ماتت أميرة … قصة قصيرة بقلم .. أحمد فؤاد الهادي


ماتت أميرة … قصة قصيرة بقلم .. أحمد فؤاد الهادي

ولدت فأسموها أميرة، بمرور الأيام اكتشفوا أنها تعاني من أشياء غير مفهومة، نوبات من التشنج والإغماء، لم يتركوا بابا لتشخيص حالتها وعلاجها إلا طرقوه، حتى المشعوذين لجأوا إليهم يأسا، قال الأطباء أنها تعاني من شحنات كهربائية زائدة في المخ.
حاولوا أن يتعايشوا مع واقع استسلموا أنه قدر لا مفر منه، لم تفلح محاولاتهم لدمجها في مجتمع المدارس، اكتشفوا أنها تحب الرسم، دفعوها ليوفروا لها شيئا من الاستمتاع بحياتها.
هي مبتسمة دائما وكأنها تتجنب أن ينظر إليها بشفقة تبدو على الوجوه، لازمت البيت تحيطها أمها وأبوها بالرعاية المكثفة من دواء مختلف أنواعه يجنبها مواجهة تلك النوبات التي تضعها على حافة الموت.
عندما تجاوزت الخامسة والأربعين ماتت أمها ولحق بها أبوها، زادت الوحشة قسوة، ليس هناك من يملأ ما تركه الوالدان من فراغ هائل.
هي عاشقة للإذاعة، كم من مرة تتصل بي لتثني على عمل من أعمالي سمعته في الراديو.
لا أدري: هل كانت الحسرة رابضة في صدرها وعزة نفسها تأبى أن تبديها؟
أم أن الله قد عفاها من تلك المعاناة رحمة بها.
ماتت أميرة ابنة أخي ظهر اليوم لتلحق بأمها وتعود لأحضانها ولتأنس بجوار أبيها حتى تصحبهما إلى جنة الرحمن بإذن الله.