لننهضْ … شعر القس جوزيف إيليا


لننهضْ قد كفانا ما لقِينا
خِفافًا نزرعُ الصّحراءَ تِينا

ونسكبُ ماءَنا يُحيي السّواقي
ونجعلُ ما غدا هشًّا متينا

نحطِّمُ جرّةَ الألغازِ نرجو
وحُمّى الشّكِّ تُرهقُنا يقينا

على ما شلَّنا نرمي حَصانا
ونجري للمعاركِ مسرعينا

نردِّدُ : بعدُ لن نرضى انهزامًا
ولن نحيا أَسارى مُحبَطينا

فإنّا مِنْ منازلةِ الرّزايا
تعبْنا مِنْ صواعقِها شقِينا

فهل مِنْ بسمةٍ للشّمسِ تُرجى
تهشِّمُ عتْمةً سادت سنينا

وإيقاعٍ نجدِّدُهُ عليهِ
نُرقِّصُ ما ذوى وانهارَ فينا؟

وهل مِنْ صحوةٍ تمحو جنونًا
وما يُثري عوالمَنا تُرينا؟

فقد غُصنا بوحلِ السُّقْمِ نُعطى
دواءً زادَنا سُقْمًا وطينا

لنا الخلّاقُ جنّاتٍ حَبانا
ولمْ يبخلْ بما شئنا علينا

ونحنُ بجوفِها شوكًا ملأْنا
ورحنا في جحيمٍ مكتوينا

وأمسينا وقد طاشت رؤانا
إلى شطآنِ جهلٍ مبحرينا

نجوعُ ونعطشُ الأوجاعُ تنمو
ونُحني للصّعاليكِ الجبينا

ونُمحى تختفي ألوانُنا يا
لخيبتِنا وآهٍ كم بَلِينا

وكم بِتْنا على النّكساتِ نصحو
ونحو الخَلْفِ نرجِعُ منهَكينا

فهل مِنْ عودةٍ تُرجى إلى ما
بهِ الإنسانُ لا يشكو أنينا؟

يجدِّدُ روحَهُ والقيدَ يأبى
ويَلقى مِنْ يدِ الأيّامِ لِينا

وكنزُ الأرضِ يرميهِ ويسعى
ليكنزَ في العُلى كنزًا ثمينا

لننهضْ بحرُنا يأبى انصياعًا

لنا إنْ فيهِ لمْ نُطلِقْ سفينا

اقرأ باقي العدد ١٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى