القصيدة النبوية المحمدية ….شعرأحمد أبو العنين

مَشاعِرُ العِشق في قلبي تُراودُني عــــلى الظهورِ ولكِنْ لا أجَاريــها

تلك المشاعرُ قد ضَاقت بها لُغتِي من الجَــــلالِ فلا ألفاظَ تحويها

لكِنَّ دَيْنـًا عَظيمًا حانَ مَوعِـــدُه حَــقُّ الدِّيُـون علـــينا أن نُوفِّيها

يا رَبِّ هَب لي بَيانا كي أجودَ بها وامنُن عــــــليّ بتعـــبير ٍ يُجلِّيها

كفى القصيدةَ إجــلالا وتكـرمة أني لِجَـــاهِ رسـولِ الله أهـدِيها

تجري الحُروفُ على الأورَاقِ مُسرعة وتَـستَزيــدُ بهـاءً حـين أُلقِــيها

لقد ذَكَرتُ لها المُختارَ فانطلقــت تُبدي المعَانِيَ لا تَخفى خَـوافِيها

هَذا النبيُّ الذي في بَعثِهِ خُتِمَـت كُلُّ النُّــبُـوَّاتِ والقُرآنُ يحميهَا

أتى الوُجُودَ من الأصْلابِ طاهِرةً سُلالةٌ خــصَّــها الرحمنُ بَارِيها

ربُوعُ مكةَ عامَ الفيلِ قد شَهِـدَت وُلادَةَ النورِ للدنيا ومــــــا فيها

أتى الوَليدُ إلى الدُّنيا وقد سُلِبَتْ مِـنهُ الأبُــوَّةُ لم يُــدرِك أياديها

مَرَارَةُ العَيشِ لم تَرحَم طُفولتَـهُ اليُتمُ والفَقرُ والأحزانُ يَجنيها

واسترضَعُوه فلم تَقبلهُ مُرضِعَــةٌ إلا حَـــلِيمــةَ شـاءَ اللهُ يُغنيها

تَبَدَّل الحَـالُ واخضَرَّت يَوابسُها وودَّعت كُربةً كادَت تُـــــــرَدِّيها

قضى لديها من الأعـــوام أربعـةً حَازَ الفصَاحَة والأخـلاقَ تالِيها

لم يتركِ المَـوتُ يا بُؤسَــاهُ آمِنةً أمَّ الصبي وذِي بَـلوى يُعـــانيـها!

فَضَمَّهُ جَدُّهُ مَـدَّ الجَــــناحَ لَـــه عـــينُ المنيــــة مـا نامَت ليالِيها

ففارقَ الجَدُّ مَـا طَالَتْ رِعَــايتـُهُ وجاءَهُ العَمُّ في البَـلوَى يُوَاسِيـها

شَبَّ الصَّبِيُّ نقِيَ الطبع مُكتسِبًــا حُلوَ الخِصَالِ عَزيزَ النفس هانِيها

هو الفَقِيرُ وفـي الأخـلاق ثَروتُه هو العَفِيف رَقِيقُ الحــالِ واهيها

رَعَى بمكـــةَ أغنــامًا كإخـوتـه مَــــــا مِن نَبِيٍّ وإلا كان رَاعِيـهَا

صَارَ الصَّبِيُّ فَتَىً جَازَت أمــانتُـه شِعابَ مَكةَ فــــالرُّكبانُ ترويـها

أتَتْ خديجةُ بِنتُ العِــزِّ تَطـلُبُه يَرعَى تِجَـارَتها بالحــقِّ يُنْمِيهـا

فَاضَ الرخَاءُ بلا حَــــدٍ فيلزمُه وأبصَرَت دَارَهَـــا تَـعلُو مَبَـانِيها

نما الوُدادُ كما الأزهـارِ بينهمــا صِـدقُ المودة في الكتمان يُخفيها

سَعى إليها مع الأهلــينَ يَخطِبُها يا سَعدَها حَصَدَتْ أغـلَى أمَـانِيها

أغناهُ رَبُّك بالأموالِ فـي يَـدِهَـا وأشرقَتْ شَمسُهُ تَمحُــو دَياجِيها

فـي غَـارِ مكةَ يَـرقَى فـي تأمُّلهِ نَحوَ السـماءِ لكي يَـدري مَرامِيهَا

تنزَّل الوَحَـيُ بالقـــرآن يأمــرُهُ اقرأ ومـا كان قبلَ اليومِ يَـدرِيها

عَـــادَ النبي بذاتِ الليل مُرتعِدًا يَرجُو التَّزَمُلَ في الظلماءِ خَاشِيها

وقـال رَبُّك: قُـمْ أَنذِر بـها بَـلدًا عَمَّ البــلاءُ بها والجَـهلُ يُدميهَا

لاقى الصُّدودَ وما أصغُوا له سَفهًا مُستكبرين وقـد أبـدُوا له تِيــهًا

كم عذبُوه وحــالوا دون دعوته وكلُّ ذي صَنَـــمٍ بالإفك يَـرميها

حتى عشـيرتُه لاقى عــداوتهـا فـي السر والجهر آلامٌ يُقَــاسِيها

والله يَعــصِمُـهُ حــتى يُبـــلغها عِنايةُ الله ترعــــاها وتحـميها

بَوادِرُ السَّيـلِ زَخَّــــــاتٌ مُبَعثَرةٌ حتى إذا اجتمَعَت لا سَدَّ يَحوِيهَا

أفاضِلُ القومِ في الإسلامِ أسْبَقُهم هم النجــــومُ بلا أنسَابَ تُعلِيها

هـــذا أبـــو بكرٍ الصديق أوَّلُهُم تلك الصداقةُ لا تَخفَى أَيَـادِيها

وذي خديجةُ أُولَى المُؤمنـاتِ بـهِ قــد أسْلَمَت وَجهَها لله مُـرضِيها

وذَا عَـليٌّ مـــن الصبيان أسبَقُهم حَمَى الرسالةَ من أَعتَى أعَـادِيهَا

زيدُ بنُ حَارثةٍ مَـولى النبيِّ بَنَى بالسَّبق مَنزِلةً ما خــــابَ بَانِيها

من العبيدِ بلالٌ كـــــان آخِرَهُم فصارَ خيرَ كِرامِ النــاس عَــاليها

ودَارُ أرقــــمَ سِــترٌ يَحتمُونَ بها يأتي الصِّحَابُ لها والليلُ غاشِيها

دَعَا النَّبِيُّ إلى الإسلامِ في خَلَسٍ من الســنينَ ثلاثًا لا يُجَـــــلِّيها

حتى أتــــاهُ أذَانُ الله يَأمُــــرُهُ ليُنــذرَ الناسَ دانِيها وقَــاصِيها

تبًــــــا لِمَن راح للأنوار يُطفِئُها لِيَجعلَ النــاسَ تَحيَا في دَيَاجِيها

ذاقَ الوَبالَ بِلالٌ مــا شَكَا وَجَـعًا نارُ الصخُورِ على الأجسَادِ تَشويها

وأحرقُوا ياسِرًا من بَعد زَوجَتِـه والأبنُ يَرقُــبُ تَنكِـيلا وتشويـهًا

يا آلَ ياسِرَ في الفِردَوسِ مَوعِدُنا نِعمَ الجَـــزاءُ فَبُشراكُمْ بما فِيها

وسَــــاوَمُوا عَمَّه كيدًا لِدعــوتهِ بالمالِ والجَــــاهِ حتى لا يُوافيها

واللهِ لو منحُوا الدنيــا مُقَايَضَةً بِذي الأمــــانةِ لا أسلُو مَبـادِيها

