ما أقبحَ العجز ! ….شعرد.جميل أحمد شريقي( تيسير البسيطة ) – سورية


ما أقبحَ العجز ! ….شعر
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة ) – سورية

في غفلةٍ من عيونِ الدهر ِوالرتبِ
ناغى الصغيرُ عجوزاً ملَّ من طلبِ
كلاهما راكبٌ رغماً بمركبةٍ
مابين مرتقبٍ فيها ومنقلبِ
أما العجوزُ فقد غالى بنظرته
كأنه ناطقٌ بالشكِّ والريَبِ
يقول في سرّه: يا ليتَ ترجعني
تلك الليالي لعمرٍ ضاع في التعبِ
ما أجملَ الطفلَ لو يدري بقادمِهِ!
واجملَ العيشَ في كمٍّ من الشغبِ!
مضى الشبابُ وعودُ الزهرِ منكسرٌ
وخطوةُ الأمسِ قد أمست من الرغَبِ
يا للبراءةِ تغفو وهي سالمة ٌ
في حصنِ حارسةٍ أقوى من الشهبِ
هل يرجعُ العمرُ أم نمضي لغايتنا ؟
كلُّ الجمالِ مضى في مسرعِ الحقبِ
أما الصغيرُ فقد ناغى لصاحبنا
مابينَ مبتعدٍ حيناً ومقترِبِ
يغازلُ العاجزَ التعبانَ في ولهٍ
يعيدُ للجدِّ بعضَ مفاصلِ العجبِ
براءةُ الطفلِ في عينِ الورى نِعَمُ
تجدِّدُ الشكرَ رغمَ الهمِّ بالطربِ
بالأمسِ كنا وكفُّ الأهلِ تدفعُنا
واليومَ يدفعُنا من ملَّ من نَسبِ
ما أقبحَ العجزَ مدفوعاً على عجلٍ
وأجملَ الطفلَ مرتاحاً بكفِّ أبِ!