وَشَمُّ…. قِصَّةٌ قَصِيرَةٌ بقلم أَمَلُ إِسْماعِيل حامِد جُمْعَة /السُودانَ


وَشَمُّ…. قِصَّةٌ قَصِيرَةٌ بقلم أَمَلُ إِسْماعِيل حامِد جُمْعَة /السُودانَ

بِتَثاقُلٍ نَهَضَتْ صَوْبَ الحَمّامِ تَغْسِلُ قازُوراتِ الحاضِرِ، وَتُجَفِّفُ أَنِينَ الماضِي، فَهِيَ الَّتِي تُعانِي أَلَمَ مُنْذُ بَواكِيرِ الطُفُولَةِ، فَصَدَمَتْها الأُولَى كانَتْ بِآلَةٍ حادَّةٍ!! عِنْدَ خِتانِها.. شَعَرَت بِالغَثَيانِ عِنْدَما تَذَكَّرَ ذاكَ الصَباحَ، وَقَفَتْ تَتَأَمَّلُ فِي المَرْأَةِ تِلْكَ الذَوائِبَ البَيْضاءَ أَمْسَكَتْ بِواحِدَةٍ، وَهِيَ تَلُفُّها فِي إِصْبَعِها حَتَّى تَقْطَعَها، فَجْأَةً!! تَذَكَّرَتْ مَوْعِدَها المَضْرُوبَ مَعَ طَبِيبِها، اِرْتَدَتْ عَباءَةً سَوْداءَ، وَأَحْكَمَتْ تِلْكَ النَظّارَةَ السَوْداءَ، وَخَرَجَتْ أَوْقَفَتْ الباصَ، وَدَلَفَتْ حَتَّى وَجَدَتْ لَها مَقْعَدٌ بِجِوارِ النافِذَةِ، تَلَفَّتَتْ بِسُرْعَةٍ حَوْلَها وَجَلَسَتْ، أَمْعَنَتْ النَظَرَ فِي رُكّابِ البَصِّ كُلٌّ مِنْهُمْ غارِقاً فِي هُمُومِهِ، وَيَتَهادَى البَصُّ فِي الطُرُقاتِ يُصْدِرُ صَرِيراً حادّاً كَذٰلِكَ الَّذِي تُحِسُّهُ بِداخِلِها، فَهِيَ الَّتِي تُعانِي صِراعَ المُتْعَةِ، وَالبَقاءَ، وَالسَعادَةَ، وَالحُزْنَ، وَالأَلَمَ، وَالذِكْرَياتِ.لا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَمْحَى مِنْ مُخَيِّلَتِها تِلْكَ الجَرِيمَةَ الَّتِي اُرْتُكِبَتْ بِحَقِّها، حَتَّى طَبِيبُها كانَ يُحاوِلُ أَنْ يُساعِدَها أَنْ تَتَجاوَزَ تِلْكَ المِحْنَةَ.ظَلَّتْ غائِرَةً فِي أَعْماقِها
حَتَّى عِنْدَ التَشافِي. ظَلَّتْ حَبِيسَةَ آلَةٍ حادَّةٍ. أَفْقَدَتْها زَوْجُها. فَهِيَ أُنْثَى بِطَعْمِ الصَقِيعِ، وَكُلُّ مُحاوَلَتِهِ لِدَفْعِها باتَتْ حُلْماً.