ما حِرصُ أمٍ على الأبناء تَحفظُهُم أشــدُّ مـن حِـرصهِ حتى يُجَلِّيهَا

فَحَاصروا شِعبَه بَغيًا وغَـطرسةً لا بَيــعَ يَسرِي له لا زادَ يَشـرِيها

أما خــديجةُ كانت ذُخرَ سَيدِها لم تُبقِ مِن مَـالها شَيئًـا يُــدَاويها

ذَاقَ النبيُّ من الأهــوال أبشعَهـا ألقُوا عليه الأذى يا بُـؤسَ مُلقِيها

حتى أتتهُ من الوهَّـاب مُعجــزةٌ تَفنَى الصحيفةُ لم يَفنَ اسمُه فيها

وراحَ للــطائفِ المختارُ في أمــــلٍ عسى العِنـايةُ أن تَهدِي أهـالِيها

فحَرَّضُوا صِبيةً تُلقي حِجـارَتها تلكَ الحِجارةُ كان الفِعـلُ يُؤذِيهَا

سَالَت دِماءُ رسُولِ الله طاهِــرةً بِئسَ الفِعَالُ سَفِيهُ العقلِ يَأتيـها

دعَا النبيُّ إلى البَـاغِينَ مُنصَرِفًا أخلاقُه رَحمةٌ للنــــاس يُهديها

وعـادَ مكةَ والأحــــزانُ تَسبِقُهُ يَشكو البريــــــةَ للرحمنِ باريها

يَمضِي الأعِزةُ في صَمتٍ نُشَيعُهُم ويَترُكونَ لنـا الذِّكرَى نُعَــــانِيـها

عَمُّ الرسُولِ قَضى نَحبًا وفَـارَقهُ وذِي خديجـــةُ تَلقَى اللهَ بَـاريها

عَامٌ من الحُزنِ قد مَرَّ الرَّسُولُ بهِ كيفَ العَزاءُ؟ ومَن للنفسِ يُنسِيها؟

أسـرَى الإلهُ به للقُدسِ تَـعزيـةً فَــأَمَّ في المسـجدِ الأقصَى مُصَلِّيها

وأعرجَ الرُّوحُ بالمُختـــــار لَيلَتَـها إلى السماءِ تَعَــالى اللهُ بانِيـها

رَأى العَجـائبَ والآياتِ ظــاهِرًة وكــذَّبَ القـــــومُ للرُّؤيا ورَائيها

شِعَابُ مَكةَ قــد ضَاقَت بدَعوتِهِ فَراح يَعرِضُ للحُجـــــاج ما فيها

تَحَمَّلَ القَومَ لا يَدعُو على أحَـدٍ حتى أتَــــاهُ قُبولٌ من مُحِـــبِّيها

مِن أهل يَثربَ كان المُؤمنونَ بــها قـــــد بايَـعُوهُ بتأييدٍ سَيَحمِيها

وشَيدَ القَومُ في ليـــلٍ مكائدَهُـم كي يَقتـلوهُ وللأحقـــادِ راعِيــها

وفَـرَّقُوا دَمَــهُ على القبائلِ كي تهُونُ فعلتُهم في عــــين قاضِيها

جاءُوا فُرادَى ونارُ البُغضِ تجمَعَهُم وحاصرُوا الدارَ من شتى نوَاحيها

هذا عَلِيٌّ عَلَا فَرشَ الرَّسُولِ فِدَىً إن الشدائــــدَ تَبلو مَن يُـلاقِـيها

أغشَى الإلهُ على نُـورٍ بَصائِرَهُـم نجَّى النبيَّ فَحسبُ النفسِ بَارِيها

إلى المَدِينةِ سِرًا تلــــكَ غَايتُهُ قد غادَرَ الدُّورَ تبكي في دَيَاجِيها

كان الرسُولُ حَزينًا حين غادرَها لم يَشكُ مكةَ لكن ظُلـمَ أهـــلِيها

مَـا كلُّ مَن هَجرَ الأوطانَ يَكرَهُهَا إن البـــلادَ لتَحـــيَـا في مُحِـبيها

يا رَبِّ أرخِ سُدُولَ الليلِ تَستُـرُهم عن العُيون التي سَاءَت مَـرامِيها

مــــع الرســولِ أبو بكرٍ يُـؤازِرُهُ نِعمَ الصداقةُ قد صَحَّت دَوَاعيها

ثوَى الرسولُ بغارِ الثَّورِ مُختفِيًا حتى يُضَلل أهـــلَ الكفر تَموِيهًا

وشارَفَ القومُ بابَ الغَارِ في رَصَدٍ يَدُ العِنــايــةِ تَرعَى مَـن يُوَالِيها

يَا أيُّها الرَّجُلُ الصِّدِّيقُ كُن جَلِدًا إنَّ الرِّسَـالةَ رَبُّ العَـرشِ حَـامِيها

سَيهزمُ اللهُ أهلَ الكفر ما وُجِدُوا نارُ العَـداوةِ تَـكوِي مَــن يُزَكِّيها

لا خَيرَ في وطنٍ تَلقَى الهَوانَ بـه هَاجِرْ تَجِـدْ عِوَضًا للرُّوح يَشفِيها

مَضَى الرفيقانِ والدنيا تُطاردُهم وابنُ الأريقطِ هَادٍ في صَحـارايها

ذاتُ النطـاقَــين أسماءٌ تمُـدُّهُمُ بالــزادِ والمَاءِ لا تُبدِي تَفَـانِيـها

خَسَائرُ السَّير في الصَّحراءُ فادحةٌ فالأرضُ مُقفرةٌ جَـفَّت مَرَاعِـيـها

راحَ النبيُّ إلى الأعـراب يَسألُهم زادًا فـإن طريـقَ السَّفْرِ مُفــنِيها

يا أمَّ مَعبدَ إنا نستجـــــــيرُ بكمُ حَرُّ الهَجِير على الأجسادِ يَكويها

لا زادَ يَكفي القِـرَى حتى أُقَدِّمَهُ إلى الضيوفِ ورَبُّ الدار قَــالِيها

شَاةٌ بِرُكن مِن الأركان ما سَرَحَت من شدة الضعفِ كاد الجُوعُ يُرديها

راح النبيُّ لتــلك الشاةِ يَحــلِبُها فانسابَ من ضِرعها شَهدٌ يُوافِيها

المُعـجزاتُ تَوَالت حَالَ هِــجرتهِ يَكادُ منها يُــوَلِّي عَقـلُ رَائيــها

وأكمـلَ السيـرَ حتى لاحَ مَقصَدُهُ رأى المدينـــةُ في أبـهى تَجَـــلِّيها

واستقبل الناسُ بالأفراح قائدَهُمُ دَقُّوا الدُّفــوفَ وللأشعـار مُلقِيها

تَسَـابقَ الجَمعُ للقصواءِ يَطــلُبها كي يَستضِيفَ رَسُولَ الله رَاعِيها

شمسُ النبوة بالإيمان قد سَطعت على المدينة فـانزاحَت دَياجــيها

حَـلَّ السـلامُ بأرض لم يَحِـلَّ بها طولُ العـداوة بين الناس يُشقِيها

الله أكــــبرُ تــعلُـــو من مآذِنها نحــــو السماء بلالٌ راح يُــعلِيها

قد ألَّفَ الدِّينُ بين الناسِ جمَّعهُم على المَحبةِ فـانزاحَت مَواضِيـها

الأوسُ والخزرجُ الأعداءُ صالَحَهُم وذاقَتِ الأرضُ حُبًا في نــواحيها

أضحَى المُهاجرُ والأنصَارُ إخوتُهُ رُكنَـــي دِيارٍ عَلَتْ يا سَعدَ بَانِيها

شَادَ النبيُّ إلى الإسلام عَـاصِمةً تحمِي النبوةَ والإسـلامُ يَحمِيها

سادَ السِّلامَ وعاشَ الناسُ في رَغدٍ ذُاقُوا السماحةَ في أسمى مَعَانيها

مَن لم يَعِشْ وله الأعدَاءُ حَاسِــَةٌ فَهْوَ الضئيلُ ضَعِيفُ الحَالِ واهِيها

كفارُ مكةَ في الأحقادِ قد غَرقِوا كيفَ الرسالةُ لاقَـتْ مَن يُوالِيها؟

جاؤُوا المدينةَ والشيطانُ يَسبقُهم لِلحَربِ قـد جهزوا حِقدًا يُغَذِّيها

يا رَبِّ هَيِّئْ لنا من أمرنا رَشَـــدًا مَن سَعَّرَ النــارَ لا تَجعلْهُ ناجِيها

في يَوم بَدرٍ هَوَى الكفارُ وانتكسُوا قتلى وأسـرَى بلا مــالٍ يُفَـادِيـها

قاد الرسولُ صُفوفَ المؤمنين بها نِعمَ القيـادةُ إخلاصًـــا وتَوجِيهًا

قد أرسلَ اللهُ جُندًا من مـلائكةٍ وسَدَّدَ الرميَ فَــاسْتَدَّت أيـاديها

أما العَشِيرةُ إبليسٌ يـــــؤازرُهـا تنَكرَّت لرســـول الله هـــادِيها

ثأرُ الهزيمة لم يَبرحْ خَواطرَهَم إن الهزائـــمَ لا طِــبٌ يُــداويها

عــادُوا إلى أُحُدٍ والثأرُ غايتُهـم والكبرياءُ بحـــارُ الحِقدِ تَرويها

المسلمُون أصابُوا القومَ إذ بَدَأوا لكِنَّها الحَــربُ لا تُـؤمَنْ دَواهِيها

عَصَى الرُّماةُ رسُولَ الله فانكسَرُوا بَرقُ المطامِع في الأبصَارِ يَعـمِيها

لِفَقدِ حَمزةَ هَـــانَت كلُّ فاجعـةٍ بَعضُ الفَجَـائعِ لا سَلـوى تُسَلِّيها

أبدَى النبيُّ بذاكَ اليـوم صَولتَهُ لكِنَّ سَهمًا أصابَ النفسَ يُوهِيها

رأى المدينةَ والأحـــزانُ تَسكنُها هي المُصيبـــةُ في الأرواح يَرثيها

لم تَهدأ الريحُ بل زادَت عَواصِفُها سَفينةُ البَغي مـــا ألقَت مَرَاسِيها

تآمَرَ الشـركُ والأحزابُ خلفهمُ أهلُ المدينـةِ لا حِصنٌ سَيــأويها

أما النفوسُ فقد زاغَت بصائِرُها ليتَ الخُطـوبَ لها رُقــيَا فترقِيها

سَلمانُ مِنَّـــا وآلُ البيتِ عِـزوَتُهُ عِبَارةٌ فيها من التقدير مـــا فيها

معَـادنُ الناس لا تَخْفَى إذا بُلِيَتْ هي النصيحةُ للإســــلام يُبدِيها

فلتحفرُوا خَندَقًا إن قَلَّ جُندُكُمُ حولَ المدينة عند البَأسِ يَحمِيها

قــد ثبَّتَ اللهُ قلبَ المؤمنينَ بهـا وأرسلَ الريحَ والأجــنادَ يُخفِيها

رَدَّ الذين بَغَـــوا باؤوا بغيـظِهمُ ومَحَّصَ اللهُ قومًــا في تــصدِّيها

هِـــيَ العِنايةِ لا تَغفُو ولو سِـنَةً إن الرســــالةَ عَينُ الله تَحمِيها

مـــا زِلتُ أكتبُ أشعَـاري وألقيـها في حُب مَن يَزنُ الدنيا بمــا فيها

يا رَبِّ هَــب لي مَنامًا أرتئِـيهُ بِهِ نفسي تَتُــوقُ إلى رُؤيا تُواسِيـها

بُشراكَ رَبِّي فَنفسِي في تقَلُّبـِهَــا ذَلَّتْ وكُلي رجــاءٌ أن تُـنَــجِّـيها

يا دارَ مكةَ ما أقصاكِ عن بَصَرِي! لكن حُـبَّكِ في الأعــماقِ يَـروِيهـا

راحَ النبيُّ إلى الإِحــرَام يَلبسُهُ للاعتمـارِ بُنودُ السلم يُعلِـــــيها

حُدودُ مكةَ مَحظـورٌ تَجَـــاوُزُها على النبيَّ فَلمْ يَسْطع تخـــطيهَا

وآثرَ السِّـلمَ حَقــنًا للدمــاء بها من جَرَّب الحَربَ لا يَهوى يُلاقِيها

صُـلحُ الحديبية المَغــبونُ يَـقبلهُ رَأَى الصَحابةُ فيـه الظلمَ والتيهَا

قد يُقبلُ الصلحُ رغمَ الظلمِ آونةً إن السمومَ بها الـتِّرياقُ شــافِيها

وأهلُ خيبرَ قد أخفُوا عداوتهم يُحَرِّضــونَ على الإسلام تَشوِيهًا

همُ اليهودُ فــــــلا عهدٌ ولا ثقةٌ إن العهـــودَ لها قَــومٌ تُـــــوفِّيها

أعطى النبيُّ بِذاكَ الــيومِ رايَتهُ شَخصًا بِحُب رَسُول الله يَحـمِيها

لم يَنفعِ القـومَ تَحصِينٌ ولا جُدُرٌ هذا (عليٌّ) إمـامُ الحَــقِّ يَـــرمِيها

يا يومَ خيبرَ مَنْ للقدس يُنقذُها مِنَ اليهــودِ فَقَد فـاضَت مآسِـيها؟

ما طـالَ للبَغيِ صُلحٌ قد أقـرَّ بهِ هم أخلفُوا العَهدَ إعلانًا وتَموِيها

في فتحِ مكةَ كان النصرُ مُختلفًـا فالروحُ عَـادَت إلى أبدانِ أهـليها

أعطى النبيُّ مثـالا في تَسَامُحِـهِ عَفَـا وأصفحَ عَمَّن كان باغِـــيها

أين الذين افتروا عن ديننا كذبًا؟ أرضُ المَحـــبةِ ديـنُ الله يَرويها

أعطى الأمانَ أبا سفيان قائدهم ودارُه عصمــةٌ تحَـمي مُريـديها

إن كان للناس حصنٌ يحتمُون به فدعوةُ السلم والإســـلامُ راعيها

قد آمنَ الناسُ أفواجًا بـلا رَهَبٍ وأزهَـــــقَ الله بُـطلانًا يُـغـَشِّيها

مضى النبي إلى الأوثانِ يَهدِمُهـا والله أكبرُ تعـــلو في نَــواحِـيها

بُشراكِ مكةُ عــادَ النـورُ مُؤتلقا والمُعتِمونَ تــــوارَوا في دَياجِـيها

كان النبيُّ طَرِيدًا حـين غـادَرَها واليومَ عـــادَ إمـامًا في أعــالِيها

في حُبِّ أحمدَ خـيرِ الخلقِ كلهـم هذي القصيدةُ ألقــيها وأهـديها

أنا الفقيرُ كتبتُ الشعرَ مُلتمِــسًا نَيلَ الشفاعةِ فادعُوا لي ألاقيها

2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى