على ناصية الركام ….نص أدبي بقلم منى عزالدين – سوريا

تمتد يدي إليها مرتجفة؛ أخالها تسبح في الفضاء ألف عام
وتسبح على نسق موازٍ لها أفكاري في حصيلة الأيام
ربما أكثر ..لا أذكر
فما نلته من الخيبات
كان على ارتفاعٍ أكبر من هامة عام
أو ربما خطواتنا المتنقلة في مدن الملح شققت الأقدام
وانكمشت الخطوات وعلى وقع السقوط
تحطمت الروح وقبلها الأحلام

ليس غريبا تحطمها؛
فدأب الأرواح هكذا مع القفز على حواف السنين، أو مع احتضان متهور لمنعطفات أردتنا في مهاوي الأنين.
الأغرب أن نضع ستارة عليها كي لاتراها العين
نهرب من النظر إليها
ونبالغ في الهروب حتى تزداد المسافة بيننا وبين أنفسنا
وفي نوبة غروب نملؤها بآمال كاذبة، بطموحات وهمية، بشخصيات هلامية
ونفرط نفرط في الثقة
حتى نكشف خارطة الشعور
ونضع نقاط علام للأذى للقهر حتى آخر دركات الندم.. للقعر…

تنزع يدي ورقة التقويم الأخيرة
وتنهمر معها
أشياء.. وأشخاص.. وقناعات.. وأوطان..
وفوقهم تستقر ناظرة إلي بخيبة وحسرة
لِما أهدرت فيها من وقت وحشاشة روح..

مؤلمة نظرات تقريع الزمن
حادة وسامة نبالها
وهي تراقب قطار العمر يطوي مسافات خذلان ..
محطته الأولى وطن، ومحطته الأخيرة نفس..
وبينهما:
أشخاص رسمنا فيهم أوطانا صغيرة …
وأحلام محلقة بأجنحة كسيرة
ودموع شموع.. ولهب ينوس
يخط وصيته الأخيرة
(ماضر بالشمع إلا صحبة الفتل )
وصوت يحدثني:
أي فتيل أضر بنا؟!
تلك الفكرة العنيدة التي سيطرت على عقلنا؟!
أم ذلك الهدف العقيم الذي زرعنا فيه جهدنا؟!
أم أخص من قربنا.. وبهم وثقنا؟!
تلك النفس البائسة الساذجة ماعلمت أنها هي الفتيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى