من جعل الدّنيا أغنيةً … شعر القس جوزيف إيليا

من جعل الدّنيا أغنيةً … شعر القس جوزيف إيليا

لمْ يرحلْ عبدُ الوهّابِ
مَنْ أُعطيَ أسمى الألقابِ

ما زالَ بحاضرِنا يزهو
عنّا يُبعِدُ غشَّ سرابِ

ماءُ روائعِهِ منسكِبٌ
يسقينا أعذبَ أكوابِ

ما أنعشَها موسيقاهُ
كالغيثِ على قحطِ هضابِ

أسعدَ أجيالًا تسمعُهُ
بغناءِ أناشيدَ عِذابِ

لا عيبَ بها يخدِشُ سمْعًا
بل قد لبستْ خيرَ ثيابِ

أحلى الأشعارِ ترنّمَها
أخرجَها مِنْ جوفِ كتابِ

أفواهٌ صارت تتلوها
تُظهرُها مِنْ بعدِ غيابِ

كم كان بديعًا عالَمُهُ
ما سادَ بهِ قُبْحُ خرابِ

بل طرَبٌ أنعشَ أفئدةً
غطّاها رملُ الأتعابِ

مجدًا لمنِ اجتاحَ بلادًا
مِنْ دونِ سيوفٍ وحِرابِ

بالنّغمةِ أنبتَ حنطتَها
وسقاها مِنْ طُهْرِ شرابِ

ما فتئتْ تُطلَبُ صُحبتُهُ
بالعُودِ وصوتٍ خلّابِ

وسيبقى ما بقيتْ أرضٌ
محتلًّا عمقَ الألبابِ

مَنْ جعلَ الدّنيا أغنيةً
لا لن يُخفى تحت ترابِ

وسيلبسُ تاجًا مِنْ ذهبٍ

ويطيرُ على ظَهرِ سحابِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى