العدد الإليكتروني الرابع ” التاريخ و الحمقى “
لوحة الغلاف بريشة الفنانة الدكتورة منى علي رجب
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
المقالات
الصحفي والمسؤول ….بقلم أشرف الجبالي
هناك قول مأثور بأن الصحافة هي مهنة المتاعب أو مهنة البحث عن الحقيقة ، ولعبت الصحافة دورا محوريًا جعل منها سلطة رابعة ، وكان الصحفيون شركاء في الحكم ، والدليل على ذلك أستاذنا هيكل ، أنا لا يخالجني شك أنه كان شريكا في الحكم في العصر الناصري وربما في الجزء الأول من بدايات السادات ؛ لأنه صاحب رأي ورؤية وموقف ومحل تقدير من الجميع .
كان الصحفي صوت الشعب أمام المسئولين، والرقيب الأول علي قرارات وتحركات المسئولين ، أما اليوم فقد تحول الصحفي إلي شخص غير مرغوب فيه علي مكاتب المسئولين ؛ لأنه يجلب المتاعب لهم ، والمسئول لا يريد لأحد أن يعلم الحقيقة أو أن يحاسبه الشعب علي تصرفاته، فيهرب المسئول من الصحفي بحجج كثيرة، المهم ألا يعرف الصحفي أي شيء، سواء خطط العمل أو القرارات أو أي معلومة عن المؤسسة التي يتبعها المسئول.
وأصبح ينظر للصحفي علي أنه دخيل ومتطفل، وهذا ما يجعل الصحفي – في رحلة بحثه عن الحقيقة – يبحث عن مصادر متعددة ومختلفة لكي يصل إلي صدق الخبر أو الموضوع، مما قد يوقع الصحفي أحيانا في نشر معلومات خاطئة أو منقوصة ؛ والسبب هو أن المسئول رفض منح الصحفي حقه في المعلومات، التي هي حق أصيل للصحافة وللشعب أيضا.
وقد وصل الأمر إلي ما هو أسوأ من ذلك، فبعض الصحفيون يتقربون من مكاتب المسئولين لكي يضمنوا وصول الأخبار اليهم، مما يجعل الصحفي مضطرًا لأن يكتب الأخبار الجيدة – من وجهة نظر المسئول طبعا – ولو حدث أن التزم الصحفي الحيادية في نشر الأخبار كلها بنفس الموضوعية ؛ قد لا يعجب هذا المسئول ، فيتصل بالصحفي ويتحدث في محاولة لاستمالته ، “وكأن الصحفي بيشتغل عند هذا المسئول” !!!!
هؤلاء المسئولون هم سبب كوارث المجتمع ؛ لأنهم لا يريدون للحقيقة أن تكون ملكا للشعب، يريدون فقط التلميع والتأييد، وبالطبع لن يقبل جموع الصحفيين هذا المبدأ المختل…
ولكي أكون منصفا : لكل عصر زبانيته ، لكن الظاهرة تفشلت بشكل كبير في الإعلام والصحافة ؛ فنجد مثلا كثير من الصحفيين يتقرب للمسؤول من أجل المنح والعطايا ، وكثير من المسؤولين كان يقرب الصحفيين والإعلاميين من أجل اتقاء شرهم ، و أيضا من أجل تلميعه والتسبيح بحمده ، وكشوف البركة التي كان يقوم بعض المحافظين بكتابتها ليست ببعيدة ، حيث استغل بعض المسؤولين الصحفيين والإعلاميين للترويج لهم ، ورسم صورة على غير الحقيقة تبين بعد مغادرتهم مواقعهم أنهم رسموا على الماء كتبًا بمداد الوهم والصلف ، وللأسف كانت من أموال الدولة .
وحتى لا نعمم الفكرة فهناك بعض الصحفيين والإعلاميين شرفاء وأصحاب ضمائر حية لايسعون إلي ذهب المعز ولا يبيعون قلمهم وكرامتهم تحت أي ظرف .
فالصحافة ستظل هي صوت الوطن والشعب وضمير الأمة مهما كره الكارهون. ومهما حدث من تصرفات غير مسئولة من مسئولين فلن تتراجع الصحافة كمهنة ولا الصحفي كضمير للأمة عن دوره في الكشف عن الفساد والمفسدين، كما أنه لا يتردد في بيان الإيجابيات التي تحدث.
إن الصحفي سيظل صحفيا يعمل ويجتهد ويراقب ويكتب، أما المسئول فلن يجلس كثيرا علي كرسي القيادة، سيرحل ويأتي غيره، ويبقي الصحفي جالسا علي عرشه الذي اكتسبه من مصداقيته أمام الناس، فالكراسي لا تدوم وإنما محبة الناس والصدق معهم هي التي تدوم حتي بعد رحيل الصحفي..
وليدرك كل مسئول إن هذه المهنة العظيمة كانت هي عنوان الحقيقة في العالم كله طوال القرن العشرين وحتي اليوم، وإن الصحفي كان يقيل وزارة كاملة، وكم من صحفيين كانوا سببا في وضع مسئولين خلف قضبان السجن، وكم من صحفيين كانوا سببا في وضع مسئولين في صدر منصات التاريخ.
إن الصحافة يا سادة هي أشرف وأنبل وأعظم مهنة في التاريخ، لأنها ضمير حي تنطق به حروف الكلمات المطبوعة والأوراق التي تنتقل بين يدي ملايين القراء. إنها السلطة الرابعة، والقيمة التاريخية التي لا يمكن تجاهلها أو إنكارها.
ويحكي التاريخ عن مسئولين تجاهلوا دور الصحفي وقيمة الصحافة وكان هذا التجاهل سببا في نسيان التاريخ القريب لهم ؛ لسبب بسيط : أن معاداة الصحافة والتعامل بخوف من الصحفي لا يعني سوي أن هذا المسئول أو ذاك يفعل شيئا خاطئا ، ويخشي أن يعلمه الناس ، فلا يخاف من الصحفي سوي كل من يرتكب جريمة في حق الوطن.
أتمني أن يتعلم الجميع الدرس ويدركوا أنه لا أحد يستطيع التعالي علي الصحافة؛ لأنه تعالي علي الشعب في معناه ومضمونه .
وأخيرا : أتمنى أن يتخلص الإعلام من ظاهرة النفاق وزبانية الإعلام حتى يكون لدينا إعلام مهني ومحايد وموضوعي يتقصى الحقائق ،ويتوخى الصدق ، ويلتزم بمواثيق شرف صحفية وإعلامية وأكواد أخلاقية ومدونات سلوك ورجولة صحفية ،وهذا المصطلح الأخير لايتم تدريسه في الجامعات وإنما يستمد من نشأة وبيئة صحفي ينتقد ويواجه برجولة صحفية ٠
تحياتي رئيس التحرير
أشرف الجبالي
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
التاريخ و الحمقى … بقلم د.أحمد دبيان
رغم اصرار الكثير من العلماء والفلاسفة والمفكرين على التنبيه على فضيلة قراءة التاريخ ، وفى معرض هذا يقول الفيلسوف سبينوزا :احرص على أن تقرأ التاريخ جيدا كى لا تعيشه مرة أخرى ، وبنفس المعنى وإن اختلفت الصياغة قالها السياسى البريطانى الأشهر وينستون تشرتشل حين قال : التاريخ يعيد نفسه عند الحمقى الذين لا يقرأونه .
سوف يتعجب البعض حين يعلمون أن أعظم المنظرين الإستراتيجيين ، كانوا علماءً للتاريخ بدئاً من صن تزو ، لكارل فون كلاوزفيتز إلى ليدل هارت .
الأهم أن أبرز مؤرخى القرن العشرين ، المخضرمين بدئاً من ارنولد توينبى وموسوعته التاريخية إلى برنار لويس منظر سايكس بيكو القرن الواحد والعشرين كانوا ضباط مخابرات ، ولا نتعجب كثيرا أن ضابط المخابرات البريطانى الأشهر توماس ادوارد لورانس الشهير ب
Lawrence of Arabia
أو لورانس العرب ،
كان دارسا للآثار و للتاريخ قبل التحاقه بالمخابرات البريطانية .
بل وإن لورانسة العرب الخاتون ، جيرتوود بل راسمة حدود العراق الحديث كانت أيضا عالمة آثار ودارسة للتاريخ قبل انضمامها للمخابرات البريطانية .
رغم كل هذا يصر الكثيرون حين تمس قراءة ما للتاريخ مغايرة لقناعاتهم الموروثة السلفية ، على تحويل مسار التوجيه بتعاطى المقولة النمطية : ( دعونا نلتفت للمستقبل وننحى التاريخ جانبا ) .
يقول أحد الباحثين أن عالمنا المعاصر يشهد علوا للأمم التي استطاعت أن تعيد فهم تاريخها بشكل جديد، بينما تتحجر الأمم التي تفشل في فهم صيرورة تاريخها. نحن بحاجة ماسة لأن ننتقل من تقديس التاريخ بصفته قدرا محتوما إلى إعادة فهم التاريخ بصفته فعالية حققها أسلافنا، وتفتح بدل أن تغلق، علينا نوافذ جديدة لإتيان فعاليات جديدة مجاوزة وليست مطابقة لما سلف.
بداية يجب أن نفرق ما بين الشهادة على العصر وهى رواية آحاد ، يشوبها الهوى وهى ضعيفة بالمنطق الجدلى أو العلمى ، وما بين مناهج قراءة التاريخ .
فمثلا القديس أوجستين كان تصوره أن التاريخ كله فترة من الزمن، تتحقق فيها إرادة الله، أي أن التاريخ تاريخ خلاص.
وقد شغلت مسألة فكرة التقدم في التاريخ أذهان جملة من المؤرخين والفلاسفة أمثال هيجل وتلميذه ماركس، فإن كانت الهيجلية ذات نظرة دينية في هذا الصدد، فالماركسية نظرتها قطرية كذلك، فالتاريخ عندها قائم على الجدلية والصراع، وعليه فسرت التاريخ بصراع الطبقات، أي العامل الإقتصادي، ملغية تماما الجانب الروحي في الإنسان.
أما الفلسفة المعاصرة فهي بنيوية في نظر برودل “فالتاريخ مجموع التواريخ الممكنة ” غير أن هذه البنيوية لم تستقر على حال، لتنتقل إلى التفكيكية، أي القراءة التفكيكية للحادثة ، بعد القراءة التقليدية لها، فالبنيويون نسوا ماذا يعني النص -من مضمون -وهذا ما التفت له التفكيكيون.
التاريخ عرف بروز فلسفتين ومنهجين مهمين؛ فلسفة نقدية واهتمت بالتفسير التاريخي، والموضوعي. في حين اهتمت الفلسفة التأملية بمسألتين: حركة التاريخ، ومعنى التاريخ.
فى مقدمة كتابه
Why don’t we learn from
???? history
لماذا لا نتعلم من التاريخ ؟!!!
يقول أعظم من خط فى علم الاستراتيجيةوالتأريخ ،
سير باسيل ليدل هارت متسائلا :
ما هو الهدف الموضوعى للتاريخ ؟
ليجيب : إن الهدف ببساطة هو الحقيقة ، فإنها كلمة وفكرة خرجت عن نطاق المعاصرة ولكن نتائج تنحيتها و اختزالها تكون أسوأ كثيرا من رعايتها وتحليلها.
محدودية التاريخ تكمن فى أنه لا يستطيع منحنا علامات مباشرة أو تفصيلات حالة الطريق ولكنه يستطيع إرشادنا لبدايات الدرب القويم إذا ما استطعنا قراءته وتحليله .
يستطيع التاريخ أن يمنحنا فضيلة ما يجب أن نتجنبه رغم أنه لا يستطيع أن يعلمنا ماذا نفعل ؟
وتكمن الفضيلة الكبرى للتاريخ فى دراسة الزلل المتكرر الذى قد يقوم به الانسان تفاعلا مع الجغرافيا فى مكان ما منعا لتكراره .
وفى الخاتمة نورد مقولة السياسى البروسي ( الألمانى )
أوتو فون بسمارك :
( الحمقى يقولون انهم يتعلمون بالخبرة الحياتية ، أما أنا فافضل خبرات السابقين وزللهم وأخطائهم ) .
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
قصة وطن ما زال شعبه يكتبها بدماء أبنائه ( الجزء الأول ٤/١ ) بقلم د.وجيهة السطل
سؤال:
هل المقاومة بالاشتباك الجسدي فقط وبالسلاح المعروف من رصاص وبندقية وقذيفة !؟
أم أنّ هناك مقاومة أخرى تؤازر تلك، وتشحذ المشاعر والهمم، وتبقي القضية حية في نفوس الأجيال المعاصرة ؟!
▪︎(أدب المقاومة )
مصطلح أطلقه النقاد ويشيرون به إلى ما يتفتق عنه الإبداع الفكري في الأذهان من قصة ورواية ومسرحيه وشعر للأدباء الفلسطينيين الذين يعيشون في الأرض المحتلة أو خارجها. ويشكّل أدب المقاومة جزءًا مهمًّا من الأدب العربيّ . ولأنّ قصة اغتصاب فلسطين لم يعرفها بلد في العالم ؛ فقد اختص النقاد هذا الأدب بمصطلح أدب المقاومة لما له من خصوصية وتميّز.
وأوّل من أطلقه على تلك الإبداعات الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني.
▪︎تعرض الشعب الفلسطيني لمأساه لا مثيل لها ومن رحم هذه الماساه خرج الادباء متوالين يشد بعضهم ازر بعض ويمثلون كتائب ادبيه تدافع بالكلمة عن الحق.
وقد كان تجاوب الشعر مع القضيه الفلسطينية أسرع وأغزر وأغنى، وما زال الى اليوم. وذلك لأن الشعر يأتي في صدارة الفنون الإبداعية،ولأن الموهبة الشعرية أكثر حظّا في عدد المبدعين من موهبة الروايه والقصه.
أما الفن القصصي باشكاله المختلفة من قصة وقصة قصيره وروايه ومسرحية، فنجد أن أكثر الأنواع مواكبة للقضية ومعبره عنها بصدق وتفاعل مؤرخة لأحداثها ومجسّدة- هي القصة القصيرة ،تليها الرواية.
وظل الروائيون الفلسطينيون كتابا وكاتبات وهم كثيرون يقدمون إبداعًا متميزًا في أعقاب نكبة فلسطين الاولى 1948 ثم في أعقاب النكبه الثانيه عام 1967م وحتى وقتنا الحاضر.( رابط احدث قصه قصيره كتبتها الاديبه المبدعه نجوى عبد الجواد من وحي صورتي الرضيعه الشهيده تجدونه في التعليق الاول لمن أراد)
ومن العسير استقصاء أسماء المبدعين وإبداعاتهم لكثرتها. لذا سنشير إلى بعضها على سبيل المثال لا الحصر .
للحديث بقية
طاب يومكم
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
الإخراج الفني في النص القرآني..
“حياة موسى” على شاشة القرآن.. ( 25 ).. في موسى ورسالته – 13
في المشاهد الهادئة من سور الأنبياء.. الحج.. المؤمنون.. والفرقان..
…..” فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ “….. من سورة الزخرف..
مازلنا نتابع بحثنا في الإخراج الفني في النص القرآني في “حياة موسى”.. وقد يقنع القاريء بالرحلة والأسفار في سيرة نبي الله موسى في سورة طه.. لكنه يجد في نفسه شوقا لإن يعرف المزيد من التفاصيل.. هكذا هو عنصر التشويق في إخراج القرآن.. فالنص يفصل بعضه بعضا ويروي ظمأ المتعطش للمزيد.. لكننا وكأننا قد صرنا في إستراحة نقف قليلا بين الفصول قبل أن نعود لننهل من العرض الشيق..
ونذكر دوما بمفتاح الأمر وذروة سنامه.. فالقرآن كتاب للدعوة لكنه غاية البلاغة.. رشيق رائع الجرس.. جميل وإن كان كتاب للدعوة للتوحيد.. دعوة للشهادة ألا إله إلا الله..
القرآن كتاب يدعو إلى حياة مستقيمة نعيشها لنعمر فيها الكون والأرض كخلفاء لله في أرضه.. فهو يدعو إلى حياة عامرة بالإستقامة وإلى عبادة لله تهدي إلى الصراط المستقيم..
نعم.. يدعو لإن نعيش حياة عامرة بعبادة الله.. رشد ورشاد لإنسان يجد فيها ميثاقا لله..
فهو الكتاب وهو الفرقان وهو المصدق بحق التوراة والإنجيل وما قبلهم..
وهذا هو ما يهمنا حقا.. ولذا ذكر القرآن نبي الله موسى مقترنا دوما بالنور والهدى وأن ذلك الوصف اقترن بكتابه الذي أتى به.. لعدة مرات في القرآن.. وهذا ما تقوله سورة الأنبياء – في الآييتين (48 – 49)..
” وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48) .. الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49)” ..
وكذلك تصف سورة الحج – التي جاء فيها ذكر سيدنا موسى بعيدا عن أحداث وسيرة حياته.. ففي الآيات (41 – 44) والتي كانت تصف سمات المؤمنين.. وتصف ما كان من تكذيب الكافرين للرسل.. وتذكر بإن منهم سيدنا موسى.. ثم تتوعد الكافرين بالعذاب يوم القيامة.. فتقول: ” الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَر..ِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) ..
…. وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) .. وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ.. وَكُذِّبَ مُوسَى.. فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ.. فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44)”..
إن القرآن يصف ما يفعل المشركون على مر العصور.. إنهم لا يهتدون ولو عرفوا مصير من كان قبلهم.. إنهم لا يتعلمون ولا تهديهم الموعظة.. بل يصل الأمر إلى الكبر والتعالي على رسل الله ويستخفون بالوعيد حتى يأتيهم ما وعد الرسل.. في أيام نحسات بلا عودة.. يتكرر السيناريو وتتعدد وسائل وأسباب الفسق وتتعدد وسائل العقاب والهلاك.. يتشابه الحوار بينهم وبين أنبيائهم.. حتى يظن الأنبياء أنهم صاروا ولا مخرج.. فيأتي نصر الله.. ولم يكن موسى مختلفا عن باقي رسل الله.. وما كانت نهاية المشركين كذلك مختلفة عن سالف النهايات..
ثم تأتي سورة المؤمنون على ذكر سيدنا موسى.. وسيدنا هارون.. وكيف أنهما أتيا فرعون وحاشيته بالآيات وبالمعجزات الحسية التي كانت معبرة عن ذلك السلطان الإلهي والدعم اللا محدود من رب العالمين لهما.. إنه سلطان مبين.. فما آمنوا حتى بالمعجزات..
وكذلك نرى على الوجه الآخر كيف انحرف قومه ومالوا إلى اللهاث لعبادة الأوثان.. فما آمنوا بصدق بالكتاب الذي جاء به موسى إماما ورحمة.. ولا أخذوا بما فيه.. تقول سورة المؤمنون..
…. ” ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45) “..
} لاحظ أنه لم يأت القرآن بعد ولم يصل إلى وصف تلك الآيات التي ابتلى بها الله فرعون وحاشيته .. فلم يذكر هنا إلا معجزة العصا واليد.. وكانتا في الحقيقة تكفيان لأي منصف أن يرى فيهما يد الله تعمل.. لكنه الجحود.. (والجحود أن يعرف المشرك ويتقين الحق ثم ينكره).. يقول هنا التفسير الميسر: ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا التسع وهي: العصا واليد والجراد والقُمَّل والضفادع والدم والطوفان والسنون ونقص من الثمرات.. حجةً بيِّنة تقهر القلوب فتنقاد لها قلوب المؤمنين.. وتقوم الحجة على المعاندين.. أرسلناهما إلى فرعون حاكم “مصر” وأشراف قومه.. فاستكبروا عن الإيمان بموسى وأخيه.. وكانوا قومًا متطاولين على الناس قاهرين لهم بالظلم {.. تكمل سورة المؤمنون بالآيات (46 – 49)..
…. إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) ….
- فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) ..
….. فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) ..
….. وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49) ..
ثم تقدم سورة الفرقان أروع ملخص لقصة “حياة موسى”.. تقدم قصة قصيرة كاملة اجتمعت لها كل العناصر الأساسية للقصة في اقتضاب.. اقرأ من سورة الفرقان – الآيتين (35 – 36)..
…. ” وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ……
….. وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) ….. - فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا…….
….. فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36) …..
1) فالأصل في الرسالة أن الله أرسل سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بالكتاب إلى قئتين من الناس في حاضرته.. إلى فرعون وملئه.. وإلى بني إسرائيل وهم قومه..
2) وأرسل الله أخاه هارون وزيرا ومؤازرا وسندا.. ومتحدث فصيح بإسم حزب الله أمام الطغاه..
3) وأرسل الله موسى وهارون في المقام الأول إلى الفئة الطاغية المكذبة.. إلى فرعون وحاشيه.. فكذبوهما وأظهرا العداء.. وجعلوا يجاهرون بهذا العداء للحق في ربوع مصر.. بحاشريهم..
4) فكانت النهاية المحتومة أن أعرق الله الطغاة.. فقد دمرهم تدميرا..
هل أتى للبشر كتابا مثل هذا القرآن.. بهذا السرد المقتضب الرائع.. الوافي بملخص القصة.؟
أنت لا تملك سوى السجود للمؤلف…. سبحانه وتعالى..
أراكم على خير إن شاء الله..
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
قبيلة البشارية وعرق البجة….قلم سيد جعيتم
جمهورية مصر العربية
تتميز القبائل المصرية في معيشتها بخصائص الالتزام بحسن الجوار فيما بينها، وعدم وجود صدامات عرقية أو دينية؛ بل تمتزج وتتزاوج. حتى أننا نرى تشابهاً كبيراً في تفاعلها مع الطبيعة، وعاداتها، وتقاليدها، وأعرافها، وتراثها الثقافي.
إن عدم إلقاء الضوء على هذه القبائل المصرية يعتبر إجحافاً بحقها، فهي جزء من التركيبة السكانية لجمهورية مصر العربية، ولهم مواقف وطنية مشهودة؛ وهم خط الدفاع الأول عن حدود مصر.
وإن كنت قد ركزت في مقالي هذا والمقالات السابقة على ثلاث من أكبر قبائل جنوب مصر التي تعيش جنوب البحر.
الأحمر، فإن هذا لا يعني إهمال باقي قبائل الجنوب أو القبائل المصرية في سيناء أو بساحل مطروح، أو بالصحراء الغربية لمصر، أو بالساحل الشمالي، أو بالواحات المصرية المختلفة (الواحات البحرية – الفرافرة – سيوة) وحتمًا سأعود إليها بالتفصيل عندما تتاح الفرصة لذلك.
سنتحدث في هذه الحلقة عن قبيلة البشارية، مع بعض المعلومات عن عرق البجا الذي تنتسب إليه قبائل الجنوب بصفة عامة.
قبيلة البشارية:
كتبنا في حلقتنا الأولى في العدد الثاني من جريدة على باب مصر الإلكترونية عن طائفة الكنوز، وفي العدد الثالث عن قبيلة العبابدة. في هذه الحلقة نتحدث عن قبيلة البشارية، ونبذة عن أصول عرق البجا التي تنتسب إليه القبائل الثلاث.
وقد وجدت تطابقاً قد يكون كاملاً في طرق معيشة وعادات قبيلة العبابدة والبشارية.
ينتمي البشارية (شوباري) إلى عرق البجا، ويسكنون الطرف الشرقي من الصحراء النوبية ووادي النيل في جنوب مصر وشمال السودان، في منطقة عتباي بين النيل والبحر الأحمر، شمال الأمرار وجنوب العبابدة، وتعد هذه المنطقة غير مطروقة، إذ تتكون من الحجر الجيري والجبال والهضاب الرملية. وتتواجد النسبة الأكبر منهم في السودان، ويتميزون بالبشرة السمراء والعيون العسلية.
ترجح مصادر أن قبيلة البشارية ذات أصول حامية، وتتحدث لهجة غير مكتوبة تُسمى البيداوية. وترجح مصادر أخرى أن أصولهم عربية من الجزيرة العربية، من قبيلة ربيعة. وقال الباحث سيد أحمد علي عثمان العقيد في كتابه العلاقات السودانية المكية عبر التاريخ إن البشارية من نسل كاهل الذي يعود نسبه إلى الزبير بن العوام، وأن لكاهل ثلاثة عشر ولداً، أحدهم يدعى بشار، وهو جد البشاريين.
تنقسم البشارية إلى فرعين: بشاريين أم ناجي وبشاريين أم علي. وتضم بشاريين أم علي أربعة بطون هي: عامراب، عالياب، شنتيراب، وهمد أوراب. يسكن هؤلاء في حلايب وأبو رماد وشلاتين وما حولها من صحراء ووديان تتفرع وتتقاطع مع حدود المثلث، وقد اختلطوا بالسكان الأصليين في القرن التاسع الميلادي، ويصنفون ضمن عرق البجا الكوشيين. وقال الدكتور مصطفى سليمان أبو الطيب الهواري، الأمين العام للمجلس المصري للقبائل بالإسكندرية.
إن نسبهم يعود إلى جماعات النيوليتك (قبيلة من قبائل هام القديمة)، وقد تواجدوا في هذه المنطقة منذ أكثر من 4000 سنة.
كان البجا قبل المسيحية يعبدون الإله اوزوريس ( اوزير) والإلهة إيزيس. ومع ظهور المسيحية، دخلت أعداد منهم في الدين المسيحي، إلا أن كثيراً منهم ظل على عبادته للإلهة المصريين. وعندما دخل الإسلام مصر وبدأ في الانتشار اعتنقوه، وحدث تصاهر بين العرب المسلمين والبجا، مما ساعد في دخول قبائل البجا في الإسلام.
والبجا هم أولاد عم النوبيين، وجدهم الكبير هو كوش بن كنعان بن حام بن سيدنا نوح عليه السلام، وهو جد النوبيين. أما أخوه فهو مصرايم، جد المصريين. ويتحدثون بلغة البجا التي تحتوي على العديد من عناصر اللغة العربية وبعض الكلمات المصرية القديمة.
وقد قال أحد شيوخ مشايخ مثلث حلايب وشلاتين، الشيخ محمد طاهر سدو، إن البيجاوية من أول السلالات التي سكنت أرض مصر. كما يُعنى البشاريون بتربية الإبل والأغنام والماعز، ويعملون في تبادل السلع بين القبائل في مصر والسودان، ومعظمهم من المسلمين السنيين الصوفيين. البشارية والعبابدة، كانوا أحد الأركان الأساسية لقوات سلاح الهجانة في العهد الملكي (سلاح الحدود) نظرًا لخبرتهم بدروب الصحراء وقدرتهم على التعايش في مثل هذه المناطق، ويعمل بعض أفراد القبيلة في مهنة صيد الأسماك
، بينما شارك البعض الآخر، من أبناء بلدة قمحات في محافظة أسوان، في تربية الدجاج البجاوي هو أحد أصول سلالة الدجاج الفيومي.
في حديث صحفي، قال الشيخ نصر كرار، شيخ مشايخ البشارية، إن البشارية هم أبناء عمومة العبابدة، وتجمعهم الأنساب والإقامة والعادات والتقاليد. وتعرف هذه القبائل باسم البجة، ويتحدث أفرادها الرطانة، ويبلغ عددهم، حسب ما رصده أبناء القبيلتين، نحو 9 ملايين نسمة في مصر. وهم يحرصون على الترابط
ويتواصلون فيما بينهم، ويُطلق على العبابدة والبشارية لقب ‘ مقاتلي الفراعنة’ أو ‘محاربي الصحراء’، نظرًا لكونهم فرسانًا بطبيعة حياتهم الشاقة في الصحراء التي عودتهم على المبارزات والقتال.
ونلاحظ أن أسماء بطون العبابدة والبشارية تنتهي جميعها بحرف (ب)، على سبيل المثال (العالياب – حمدأوراب). وحرف الـ (ب) عند البجاوية يشير إلى الأسرة أو القبيلة، كما قال الباحث يوسف فضل.
تأسست (جمعية تنمية المجتمع لقبائل العبابدة والبشارية) عام 1972 في محافظة أسوان، كما أفاد عوض محمد هدل، رئيس جمعية العبابدة والبشارية.
العادات والتقاليد:
تتطابق عادات وتقاليد البشارية تقريبًا مع عادات وتقاليد العبابدة في الأفراح والمآتم والملابس والطعام، وقد تم تفصيلها في العدد الثالث من جريدة على باب مصر الإلكترونية. لذا، رأيت من الأفضل عدم إعادة ذكرها، لإفساح المجال للحديث عن البجة التي تُنسب إليها القبائل.
عرق البجا (البجاة)
مجموعة من القبائل المسالمة، وتاريخهم شفوي وليس مكتوبًا، وهذا ما أدى إلى وجود تضارب في أصولهم. يُعتبرون أولاد عمومة النوبيين بالنسب، إذ هم كوشيون الأصل (يرى بديع الزمان الهمذاني، المتوفي عام 1007 م، أن أصولهم سامية، بينما ذكر الطبري أنهم جنس من الأثيوبيين). وجاء في دائرة المعارف البريطانية أن لفظة البجه تشير إلى مجموعة من القبائل واسعة الانتشار، وهم من قدماء المهاجرين الساميين.
ويقال لهم في كتب الأقدمين (البلامس وبليمس). وقد أوردت هذا الاسم الدكتورة نادية بدوي في كتابها (يوميات باحثة مصرية في حلايب)، وقالت إن قدماء المصريين أطلقوا عليهم اسم (ميجا أو ميجاوي)، وهي كلمة فرعونية تعني الرجل المحارب. ويؤكد العالم الإنجليزي (سيلجمان) أن السلالة التي تقطن الصحراء الشرقية بمصر والسودان شديدة الشبه بسلالة قدماء المصريين
وخاصة في عصر ما قبل الأسر، وقد استطاعوا الحفاظ على نقاء سلالتهم بعزلتهم الشديدة داخل الصحراء. قال سيلجمان إن البجة ورثة التراث الثقافي والفيزيقي والتاريخي للفراعنة. عُرف البجة من قِبل الفراعنة منذ 4000 سنة قبل الميلاد، واستعان بهم رمسيس الثاني في حربه ، وبعد انتصاره، أطلق عليهم اسم ماجوي، وتعني الرجل المحارب باللغة الفرعونية.
وعاشت البجه تقدس إيزيس وأوزوريس ومن سواحلهم خرجت أساطيل حتشبسوت لبلاد بونت وخرج من البجه الإله (منتو) إله الحرب الذي اتخذ له مقراً في وادي الحمامات وآخر في وادي العلاقي وقدسه الفراعنة ورفعوه لمرتبة الإله أوزوريس وقد ورد ذكرهم علي لسان هيرودتس (سنة 406 ق م).
بالمجمل، البجا مجموعة من القبائل، بعضها ذو أصول كوشية، والبعض الآخر يعود بأصوله إلى الهجرات العربية إلى المنطقة، سكنت قبائل البجا بين ساحل البحر الأحمر ونهر النيل في مصر والسودان، وامتدت شمالاً وتخطت منطقة مثلث حلايب، وامتدّت جنوبًا ما بين باضع (مصوع حاليًا) وجزر دهلك إلى منطقة بركة داخل الحدود الإريترية، ومن ثم واصلت امتدادها غربًا إلى قلع النحل والقلابات والقضارف والبطانة ونهر عطبرة في السودان.
يقول خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان إن البجا هم أقدم الشعوب الأفريقية، وأنهم عاصروا المصريين القدماء. يتواجدون في جنوب مصر في مجموعات (العبابدة والبشارية) في محافظتي أسوان والبحر الأحمر، وفي مدينة دراو في بلدة شطب. يعملون بالرعي، وفي العصور القديمة شنوا غارات على بعض الممالك، ومنها الحبشة، وأسقطوها في القرن الثامن الميلادي.
وحكموها، وأنشأوا عاصمة مملكتهم وتدعى «بقمدر». ويكمل «ريحان» حديثه عن «البجا» قائلاً إن تلك القبائل كوّنت عدة ممالك، وهي مملكة نقيس ومملكة بقلين ومملكة بازين ومملكة جارين. ومن فروعها اليوم قبائل بني عامر والهدندوة والبشاريين والحلنقة والحباب والحدارب والبلو والأرتيقة والأشراف والكميلاب والسيقولاب والملهتكتاب وغيرها.
نقل عن المؤرخ ابن حوقل، الذي زار مناطق البجا وتجول فيها، أن حدود المناطق التي عاش فيها البجا تبدأ من جيبوتي وقبائل العفر أو الدناكل المتواجدة الآن في جنوب إريتريا وشرقي إثيوبيا، وصولًا إلى مصر. ولغتهم غير مكتوبة وتُورَث من جيل إلى جيل، وتحتوي على الكثير من الكلمات الفرعونية. وقد ذكرت شيرين الكردي نفس المعلومات في حديث صحفي.
ويعرف الأستاذ محمد أدروب أوهاج، البجه وفق منظور واقعي، فيقول أن البجه في الوقت الحاضر يحتضنون بعض العناصر الأجنبية، آسيوية في أغلب الأحيان، ، اختلطت بهم بالتزاوج ومنهم الحجازيون والشوام والأتراك والمصريون والهنود وغيرهم، كل هؤلاء جزء من البجه في الوقت الحاضر.
تحدث الباحث البيئي (علي دورا)، وهو من أبناء البشارية، عن طبيعة (البجا) بصفة عامة، مشيرًا إلى أنهم يفضلون الاستيقاظ مبكرًا وأداء صلاة الفجر في جماعة. وأوضح أنهم يُعتبرون من أكثر أهل الأرض دراية بالنجوم وتحديد المواقيت والصلوات باستخدام النجوم. وبعد الصلاة، يشربون مشروبهم المميز، وهو البن المجوج بالزنجبيل (الجبنة). ومن التقاليد أن يتم شرب ثلاثة أو خمسة أو سبعة فناجين.
المصادر:
المصادر التي توثق للبشرية والبجة قليلة، ومعظمها جاء عن طريق السمع أو المشاهدة. وقد أوردت ما حصلت عليه من مصادر بالأسماء داخل الموضوع، وفيما يلي بعض المصادر التي تناولت الموضوع:
موقع مشروع جوشوا للمجموعات العرقية على موقع واي باك مشين.
البجة: سكان الصحراء الشرقية في العصور القديمة (أحمد إلياس حسين).
مجلة العرب (الجزء الأول – السنة الرابعة 1969).
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
الروابط العائلية مكمل غذائي … بقلم هنا سعد
العائلة: شجرة كبيرة تجمع أفرادها، يقضون أطيب الأوقات معاً، إذا أمطرت فرحوا بالمطر الذي يغسل أغصانها، وإذا اشتد الحر استظلوا بظلالها، وإذا اشتد البرد تدثروا بأوراقها، وإذا جاعوا طعموا ثمارها وسعدت معيشتهم.
قديما كان يعيش الأجداد والأبناء والأحفاد فى منزل واحد أو متقاربين فى المكان يتزاورون يوميًا.
كان الخال والدًا والعم بديل الأب، الأم تغرس الحب والفخر لأفراد العائلة؛ كان ذلك يبني شخصًا قويًا بنفسه قويًا بعائلته قويًا بعزوته مطمئنًا غير خائف، شخصًا يشعر بأنه يمتلك شيئًا قيمًا وعظيمًا فيرتمى فى أحضانها فلا يهلك أبدًا ولا تحطمه الظروف.
الآن اختلف الأمر تمامًا
لو عقدنا مقارنة بين :-
فرد ينتمى لعائلة بين أفرادها ترابط، الأبناء يحبون الأخوال والأعمام ويحرصون على تبادل الزيارات فى المناسبات أو بشكل منتظم يسمعون من الأب كلامًا إيجابيًا عن عائلته ويسمعون من الأم كلامًا إيجابيًا عن عائلتها أيضًا
لا يُظهر الكبار مساوئ أقاربهم ولا يشوهون مظهرهم في عيون الصغار حتى وإن كان الواقع مختلفًا.
وفرد آخر ينتمي لعائلة مفككة ولا أعنى هنا حالات الطلاق أو الفقد ولكن التفكك هنا فى عدم التوافق والجوع العاطفي رغم اجتماعهم فى منزل واحد، رغم الغنى المادي هم فقراء دفء، واحترام، وحنان.
كل منهم يشوه صورة الآخر بقصد أو بدون قصد؛ فيذمون الأخوال والأعمام على مسمع ومرآى الأبناء بإلإضافة إلى عدم الاهتمام باللقاءات العائلية.
الفرق فى بناء الشخصية مختلف تمامًا
الأول-
يشب واثقًا من نفسه، فخورًا بعائلته، متسامحًا، لديه مرونة ومناعة نفسية قوية ضد الإحباطات، نسبة تعرضه للأمراض النفسية أقل، إذا تعرض لضغط ما فإن نسبة شفائه أعلى وأسرع
الثاني-
لا يثق بنفسه، لا يفخر بأفراد عائلتة، متحامل، ليس لديه رصيد من العفو، فريسة سهلة للتوتر والأمراض النفسية.
اعلم عزيزي القارئ: أن أحد هرمونات السعادة؛ ذلك الهرمون الذي يفرزه المخ أثناء بناء العلاقات الاجتماعية الإيجابية والروابط القوية، وصلة الأرحام، والتجمع الأسري؛ ثبت ذلك عن طريق العديد من الدراسات التى ذكرت أن مثل هذه الروابط القوية تضاعف الشعور بالسعادة إلى 12 ضعف ووجدوا أن بعض الأفراد الذين تعرضوا لنكسات نفسية يفتقدون إلى الترابط العائلي بشكل كبير؛ ذلك الترابط الذي يزداد شيئا فشيئا مع ازدياد عمر الأبناء، يكون بذرة صغيرة فتنبت وتكبر يومًا بعد يوم مع المراعاة والتعهد حتى تصبح شجرةً كبيرةً غنيةً بثمارها يحتمي بها المنتمون إليها
يحتاج هذا النوع من التداوي إلى مزيد من الدعم والاهتمام لأنه يُعتبر الدرع الواقي أو يمكن أن نسميه بلغة الأطباء (المكمل الغذائي) الذي يدعم صحة الأشخاص ويعوض النقص فى بعض العناصر أثناء عملية البناء
نجد أن عند ظهور بعض المشكلات قد يكون حلها في :-
تناول وجبة مع أفراد العائلة الكبيرة؛ الذين كانوا يدعمون الأبناء فى مرحلة ما الاجتماع الأسبوعي أو الشهري بين الأعمام والعمات والأخوال والخالات وابنائهم هذا العدد الكبير فى مكان واحد يأكلون ويشربون ويتبادلون الحديث الحر يضحكون ويتسامرون؛ يقضي على بعض أنواع من المرض النفسي وخاصة أمراض التطور التكنولوجي؛ حيث أن بينهم نوع من التعافي المبني على الصدق فى العطاء والإخلاص في النصيحة، أو الفضفضة بحرية مع من يتقن فن الاستماع منهم، أحيانًا يهمس أحدهم بكلمة فى أذن أحدهم فتعلق في ذاكرته يستخدمها عند التعرض لأمر ما؛ فبعض الكلمات نور يهتدي بها النشء
وعلى هذا ننصح باستخدام هذا النوع من المكملات بانتظام حتى لا يشب الصغار ضعافًا عرضة لأمراض العصر.
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
مهام الأب المثالي … بقلم خلود أيمن
إن للأب منزلةً عظيمة في قلوب جميع الأبناء رغم عدم قدرتهم على التعبير عنها في كل الأوقات ، شأناً رفيعاً في ركن كل منزل إذْ لا يؤدي المهام الشاقة أو يقدِر عليها سواه ، فلا يُقتَصر دوره على الإنفاق فقط كما قد يعتقد البعض ولكنه يحتضن الجميع ، فهو بمثابة الضلع الآمن الذي يستند عليه الجميع وقت الضعف ، الجناح الحنون الذي يُظلِّل عليهم ويشملهم ويحتويهم وقت الضيق ويُنقِذهم وقت الشدة ويُقلِّل تأوهاتهم ويحارب الكون بكل ما أُوتي من قوة من أجل بقائهم سعداء ، هانئين ، فلا أعلم لِمَ نُقصِر دوره على مهمة واحدة فقط تتعلق بالشئون المالية وكأن كل تلك المهام الأخرى غير مرئية تماماً ، فهناك العديد من الرجال مِمَّن يفنوا حياتهم في مساعدة الزوجات في كل أمور المنزل ومساندتهم وقت الشدة والمرض ومشاطرتهم في تربية الأبناء والحِرص على شئونهم الدراسية والترفيهية أيضاً إذْ يتحسسون بوادر التقدم أو التأخر إذا أصابهم منه شيء ، يفخرون بهم حينما يُحقِّقون أي إنجاز مهما كان ضئيلاً ، يَلْحَظون تطوراتهم ومواطن قوتهم ونقاط اختلافهم ، يتتبعون نجاحهم ، يتطلَّعون لما هو أفضل لهم ، يُطالِعون أخبارهم ولو من على بُعْد ، يُشعِرونهم بدورهم الفارق في حياتهم ومدى تَميُّزهم لديهم ، فليس كل الآباء سواء في جانب الإهمال الذي يدَّعيه البعض ، فهناك مَنْ يحمِل هموم الأسرة بالكامل على عاتقه دون أنْ يَمِل أو يشكو أو يتذمَّر أو يُصيبه التعب أو الإرهاق ذات لحظة ، هناك مَن يُكرِّس حياته من أجل الحفاظ على استقرار أسرته في كل الجوانب الحياتية وليس الجانب المادي فقط ، فليس كل البشر يستهدفون المادة فهناك أمور أكثر أهميةً منها تكمُن في النفس البشرية التي تحتاج لمَنْ يتفهَّمها ويقوم على أمورها ويهتم بما يُطوِّرها ويمنحها قدراً عالياً من الاهتمام والحِيطة والحرص والخوف من كل متاعب الحياة التي بالطبع سيواجهها هؤلاء الأبناء وحدهم ذات يوم لذا كان لا بد من بعض الدلال قبل تركهم لهذا العالم المُوحش في الخارج حتى نكون قد أدَّينا دورنا على أكمل وجه ممكن وتلك هي الرسالة الحقَّة لكل رجل يرغب في أنْ يصبح أباً مثالياً في أعين أبنائه ذات يوم …
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
مواقف وجوائز ( أحمد زويل ) بقلم مدحت رحال – فلسطين
لم أكن أسمع أو أعرف عنه الكثير .
ربما طرق اسمه مسمعي كعالم مصري عربي كمئات العلماء
العرب الذين تزخر بهم الجامعات والمراكز العلمية الأمريكية
والأوروبية ، والذين تبوأ كثير منهم مناصب هامة في الحياة العامة والأكاديمية .
وقد لفت نظري ما كتب عن العالم ( أحمد زويل ) من مدح وتقريظ ،
وما قدمه من إسهامات علمية ، وما حصد من جوائز عالمية .
حفزني ذلك لأقترب قليلا من هذه الشخصية التي شغلت وسائل الإعلام ،
وشحذت قرائح الأدباء الذين تسابقوا إلى تخليدها شعرا ونثرا ،
والحديث عن أهميتها في التاريخ العربي المعاصر ،
محاولا الوقوف على منعطفات أو محطات في مسيرته وسيرته العامة ، أو إسهامات تؤهله لهذه الهالة من التمجيد والتركيز بحيث أصبح علما وليس أي علم .
لقد حصل العالم / أحمد زويل على الكثير من الجوائز والأنواط العالمية ، وساهم مساهمة كبيرة وترك بصمة لا يمكن إنكارها في
الفيزياء والكيمياء وهو الذي توصل إلى اختراع ما سمي ب/ الفيمتو ثانية ، وهو جزء من مليون مليار من الثانية .
ومن الجوائز التي حصل عليها :
جائزة نوبل ١٩٩٩
جوائز وشهادات تقديرية كثيرة لإسهامه المميز في مجال العلوم .
جائزة ( وولف الإسرائيلية ) في الكيمياء من معهد ( وايزمان ) ١٩٩٣
وسلمها له في ( الكنيست) وزير حرب إسرائيل السابق ورئيس الكيان / عزرا وايزمان شخصيا .
حصل على وسام ( بنجامين فرانكلن الإسرائيلي ) ١٩٩٨
تقول أستاذة الإعلام بجامعة حلوان / سهام نصار :
إن هناك علاقة وطيدة بين العالم المصري / زويل والكيان الصهيوني ،
وأنه خالف إجماع علماء مصر برفض التطبيع ،
وأنه أعد أبحاثا مشتركة مع جيش الإحتلال لتطوير منظومة الصواريخ باستخدام الليزر .
ونحن الآن بين المواقف والجوائز نتساءل :
هل يقَيم الإنسان بالمواقف أم بالجوائز ؟
مثلا :
كان الدكتور البرادعي رئيسا لوكالة الطاقة الذرية الدولية .
ولكن التاريخ سيذكره على أنه قد هيأ الجو الدولي إعلاميا بصفته رئيسا لوكالة الطاقة الذرية الدولية لشرعنة غزو العراق
بأكذوبة سلاح الدمار الشامل .
والآن ،
كيف سيذكر التاريخ أحمد زويل ويقيمه ؟
بجائزة نوبل وغيرها من الجوائز العلمية ،
ام بالتطببع مع الكيان الصهيوني خروجا على إجماع علماء مصر برفض التطبيع ،
أم بالمشاركة في تطوير الصواريخ الإس . را . ئيلية التي فتكت بأطفال غزة ،
ومن قبلهم بأطفال مدرسة / بحر البقر في مصر .
أرجو ممن يتسابقون إلى رفع ( زويل ) إلى مصاف الفاتحين أن
يجيبوا عن هذا السؤال :
ما هو الذي يقوم الرجال ويخلد ذكرهم :
المواقف أم الجوائز ؟
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
شعر الفصحى
انتحار …. بقلم الشاعر الكبير عاطف الجندي
ماذا وراءَ الموتِ
لا صوتٌ يجيبُ
ولا اجتهادٌ أو يقينْ
هو بعضُ ما أوحى الإلهُ
على لسانِ الناقلينْ
هو بعضُ هذا الشكِّ
في لغةِ التفلسفِ
وازدراءِ المؤمنينْ
وهو التعودُ ما استطعت
فسر صموتا
في ركاب السائرين
واحفظ طريقك للبنفسج
واترك الذكرى طعامًا
للغزاة الفاتحين
واترك صليبك في دمي
أو مصحفا
لا فرق
فالتاريخ يكذب ما استطاع
وينحني
نحو اللصوص الجائرينْ
سأصير نايًا
كي أعبِّدَ للجنان غناءَها
وأقول يا آمونَ
فضَّلتَ الزوايا
وانتحرتَ من البطالة
واستكنتَ مع الأنينْ
وأقول يا عشتار
لا تبكي لإيزيسَ الجميلةَ
ما استجد من التسكع
واندثار العاشقينْ
وأقولُ ماذا قد يكونَ
إذا انشطرنا
وانتحرنا باسمين؟!
&&&
من ديوان بين مطارين الصادر في ٢٠١٣
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
هِندُ … بقلم الشاعر الكبير أحمد موسى
أنا يا “هِندُ”
مَرهونٌ لأمسي
ولي ماضٍ،
بهِ أُضحِي وأُمْسِي
أعيشُ على بَقايا “ذِكرَياتي”
وفي مِحرابِها
صَلَّيتُ خَمْسي
فلا أمَلٌ يُراودُني فألهو
ولا حُلْمٌ يُواسيني،
ويُنْسي
فَلا..
لا تَسألي يا هِندُ عَنِّي
فَمُذْ رحَلَتْ “رَبابُ”
نَعَيْتُ نَفْسي
ووَدَّعتُ المَشاعِرَ،
غَير أنِّي..
أُضِيءُ شُموعَها
لبَصيصِ أنسِ
فتَهفو للرَّبابِ
بَناتُ قَلبي
ورُوحي،
والجَنانُ،
وبَوْحُ هَمْسي..
وأنفاسُ الضُّلوعِ
ولَحْظُ عَيني
وسَمْعي،
والخَيالُ،
وكُلُّ حِسِّي
فَعِيشي – إنْ أرَدْتِ –
بِظَهرِ قَلبي
وكُوني ظِلَّها
إنْ زُرْتِ قُدْسي
وإلَّا..
فاترُكيني في شُجوني
وخَلِّيني
إلى سَكَراتِ يَأْسي
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
لا تبتئس …. شعر د. ريهان القمري
لا تبتئسْ
واقلعْ بصبرِك كلَّ شوكٍ في الطريقْ
مهِّد دروبَ الحالمين على متاهات الشقوقْ
وازرع بقلبِك حلمَ بدرٍ ينغرسْ
بين الظَّلامِ ضِياؤهُ
حضِن الشروقَ و ما يئِسْ
********
لا تبتئسْ
واعلم بأنك قد أتيتَ لكي ترِثْ
وتُوَرِّثَ الموروثَ ابنا قادمًا
فاختر لإبنِك إرثَهُ
لتُسَلِّمَ الميراثَ جيلًا يقتبسْ
واختر لقبرِكَ ما يمسْ
********
لا تبئتسْ
حتى ولو
ذابت خطاكَ برحلةٍ
فالأرضُ ممشى الزائرين الراحلين جميعِهم
البعضُ طيرٌ في البراحِ محلقٌ
و البعضُ جذرٌ منغرسْ
لكنَّ ريحَ الموتِ تقتلعُ الجميعْ
بين القبورِ لتكشفَ الموتى
أتت أجسادُهم تنمو على
جِيَفٍ لموتى قبلَهم
هلكوا على دنيا فنتْ
من بعدِ شهوةِ مختلسْ
********
هيا احترسْ
لملم عيونَ السابقين و ما رأتْ
كذِبًا و صِدقًا ، أو حكاياتٍ روتْ
كم ضلَّ حقٌّ بانتزاعِ ثيابِه
ليصيرَ عريُهُ كاشفًا
زهوَ الأباطيلِ التي
سَرَقَتْ بمكرٍ ما لبِسْ
*********
الأرضُ عطشى للدِّماءِ و ابنُها
يروي الثرى متبسمًا
وعلى زوايا بسمة ٍ للغدرِ لونٌ أحمرٌ
كشفَ الحقيقةَ كلها
مُذْ قَتْلِ هابيلَ الذي
قبِلَ الإلهُ نذورَه
فأتاه حِقدٌ يفترسْ
*******
الأرض ُعطشى للدماء و ابنُها
قربانُها
ويقدِّمُ القربانَ ابنٌ آخر .
يسقي التُّرابَ من الترُّابِ ذبائحٌ
وأجنةٌ سَقَطتْ لأرملةٍ هوتْ
أُغتيلَ زوجٌ قبلَها
قالوا لنا :
الأرضُ عطشى للدِّما
والطينُ فيها رافضٌ صلصالَها
هل يُعقلُ الغدرُ الذي
يأتي من الرَّحمِ التي
حمَلَتَ بني الإنسانِ في أوصالِها ؟!!
الكلُّ مديونٌ لكلٍّ بالحقوقْ
والحقُّ يُرعِبُ من أتى مُتراخيًا
والبعضُ منهم يستفيقْ
قبل النهايةِ شاريا
جسدَ الحقيقةِ عاريًا
متفقدًا أوراقَ توتٍ فوقَ عورةِ عقلِهِ
و مُمَزِّقًا صوتَ الأنا
خلفَ المرايا صائحا : يا أيها الغرُّ التعسْ
هيَّا ابتئسْ
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
وَمْضَاتُ نُورٍ …. شعر أبومازن عبدالكافي .
الكُلُّ في سُوقِ الغَرَامِ قد انْبرَى
وَبِوَصفِ عِشْقٍ في قُلوبِهِمُ سَرَى
يَتَغزَّلُونَ بعفَّةٍ أَوْ دُونهَا
في أختِنَا أمْ بِنتِنَا أَمْ .. يَاتُرَى !
وَمِنَ القَصَائِدِ مَا يُثِِيرُ غَرَائِزًا
وَيَفُتُّ في عَضُدِ الحَيَاءِ لِيُبْهِرَا
وهُناكَ مَنْ يُرغِِي ويُزبِدُ جَاهِدًا
قَدحًا لِأقْوامٍ وَيَلفِظُ مُنكَرَا
وتَراهُ مَنفُوخًا ويزعُمُ أنهُ
مِثلَ الفَرَزدَقِ .. هَائِمًا مُتَكَبِّرَا
وهُناكَ في دَربِ المَدِيحِ مُنَافِقٌ
ويَخُطُّ آياتِ النِّفَاقِ مُجَاهرَا
وَلِكَي يَنَالَ الفَضلَ مِنْ مَمْدُوحِهِ
يَأتي بِمَعسُولِ الكَلامِ مُحَبِّرَا
وَمِنَ الأنَا كَمْ ضَاعَ حَقٌ بَيْنَنا
وَالكِبْرُ يُؤذِنُ بالهَلاكِ .. تَفَاخُرَا
خَطُّ البَنَانِ مُدَوَّنٌ كَكَلَامِنَا
مَلَكَانِ يَبْتَدِرَانِهِ .. مَا قَصَّرَا
وَلَئنْ قَرضْتُ من القَصَائدِِ لُؤلؤًا
وَتَنَاثَرتْ حَبَّاتُهُ بَيْنَ الوَرَى
حَسْبي بأنْ يَرقَى البَيَانُ بنَفعِهِ
وَمْضَاتُ نُورٍ في المَدَائنِ وَالقُرَى
مَاذَا سَيُجدِي في كِتَابي غَيْرُ مَا
مِنْ نَبْعِ حَقٍ يُسْتَقَى كَيْ يُنْشَرَا
هَذِي سَبيلِي لِلْوُصُولِ سَلَكْتُها
هَمِّي ثَبَاتُ الْخَطوِ حَتَّى أُقْبَرَا
غَيْرِي يَبِيعُ لِأَجْلِ دُنيَا دِينَهُ
وَالعَبْدُ بَاعَ النَّفسَ وَاللهُ اشْتَرَى
مُتَشَبِّثٌ رَبِّي بِحَبْلِكَ فَاهْدِني
وَاجْعَلْ طِريقِيَ في الشَّدَائِدِ أنْوَرَا
أَمَلِي بِِغَيْثٍ مِنْ رِضَاكَ تكَرُّمًا
بصَحِيفَتِي يَبدُو الضِّيَاءُ مُسَطَّرَا
وَأتُوقُ للجَنَّاتِ في يَومِ اللِّقَا
وَفدٌ تقيٌّ صُحبَتِي .. كيْ أظفَرَا
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
ترنيمةُ الوجدِ …. شعر إمام سراج
سادَ الحنينُ ولاحَ الوجدُ مزدانا
وهيَّجَ القلبَ وجدٌ كالذي كانا
في هدأةِ الليلِ جاء الشِعرُ يكتب لي
بين الحنايا تراتيلًا وألحانا
يا نادلَ الشعرِ خَفِّفْ وطأ قافيتي
واملأْ قلوبًا همَتْ بالشوقِ تحنانا
شدو المُحِبِّ بألحانٍ لها نغمٌ
كأنه السحرُ فاسكبْ واسقني الآنا
هَدْهِدْ حشاشةَ صبٍّ بات منكسرًا
من بعد قيدِ النوى يأتيه ريانا
واجبرْ بخاطرنا إنَّا على أملٍ
أنَّ المحبةَ والأشواقَ سلوانا
واكبحْ جماحَ النوى فالنفسُ يؤلمها
هجرٌ ويقصمها ذلًا وحرمانا
أبشرْ بخيرٍ أتي من بعد مَكْرُبةٍ
وارفعْ لواءَ الهوى للصَبِّ عنوانا
كَفْكِفْ دموعَكَ فالأيامُ مقبلةٌ
والفرحُ آتٍ وكفُّ الحقِّ ترعانا
أغمضْْ عيونَكَ إنِّي هائمٌ وَلِهٌ
سِحْرُ العيونِ مَلَا فى القلبِ أركانا
أَلِنْ جَنَابَكَ بالتَحْنَانِ مَقْرُبَةً
لِينُ الجَنَابِ بَدَا للوُدِّ برهانا
دَنْدِنْ ترانيمَ وَجْدٍ هامَ قائلها
في حالةِ العشقِ يهمي الشعرُ هتانا
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
ألم الفراق….. شعر خالد أبو راغب.
وما ملكت يداي ولا يداه
بإن نبقى سوياً في ربانا.
ولكن الفراق أقام فينا
سنين العمر يسكن في حمانا.
ألا يامالكاً قلبي وعقلي
وطول الدهر أشواقا دهانا.
كأن القرب من عينيك ذنب
وبعدك واغترابي من هدانا.
ولو كنت المشرع بالتجافي
فلادين لديك لكي أدانا.
فشرعي أن أحبك ما بقينا
وقتلي بابتعادي يامنانا.
أهان الود من بعد الوفاء
أيعقل في حضورك أن أهانا.
وما للروح من احدٍ سواك
وأشغلت النواظر والأذانا.
فأغدوا للمسير إلى صلاتي
ولم أسمع من الدنيا أذانا.
فكف البين وارجع يامليكي
بقربك لا تبالغ في آذانا.
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
القاهرة …. شعر ثناء شلش
ألاَ كلُّ رُكنٍ بها نادِرهْ
مِنَ الحسنِ تبدُو لنَا ظاهِرهْ
فهذِي القلاعُ وهذِي القبابُ
وهذِي المتاحفُ كالسّاحِرهْ
وهذِي المآذنُ ألفٌ تنادِي
تُزِينُ مساجِدَها العامِرهْ
وهذا ابنُها النيلُ لا لايشيبُ
وتلكَ المياهُ بهِ هادِرهْ
على شاطئيهِ تهادَى النّسيمُ
ومالتْ غصونٌ لهُ شاكِرهْ
على صفحةِ الماءِ يَخْتٌ يميسُ
وتمخُرُ في مائهِ باخِرهْ
ومِنْ مائهِ العذبِ كانتْ حياةٌ
لكلِّ حياةٍ بهِ زاخِرهْ
ألاَ كلّ مَنْ رامَها بالأذَى
فأيدِي الجنود لهُ كاسِرهْ
على بَابِها كمْ تَهاوَى الغُزاةُ
ومَنْ ينجُ منهمْ تَكُنْ آسِرهْ
ويا كلٌُ مَنْ جاءها زائرًا
وظنّ زيارتَهُ عابِرهْ
فعندَ الفراقِ يضيقُ الفؤادُ
وتصبحُ أعينهُ ماطِرهْ
يُمَنِّي الفؤادَ بِيَوْمٍ يعود
لِينْعَمَ بالطّلةِ الباهِرهْ
أيَا نَغْمةَ الطّيرِ عندَ الشّروقِ
ويا زهرةً بالنّدى عاطِرهْ
ويا بسمةَ البدر وسْطَ الظّلامِ
ويا لفحةَ الشّمسِ في الهاجِرهْ
ويا مَنْ صَمدّتِ بوجهِ الخُطوبِ
وقَفْتِ بوجهِ العدَا ثائِرهْ
ومهما توالتْ عليكِ الصّعابُ
ستبْقى رياضُك ذِي ناضِرهْ
إنِ اسْتبدلُوكِ وإنْ همّشوكِ
تظلّين دومًا لهمْ قاهِرهْ
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
“بارقة أمَــل” …. شعر وليد الحريري الشوالي
– سوريا
عَـيطاءُ ، حَـوراءُ ، فـي ألـحاظِـها جَـلَلُ
عَـيناءُ كَـالـبَدرِ ..
لا عَـيبٌ ولا عِـلَلُ
مـا أجـملَ الّلـيلَ لـمّا هـلَّ بـارقُـها
“نـبعُ الـجمالِ لُـحاظٌ نـاعسٌ خَـجِلُ”
فـي وجـنتيها
يـظَلُّ الـنُّورُ مُـبتسماً
وفـي الـشِّفاهِ
حُـروفُ الـشَّهدِ تَـغتَسِلُ
يا صـانعَ الـحُسنِ
عـفواً عـن مُـواصَلَتي
فـي وَصـفِ وجــهٍ
حَـوىٰ ..
مـا لـيسَ يُـحتَمَلُ
أطـلقتُ عـينيَ
فـي آفـاقِ طَـلعَتِها
فـأمْـطَرَتْ عَـسَلاً ..
فـاخـضَوضَـرَ الـغَزَلُ
لَـم أحـتَسِ الخمرَ
لا .. لا لــستُ أعـرفُـهُ
لـكنَّني الآنَ مَــخمورٌ بِـها ثَـمِلُ
أنـستنِيَ الـقَتْلَ ســـاعـاتٍ
فَـقلتُ لـها ..:
مـا أسـهلَ الـحربَ
فـي عــينيكِ تُــختَزَلُ
الّليلُ ..
والـصّبحُ ..
أنـــوار ٌ ..
شُـــــروقُ غَــدٍ ..
كُـلٌّ تَـحَشَّدَ في الأحــداقِ يَـقْتَتِلُ
وَ بِـتُّ أخـشىٰ عـلى قـلبي
فَــتَـفـتِـنَهُ
فَـرَدَّدَ الـقلبُ .. لا .. لا
إنّــهُ “الأمَـلُ” .
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
باب المجد الضائع.… بقلم أدهم النمريني.
في أيّ بابٍ عَلَتْ في أهلها الكُتُبُ
وأيِّ فَخْرٍ لهـــا قد نالَتِ العَرَبُ ؟
الأمسُ يفخرُ فـــي أمجادِ أمّتنا
واليوم يبكي ويكوي عينَهُ العَتَبُ
ببابِ قُرطبةٍ مَجٌدٌ يُعاتِبُنا
مذ راحَ طارقُ بالشّطآنِ يغتربُ
حصانُ حطّينَ كم سالَتْ مدامعُهُ
لمّا غفا السّرجُ والإقدامُ والغضبُ
هل ماتَتِ الخيلُ أم صارَتْ أعنّتُها
تُقــادُ للرّقصِ ، يرثي حالَها العَجَبُ؟
كنّا وكانت لنا الأمجــــادُ طائعةً
واليوم تهزأُ فــــي أحوالنا الغُرُبُ
فكلُّ أسيافِنا فــي غمدِها صَدئتْ
لم يبقَ سيفٌ لَنـــا للفخر ينتسبُ
لا خالد اليوم يحمي الشّام من هلعٍ
ولا صلاح إلـــى حطّيننا يَثِبُ
ولا المثنّى ولا القعقـــاعَ ننشدهُ
إن دقّتِ الحربُ راياتٍ لهـا نَصبوا
هل ينفعُ الشّعرُ لو نبكي بحضرتهِ؟
وهل يعيدُ البُكـــا ماصــارَ يُنتهبُ؟
ماذا ستصنعُ أشعــــارٌ مُنَمَّقَةٌ
فيها تُجَعجِعُ في ذلٍّ بها الخُطَبُ؟
هل يُزهرُ التّينُ والأشواكُ تخنقهُ؟
أوِ العنــاقيدُ يُعلي شأنَها العَطَبُ؟
لا يُرجِعُ المجدَ إلّا مَنْ لهُ بَذلوا
أرواحَهم ، وزَهَتْ في رِيـِّها التُّرَبُ
إنْ يرجعِ المجدُ تَكتبْنا محابرُنا
فَخرًا وتعلو بنـــا صَفْحـاتُها الكُتُبُ
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
بارقةٌ من طهر …. شعر محمود صالح
تململَ الصمتُ حتـى ضـاقَ بالـمـثْـوى!
واشـتـاقتِ الأحرفُ الخرسـاءُ للنجوى
يـومٌ يمــرّّ ودهــرٌ والـمــدى عـصفـــتْ
فيـه الصّحــاري وغـابَ المنُّ والسلوى!
والآن لاحـــتْ بـهــذا الأفـــقِ بـارقـــةٌ
فجئتُ أبنـي لهـا فـي المنتـهَـى مـروى
فالعذرُ أنّي اقتحمتُ السُّحْبَ من ظمأٍ
وقـلـتُ علّـــي إذا مـا جـئـتُـهـــا أّروى
مــا جـئـتُ إلا بنفسي كـي أهـدهدَهـا
على السموّ ومـا لي فـي الغوَى مـأوى
مـا أظلـم العُـذر إن لـمْ يستبـحْ شفـةً
تستمطـرُ الطهرَ كي تُسقَى به التقـوى
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
الْبَلَدُ الْأَمِينُ …. شعر شكري علوان
مِصْرُ الَّتِي هَتَفَ الزَّمَانُ بِمَجْدِهَا
نَحْمِـي حِمَاهَــا بِالنَّفِيسِ وَنَفْتَدِي
نَحْـــنُ الْأُلَـىٰ سُدْنَـا وَقُمْنَـا لِلْعُـلَا
فِي هِمَّـةٍ صِرْنَا نَـــرُوحُ وَنَغْتَـدِي
نُعْلِي مَآثِرَهَـــا وَطِيــبَ خِصَالِهَـا
بِالْبَـأْسِ نَحْمِيهَـا وَهَــدْيِ الْمُرْشِـدِ
سَلْ يُوسُفَ الصِّدِّيقَ عَنْ أَخْبَارِهَا
يُنْبِئْـــكَ بِالْعِلْـــمِ الْيَقِيــنِ الْمُسْنَـدِ
أَرْضٌ تَجُــــودُ بِخَيْرِهَـــا لَا تَنْثَنِي
دَوْمًا بِهَا يَسْعَى الْغَرِيـبُ وَيَهْتَدِي
بِالْعِلْـــمِ نَـادَتْ كَيْ نُقِيــمَ بِنَاءَهَـا
فَعَلَــتْ حَضَـارَاتٌ لَنَـــا كَالْفَرْقَـــدِ
نَشَرَتْ عُلُـــومَ الدِّينِ وَالدُّنْيَـا مَعًا
تَرْنُو إِلَىٰ شَـرَفِ الدُّعَــا وَالْمَقْصِـدِ
النِّيـلُ يَجْـــرِي فِـي رُبَـــاهَا نَاشِرًا
فَيْضَ الْإِلَـٰــهِ بِكُلِّ كَـــــفٍّ أَوْ يَـــدِ
فَكَأَنَّـــــهُ فِــي سِحْـــــرِهِ وَبَهَـائِــهِ
نَبْـــعُ الْجَمَــالِ بِأَرْضِهَا لَـــمْ يُفْقَـدِ
أَهْرَامُهَــا كَانَـــتْ وَمَازَالَــــتْ لَنَـا
رَمْـــزَ الْحَضَارَةِ بِالْقَدِيــمِ وَبِالْغَــدِ
عَصَفَتْ بِهَا رَيْبُ الْمَنُونِ فَمَا هَوَتْ
مِثْــلَ الْجِبَــــالِ الرَّاسِيَاتِ وَأَخْلَـدِ
لَـــمْ تَعْفُ دَوْمًا بِالشُّمُوخِ تَفَـرَّدَتْ
تَحْكِي حِكَايَـــاتِ الــدُّنَا لَـمْ تَجْهَدِ
وَلَنَــــا بِسَيْنَـــاءَ الْحَبِيبَـــةِ مَشْهَـدٌ
حَيْثُ الْبُطُولَـــةُ وَالْفِــدَا بِالْمَوْعِـدِ
فَالتِّينُ وَالـزَّيْتُونُ أَعْظَــــمُ شَاهِـدٍ
وَعَسَى الْجَمِيعُ بِنَصْرِنَا أَنْ يَقْتَـدِي
وَالْأَزْهَـــرُ الْبَـاقِــي يَمُــدُّ شِرَاعَـــهُ
بِرَوَاقِــهِ يَعْلُــــو الصَّــــدَىٰ بِالْعُبَّـدِ
وَرِجَالُهَـا نِعْـــمَ الرِّجَـــالُ كَرَامَـــةً
لَا يَقْبَلُــونَ الـــذُّلَّ مِـــنْ مُتَرَصِّــدِ
صُلْبُ الْعَزَائِـــمِ لَا يُفَتَّــرُ عَزْمُهُــمْ
وَفِعَــالُهُــــمْ تُنْبِـي بِشِــدَّةِ أَصْيَـدِ
مَلَكُوا زِمَـــامَ الْخَيْـرِ دُونَ تَكَلُّــفٍ
فَهُمُ الْكِـرَامُ خِصَالُهُمْ مِـنْ عَسْجَدِ
يَـا أَيُّهَـــا الْبَلَــــدُ الْأَمِيـــنُ تَحِيَّــةً
مِـنْ عَاشِقٍ يَرْجُو نَــــوَالَ السُّؤْدُدِ
يُعْلِيــكَ رَبِّـي شَـــامِخًا لَا تَنْحَنِـي
وَيَظَــلُّ مَجْـــدُكَ دَائِمًا لَــمْ يَنْفَــدِ
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
إبتهال …. شعر سلمى الاسعد
إني وقفتُ ببابِ جودِكَ طائعاً
رباهُ إنّي أحتمي بحماكا
ها قد أتيتُكَ ضارعاً متوسِّلاً
ما لي رجاءٌ يا عظيمُ سواكا
ما لي سواكَ إلهَنَا من أرتجي
أملي يكونُ بما تجودُ يداكا
يا مالكَ الأكوانِ فارحمْ ضعفَنا
إنّا نصلّي كي ننالَ رضاكا
يا خالقَ الأكوانِ دبّرْ امرَنا
من ذا يدبِّرُ أمرَنا إلّاكا
إني حملتُ الحبَّ نوراً ساطعاً
حتى أقدِّمَ مهجتي لِسناكا
فاصفحْ إلهي فالذنوبُ كثيرةٌ
إني طمعتُ ومن أنا لولاكا
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
مالي وطيفك …. شعر زينب عبد الرشيد
لا تبعثنَّ إليَّ طيفك في الرؤى
ما دمت تأبى في النهار وصالا
وامنع خيالك أن يجول بخاطري
إني سئمت الحل والترحالا
مالي وطيفك في المنام يزورني
ويفتِّح الأبواب والأقفالا
أصحو على نار تَشُبُّ بأضلعي
وتمزِّق الأكباد والأوصالا
أوكلما أوشكت أبرأ جاءني
ليلاً فيرسم للمنى آمالا
عجبا أتأتي كي تراود خافقي؟!
هيا ارحلن ولا ترد سؤالا
ما عدت أملك في غرامك حيلة
شَدَّ الوثاق وأحكم الأغلالا
راحت سنيني في هواك شهيدة
لما عشقت الفارس الخيالا
فأصاب جنبي من رماحك طعنة
والدمع يهمي جاريا شلالا
يا ظالما قلبي بهجرك إنه
أمسى الفؤاد من النوى أطلالا
إني أريدك أن تكون لعالمي
شمسا وأرفض أن أراك هلالا
يا مالكاً نبضي فداؤك مهجتي
إني ضربتك للوفاء مثالا
مهما ابتعدت فذات يوم عائد
إني مددت إلى الرجاء حبالا
في الله لي أمل يلوح لناظري
فعسى إلهي يبدل الأحوالا
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
رسالة جريح …. شعر أ.د. إسلام حمدي عبد المقصود
فُؤَادِي مِنْكُمُ أَضْحَى جَرِيحًا
بَنِي قَوْمِي عَلَى حَالٍ حَزِين
عَدُوٌّ يَذْبَحُ الْأَطْفَالَ جَهْرًا
وَشَيْطَانٌ غَدَا أَقوَى قَرِين
بِلَهْوِ الْفِعْلِ وَالْأَقْوَالِ نَزهُو
وَصِرْنَا بِالْجَهَالَةِ كَالسَّجِين
تَرَكْنَا قَوْلَهُ أَنْ لَا تَهُونُوا
وَهُنَّا وَاسْتُبِيحَ حِمَى الْعَرِين
عَلَامَ نَخُوضُ فِي الْأَوْحَالِ عَمْدًا
وَدِينُ اللَّهِ أَطهَرُ مُسْتَبِين
نُجَاهِرُ بِالْمَعَاصِي لَا نُبَالِي
وَقَارَبْنَا عَلَى قَطْعِ الْوَتِين
فَعُودُوا قَبْلَ حَسْمِ الْأَمْرِ فِيكُمْ
وَهَيَّا وَانْهَلُوا مِنْ ذَا المَعِين
مَعِينِ كَرَامَةٍ يَعْلُو بِعِزٍّ
وَرَبُّكَ قَادِرٌ أَرجَى مُعِين
لِيَرْجِعَ مَجْدُنَا بِالنُّورِ يَعْلُو
قَنَاةُ الْحَقِّ لَم تُوصَف بِلِين
فَهَيَّا فَالْمَآسِي قَدْ تَرَاءَتْ
وَغَثٌّ قَدْ غَشَى فَوقَ الْأَمِين
فَهَيَّا وَانْفُضُوا عَنْكُمْ غُبَارًا
تَرَاكَمَ حَوْلَكُمْ عَبْرَ السِّنِين
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
مَنِ اسْتَحَوْا قَدْ مَاتُوا …. شعر عــبدالناصرعــليوي العبيدي
أَيْــنَ الَّــذِينَ تَــفَلْسَفُوا وَتَمَنْطَقُوا
وَلَــهُمْ (كَفُرْسَانِ الهَوَا) صَوْلاتُ
هُمْ يَلْدَغُونَ مَدَى الزَّمَانِ جُلُودَنَا
لا يَــــهْــدَأُونَ كَــأَنَّــهُمْ حَــيَّــاتُ
مَــا بَالُهُمْ صَمَتُوا وَزَالَ فَحِيحُهُمْ
لَــمْ تَــخْتَلِجْ بِــحُلُوقِهِمْ أَصْــوَاتٌ
كَالأَرْنَبِ الخَرْسَاءِ تَلْزَمُ جُحْرَهَا
وَبِــهَا تَــمُرُّ الــخَيْلُ وَالــغَارَاتُ
أَفَــلا تَسِيرُ مَعَ الجُمُوعِ خُيُولُهُمْ
آنَ الآوَانُ وَحَــانَتِ الــفُرْصَاتُ
كَــي تَسْتَعِيدَ سَلِيبَهَا مِنْ خَصْمِهَا
فَــلِــمِثْلِ هَـــذَا تُــعْقَدُ الــرَّايَاتُ
وعَدَتْ كثيراً سوفَ تُدركُ ثأرَها
الــيوم، تــبدأُ من هنا، الثاراتُ
الــصَّمْتُ لَيْسَ بِطَبْعِهِمْ، فَتَرَاهُمُ
فِــي كُــلِّ نَــازِلَةٍ لَــهُمْ بَصَمَاتُ
الْــخَوْفُ أَخْرَسَهُمْ وَقَصَّ لِسَانَهُمْ
وَضَجِيجُهُمْ شَهِدَتْ لَهُ السَّاحَاتُ
فَغَدًا إِذَا زَالَ السَّحَابُ وَأَشْرَقَتْ
شَــمْسٌ، تَــعُودُ لِعَهْدِهَا الدَّبكَاتُ
عَــاشَ الَّذِينَ لِعُرْيِهِمْ لَمْ يَخْجَلُوا
فَتَفَاخَرُوا، وَمَنِ اسْتَحَوْا قَدْ مَاتُوا
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
طُوفَانُ الْأَقْصَى …. بقلم الشاعرة: اسلام العيوطي
1- عُيُونٌ كَالصُّقُورِ فَلَا تَنَامُ
تَرُومُ لِنَصْرِ حَقٍّ كَمْ يُرَامُ
2- حَبَاهَا رَبُّنَا عِزًّا وَنَصْرًا
وَأَيَّدَهَا بِجُنْدٍ لَا يُضَامُ
3- فَوَعْدُ اللهِ بِالتَّمْكِينِ حَقٌّ
وَيَوْم النَّصْرِ يَنْهَزِمُ اللِّئَامُ
4- تَهَادَوْا لِلْمَعَالِي فِي شُمُوخٍ
وَقَالُوا لِلدُّنَا إِنَّا سِهَامُ
5- دَكَكْنَا الْمُعْتَدِي فِي عُقْرِ دَارٍ
وَذَا نَصْرٌ وَعِزٌّ مُسْتَهَامُ
6- سَنَكْتُبُهُ عَلَى صَفَحَاتِ مَجْدٍ
بِتَارِيخٍ سَيَحْفَظُهُ الْأَنَامُ
7- بِطُوفَانٍ سَيَعْقُبُهُ انْتِصَارٌ
وَبُرْكَانٍ قَذَائِفُهُ الْـحُمَامُ
8- عَقَدْنَا الْعَزْمَ أَنْ نَحْمِي عُرَانَا
كَمَا أُسْدٍ أَيُرْهِبنَا الْحِمَامُ؟!
9- دَنَوْنَا مِنْ مَنِيَّتِنَا بِعَزْمٍ
وَيُرْهِبُ عِلْجَهُمْ حَتْمًا زُؤَامُ
10- أَيَا جُنْدَ الْإِبَاءِ أَيَا عِظَامًا
حَمَوْا زَمَنًا عَتَا فِيهِ الظَّلَامُ
11- رَعَاكُمْ رَبُّنَا جَيْشًا وَشَعْبًا
وَآزَرَكُمْ إِذَا نَطَقَ الْحُسَامُ
الحُمَامُ: حُمَّى جميع الدواب وهي علَّة ترتفع بها حرارةُ الجسم
الحِمَامُ: قَضَاءُ الموتِ وقَدَرُه
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
القصة القصيرة
السجينة … قصة قصيرة بقلم رندا المهر
في كل مرة أعود فيها إلى البيت، أرتقي المئة درجة، لم تعتل أية درجة بكعب حذائي سوى قدمي طوال ثلاثين سنة.
كم تمنيتُ أن يركبوا مصعدا كهربائيا، ولستُ أعلم ماذا حدث مع جاري الذي طرق بابي ليلا ، سألني حضور اجتماع من أجل المصعد؛ لم أدر هل اجتمع بأفراد البناية لأجل تركيب المصعد، ولماذا لم ينادني؟، ولماذا يدعوني الآن؟ ..تذكرت كم هو مؤثر على القلوب!؛ انفرجت أساريري ثم سرعان ما انقبض قلبي حين رأيت قطا يحدق كالعفريت وقف قبالتي يموء، خلعت نعلي، قذفته، أدرت المفتاح في ثقب الباب بأطراف أصابعي دلفت تاركة الأشياء خارجا، أتلصص من وراء القضبان، رأيته قد عاد يطقطق بأسنانه، برقت عيناه كالشموع، ركض نحو الأكياس يلعق أحدها، جلبت عصا وأصبت ذيله، ولى هاربا.
خرجت آخذ الأغراض قبل أن يعود، ثم حزنت لأمر القط، أما كان علي أن أدعوه يتناول معي الغداء، خاصة أني عزباء لا أحد يسليني، لماذا بخلت عليه، فليس سواه الطبق أضعه على المائدة وأرفعه؟!
سرت كالثملة أفك أزرار قميصي، أتأمل جسدي، وجهي عبر المرايا التي لا تقفل بابها ..وحدها التي تومض لي بما مر من عمري.
استلقيت على أول كنبة أمامي، أحدق في زوايا الغرف، أفتش، أستقصي ما بقي من عمل لم أقم به؛ أرسلت نظرات خاطفة إلى المطبخ، سألت نفسي : “ماذا لو جلبت خادمة” بدأت أحسب مصاريفها، ثمن طعامها، لباسها، دواءها، ثمن جلبها من بلدها، وإعادتها إليه في مناسباته الوطنية والدينية …
طرحت الفكرة أرضا؛ قد تتلصص على خصوصياتي، كم راودتني مشاريع بعيدة لن تحققها سوى تذكرة بيد زوج، ليس أملا بالإنجاب إنما أملا بالسفر ولو لمرة واحدة، أن أصعد الطائرة وأبدو كأميرة تنظر إلى رعيتها من أعلى؛ لكن تضايقت، خفت على الحرية المطلقة التي أتمتع بها،
مشطت خارطة جوجل، وفتحت أبواب السياحة والسفر..
سيدي؛ يمكن لامرأة السفر وحدها؟ لا، سيدتي
_هل لديكم “جروبات سياحية”؟
-أجل
-هل يمكن الحجز عن طريق الهاتف؟
-طبعا، هات رقمك ورقم جواز سفرك
أغلقت الهاتف،
ما إن هممت بترتيب ما أنوي أخذه ، حتى تماثلت صورة أهلي، آخر مرة زاروني كان قبيل أسابيع .
جلبوا لي هدايا بمناسبة العيد، أظن لن يأتوا، وإن لم أرن عليهم لن يتصلوا…
وخزني ضميري، حملت الهاتف لأعلمهم، لكن من وراء الكواليس أعلن أخي إعدامي ، وبعد ذلك أخرجت وسائل التواصل الخبر التالي:
” سافرت امرأة في رحلة استجمام، ولم تعد…”
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
الشال الأحمر …. بقلم فوزية الكوراني
لأول مرة أرى هذا الشارع خاليًا وهدوء قاتل لايقطعه إلا صوت عكازتي… تباً لهذا العمر الذي سرق كل جميل من حياتنا حتى الصحة.
في مثل هذا اليوم من كل عام كانت هذه الساحة تمتلئ بالشباب والفتيات، كانت الفتيات تضعنّ الشال الأحمر على وَسطهنّ، والشباب تضع وردة حمراء خلف آذانِهم. هذا اليوم هو عيد الحب في جميع أنحاء العالم، وفي قريتنا هو يوم العرض والخطبة؛ كانت الفتيات تَلبسنّ أجمل ماعندهن وتربطنّ الشال الأحمر على أكتافهنّ وبهذا كأنهاتقول أنا جاهزة للخطبة، وصوت الموسيقى التراثية يعلو: ( هات يابو الزلف والميجنى والدلعونا) وتبدأ الدبكة، وتتعانق الأكف بين الشباب والفتيات، ولكن قبل الدبكة؛ كل فتاة أعجبها شاب وأعجبته، تكون (الطلبة) كالآتي: يسحب الشاب الوردة من خلف أذنيه ويقدمها لها، وإن أعجبها وكانت موافقة عليّه تشبك الوردة على شعرها وترمي بشالها على كتفه، وتكون هذه أول خطوة للخطبة، وغالبًا ماتكون كل الفتيات تعلمنّ من سيخطبهنّ هي وعائلتها لصغر القرية، ولأن أغلب العائلات تربطها صلة القرابة، ونادرًا جداً بل لم يحدث أن شاب قدم وردة لفتاة ولم تشبكها بشعرها.. وتبدأ الدبكة والأهالي يصفقون والكل عليهم علامات الابتهاج والسرور، وفي المساء الكل يجتمع في مقهى القرية، وتتم (تلبيسة الخواتم )بين المخطوبين فرح جماعي يتخلله عشاء يشارك فيه كل الأهالي، وكل حسب إستطاعته الماديّة، والكل يأكل من هذه المائدة حتى ولو لم يكن لديّهم (مخطوبين) في هذة الليلة يتوجب على الجميع الحضور والمشاركة في كل شيء، ومحظوظون من تكون خِطبتهم في هذا اليوم لأنها ستبقى فرحة تتجدد كل عام مهما مرت عليها السنين..
إلا أنا! كم كنت غبية عندما عدت للقرية بعد انتهاء دارستي في المدينة، وتخرجت من كلية اللغات والترجمة، وكان يوم العرض وكنت أستاء من هذا اليوم وأعتبره تخلف، أجبرتني والدتي على الذهاب للساحة على حد قولها (عيب) إذا لم أحضر واشارك، وأنني بدأت أكبر وربما أصبح من العوانس. وشهادتي لن تنفعني، وبعد جدال عقيم معها انصعت إلى أوامرها، أو حتى أكون صادقة مع نفسي راقت الفكرة لي، وأن تتم خطبتي في هذا اليوم، لكنني كنت أخاطب نفسي من هذا الذي يليق بي من أهل القرية؟ كنت مغرورة جدًا! وضعت الشال وذهبت أحمل بين جبيني عقدة الغرور والكبرياء.
بدأ العرض، ووجدت نفسي أمام شاب يقدم لي الوردة! تجمد الدم في عروقي لجماله. كان أسمر اللون وعيناه خضراوتان، وخيّل إليّ أنه كالأرض؛ “الشمس تقذف أشعتها عليها لتزداد سمرة وتزداد خضرة” أخذت الوردة وأنا مذهولة واسمع ضربات قلبي أعلى من الموسيقى، نظرت إلى وجه أمي لم أرى ملامح الفرحة تكسوه! لكنني شبكت الوردة في شعري ودخلت معه حلقة الدبكة دون أن أرمي الشال عليه، وكأنني كنت في حلم، وخائفة أن يهرب هذا الحلم مني، ورقصت وكأني لم أرقص قبل ذلك في حياتي! ولم أعرف قانون الدبكة ونُظُمُها دَعَست على رجليّه أكثر من مرة!
إنتهت هذه الفعالية، وعدنا إلى البيت سألت أمي عن الخطوات التالية؟ وكان الرد قاسيًا لن يكون هذا نصيبك! لم نتعب عليّكِ كل هذه السنين لكي تتزوجي من رجل أُميّ لايفك الخط! وأيضاً فقيرًا يعمل في عيادة دكتور، وهو المعيل الوحيد لأسرته المكونه من أم وثلاثة بنات والأب متوفى.. طبعا أنا انهرت وجلست أبكي لماذا هكذا حظي وكل الفتيات سَعدنّ في هذا اليوم، وسيذهبن في المساء إلى المقهى وتنعقد خطبتهنّ إلا أنا، شاركت أمي في رأيها لم أعارضها، لكن والدي كان رأيه أن الشاب ذو أخلاق ودين وسمعة حسنة، والمستقبل أمامه والله هو الرزاق، لكنه لم يرغمني على شيئ.
تابعت دراستي وحصلت على شهادة الدكتوراة، وتزوجت من دكتور زميل لي، وعشت في المدينة كنت كل عام أحضر هذا المهرجان أنا وزوجي، ولكن لا أشاهد ذاك الشاب ولم أجرؤ بالسؤال عنه، ومنذ عشرون عاما حين جاءت لزوجي بعثة إلى(إنكلترا) واستقرينا فيها لم أزور القرية في عيد (الخطبة) لأن إجازتي السنوية لم تتوافق مع هذا اليوم. أما الآن وبعد أن مات زوجي رحمة الله عليه ، وعدت إلى وطني واستقريت في المدينة، أتيت لأحضر معهم أجمل كرنفال في هذا اليوم. لكن لماذا هذا السكون القاتل أَينَ الفتيات والشباب؟ الحمدلله أن حفيدتي لم تأتي معي وخاصة أنني كنت في كل مناسبة أسرد لها حكاية عن هذا اليوم وأتشدق بالماضي الجميل، وهي حفظت كل التفاصيل وعندما أغفل عن كلمة هي تذكرني بها.
أخذني الوقت وأنا جالسه على التلة أراقب الطريق عندي أمل أن يأتوا، أين هم ربما البرد القارس منعهم. سأذهب إلى المقهى، ربما كان هناك تجمعهم وخطبتهم. رحمك الله ياوالدتي لو كنت وافقت على ذاك الشاب، لكنت الآن معلمة على التقاعد، عجوز في غرفة متواضعة في هذة القرية، ربما كنت سعيدة أكثر وربما لا…
ها قد وصلت المقهى، لكن لا أصوات تصدر منه، سكون موحش، وبدأت العتمة تغطي المكان إلا من ضوء بسيط منبعث من داخله؛
فتحت الباب لم أجد غير مدفأة حطب وشمعة، ورجل قد أفناه الدهر جالساً أمامها، رميت السلام عليّه نظر إليّ؛ كانت عيناه الخضراوتان تلمع من تحت النظارة قائلاً: انتظرتك طويلاً أخذت الوردة ولم ترمي بالشال عليّ! وأنا طوال هذه السنين أشعر بالبرد من دونه! أصابتني الدهشة تَسَمرت في مكاني! تضاربت الذاكرة؛ فقد مضى أربعون عامًا على هذه الرقصة! لم نتلقى في المقهى يومها، وكأننا آتينا في هذا اليوم كلينا لكي نُكمل ماضاع علينا في ذاك اليوم وإن كان بعد الغروب.
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
بث مباشر ٢ …. قصة بقلم نجوي عبد الجواد – مصر
أشاروا إلى منضدة في ركن تحفه أشجار تتدلي منها وروود مبهجة، وتنتشر حولها رائحة زكية، ما أجملك وما أروعك تقول في نفسها.
همَّتْ بالجلوس، ثم عدلت عن رأيها، واتجهت إلى تلك البعيدة. قابلت استغرابهم بابتسامة، و جلست بجوار الشجرة الصغيرة ذات البراعم التى بدأت تتفتح. تركوها تتأملها وجلسوا على مقربة منها .
يبدو مظهرهافي كاميرا الهاتف لابأس به. تنظر إلى الورد على منضدتها بإعجاب، بينما تعيد عليها ابنتها بعض النصائح. تبتسم نهى وترسل إليها قبلة في الهواء وتقول :نبدأ جميلتي؟ .
فلننتظر قليلا؛ حتى يزيد العدد. تردابنتها.
لم يطل الانتظار؛ فقد نوهت في منشور سابق عن هذا البث، وهاهم لم يخيبوا ظنها وبدأ عدد كبير ينضم، وبدأت تحياتهم لها تباعا. لم تفارقها الابتسامة، بعض الارتباك يبدو عليها؛ إنها المرة الأولى لها. تغالب توترها وتقول :معذرة؛ إنها المرة الأولى لي مع البث المباشر، بالتأكيد سعادتي كبيرة بكم بعد سنوات جمعتنا فيها الكلمة.
تنظر للتعليقات :
منورة الدنيا. كتب أحمد الشاعر.
شكرا أخي بوركت. ترد
يا أهلا وسهلا بحبيبتنا. كتبت حسناء.
الله يكرمك حبيبتي أهلا بك يا جميلة. ترد عليها.
اعتدت أن أكون معكم دائما دون تكلف وهذا ما سيكون الآن. تبدأ حديثها.
سأحدثكم بلهجتي الصعيدية، وسنكون معا كما اعتدنا تجمعنا المحبة والبساطة. تنظر خارج الكاميرا وتبتسم وكأنها تقول معذرة خالفت النصائح.
نحب الصعيد وأهلها، ونحب لهجتكم. كتبت صاحبة حساب عصفور الجنة.
شكري ومحبتى. ترد عليها.
أحسن ناس أهل الصعيد وأنا منهم.
تشرفنا أبا محمد. ترد عليه مبتسمة.
تتوالى التعليقات ولكنها تعود للحكي خوف التشتت. نعرف بعضنا البعض من منشوراتنا وتعليقاتنا، ومن التواصل بطرق أخرى أحيانا. هكذا أخذت تحكي. وربما تتساءلون عن الجديد الذي جعلني معكم في بث على غير العادة؟ تلمح كتابات ترحب بوجودها حتى دون أسباب. تكمل :كنت من أنصار أن يكون التواصل مع الكاتب من خلال كتاباته فقط وليفسح المجال لقارئه أن يراه بخياله كيفما شاء، لكن شعرت اليوم واليوم بالذات برغبة شديدة فى أن أكون معكم واقعا لا خيالا، أما لماذا؟ فاسمحوا لى أن آخذ من وقتكم قليلا؛ لأحدثكم عن مهنتي وعلاقتها بلقاء اليوم.
ننصت في شوق. هكذا علق أحدهم.
قالت :بدعم من زوجي
ووالديه حصلت على الماجستير والدكتوراة وجاء رد الجميل الذي لم أجبر عليه :لاعمل خارج المحافظة، وبالطبع خارج الوطن. لم يكن من العدل أن نترك عجوزين وحدهما بعدما قدما لي كل المساندة؛ ومن ثم كان عملي بالتدريس قبل الجامعي. تعليقات تحمل آراء متفاوتة: من يرى أن موقفها نبيل، ومن تلوم عليها لتضييعها الفرصة، ومن يتساءل عن إمكانيةسفرهم معهم … لم تتفاعل مع التعليقات لكنها توقفت عند سؤال :لم أتعبتي نفسك أصلا،!؟ وما فائدة دراستك العليا التى امتدت لسنوات؟!
حاولت أن تداري ضيقهابالحفاظ على الابتسامة، وأخذت تقرأ كلماته بهدوء وأردفت: أخوتي، من هذا السؤال ينطلق حديثي: حقيقة لم أجد نفسي بين مناهج هذه المرحلة، لكننى وجدت محبة واحتراما في كل مكان عملت فيه. لم تكن لدَّي مشكلة في أن أعمل معلمة، المشكلة كانت عند الآخرين. ارتشفت بعض الماء لترطب حلقها وقالت :يطاردني سؤالك هذا يا أخي ما الفائدة التي جنيتها؟! ما الذي حققته من وراء سنوات لهثت فيها خلف البحث العلمي؟! كان كلاما مكررا أسمعه في صورة نقد أحيانا وتعاطف أحيانا؛ حيث أحبوا وجودي في مكان يتناسب وقدراتي كما يرون وطبعا أشكرهم على حسن ظنهم. كنت أناقشهم وأدافع عن أهمية العلم وعدم ربطه بالمنفعة المادية وعن أثره في تشكيل الشخصية، و.. و.. حتى جاء يوم، إلى المنضدة توجهت نظراتها، أمسكت بكوب الماء، ربما ظنوا أنها تشوِّقهم، لكن من يقرأ المشهد يدرك أنها تغالب شعورا انتابها في هذه اللحظة. نهى، أستاذة نهى، هكذا تردد اسمى، التفت فإذا زميلي أستاذ بلال يشير بيده طالبا أن أذهب إليه، كان أكبر في العمر، يقف مع شابة صغيرة، احترمت فرق العمر بيننا وذهبت إليه مرحبة بالضيفة، أشار إلىّ وقال :هذه يا آنسة دكتورتنا، دكتورة نهى، مرتبة الشرف الأولى،ضاحكا يتساءل :وماذا بعد؟! ثم يجيب بلا انتظار لتفاعل معه، تعمل معنا هنا في هذه المدرسة البسيطة! .
ابتسمتُ وقلتُ :تريدني عبرة لاقدوة.
قال :أريد أن أوفر جهدها ومالها وسنوات عمرها.
رفضت رأيه ورددت عليه ردا استحسنته فيما بعد، وشجعتها على المواصلة وعدم الالتفات لما تسمع من كلام مثبط . لحظة صمت؛ معذرة أخوتي لم أتأثر حينها مثلما تأثرت الآن، يبدو أنه الزمن وأثره. زفرة منها يعقبها قولها :مواقف أخرى حدثت لن أضيع وقتكم بالحديث عنها جعلتني أشعر أن أمرا ما أفتقده، حياة نهى ينقصها شيء، أقرأ أكثر ففي القراءة عوالم تعوضنا عن عالمنا، نعم نعم لكن لم تحل المشكلة، لم أجد نهى كما أريد، لم أجد
ما ينقصني.
اكتبي، عبري عن رأيك، تفاعلي مع الآخرين، هكذا جاءتنى النصيحة من المقربين.
لا، لا، غير مهتمة، ليس لدي الجرأة .
جربي لن تخسري شيئا. وهكذا بدأت ألتقيكم عبر مواقع التواصل، كتبت على استحياء وشجعتموني بحرارة، وقرأت لكم واستمتعت واستفدت، وعدت للماضي أستدعي منه نهى الطالبة التى تشترك بقصصها في المسابقات وكتبت ونشرتم لي. وجدتني حين وجدت عقولا أخاطبها وتخاطبني وقلوبا تهتز لكلماتي وأهتز لهمساتها، وجدت نهى حين وجدتكم!.
لحظات صمت منها وتأثر من أصدقائها. أخرجها من هذا الصمت هذه الكلمات التي كتبت لها :كلامك مثل در في بحار
يرى صدفاته المرء الضرير.
وحرفك مثل تبر قد تلألأ
بلي والتبر من حرفك يغير.
يحار الوصف من حسن بديع
ويعجز عن تناوله القدير.
الله يا أستاذ محمود عاجزه عن الشكر يا مبدع . هكذا أخرجتها هذه الكلمات من صمتها. شعوركم وصلني كأبيات أستاذ محمود وصرتم معي كعائلتى
وهذا الشعور دفعني للظهور معكم حتى نتشارك هذه اللحظات. جاءت الكاميرا على كتاب أمسكت به والفرحة بادية عليها “مجموعتي القصصية الأولى.” أنا طير في السما” “مباركات تتوالى، وكلمات تنم عن فرحة من الأصدقاء تنافس فرحتها. أعرف أن معظمكم لديه كتب لا كتاب ، وربما يجد في تصرفي هذا مبالغة، لكن حقيقة هذا اللقاء تتويج لمرحلة كنت أحتاجها ووجدتها معكم. تتساقط دموع الفرح على غلاف الكتاب وتحسب أن هناك من تساقطت دموعه معها في صمت. تتحرك كاميرا الهاتف لتنقل دخول تورتة عليها صورتها وأسفلها عنوان الكتاب يحيط بها أسرتها، ينتقل دفء مشاعرهم عبر الكاميرا تتلاقى الأيدي لتتشارك في تقطيع التورتة.
فين نصيبنا، مينفعش المشاركة الجافة دي هههههه.تقول أروى . مليون مبروك وقبلات أرسلتها طالبة الجنة آمال .
. مبروك لنا نسخ هدية. كتبت طالبة المغفرة .
سعادتنا الليلة لاتوصف. كتبت صديقتها الجميلة عبير
لا ترغب في إنهاء البث، عروس لاتريد انتهاء الفرح، لكنها مشفقة على الضيوف وعلى أسرتها التى تخجل من الظهور على الملأ . لوّحت مودعة وشاكرة ولوّحوا سعداءلسعادتها. هي وهم في انتظار لقاء آخر يجمعهم، لا يدرون متى يكون لكن حتما ستعاود هذا البث المباشر ذات يوم .
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
زامر الحي ……!! بقلم حمادة عبد الوني
في وصيتها الأخيرة ولدها قرة عينها كانت تنظر إليه نظرات حانيات،مشفقة عليه من الأفاعي التي تترصده تود أن لو نفثت فيه سمها فلا تتركه إلا جثة هامدة حسدا من عند أنفسهم فما يعرف الخبثاء سوى الغدر مسلكا ولا تتخذ الحيات إلا اللدغ منهج حياة !
“أي بني ،إنهم حاربوا أباك من قبل فأحبط الله أعمالهم وجعل كيدهم في نحورهم ؛فما أغلقوا في وجهه بابا إلا وفتح الله له أبوابا كثيرة حكمة قدير وتدبير خبير بصير !!
إن العقرب التي لسعت أباك بالأمس لن تكون حمامة سلام تهديك هديلها أنسا يؤازرك في لفح الحياة الحارق ،فاحترس لنفسك وعين الله ترعاك “.
قبل يديها وانثني على رجليها والدموع ينابيع حزن تتفجر من مآقيه القانية :”أماه لن تغلبني قوة على ظهر الأرض مادام درعي دعاؤك ولن يخيب الله في رجاءك، وإن أنس فلن أنسى قولك لك داعمة في سنى الطلب الأولى :”لا تفكر فلها مدبر وعن سواعد الجد فشمر ولله عاقبة الأمور “!
لقد كان ميراث الفتى الأعظم من أبيه الصدق لهجة والعدل قيمة والشجاعة منهجا فصعد المنبر صغيرا وهذا ما ألب عليه بني جلدته يود أحدهم أن لو كانت فصاحته أو عشر معشارها لدى أحد أبنائه لكنها حكمة الله الذي يهب الأرزاق مقسمة على عباده فمنهم من حظه المال ومنهم من حظه الجمال ومنهم من حظه الصحة ومن حظه كريم الخصال !
كانت خطب الفتى رغم حداثة سنه ولين غصنه وطراءة عوده رعدا قاصفا وزلازل تزلزل أركانهم فما ترك خيرا إلا حضهم عليه وما علم فيهم سبة إلا حذرهم منها ونهاهم عنها وما انتشرت فيهم آفة إلا أخذ على أيدهم بمنطق اليقين ولسان الحق المبين فترى القوم ناكسي رؤوسهم يودون أن تسوى بهم الأرض لا يقوون على المواجهة وقد استل سيف بلاغته في وجوههم وأشهر أسنة فصاحته مؤيدا بذاكرة فولاذية وحجة قرآنية وسنابل بيان محمدية يحدثهم عن مخاطر أكل الميراث تارة وعن الظلم تارة أخرى !
لا يجدون منه مهربا إذا ذهبوا إلى مسجد غير الذي يقوم فيه يفجائهم فإذا به خطيب القوم فيسقط في أيديهم فيزمجر ليثا غضوبا متحدثا عن قطع الطريق وحرمة التعدي على الأموال العامة !
اتفق القوم على معاندته ورميه بما ليس فيه فما وهن وما ضعف بل رد كيدهم في نحورهم وبين للعقلاء والنجباء رداءة معدنهم وخبث عنصرهم فما كان منهم إلا أن اتفقوا على الإثم المبين ؛لا تشغلوه في أرضكم ،حاربوه ،ضيقوا عليه حتى لا يجد مايتعلم به فيصرعه الفشل ويقضي عليه اليأس فيهيم على وجهه فلا يدري وجهة يتوجه إليها حتى تكون نهايته تشريدا وهلاكا محققا !
تعلق فؤاد الفتى بالسماء وتذكر وصية أمه فولى وجهه شطر المدينة في الإجازة الصيفية بحثا عن عمل يعينه على الإنفاق على دراسته وقد منَّ الله عليه بدخول كلية لم يدخلها أحد من أبناء قريته ولا أبناء القرى المجاورة قبله تميزا وفرادة وهي كلية دار العلوم العريقة التي تعلم أبناءها العزة والشموخ وتجعلهم آية في البيان وفصاحة اللسان مع الإلمام بعلوم الشريعة وتاريخ الأمم وفلسفة الأقوام عبر العصور والأزمان!!
مكر الفلاحين وحقدهم معلوم لدى الأقوام من تجارب الحياة بالضرورة فلا يتركون أحدا في حاله حتى يعلموا عنه كل شيء وربما أصابه أحدهم بعين لا ينجو منها أبدا !!
تسري الشائعات في الأرياف سريان الحربة في العجين الرخو دون تبين ولا تثبت ،تنتشر العصبية الحمقاء في جاهلية جهلاء فلسان حالهم :”أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب “.
أمر مريب لا يسر به من العقلاء عدو ولا حبيب ؛إذ إنه يضيع الحقوق ويحث على الظلم والعقوق!
حتى الزواج في الأرياف فترة الثمانينات وما قبلها كان قائما على المصلحة وليس للمرأة فيه من قرار يذكر وإن كان فهو من باب ذر الرماد في العيون فإذا تقدم كبير العائلة لخطبة جميلة من بنات العائلة لولده الذي لم يؤت حظا من العلم ولا نصيبا من القبول فهو رفيق الماشية صباح مساء لا يقوى والد الفتاة على رفضه ويوافق في التو واللحظة وربما تكون الفتاة متعلمة متنورة ولها طموح وآمال تسعى لتحقيقها فلا تجرؤ على الرفض وإن فعلت انهالت عليها أمها توبيخا وأخذ أبوها يزيدها صفعا ولكما :
أنت ستسودين وجهي ،ماذا أقول لعمك العمدة عين أعيان كفر البلاليص؟!
فلا تجد الفتاة البائسة سوى الإذعان والموافقة !
وقد يجبر الشاب القوي من قبل أبيه على الزواج من ابنة عمه وحيدة أبيها التي تكبره بعشرة أعوام ولها وجه دميم لو رآه مبصر لسأل الله العمى والإظلام !!
فتاة إذا تكلمت نهقت وإذا مشت دب برجليها كأنها بغلة شموس وإذا هاجت وماجت نطحت كالجاموس وإذا كادت وخططت نخرت العظام كالسوس وإذا أشعلت فتنة أقامت في البيت حرب البسوس !
لكنها في عين عمها بسبب أرضها كالمها رقة ودقة وكعود البان رهافة خصر وجمال قد وسحر حد !!
وقى الله الفتى مكرهم وصنعه على عينه حتى كان له شأن أي شأن ،فلما أراد أن يتزوج قدر له ربه أن يتزوج فتاة من أسرة قرآنية لا تعرف حقدا ولا ضغنا ورزق منها الولد فصارت النعمة نعما والعطاء عطاءات!
زاد علمه واتسعت مداركه وفتح الله له في لغة القرآن فتوح العارفين فلا تكاد تجد له فيها صنوا ،صار فيها متفردا مفردا ،إذا خطب أسر قلوب سامعيه واستحوذ على أفئدة متابعيه
إنه كالبحر الهادر والنهر الزاخر والشلال المتدفق عطاء ووفاء ،يحب قومه ،يرجو لهم الخير ،ينصح لهم ليل نهار ويمد إليهم يد المساعدة في كل كبيرة وصغيرة يطلبونه فيجدونه حاضرا غير هارب ولا متنكر !
لكنهم لحاجة في أنفسهم مردوا على كراهيته ،يعطونه من طرف اللسان حلاوة ويروغون منه كما يروغ الثعلب !
كل ناقص يأخذ الكلام على نفسه فيعتريه الغضب وتعميه عن قبول الحق كثرة الحجب !
حاولوا إيذاءه وإقصاءه غير مرة كذبا عليه لكن الله أيده فما حركوا منه شعرة وما زادوه إلا تثبيتا!!
كان عزيز النفس،مرهف الحس ،لا يقبل الدنية في دينه ولا الهوان في دنياه، جاءته الوظيفة بأمر الله مولاه فأجاد في عمله وأفاد بني جلدته لكنهم كانوا على قديم عهدهم له كارهين فالناس
يحبون الصالحين ويكرهون المصلحين ولا يرغبون إلا فيمن يوافقهم على أهوائهم !
نصره الشباب وخذله الشيوخ لكن الشباب كانوا قلة ولم يكن لهم من الأمر من شيء وسريعا ما كانوا يهزمون أمام آبائهم، لكنه كان ليثا كاسرا لا يخشى في الله لومة لائم يردد قول الحق :”قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون “.
ويردد قول الحسن :”علمت أن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي “.
نفث الآباء في نفوس الأبناء النفور منه والكيد له فانتصر الله له وأظهره عليهم وجعله شوكة في ظهور الآثمين المجرمين جبل علم وبحر بيان ،متى نزل بأرض يكرم بها ولا يهان !
يؤمن أن كل إنسان وغايته رهينان لا ينفصلان ،يردد قول الأمير :
وقف دون رأيك في الحياة مجاهدا
إن الحياة عقيدة وجهاد !!
لايزال النيل يجري ولا تزال الضفادع لها نقيق لكنه لا يحجب أذان الفجر وقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود !!
لقد جاء الفتى كفر البلاليص وأرضه فلاة مهلكة فأخذ يمهد التربة ويبذر البذور ويزرع الأشجار لصناعة سفينة نوحية جديدة كانت السخرية على أشدها وكان يقينه في ربه راسخا رسوخ الأطواد الشامخة!
لقد بلغ أشده واستوى وجاز الأربعين بثلاثة مباركات وهاهي الأرض خضراء تسر الناظرين والأشجار باسقة تؤتي أكلها بإذن ربها كل حين !
لم يعد وحده خطيب القوم ،لم يعد الثائر الأوحد بل أصبح الخطباء كثيرين والثوار على الباطل وفرة وافرة وكثرة كاثرة وحسبه أن انطلق وحيدا فنال شرف السبق وكانت له الريادة والسيادة وتحقق فيه قول مولاه :”يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا “.
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
ارتقاب … بقلم أ. منال عبد المنعم
ما أصعب أن يأتي الصباح بعد ليلة حالكة السواد ومزاج سوداوي!
إنه إرهاق، تعب، وقلق. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لم أصل الفجر، لم أقرأ الورد اليومي، حتى ما هيأت وقتي له بالاستيقاظ باكرًا جدًّا قبل الرابعة صباحًا كعادتي اليومية لم أفعل منه شيئًا.
أتقلب على فراشي متألمة من لاشيء. لم يستطع جسدي أن يخبرني بما حل به بالضبط، وإنما هي وخزات من الألم الذي أعرفه، وصافرات إنذارٍ لاقتراب حدثٍ ما.
هناك شيء ما أرتقب سماعه أو معرفته؛ ترى ما هو؟
استعذت بالله من الشيطان الرجيم مرة أخرى، رغم السويعات القليلة التي خلدت فيها إلى النوم، إلا أنها كانت تشير إلى حدث حزين يجمع ضبابه من خلف الأفق، ومع كل غفوة جفن يتجسد أمامي مشهد من رؤيا أخرى -كنت رأيتها في منتصف أكتوبر الماضي- بعد أن استيقظت في الثامن منه على رسالتين في الواتساب من صديقتي المقربة، وصديق آخر يفسر لي رؤاي.
أخبراني أن رؤاي التي قصصتها عليهما منذ عدة أشهر، والتي كنت نسيتها تمامًا تحققت -بالفعل- كما قصصتها.
أصابني القلق والفزع، وتابعت الأخبار بلهفة وخوف،
ثم صارحت صديقي بأنني لا أتوقع من هذه الرؤى خيرًا؛ فقد شاهدت في منامي فيلًا ضخمًا جدًّا يخرج من منحنى ليتوسط شارعًا بين بنايتين عملاقتين، كل منهما ترمز إلى ثقافة معمارية لدولة معينة، وهما أكبر دولتين في العالم.
أتى الفيل مسرعًا ليبطش بأقوام تصارع بعضها فوق بازلت أسود عتيق يغطيه بالتراب، فيملأ الجو غبارًا متصاعدًا من آثار قدميه، ويتوعد الجميع بنظرة عينيه التي تبدل لونها بلون الدماء، ويمتطي رأسه غراب أسود كبير، تبدلت عيناه بهيئة عين النسر الذي يركز على فريسته عن بعد، ولم يسفر الصراع إلا عن مزيد من الضحايا والدمار.
باتت رموز الرؤيا بجفنى المثقلين بالنوم لتفزع استقرارهما بين غفوة وأخرى، كما أفزعت الطائرات والقذائف والصواريخ أطفالًا أبرياء، ورجالًا عزل، ونساء ثكلى، وحقولًا ترملت من سنابلها، وبساتين اغتيلت زهورها، وطرقات فقدت معالمها؛ فأمست بحورًا من الدماء الطاهرة.
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
عقود مبرمة … بقلم أ.سيدة بن جازية – تونس
كانت تتآكل من الداخل وهي ترى الغريب ينتهك حرمة بيتها ويشتّت شمل أطفالها حتى يختلي بها بعد أن اغتال زوجها ووالدها و كل إخوتها .
وضعت حول خاصرتها حزاما ناريا و سكبت بنزينا على كامل جسدها متأهبة للاشتعال ، ثم ركنت بزاوية خلفية تغطيها الستائر وبعض الأثاث مدة طويلة حتى غفت.
صوت دافئ يهدهدها، يلقي عليها السلام و يرتّل عليها بعض الآيات ترتيلا، تفتح عينيها النجلاوين فترى الجنان الخضر و قد تمدّد تحت ظلالها كل الأهل والأحباب، انتابتها لهفة للاحتضان و قد فتحوا لها الأيادي مستبشرين لكن آثرت أن تحادثهم أولا وفي ذات الحين خشيت إزعاجهم. ترددت كثيرا لكنها أزمعت أخيرا على البوح : أتقبلون حقا لحاقي بكم؟ أيرضيك يا…
سألت والدها سؤلها، لكن وجهه اربدّ و اعتلاه همّ و غمّ وقد ارتفع صوت المؤذن، لحظة جليلة تماهى فيها صوت مؤذنين من عالمين مختلفين لصلاة المغرب ، استيقظت من غفوتها مذعورة .. على وقع حفيف الأقدار ، تسلّل إلى الغرفة كاللص ، حاول التودّد و المخاتلة باحتيال ملتحفا عباءة اللئام فلم ينجح ثم هرع لتجريدها بعنف، لكنها تمنّعت، قاومت ببسالة العظماء، مطلقة عقيرتها بالصياح.
قهقه ساخرا كالشيطان،” لا يجوز لعروس في مثل سنّك و مجدك الصراخ، إنك عروسي الحلال بعد موافقة أهلك والجيران . “
أخرج وثائق وعقودا مبرمة معهم يباركون الزواج و دخولي حاميا ، ساترا لك كما وعدتهم يا حلوتي ..
_ و أنا…؟ لا أعلم، لا أحد أخبرني، من قال لهم أنني أبحث عن زوج أو شريك؟ من خوّلت له نفسه دوس حرمتي و استباحة شرفي؟ أ أهل هؤلاء أم أعداء؟
_ الآن قبضوا الثمن وانتهى النزاع، ما عليك إلا الانصياع في صمت وخنوع ككل الزوجات.
حتى الدمع لم يسعفها، تركوها تمضع ويلات الغدر وجشع أشباه الرجال، ” قدّموني قربانا ، كيف يبرمون عقدا مع الشيطان ، و زوجي لم يجفّ ندى قبره و بطني لم تضع نطفته الطاهرة ؟ “
لم يكفّ عن ضحكاته الهستيرية و عشيرته خلف الباب الموصد ينتظرون البشائر و التهاليل…
طلقات النار المتتالية بلغت عنان السماء تحثه على الإقدام و نعيب الغربان يتردّد في الأفق يطبق الأنفاس.
استعطفته مرارا، طالبته بمدة حتى تضع حملها، لكن شبقه كان يتأجّج، و نهمه يتزايد كذئب مسعور.
طرقات على الباب تكاد تكسره،” إن لم تفعلها، قضينا عليك واستبدلناك بغيرك، إنك في مهمة رسمية، لا تتأخّر. “
لم يجب، كان محتارا بين خيارين، كاد يتعاطف معها، يبحث عن حلّ يرضي الطرفين، لكن سرعان ما علا لهيب غطى كامل الجسد…
خرج الغريب رافعا راية النصر، “أنهيت المهمة بنجاح. “
أحدهم أطلق عليه النار، وابل من الرصاص غزا جسده الممدّد و لم يشف غليل المجرمين، مردّدا لم نتّفق على الحرق، كنا نريدها حية منتهكة دون كرامة أو حياء، كنا سنمرِّغ بها كبرياءهم و نبتزّهم، لكنك كنت غبيا ولا مكان للأغبياء بيننا .
بعيدا تحت عروش النخيل، كان بعض أهلها يتأهّبون للرحيل واجمين وقد انتكست رؤوسهم كالنعام ، يحمل كل منهم أكياس الذهب في صمت و ذهول يقودون البغال و النوق ، إذ لحقتهم سيارة سوداء فارهة، قدمت لهم أكياسا أخرى و وعودا بعد أن أشاروا لهم ببيت جديد قرب المسجد التليد . وفرّوا منهكين ، حيث اعترضهم أطفال البلدة ، أخذوا يرجمونهم بالحجارة و الطين فأبت الحجارة أن تلمس ٱجسادهم العفنة أو ظلالهم الغادرة ، حتى الكلاب السائبة قد عافت نهش لحومهم النتنة القاسية و بقيت رائحة الشواء تطهّر المكان من الدنس في ذاك البيت البعيد … لم يتقدم أحد لانتشال جثة تلك الحرة أو يرقب صعودها إلى السماء، فقط بعض الخنازير اجتمعت لالتقام الفريسة الممددة هناك.
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
النقد
“الأنثروبولوجيا بين طغيان اليأس و قناديل الأمل ..”
دراسة تحليلية نقدية للمجموعة القصصية” ساعة إلا دقيقة” للكاتب السعودي “سيف المرواني” نقد وتحليل/ أسامة نور
**القصة في تعريف( طه وادي) “هي تجربة أدبية ،تعبر عن لحظة في حياة إنسان، وتقوم على التركيز والتكثيف
ولا يهتم القاص بالتفاصيل”
ويعرف( كانط) الحداثة ” بأنها خروج الإنسان من حالة الوصاية التي تسبب فيها بنفسه، والتي تمثل عجزه عن استخدام فكره دون توجيه من غيره ” أي أنها استخدام العقل ، وإعلاء الفكر والاهتمام بالتلميح لا التصريح ، مع الدقة والربط بين العناصر،
وبالجمع بين التعريفين السابقين نجد أن القصة القصيرة الحداثية ترتكز على آليات التكثيف ، ومخاطبة العقل وإثارة الذهن ، وإعمال الفكر مع تواجد العاطفة دون طغيانها ..أن يتعايش المتلقي مع القصة بفكره ووجدانه، ليصل إلى مغزاها ، عن طريق الربط بين الأحداث والقراءة الواعية .
**في ماهية العنوان والإهداء” عتبات النص”:-
العنوان ساعة إلا دقيقة ..يبحث في ماهية الوقت ..الزمان وعلاقته بالإنسان ، التأثير والتأثر ، ساعة خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي ، وإلا حرف استثناء دقيقة استثناء منصوب ..
حذف المبتدأ للاهتمام بالخبر ..الشاعر يعرف قيمة الوقت بل قيمة اللحظة ..يبحث دائما في ماهية الزمن وتأثيره على الإنسان ، وما يقاسيه من آلام وأحزان ..
وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي عن الوقت :-
“دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوان “
حملت كتب وقصص لكثير من الكتاب عنوان “الساعة،” منها “قصة” الساعة ” لعلى القاسمي ..وقصة “ساعة من الزمن” للكاتبة “كيت شوبين “
لكن هل يريد الكاتب هنا الساعة بمعناها العام ،أم يريد الساعة الزمنية من اليوم وهي ستون دقيقة ، أم يريد أن يقول لنا
استقطع دقيقة من كل ساعة لتنظر وتتأمل ..
في كل هو يركز على الوقت وأثره على الإنسان ..وحالة الإنسان فيه ..
**الإهداء ..عام موجه إلى الإنسان بوجه عام ثم إلى المبدعين بوجه خاص.
ثم يطل علينا بإهداء ثان في منتصف الكتاب ..أو في منتصف الساعة فيقول فيه
” إلى الذين يصرون على الإبحار بعيدًا مهما كانت الأعاصير عاتية والرياح قوية ..يبحثون عن فسحة نور تمنحهم أملًا”
**في المضمون، واتجاهات المجموعة :-
يعرض الشاعر للأنثروبولوجيا الاجتماعية ، حياة الإنسان بين المعاناة والألم ،الفقر والعوز ، وبين بصيص الأمل من خلال ساعة إلادقيقة لكنه يركز على الجانب المظلم أكثر ،حياة البؤس والشقاء ، إن الكاتب يجمع بين الأنثروبولوجيا ..والبحث في التشكيل المجتمعي ..وماهيته وبين الميتافيزقيا وفلسفة ماوراء الواقع ..
والتركيز على المهمشين ، والفقراء ..البحث في النفس الإنسانية
،من خلال رسائل تصف وتصور حالات متعددة
يذكرني ذلك بدوستوفيسكي في روايته الأولى الفقراء ، ورسائله التي تحمل الشجن والألم ، أو بفيكتور هوجو في البؤساء ..ويعكس ذلك نفسية الكاتب وشخصيته ..وأهمية الكتابة لدية فهي حياة ، هي طمأنينة للنفس ،وهدوء واستقرار .، تعكس نفسًا حانية وقلبًا يشعر بالآخر ، وعقلا يتأمل ويفكر..
فنجد ألفاظ الألم الحرقة ، الانكسار ..الانحسار ..الوحشة..
الخوف ، الذبول ، الغربة ..في مقابل الأمل النور ..
الكاتب هنا يلاحظ ، يتأمل يفكر كثيرًا بقلب يملؤه الحب والرغبة في إصلاح العالم .
نجد ذلك في قصصه القصيرة والأحرى في دقائقة ..التى تسرد كل منها مشهدًا حياتيًا واقعيًا لحالة من الحالات الإنسانية التي أكلها اليأس وهدها العوز ، وأصابها الانكسار ،
وفي أحيان نجد الواقعية السحرية ..
وكأنه يصور بكاميرا ثلاثية الإبعاد ، تتسم بالدقة والمصداقية حالات الإنسان ومأسيه ..لذلك نجد التعبير بصيغة الغائب ..واستخدام الضمير هو …
أو هي ..ويعود للمتكلم أنا في نهاية الساعة ،
ويظهر ذلك منذ الدقيقة الأولى ..حيث الطريق والمارة ..وسرد لحالات الناس ، ومآسيهم ..
فيقول في دقيقته الأولى :-
“الطريق مليء بالحركة تندفع فيه السيارات على كلا الجانبين بين ذهاب وإياب وجوه يملؤها الصمت وأخرى يرفرف عليها الحيرة .”.
.في إجمال لهذه الحالات ثم يفصل ذلك في الدقائق اللاحقة
ويزاوج بين الأمل واليأس بين سعادة الحلم والمأمول ،وقسوة الواقع ..فيصور أمنيات الطفولة ، وأمانيها
ثم يتحول الأمل إلى ألم عندما يصطدم بالواقع ..صراع داخلي بين الأمل والألم ، فيقول
” تمضي الثواني تعانق مدارات الانحسار ،ويحل القلق ،بكل الزوايا المسكونة بالوحشة ، فيبدأ ليل الغربة بفرد أجنحته على كل حقيقة ،
ينتقل إلى الطبقات المهمشة في المجتمع ..مثل عامل النظافة …في الدقيقة الثالثة ..الدقيقة السادسة ..
فيقول
“عامل النظافة يرمق المارة بنظرات استجداء ..”
ويتحدث عن ذوي الهمم في الدقيقة الخامسة عشر ..عن الاستغلال… في الدقيقة السادسة والعشرين .
فيقول “شاب رجله اليسرى مقطوعة ،يعتمد على عكاز يتحرك بها بين أرتال السيارات” .
..يتحدث عن الخوف والقلق النفسي والرهاب ..والأزمات النفسية والذهان نجد هنا الدراما النفسية ..كما في الدقيقة الثامنة والعشرين ، والدقيقة الثلاثين ..والدقيقة السابعة والثلاثين والدقيقة الواحدة والأربعين ..الدقيقة الخمسين
ومن ذلك قوله :-
“استوطن القلق كل شواطئها ، وتنادي عليها الأشباح
وذئاب الحيرة لتغرقها .”
يتحدث عن الغربة وأثرها على الإنسان فيقول في الدقيقة السابعة عشرة ..
“ينسى معها الكل ،وجع الوقت ،وامتدادات الأنين ،وسهام العربة التي تخترق القلوب الندية ..”
يتحدث عن بعض الظواهر السلبية في المجتمع ..مثل تدخين الفتيات فيقول :-
“السيدة الكبيرة التي ترافقهم بدأ عليها الامتعاض الشديد لكن ماذا تفعل أمام رغبات بناتها ،رغم أنهن لسن صغيرات “..
المعالجة ليس بالقوة
” .
**الأمل
في مقابل ذلك نجد قناديل الأمل رغم مرارة الواقع ،
ونماذج مشرقة لشباب وفتيات كما في الدقيقة السابعة ،
والثامنة ،والتاسعة ،والعاشرة ، والسادسة والعشرون فيقول في الدقيقة الثالثة عشر –
‘ينطلقون إلى رحلة أمل جديدة ينبثق منها نور يرسم في أعماقهم كل ألوان البهجة ،”
نجد الدقيقة السادسة والعشرون البعد الرومانسي وأثره على الإنسان ،و في الدقيقة التاسعة والخمسين الحب وتأثير الأنثى
” بعد أن تركت بصمتها كربيع به اخضر كل المرافئ وتسر ، فتخلد في ذاكرة الأيام تحمل مشاعل أمل تبثها في كافة الاتجاهات والزوايا “
” فتاة تحمل من الرقة والحياء الكثير تخجل من النظر إليها “
ويعرض نماذج جيدة لا تعتمد على حدث إنما على مشاهدة وملاحظة ،
فهو لا يجعل القارىء يكتشف أو يعرف مكامن الشخصية بل هو يقدم ذلك للمتلقي ..
وبذلك فهو يجعل المتلقي مستقبِلا فقط بوجدانه ومشاعره دون إعمال العقل ،
ويقول في الدقيقة التاسعة :-
“شاب طويل القامة نحيل القوام يحرس عمارة ،يشع البشر من وجهه ..ورحابة صدر .”.
ونجد المقاومة،في نموذج من ذوي الهمم :-
“يزحف على يديه ، وسط حرارة الأسفلت اللاهبة ..وفي منتصف الظهيرة يجوب الطريق محلقًا بأحلامه ..
في الدقيقة الخمسين معبرًا عن الرضا ،عن والمقاومة والأمل
“رجل ضخم الجثة ،ذو لحية كثيفة بنصف جسد ، يتحرك على كرسي كهربائي ،يجوب به كل المساحات “
ونجد السيطرة على النفس وشهواتها كما في الدقيقة السادسة والثلاثين ، والأمل والرضا كما في الدقيقة الثالثة عشر وفي الحادية والثلاثين ..
“أخر محاولة كتبت له رقمها في ورقة ، ورماها بقربه ،ليطحنها بقدميه بعنف ..إلى قوله فاتخذ قرارا بالانسحاب من الملهى يحثو حفنة من التراب عليه”
ثم نجد التضحية ..
والتكاتف في إبراز المحبة والعطاء دون انتظار مقابل في إعلاءٍ للقيم الإنسانية والمجتمعية كما في الدقيقة الثامنة ، والدقيقة السادسة والثالثة عشر والدقيقة الأربعين ..
ويختتم الدقيقة الستين بقوله “
معبرا عن أهمية التكاتف ..
“هكذا حين يغنيك إنسان بالحب ،ويفيص عليك بإنسانيته ،لابد أن تسجد لله شكرا وتدعو له طوال حياتك “
الحديث عن النفس عن الأنا ..فالكاتب يكتب لنفسه ،والكتابة لدية معالجة نفسية ..اتزان وهدوء ..لذا نجده يذكر ذلك في بعض دقائقة أو قصصه ..يتحدث عن نفسه كما في الدقيقة السادسة عشر .حيث يقول ” يبحث عن أبجدية ترسم له سرورًا..”
يصف انشغاله عن أصدقائه بالكتابة ، وأهميتها لديه
“يرفض الإذعان باستماتة لكل النداءات التي ترعبه ، ويخشى الانزلاق فيها؛ ليبقى بين أوراق متداعية تمثل له أغلى كنز”
وفي الدقيقة السابعة والثلاثين و الدقيقة الثانية والأربعين .والثانية والخمسين ..والخامسة والخمسين ..
نجد.المكان ..وطاقته..وتأثيره عليه ..حبه للقاهرة ولمصر ..والسعادة بالانتقال إلى جدة والعيش فيها ..
نجد أنسنة الأشياء..والحديث عنها كما في الدقيقة الثالثة والثلاثين ..والرابعة والثلاثين .
يهتم الكاتب ..بالارتفاعات ..فنجده دائمًا يصف الأدوار العليا فيستخدم الدور الثاني عشر الغرفة ١٦٠٧..ونجد ذلك فى الدقيقة الثلاثين فقد صعد الدور الخامس عشر ،ثم ذهب إلى صديقه فصعد إلى الدور الثاني والعشرين ، ثم إلى الطائرة
يدل ذلك.علو الهمة الرغبة في السمو فوق مرارة الواقع
**”فنيات القصة ..”
عناصر القصة التقليدية . الزمان والمكان والشخوص والحدث العقدة والحل .ومع تطور العمل القصصي وظهور الحداثة وما بعدها أصبحت القصة ترتكز على والفكرة والحدث والدراما مع تماهي الزمان والمكان ..تركن إلى الإيجاز والإيحاء وقد تعتمد على الرمزية والفوضى التاريخية ..
هنا في ساعة إلا دقيقة ارتكز الكاتب على المهارات اللغوية والبلاغية ..من حيث الصورة والتضاد ..في رصد الواقع وأثره النفسي ..فيهتم الكاتب بالإنسان ،فقدان الشغف ، قسوة الظروف التي تدفعه تجاه الياس أو الجنون ،
استخدم الكاتب اللغة الحية المعبرة عن كل حالة من حالات الحياة ..وأكثر من تكرار بعض الجمل والكلمات التي تعبر عن ذلك مثل الألم ..الانكسار ..الذبول ..الانحسار .
استخدام في قصصه الأسلوب الخبري التقريري لأنه ينقل حالة ..غير أنه استخدم التساؤل في بعض المواضع منها الدقيقة السابعة والثلاثين يتساءل :-
هل حقا أنا مجنون ؟!
ام أنني أجرمت في حق نفسي وكل من حولي ؟!
التساؤل هنا يعكس الحيرة والتيه والقلق ..
لكنه يدل أيضا على الرغبة في خلاص النفس مما تعانيه ..
الكاتب بارع في رسم المشهد ، وفي صياغة الجمل المتجانسة المتناغمة ، فتصبح الصورة لديه سمع مرئية ..لهذا نجد أن الصورة متوهجة..تجعل القصة تقترب من شعر النثر وخاصة في الإيجاز والتكثيف ..فنجد من الصور الرائعة ..
وأمثلة ذلك كثير :- ومنها :-
نهم الحياة يلتهم العابرين ، أرواح تشعل قناديل الوقت ، ليل الغربة بفرد أحنحته على كل حقيقة ، تبحث عن لقمة تسد نهم اللحظة ، تبتهج لأشراقتها كل السنابل ، النسائم تمده ببصيص بهجة ونور، طعنات الذبول ..ولد فجر الذبول “
** اعتمد الكاتب في قصصه على رصد الحالة الإنسانية بأبعادها المتعددة ، فلم يهتم بصياغة الحدث أو ذكره ..أو ذكر العلل والأسباب لهذه الحالة إلا فى بعض القصص
لهذا جاء السرد وصفًا مباشرًا للحالة مركزًا على الجانب الشكلي والنفسي ..دون التركيز على الحدث والحبكة الدرامية في قصصه ..
اتخذ الكاتب من المشاعر الإنسانية والتضاد ركيزة لقصصه ..واستعاض عن الحبكة الدرامية وعن بلورة الحدث الحدث والعقدة بالوصف وبدقة التصوير وبراعته ..وكأنه يتخذ من الكتابة عبر النوعية وسيلة لعرض هذه الحالات والتعبير عن إبداعه ..
كما اتخذ من الصراع والتضاد محركا للشخوص ..التي هي عامة في خصوصيتها ،متعددة في أجناسها ، تعبر عن التشكيل المجتمعي العام ، لهذا ذكر الطفلة ،والشاب ،والكهل ، الفتاة والمرأة المزواج ، ذوي الهمم .الحبيب .. نماذح يائسة منكسرة ، وأخرى عابثة لاهية ، وثالثة تحمل الإشراق والأمل والمقاومة ..
..وجعلهم في حالات إنسانية معقدة متشابكة ..
فلم يعتمد على التشويق والإثارة وعلى عمق الفكرة وهذا من أهم أهدف القصة القصيرة ..إنما اعتمد على التوافق الوجداني بينه وبين المتلقي على التأثير بهذه الحالات الإنسانية..فاهتم بالأثر النفسي والوجداني أكثر من الأثر العقلي الفكري ..وفي رأيي أن الشعر يهتم بالعاطفة ثم الفكرة ،لكن النص القصصي يهتم بالفكرة أولا ثم العاطفة …
لكننا نجد الدراما أو البعد القصصي في الدقيقة الخمسين ،الرابعة والخمسين ،الدقيقة الثامنة والخمسين ..وهي تعد من أجمل قصص المجموعة ..والتاسعة والخمسين .والستين ..
للوقت أثر كبير في نفس الكاتب..لهذا كان عنوان المجموعة ساعة إلا دقيقة ..وكانت قصصه..متنوعة بعدد دقائق الساعة ..في رمزية إلى أهمية الوقت .وأنه يشكل أهمية قصوى لديه ..يبحث في فلسفة الوقت وأثره على الإنسان والمجتمع ،
لهذا نجد تكرار مفردة اللحظة في معظم قصصه ..ومن ذلك الباحثين عن لحظة ألق ،..بعثرة اللحظات ،عانت اللحظات من العتمة ، يغمر اللحظات ، يجتاح اللحظات ،الحنين للحظة ،تتحطم اللحظات ،لحظة قراري ،يالهول اللحظة ،في تلك اللحظة ،رصد وجع اللحظات ..
لهذا فلم يهتم بذكر أسماء الشخوص بقدر الاهتمام بالوصف والحالة ، فلم يذكر أسماء إلا في خمسة مواضع “محمد عبده “حاضرًا بصوته وأعنيته “الأماكن ” ويعكس ذلك تأثير المكان على الكاتب وارتباطه به في القصة الثانية والخمسين ، واسم أحمد في الدقيقة الثامنة والخمسين ، وعم احمدالبقال ، والطالب فيصل ،والدكتور إبراهيم في الدقيقة ..الستون…
** الأنماط الأدبية في المجموعة :-
استخدم الكاتب الأنماط الأدبية وأهمها
١- النمط الإخباري :-
حيث نقل الخبر بدقة واعتمد على الجمل الخبرية ..
ويظهر ذلك في معظم قصص المجموعة ..ونجد استخدام ضمير الغائب ..وتكرار حروف العطف ..مثل :-
مثل :- تمضي الثواني تعانق تيارات الانحسار ، في الدقيقة الثانية ،فتاة تخترق حصون الوقت في الدقيقة الرابعة ، وحبيبان يتهامسان ، و ؤقطنان ركنا قصيا ، ويجر عربة ذات إطارين ..وغير ذلك
٢- النمط السردي : ويظهر هذا في اعتماد الكاتب على السرد المباشر في نقل الأحداف الواقعية ..
٣ـ النمط الوصفي :- .
إضافة إلى السرد والإخبار نجد الوصف في المجموعة القصصية ، حيث اعتمد عليه الكاتب في نقل الحالات الإنسانية ، وبرع في الوصف الخارجي لشخوصه ..من خلال الشكل والملبس والهيئة ، مثل :
“البؤس ينطق من وجهه وملابسه ممزقه ،
بلباس ممزق وشعر أكث ، شاب طويل القامة نحيل القوام”
وبرع أكثر في الوصف الداخلي من خلال الغوص في سيكولوجية الشخصية ، و وأبعادها النفسية ، فكانت هذه الأبعاد النفسية هي المحرك لها
وهي الرابط بين قصص المجموعة ، وجاءت بديلا عن
الحدث الدرامي والحبكة ، وعزز هذا قدرة الكاتب على الإحساس بالآخر ،والنزعة الإنسانية لديه ، والشفافية
وكذلك المشهدية ، والبلاغة والتصوير ..
مثل :- يتراقص القلبان في تمازج.آسر ينسيان معه الألم ، لا ينظر إليك نظرة صياد، يبعث السرور بداخلك ، تحمل الرقة والحياء ،
في حين ظهرت بعض الأنماط بصورة ضعيفة مثل النمط الحواري وخاصة في الدقيقة الستين .
غابت الحبكة الدارمية لغلبة الوصف والسرد ، ولكن نجد بعضها في صورة حبكة نازلة وهي نفسية من خلال سيطرة اليأس على القصة من بدايتها لنهايتها ..
ونجد الحبكة الناجحة في الدقيقة الستين ..
تحياتي أسامة نور
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
دراسة نقدية لرواية ” شوغال” للكاتبةسارة خميس
بقلم الكاتبة الناقدة: وفاء عبدالحفيظ حسن “الأسطورة أصل التاريخ”
تختلف معتقدات الناس في اليمن حول صحة الأساطير والقصص الشعبية القديمة،بين من يرى أنها مجرد شخصيات خيالية شعبية، وبين من يؤمن بوجود بعضها على اعتبارها مخلوقات شيطانية من عالم الجن، شخصيات مثل” جارية الشهدة” ” غدار الدار” ” الصياد” ” الطاهش”
▪︎-قد تبين أنه على سبيل الحيطة لا ينبغي للباحثين أن يستهينوا بالعلاقة الوثيقة بين الأسطورة والتاريخ فمخترعو الأساطير عادة لا يخترعونها من العدم ، وإنما قد يصطنعون أقاصيص وتفاصيل ومبالغات حول أصول الحقائق التي تتوارثها الأجيال ،وتبليها الألسن ، وتعبث بها لكثرة التداول، في ثنايا مخلوقاتهم الأسطورية ،أضواء جمة إلى أسرار أنفسهم، وأسرار عصرهم ونصيب من تراث العصور،
▪︎- يقول الأديب اليمني عبد العزيز المقالح في كتاب{تيجان ملوك حمير وعجائب الهند}
إن الجانب التاريخي الأسطوري من الكتاب هو الذي يشوق الباحثين والأدباء، وذلك لأن الأساطير أصبحت هدفا في ذاتها، وأضحت قيمة أدبية وفنية وإنسانية والكتاب ( تيجان) هو كتاب عن سيرة وقصص ملوك مملكة حمير رواها محمد بن عبدالملك بن هشام في القرن الثالث الهجري والرابع عشر الميلادي يشمل على قصص سحرية عديدة ،قصة اكتشاف عالم جديد – التنين لتميزها من القصص الأسطورة وقد جعل الكاتب أم بلقيس ملكة سبأ من الجن،
▪︎- يقول المقالح عندما تقرأ التيجان لمؤلفه إن حكايات الكتاب تتحقق فيها كل شروط الواقعية السحرية،
▪︎- لوماركيز أو غيره من كتاب هذا التيار لقال فيه مثلما قال عندما قرأ أول فقرة من رواية المسخ لكافكا
▪︎- وكتاب تراثي آخر منسوب للمؤلف القبطان الرحالة” الهندي المسلم بزرك بن شهريار” عجائب الهند بره وبحره، فالغرقى بتنقلهم طير عظيم، والسمكة تتحول لامرأة والعكس والسلحفاة تتحول إلى جزر وقوتها الجيش الذين خرجوا من السفينة والغرام يحدث بين قرد وبحار.
▪︎- يقول الكاتب الأكاديمي والمؤلف عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر جاد أبو المجد
الواقعية السحرية بمفهومها الحديث تقوم على ثلاثة ارتباطات أساسية العجائبي الأسطوري والسريالي وهي كلها ترتبط بتطورات الفن الحديث، فالفن الروائي معقد متشابك يغور في أعماق النفس كاشفا عن الخبايا التي تنطوي عليها حياة الإنسان ، وكتاب الواقعية السحرية من أكثر الأدباء عمقا وقدرة على إقامة بناء حديث معقد لكن الفن الأدبي نفسه سهل.
▪︎- الكاتب الأرجنتيني الشهير ” خورخي لويس بورخيس، استفاد من أمثال هذه الكتب في كل اعماله وكتب كتاب الكائنات الخيالية التي جمع فيها كل ثقافات العالم.
▪︎ – الميثولوجيا اليمنية
===============
هى علم يبحث عن دراسة الأساطير والخرافات القديمة لأي مجتمع
▪︎واليمن أحد الشعوب التي تمتلك تراث أسطوري وخرافة له شبه بالأساطير اليونانية والرومانية القديمة، وهى محاولة من افراد المجتمع اليمني القديم لتسجيل اعتقاداتهم وعلاقاتهم بالآلهة ، وظفت الأسطورة المسرح لتعبر عن أوضاع الإنسان اليمني والعربي المعاصر
▪︎يقول المستشرقون عن اليمن بأنها وجدت قبل التاريخ البشري وإنها أقدم حضارة على وجه الأرض، يرجع تاريخها لاكثر من ١١٠ألف سنة وهي الموطن الأول للجنس البشري وأصل الهجرات البشرية والحضارة لن تتكرر حتى قيام الساعة ( حضارة فرعونية ، بابلية ، والسومرية والفرعونية البابلية .
▪︎-ألقت الكاتبة بمخزونها الثقافي اليمني الأسطوري في روايتها ” شوغال” وهي كلمة تعني في اللغة لجزر” شغل” وتأتي المشتقات منها تشغيل- شغيلة – وهي تعني (توظيف)
نأتي الى مدلول كلمة《 شوغال》 المقصود بها الملك الأحمر هو أحد ملوك الجن السبعة الأرضية الحاكمة ويتبع لولائه إلى احد الملوك العلوية وهو الملك( تسمسائيل) له اتباع جيوش ووزراء يتميز يعقوب بقوة خارقة كمالم يخسر حربا قط يمتاز بالخدع العسكرية وهو من المتطرفين في الدين وهو جدي جدا و نادرا ما يبتسم وكان اسمه في زمن النبي سليمان ( شوغال)
وهم يتكلمون كل اللغات مثلنا تماما ويقال أن لغتهم هي اللغة السومرية وهي لغة الجن ولا احد
يتكلمها إلا السحار والدجالين وفيها استدعاء للجن.
وتعني ( شوغال) المفيد وله بؤرة جغرافية، وسمى بالملك الأحمر لأن تاجه أحمر وعباءته حمراء ولتحضيره خاتم احمر من الياقوت والعقيق،
ومن يقرأ عنه بعناية يحضر له ، وحين صرفه بصرفه باحترام دون اغضابه،
المدخل للرواية
الكاتبة أعطت لنا وجبة دسمة من القصص والأساطير في عالم يكون موازيا تماما لعالمنا. تموج فيه الصراعات باشكالها كافة وقد اوضحت ذلك جيدا من خلال رؤيتها للرواية ، اعطت معلومات عن عالم خفي لكنه في الحقيقة يعيش بيننا وكأنه نحن بصورة رمزية للتطاحن والسباق والقتل والخيانة واللهث من اجل الثروات الخ.
▪︎ استهلت الكاتبة الرواية بملاحظات للقراءة لكي نعي الحكمة الغائبة من بين السطور ،التي رأت من خلالهاالقراءة المتأنية
في ص٩بدأت الكاتبة في الاستهلال بسؤال استنكاري من انتم؟!!
وبهذا السؤال كان الدخول للإجابة، حيث اوضحت أن عالم الجن هم العشائر ، الشعوب، القبائل البشر جميعهم وأنهم لا يستطيعون العيش بهيئتهم الحقيقة هم أبناء ابليس،
إشارة إلى أننا لا نختلف عن عالمهم قط
حيث أوضحت الأحداث المتسلسلة وفقاً للفصول أن عالم الجن له نفس التطلعات التي يسعى إليها حيث الصراعات التي آلت إليها الأحداث من تشويق وإثارة.
▪︎- إننا بني البشر نسير في الحياة وفق منظومة تجعلنا نخوض غمار المعارك بحثا عن الزاد او المنصب.
▪︎- نظل نلهث ونتبارى خلف الأحجيات والتركيبات المنمقة لنستسيغ ما نُقدم عليه وفق منظومة قام بترسيخها عبر الأزمان ليصل في هذا السباق المحموم بمنصب أو جاه أو مكسب ..وتدور الدوائر في المنوال الطويل لتسيير عملية الوجود والحياة،
▪︎- الرواية جعلتنا نرى أنفسنا من خلال منظومة الجن باختلاف طبقاتها ومناصبها وما آلت إليه القصة رسمت لنا حياة من خلال الإثارة الشيقة والمحزنة حيث يتناول القارئ الرواية من مفهوم خيالي تصوري رغم الحقائق التي جاءت في الرواية مدعمة بكتب قديمة ومن القرءان .
▪︎- في الصراع الدائر بين بتول الرقيقة الجميلة المحبة لظافر بطل قصتنا وتيماء الأخت التوأم وكيف كان التباين بينهما ؟ جعلتنا نتحدث عن نظرية ( ابن خلدون ) في كتابه الشهير مقدمة ابن خلدون( الإنسان ابن البيئة) لأنها تشكله تجعله يؤمن بأشياء ويظل يدافع عنها رغم أنها من الخطأ بمكانة.
▪︎- قصة شجرة الأخوين أو دم الأخويز مازالت تعطي الماء الأحمر ، السائل اللزج وهى على شكل مظلة عمرها آلاف السنين ، طولها يقرب من تسعة أمتار او العنقاء في جزيرة سقطرى ، هي من أهم اربع جزر الموجودة في العالم ، تضم اكثر من ١٩٠٠ نوعا من اندر أنواع النباتات ، هي لعلاج جميع الأمراض وتضم أيضا من الحيوانات الغريبة والطيور المستوطنة، وكثرت حولها القصص والقصة الحقيقية لقابيل وهابيل،
▪︎- ومن القصص التي حوتها الرواية قصة إرم ذات العماد والقصر وما فيه من كنوز ذهبية القصر المشيد.عن قوم عاد وهم قوم هود عليه السلام.
▪︎- سر بسطام الذي لم تفصح عنه الرواية إلا مؤخرا وسر شوغال الحفيد لأبي محرز الأحمر قبائل الحمر من الجن،
▪︎- تعرت حقيقة ” شوغال ” أمام ظافر و أظهرت أن بسطام والد ظافر هو نفسه، عندما أعجب بالملكة ” نجمة” ابنة الملك محرز الأحمر وتزوجها، وعلم ان والده تركه وترك امه للموت، لذلك يحقن نفسه للنيل منه،
والملك سنهار الجني ويريد قتل كل من ظافر بسطام وناهلة والخنساء لانه حرم من عشق للملكة نجمة التي فضلته عنه.
▪︎- أمنية ظافر أن يكون شوغال أخا حقيقيا وليس العدو
▪︎- لحظة إنسانية بشرية حيث جعلت شوغال يرق ويتاثر لكونه علم بأخيه ظافر تساقطت الدموع مما جعله متعجبا وقال: تبا لهؤلاء البشر وعواطفهم.
الكاتبة والقرآن
==========
أظهرت الكاتبة في ثنايا السرد أهمية الإيمان والتعلق بالأمل والنجاة هو همزة الوصل مع الله اليقين بالله ، تداعت ذلك كثيرا حيث توالت المحن والابتلاءات لمشوار ظافر وبتول حيث الرحمة والنجاة كلما ضاقت السبل امام المؤمن يوكل امره لله ولا يكف عن الدعاء.
▪︎- أبحرت بنا الكاتبة بسردية جميلة بسيطة سلسة لكل من يقرأ الرواية، والقارئ قد يعتقد أنه فيلم سينمائي يراه من خلال الوصف للطبيعةو السرد جعلنا نراه مصورًا امامنا
الشخصيات ورسمها
==========
قدمت لنا الشخصيات في صورة متجسدة لهم جميعا تكاد تكون ناطقة.
▪︎- حلقت بنا الكاتبة من خلال روايتها شوغال بين الأساطير والحقيقة والخيال لكنها أفردت لنا عالما موازيا لعالمنا بكل ما ينوط به من حياة كاملة لكل المجالات، حيث يجهل الكثيرون هذ العالم ، شكلت نسيج الرواية المنعطفات التي قد لا يعلمها القارئ ، وأثبتت من خلال القصص التي جاء ذكرها أنها لها مدلول تاريخي حضاري وليس محض الصدفة او الاختلاق.
ملاحظات: أظهر الراوي العليم أنه كان يخاطبنا نحن القراء ثم يكمل بضمير الغائب، الحقيقة ،وجدتها غير لائقة، لأنها تخرجنا من الحدث للحكمة ومواقف الحياة.
في الاستهلال طالبت الكاتبة القراءة بعناية ليقف القارئ على الحكمة والثبات على الإيمان في مقدمة الرواية. هذا أيضا غير محبذ.
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
الفنون التشكيلية
مشاريع تخرج طلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية
اسم الطالب :عبدالرحمن سعيد أمين
اسم المشروع تميمة الحضارات
تحت اشراف الدكتورة منى رجب والمعيدة منه عباس
الخامات المستخدمة: (الرخام والجرانيت والاحجار الطبيعية الرملية والجيرية)
فكرة المشروع : لطالما كانت الفنون المختلفة من (عمارة ونحت وتصوير) قوام أي حضارة إنسانية منذ فجر التاريخ ، لذلك تناول الطالب في مشروعه مختلف الفنون من عمارة ونحت وتصوير من مختلف الحضارات والتي تميزت برونق خاص وطابع فريد لكل حضارة إنسانية تشهد علي تميز الانسان وعظمته.
تناول الطالب بعضا من فنون العمارة والنحت والتصوير (تيجان الاعمدة وقباب الكنائس ومشربيات المساجد والقلاع والنقوش والكتابات المصرية القديمة والزخارف الإسلامية والرومانية والقبطية والكتابات العربية والنحت المصري القديم البارز الملون… الخ
كما تناول الحضارات المصرية القديمة واليونانية والقبطية والاسلامية خاصة وأنها الحضارات التي شكلت لمدينة الإسكندرية طابعها الفريد ورونقها الخاص.
مما لاشك فيه أن الفن هو الذي يؤرخ للحضارات المختلفة ورموزه وزخارفه وعناصره هي التي تعبر عن ثقافة الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم وذلك كان سببا لاختيار المشروع الخاص بكلية الفنون الجميلة.
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
اسم المشروع / تميمة الحضارات
الطالبة/مريم حسين محمد حسين
تحت إشراف/د:منى على رجب
المعيدة/ منة الله محمد عباس
-خريجة كليه فنون جميلة جامعة الاسكندرية-قسم تصوير جدارى
-تم استخدام الخامات الطبيعية فى المشروع لأنها تدوم أكثر من الخامات المصنعة بسبب ظروف الجو كالشتاء ، ومن الخامات التى تم استخدامها هى : الحجر الرملى، الجرانيت ،الرخام و المايكا
-تم طرح الفكرة لتجميل سور كلية الفنون الجميلة بمبنى مظلوم وجاءت بعد المناقشة مع دكتورة منى علي رجب ، و اختيار بعض الحضارات التى تمثل الفن مثل الحضارة الرومانية اليونانية ، الحضارة المصرية القديمة و الحضارة الإسلامية مع تجميع بعض الرموز و الكتابات الخاصة بكل حضارة منهم وعرضهم فى مساحة التصميم بمساحة ٢٥×٤٠ بالكولاج ليتم تعليقه على جدارية بمبنى مظلوم مساحتها متر ×٢متر لكل طالب ، الجدارية مكونة من ١٣ طالب وقد استغرق العمل مدة شهر و أسبوع.
-وتم دراسه الحضارات المختلفه و تاريخ الفن لأن الفن هو ما يؤرخ للحضارات المختلفة ورموزها وزخارفها وعناصرها حيث يعبر عن ثقافه الشعوب وعن تقاليدهم ومعتقداتهم.
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
ق ق ج و الومضات و الرباعيات
حبات الكرز ….رباعيات بقلم أ. ابتسام عبد الصبور
سلامات
تحييني بطرف عنييك
وتغضب لو ما أقول سلامات
فقولي ازاي أرد عليك
وأنا قلبي في حبك مات؟
وصال
شوف وصالك يا جماله
وفـ خصامك ألف عِبره
شفت وسع الكون بحالُه
فجأة يبقى خُرم إبرة
لذيذ
مسكَّر، ممرر، ما تعرف تدوق
بتغضب.. ألاقي زماني لَطَش
ولما بتهدى وقلبك يروق
ألذ من الشُرب بعد العطش
لجوء
في الفراق الأرض منفى
ينتحر قلبي بهدوء
إن ما كنتش وطني يكفَى
إني بطلب ليك لجوء
أميرة
أولَى أنا.. والأخيرة
والكل عندَك سَفاري
واللي بيعشق أميرة
ماتخاف عليه م الجواري
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
قصص قصيرة جداً بقلم بهية إبراهيم الشاذلي
اغْتصَابٌ
أغرَتْهُ بِرَشَاقَةِ قَوَامِهَا وَعِطْرِهَا الْمَعْهُودِ، اعْتَصَرَهَا بِأَنَامِلِهِ وارْتَشفَ عَبَقَهَا؛ تَسَلَّلتْ إلى وَجْدَانِهِ وَشَرَايِينِهِ وَ… رِئَتَيْهِ.
تجديدٌ متناقِضٌ
دَاهَمَهَا العُمُرُ، ابْيَضَّ شَعْرُهَا، حَمْلٌ وَإِنْجَابٌ، طَهْيٌ وَتَنْظِيفٌ، كُلُّ يَوْمٍ تُجَدِّدُ نَشَاطَهَا وتَنْشُرُ حَنَانَهَا… فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ بَكَتْهَا السَّمَاءُ؛ كَانَ صَبَاحُهَا مُخْتَلِفًا عِنْدَمَا جَدَّدَ زَوْجُهَا شَبَابَهُ.
تِيهٌ
ضَاقَتْ بِهِمُ الدُّنْيَا وَتَقَطَّعَتِ الأَسْبَابُ، رَكِبُوا البَحْرَ، لاطَمَتْهُمُ الأَمْوَاجُ… التَقَمَتْهُمُ الحِيتَانُ؛ طَفِقُوا يُسَبِّحُون.
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
باقة من الومضات القصصيّة بقلم: عاشور زكي وهبة – مصر
١.عاقبةٌ
جُرحَتِ الأفعى؛ اِلْتَهَمَها النملُ.
٢.فيسبوك
استحوذتْ عليه (ميتا)؛ مَنَحَتِ الأصدقاءَ الموتَ.
٣.تغريبٌ
أعجمَ اللسانُ؛ تلعثمَ البيانُ.
٤.ضلالٌ
ألَّهَ هواهُ؛ كفرتْ به حواسُهُ.
٥.خلودٌ
تسرَّبتْ سنواتُ العمرِ؛ عتَّقتْها طيِّباتُ الذِّكْرِ.
٦.خلودٌ
بقرَ القلبَ؛ قبرَ الحُبَّ.
٧.خلودٌ
بقرَ الفؤادَ؛ قبرَ الودادَ.
٨.عبوديّةٌ
اتَّخذوا القوَّةَ قِبلَةً؛ فقدوا البوصلةَ.
٩.فَرَجٌ
ضاقتْ عليهمُ الأرضُ؛ وَسِعَتْهمُ رحمةُ السماء.
١٠.تغييبٌ
وأدوا بذرةَ الورعِ؛ ترعرعتْ شجرةُ البدعِ.
١١.تخطيطٌ
أزالَ الدَّعمَ؛ زاولَ العَدَمَ.
١٢.بلاءٌ
سعى إلى الرّاحةِ؛ قَيَّدَهُ الكَبَدُ.
الثلاثاء 2024/3/26
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
الأدب و النثر
“خشخشة خُلخال” بقلم سامح رشاد
أيتها المرأة الغريبة
لما تلوذين بالحقيقة دائمًا؟
إن السمع والبصر والفؤاد أدوات لخداع المخيلة.
حينما يندرج الليلُ تحت نوافذي
وأتأهبُ لملاقاة النوم على أرائك اللذة
أتباطأ في الخطو لأرقد وحيدًا على الرملِ
وأتدحرجُ دحرجة خفيفة_ خفيفة_ خفية
فيما يطوقني النُعاس بيديه الرحيمتين
ألتفُ حول نفسي كاليرقة
وأتشرنقُ بالودْق الأحمر والبرقِ
إذ أسمع خشخشة خلخالكِ تقعقع في الخلاء
وأرى جواهر نعليكِ تتناثر في الأركان
أفككُ شرايين ساعتي القديمة وأحقنها بالكافيين
أزيح غبار النومِ بالحواسَّ الخمسِ وبالهيئة
أنسى كوابيسي اللّيلية والنهارية
وألملمُ بعضًا من حبات
الخردل والصبار المتطاول فوق نافذتي
لأعجنهم في تنور وسادتي الفضفاضة
أشدُ قطيفة الليل بخيط البصيرة
وأقفُ وحيدًا على الحافة
لأنظرٌ إليكِ ….. أتطلعُ كثيرًا
وها أنتِ ذي تدعكين الذراعين الأبيضين بالفراغِ
وتنظرين إليٌ بعينين
غمازتين
همازتين
لمٌازتين
تجودان بالتأخيذِ والسحرِ
إذ أراكِ تفترشين الأفقَ تستضحكين وتنصبين فخاخ سُننكِ وغرائبكِ
لتربطي المجرة في طرفِ شالكِ الأخضر وحول رقبتكِ
وأنا أقفُ ساهمًا سهوم الموتى
أيتها المصبوبة من النرجسِ وعصائر الحجر الكريم رحمةً بنا ومتاعًا.
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
” قل لي” …. بقلم رويدا المصري
ولا أدري…
كيف… هرب قلبي إليك…
ما أن سمعتك..
تهمس لي ” صباحك سكر “…
و..كأنه يتيم..
لمح فبك.. طيف أم…و..أب…
ونسيت…من أنا…
ونسيت…
أن أصلي …صلاة الاستخارة..
عفوك…سر العمر..
أعترف ..أنني اكذب..
لم أنس..
بل تعمدت..
خوفا..من أن لا تحمل لي البشائر..
وقلبي….يهواك..
وعيوني..تتمنى رضاك..
أسالك..
بالله عليك…
بماذا أوحيت لعمري….
كي ينصاع..لأوامرك..؟؟،،
و….كيف ارتد..
عن كل ما آمن به يوما..
بالله عليك..
كيف أقنعته…
أن يزهد ..في كل الدنيا..
ويكتفي بك…وحدك…؟؟؟؟
لا يريد سواك..
أنت دنياه..
أنت العمر…واغلى..
وليتك…
أخبرتني..
عندما همست لي ‘ صباحك سكر “
أين يسكن الغياب…
علني..اذهب إليه..
يراني.. كم أنا متعبة..
فيخجل مني…يخجل…ويخجل…
ويذوب… كالشمع…
ونلتقي.. أنا…وانت..
سر العمر..
صباحك سكر..
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
نثر شاعري : منفى الغياب … بقلم محمود فهمي
وتعود خاليةالوفاض
ودمها ممزوج بالألم
ونبضات قلبها
مرتعشة كعصفور
هارب من برد
وأعاصير الشتاء
وترمق زاوية
الغرفة الباردة
بطرف عينيها
يتسلل منها
شعاع نور
يسرق
عتمة المكان
وتعود إلى طاولة
ذكرياتها القديمة
وفكرها مهلهل
كقطعة قماش بالية
انتصف الليل
كما انتصف قلبها
نصفين
نصف مستقر
بخلجات صدرها
ونصف متعب
وشارد على
طريق متعرج
تترقب محطات
وصول
لاتأتي
وإشارات انتظار
لاتنتهي
في أقصى
غابات الحزن
وفي الطرف الآخر
الخفي
من هذا العالم
تعشش الحكايات
ويولد فيها الحب
كائن حي
قد يموت
نهاية الطريق
أسفل شجرة التوت
تذبل أحلامنا
تتساقط أوراقنا
باهتة بلون الخريف
في منفى الغياب
وفي عمق النهر
تمساح جائع
يلتهم ما تبقى
من أحلامنا
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
شعر العامية
يصيح الديك …. شعر حسن ابو عرب
يصيح الديك
على النايمين يصحيهم
وع الغافلين يوعِّيهُم
بصوت صداح بيشجيهم
ياريت الخلق تسْمَّع لُّه
يصيح الديك
فى وِدن الفجر
يندهلُوا
يِقُوم الفجر يتوضا
ويغسِل م الظلام جهلُه
يقيم الفرض والسُّنَّه
كليل قام صلى لنوافلُه
ياليل امبارح الماضي
لانا جلاد ولا قاضي
وغير راضي
عن اللي بيسِبُوا
واتسافلُوا
يا أرض وعاشقه
للسموات
مطر نازل
كما القُبُلَات
فيِحيِّى فيها
كل موَات
ونهر بيحضُ الشطآن
كما سكرَان بيتهَادَى
على مَهلُه
فتحبل أرضنا بالخير
يكَفيِنَا وِكَفِّي الغير
ولسه ضمير
وطن عاشقُه غنى وفقير
ومهما اتفقوا واختلفوا
هنتحاسب على الكلمه
وع الهمزه وع اللمزه
هنتحاسب على مسكين
وعنه الكل ليه اتغافلوا
يا أُمه لاقوه ولا حَوْلَ
ياريت مساكينها يتكافلوا
فَخُد زاد الرحيل تقوى
على نَفسَك كن الأقوى
ولا تهتم بِشطَانَك
ولاتهتم بجحافلُوا
شهور بتمر بهلالها
لمين دامت على حالها
قلوب وعليها أقفَالها
مازال المولى يمهِلهَا
مِن الآخرَه وأهوالها
يابخت اللى بيسعَالهَا
وخَد ويَّاه جميع أهلُه
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
خليك بعيد ……بقلم معوض حلمي الفلاح الفصيح
من مده والحلم مخاصمني
من يوم ماشوفتك وقتها
سحابه بتمطر فرح
على أرض قلبي البور
سقاها نور والشوق طرح
شافوني أهل الخطوه
حسبوني واحد منهم
خاب ظنهم لما انفعال الروح بدا
لما ابتدا دمعي يشقشق ع الخدود
ويشق عود الصبر ويبدد وعود
ومعادش باقي من ملامحك غير خيال
غير إعتلال الروح ساعة الفراق
والأهه تايهه في المتاهه تنوح
وجروح بتوسع ف المدى وتكسر ضلوع
تفتكر ساعة الرجوع
ممكن مشاعر لفها توب الكفن تلبس جديد
أنا مش سعيد
ولاعيد هايجي برجعتك
ياريت تطول غربتك
خليك بعيد ،،، خليك بعيد
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
هنعمل إيه….شعر جيهان النجار
بالله عليك إديني فرصة اسكت
إديني فرصة انام..
اشتقت للأحلام اللي ف سياق عادي
…اللي تعوز تفسير
اللي تشوفها تقول..
يارب تطلع خير
اشتقت لحواسي اشتقت للتفكير
مشتاقة اروح واجي جوايا وبراحتي
محملش هم ازاي أو اسئلة تافهة
مش عايزة اشوف كلمات بتهز ف كتافها
تحاصرني بمعاني ملهاش مع الروح عيش باللهِ نفسي أعيش…..بطريقتي وعلى ذوقي
عديني من بين عينيك …سيب
طرف ديل شوقي
الصبر بقي ينهج
….. نَفس الهوى مقطوع
أول كتاب المحبة فيه حديث موضوع
واهو هوه ده الموضوع….
الصبر مش منهج
حبة هدوء لله….. إديني لو اسبوع… أضبط زوايايا…….
محتاجة اصالح حواسي الخمسة ويايا …
أنا بارفع الراية مستسلمة ل الليل
بالي معادش طويل….والقلب مش ماشي
بيقف كتير وساعات يحلف ماهو معدي
ويقف كتير ضدي….. قلب ابن قلب عليل
وشعوره مش قدي…..لكن هنعمل ايه.
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
وارث ومين يورثك ….شعر السيد الشيتى
وارث ومين يورثك
وهتاخد ايه وياك
سودت ليه صفحتك
سيبت الشيطان أغراك
وطفيت شموع سكتك
ونسيت حدود دنياك
شتت شمل الأُسَر
خاصموا السعاده معاك
وبقيت عديم النظر
شايف الحرير اشواك
عمى عنيك الطمع
صلة الرحم نساك
تتغطى ليه بالزمن
من عزتك عَرَّاك
وباعوك ف سوق العَفَن
زرعوا الفساد جواك
ودفعت عمرك تمن
لما الضمير جافاك
مهما الزمن ينصفك
لازم ف يوم ينساك
تلهث وراه يسبقك
وسرابه يجرى وراك
تكذب وبيصدقك
صاحبك ف كل خطاك
نَفَسك وراه انقطع
خليته يتحداك
وهتاخد ايه م الزمن
عمرك خلص ورماك
هتاخد ايه غير كفن
والدود هيستناك
الظلم كان شرعتك
كان دنيتك وهَناك
الكذب تتنفسه
عن الحقيقه عماك
يال اشتريت دنيتك
مين ع الرضا عَصّاك؟
هتسيب لجيل غلطتك
قلبك مريض أساك
لو شفت نور سكتك
كان الضمير صحاك
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
من دواعي سروري …. شعر وافي إسماعيل الشلبي
يا نسمة بتعدي الطريق
متعكزة متلذذة ببهجة صباح
يا حنينة يا مونسة كل اللي راح
يا داقة على كل البيبان
يا ملونة كل الحيطان
يا فاردة لضلوعك كما أذيال سراب
مجتاحة كل المجروحين
متلخبطة بين نار وطين
والإسم ايه قالوا إلحقوا
دي غيوم سحاب
لمتنا تسحق في الألم زي التراب
والنظرة بتعاكس شجن
وقت أما غاب
ليه الهنا يبعد سنة ومفيش عتاب
شرقت مشاعر ضينا وهج بضباب
روينا كام ناب للألم ري الكِداب
وربطنا ناف على أتب الهموم
مين إستجاب!
لملم قلوع الصبر فرفط للتقاوي
إشتل جذور الحب ولكل اللي ناوي
حدد حيضان القلب دندن للغناوي
دا أكل عيش يا وله ولا انت هاوي
ناوي يلف السواقي وتطلع الميه
تغمر غيطان الشراقي بمحبة وتحية
للنظرة والهمسة ترياق جميل جاري
حال الصلاة ع النبي شادد لأوتاري
ألفين صلاة ع الزين بالقلب ضى العين
نبع السرور بالورى في الأصل يوم إثنين
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
نبضك مخيف ……شعر وحيد علي الجمال
الموت خطف 100الف حتة ..
من مسافة انتظاري للرجوع
المستحيل
من عمر مربوط في الوتد
على سرج مهر الراحلين
مااتغيرتش ساعة الزمن
من وقت كنا صغيرين
القلب مكتوب في الدفاتر
طفل شايب عدى فوق الاربعين
مفطوم على وجع السنين
ماتسرسبيش دمعك في جوفي
تعطلي لف السواقي
مرهون ومكتوب في البواقي
النور طفا وقت الصلاة
وانا لسه بخطف م الشتا
فرض العيون النعسانين
من قلب حضنك
كنت مستني التذاكر
القطر مشغول بالاماكن
جنب شباك السكوت
معرفشي ليه كان نفسي اعوم
اليافطة مكتوبة عشاني
من فوق محطة ذكرياتك
ممنوع تصوم وقت الغيوم
وساني صوت من قلب ذاتي
حاول تقوم دي محطة شوم
مافيهاش زمن ولا اماكن
مافيهاش مسافر
من غير هموم
نداهه كانت رابطة راسي
فتحت بيبان تصرخ تزوم
وظهوري فيكي اضطراري
من لما اعلنتي احتلالى
وقت انسحابي
كان مستحيل اشهد على إقرار جديد
عمر التنازل ف الهزايم
مايعيش ولا يصبح دليل
فتشت كل الموجودين
مالقتش موجود حد غيرى
وبرغم عارف خط سيرى
خبتني فيكي وانتى بتبيعي الطريق
مين قطع الورق اللي راسم
شكل القصائد في المراكب
انا كنت راكن ذكرياتي
جنب تفتيش الكمين
ومنعت غيرك يستفيد
ماتكدبييش ابدا عليهم
اعلني حقك وثوري
دم شريانك حدودي
انت ذاتي والوريث
جوه الغيطان عند الهويس
هتلاقى اسمك جوه دبله
في وسط هيش
نبضك مخيف
زلزال بيضرب بإستماتة
مقدرشي يهزم
أو يقرب من فؤادة
عتريس بظلمة للجميع
لكنه كان راجل عفيف
متصدقيش أن الصوان
منصوب عشاني
ولا حتى صوت الميتين
راجع اكيد بس مش لاقي تذاكر
كل الاماكن محجوزين
سامحيني لو جتلك قتيل
…..وحيد علي الجمال……..
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
ارمي وجعك …. شعر اشرف الشناوي شاعر عاميه البرامون – المنصوره
ماتسيبش نفسك
للوجع.
أو للدموع
الضلمه دايما تختفي
بضي الشموع
حلمك المركون
في قلبك
احضنه بكل الضلوع
بكره جايلك بالأماني
وضحكتك تملا النجوع
اوعي تفتح للوجع
باب وتداديه
دا اللي ضاع من فرحتك
يوم هتلاقيه
بكره تلقى الفجر طالع
بالحكاوي وانت فيه
مهما كان جرحك عفي
حبة امل
أو بابتسامتك هتداريه
واوعي روحك تنكسر
لو حتى ايه
عيش حياتك
وارمي وجعك تحت رجلك
دوس عليه
كمل المشوار وعافر
حتى لو من غير جنيه
بكره توصل للأماني
ودنيتك ترقص باليه
غني ويا الجرح دايما
وابتسم ماتقولش ليه
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
بدون مواعيد …. شعر شيماء عادل
حتي الايام
ما بقتش بتحضن اوجاعنا
واهو اي كلام مكسور م الحزن بيوجعنا
ونسيب الدنيا تعشمنا
بأحلام تتعاش
ونصدق منها ضحكتها
وف ثانيه الحلم بيتبخر
يحتاج انعاش
انا مش زعلان
غير م الايام
بتعشم قلبنا بالفرحة
والفرحة ف دنيتنا
ما تتعاش
قرب من حلمك لو خطوة
يسبق خطوات
لكن لبعيد
واوعاك تتعشم ف الفرحة
وان كان يوم عيد
ماهي دنيا وقلابه ف ثانيه
والغدر بييجي بدون مواعيد
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️
السياحة و التاريخ
نوستالجيا الفن وحلقة عن “تاريخ المسرح القومي”… محمد كمال سالم
الفنُّ قديمٌ قِدَمَ ميلاد الكون، هبةٌ من الله وإلهامٌ لابنِ آدمَ كما ألهمه باكتشافِ الجاذبية والكهرباء والذرة وانشطارها وكلِّ شيءٍ، كلِّ شيء.
والمسرحُ أيضًا قديمٌ قِدَمَ الإنسان؛ فهو أبو الفنون. في البدءِ كانت الإشارةُ ثم الكلمة، ثم فنُّ التعبير التمثيلي، ثم الموسيقى التصويرية والغناء والاستعراض والمكياج والملابس والديكور ورسم الدعاية والإعلان. المسرحُ هو أبو كل هذه الفنون، هو الفنُّ الأول على هذه البسيطة.
_والمسرح القومي المصري هو مسرح الدولة الذي يتبع وزارةَ الثقافة. هو الهادفُ إلى تقديم الأعمالِ المعتبرة والعالمية الهادفة ذات القيمة الإنسانية والمبادئ، لذلك فهو ليس هادفًا للربح مثل المسرح التجاري والسياحي الذي انتشر في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وكانت الريادة فيه بالطبع لمصر وفنانيها الذين نشروه بالتبعية بعد ذلك في معظم البلدان العربية.
وقد شيد المسرحَ القوميَّ الخديوي إسماعيل سنة ١٨٦٩م في منطقة الأزبكية؛ حيث كان معنيًا، أي الخديوي، بنقل كل ثقافات الغرب ومدنيته إلى مصر وجعل القاهرة واحدةً من أعظم المدن في العالم على غرار باريس ولندن وكل مدن العالم المتقدم، فقد كان مولعًا بهذا الأمر.
وأصبح المسرح القومي من أبرز العلامات الثقافية في الشرق الأوسط؛ حيث قدَّم معظم الأعمال والروايات العالمية، وأصبح منارةً فنيةً يحج إليها كل مبدعي العالم العربي وفنانيه
_توقف العملُ في المسرح القومي مراتٍ عدة لأسبابٍ سياسيةٍ أو انتقاليةٍ في عمر الوطن وأثناء الحروب، وكذلك عندما شبَّ حريقٌ في صالة العرض حيث كان خاليًا وذلك في ٢٧ سبتمبر من عام ٢٠٠٨م، لكنه كان يعود كل مرة أعظم وأقوى مما كان.
قدَّم المسرحُ القوميُّ لعالم التمثيل والفن المصري أعظم نجوم القرن التاسع عشر والقرن العشرين مثل: زكي طليمات، سعد أردش، جلال الشرقاوي، سميحة أيوب، عايدة عبد العزيز، أمينة رزق، سميرة عبد العزيز، محمود ياسين، نور الشريف، أشرف عبد الغفور، محمود الحديني، والكثير الكثير؛ وذلك على سبيل المثال لا الحصر، فالمقام لا يتسع للإسهاب في المقال.
وكذلك قدَّم المسرحُ القوميُّ أعظمَ المسرحيات العالمية والعربية مثل: عطيل، أوديب، روميو وجولييت، راسبوتين، الناصر صلاح الدين، لعبة السلطان. ولقد شاهدتُ الأخيرة بنفسي على المسرح وكانت مباراةً تمثيليةً حامية الوطيس بين العظيمين نور الشريف وأشرف عبد الغفور (هارون الرشيد وجعفر البرمكي)؛ لم أرَ مثيلتها من حيث الإثارة والمتعة أبداً بعد ذلك، وكان يشاركهما البطولة محمد وفيق وعايدة عبد العزيز.
تاريخٌ من الأصالة والعظمة ما زال يمثله المسرحُ القوميُّ، بيد أنه يفتقد لهذه العناصر الأكاديمية الفذة التي تلقت هذه الفنون في أعظم المدارس الأوروبية ونقلتها لبلادنا حتى وصل بها الأمر إلى أنها كانت تقف على قدم المساواة مع المسرح الأوروبي.
_يدير المسرحَ القوميَّ الآن الفنانُ القديرُ أيمن الشيوي.
_يقدِّم المسرحُ القومي مسرحيةً غنائيةً تحت عنوان (مش روميو وجولييت) بطولة: علي الحجار، رانيا فريد شوقي، إخراج عصام السيد.
اضغط و شاهد الفيديو
وأخيرًا، شكرًا جزيلاً لحسن استقبالكم وإلى حلقة جديدة بإذن الله.
◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️◾️