنيات الإبداع .
لا شك أن الفن والآدب هما مرآة المجتمع ، وقلبه النابض ..
وميزانه الذي يبصر ويوجه ويرشد …
ولكن كلما كان الفن والأدب يعليان من شأن المجتمع ويعالجان القضايا المجتمعية والوطنية والإقليمية ..مع
الاهتمام بالجماليات والفنيات وتحقيق الإمتاع ..كان الإبداع
متحققًا والفائدة قائمة.
لهذا فمن رأيي” أن الإبداع شرط في العمل الأدبي مهما كان غرضه . “

———–.
إنَّ الإبداع الأدبي هو الإتيان بالجديد الذي لا يستطيعه الآخرون ، وأن يحقق الإمتاع ، هو تجاوز الواقع ،والثابت إلي الخيال والتصور والتصوير ، هو التأمل في النفس الإنسانية للتعبير عما بها ، من مشاعر مع صياغة ذلك في قالب فني محكم ومزجه بالفلسفة والرؤية،لهذا فقد تعددت مفاهيم الإبداع ، وقد عرَّفه الباحثون بطرق شتى فقد عرفه (برونر )” هو العمل أو الفعل الذي يؤدي إلى الدهشة والإعجاب “
ويعرفه (بارتلت)”بأنه التفكير المغامر الذي يتميز بترك الطرق المرسومة ، والتخلص من القوالب المصاغة ، والإقبال على التجربة ،وإتاحة الفرصة للتجديد.”
——-
وفي رأيي أنَّ الإبداع” حالة متفردة بين الوعي واللاوعي تنتاب الإنسان فيعبر عن مشاعره وعواطفه ،وأفكاره ، في تناغم وتفاعل وتجديد في الشكل أوالمضمون ، مع تجاوز الثابت للإتيان بالجديد المدهش مع المحافظة على السياق اللغوي ،
ومَن هنا فالإبداع الأدبي هو التجديد في الصور والتراكيب ، مزج الفكر بالعاطفة ،التعبير بسلاسة ، وقوة في آن واحد ، هو أنْ يَشعر المتلقي- مهما كانت سماته – أنه جزء من العمل الإبداعي ،
……………
لهذا يجب أن يدرك المبدع أهمية دوره ، وأن يحافظ دائمًا على التجديد ، وأن يأخد يد المتلقي لأعلى ، أن يرقى به وبذوقه . وهنا تكتمل ماهية الإبداع وفلسفته ،
**كما أنه على المتلقي قراءة الإبداع ، ومحاولة فهمه . والتجاوب معه ثم عرض رأيه وتقييمه ، إنْ كان المتلقى يمتلك نظرة تحليلية نقدية “
لهذا يجب ان نتعلم مهارات القراءة ومنها التحليل والنقد .
ومن سمات الإبداع التجديد على مستوى البنيةوالمضمون ،واختلاف زاوية التناول ،ومكاشفة الوجدان بطرح جديد،وآلية تعبيرية غير نمطية ،مشتقة من رؤية تتوازى مع المشاعر الوجدانية ؛ تبعث الخلق الإبداعي ،الحركة والتناغم والتنغيم داخل النص ،وتحقق الدهشة والإمتاع ..بحيث يتماس معها المتلقي ،وتشكل اللاوعي الجمعي .
فيكون بمثابة زاوية إنعكاس لبقعة ضوء صوتية تتمادى في الأفق الذهني ،والوجداني له..
تحياتي أسامة نــور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى