لا يَكادُ …شعر/ نهى عمر/ فلسطين


لا يَكادُ …شعر/ نهى عمر/ فلسطين

وقد أشكو وقد أقسو لِأنّي
بِشوقِ الزهرِ للغيثِ الوفيرْ
وقلبي لا يَكادُ يَطالُ سُعداً
ليُخنَقَ بُرعُماً، قَدَرُ القَديرْ
أتيتُكَ بَعدَما ناجَيْتَ روحي
تُقيلُ مَباهِجَ البؤسِ الكَثيرْ
مَدَدْتَ يَدَ الفُؤادِ وَقُلتََ هَيّا
أَصونُكِ في الشِغافِ وَ في الضَميرْ
أَنابَ لَكَ الشَفيفُ بِغيرِ ظَنٍّ
ومفتاحُ الصُدودِ غَدا الأسيرْ
تُغازِلُ بالقَريضِ رَهيفَ حِسّي
تَبوحُ بِكلِّ ما شَغَفي يُثيرْ
قِلاعُ الذَوْدِ بي لانَت قَناها
تَمرجَحَ عَزمُها .. لانَ العَسيرْ
أَحالَ البَوحُ عصياني شُروقاً
شُعاعُ الحرفِ أشواقٌ تغيرْ
أَفَلْتَ مُباغِتاً مِن بَعدِ غيثٍ
هُطولُكَ صار بُعداً يَستَطيرْ
أَيُحييهِ القُليبُ مِدادُ شِعرٍ ..
لِيَقتُلَهُ مزاجُكَ ذا المَريرْ ..؟!
فَما ذنبُ القَوافي لو هَجيرٌ ..
يُؤجِّجُها، لِيَحتَرِقَ العَبيرْ ..؟!
تَصاعَدَ مِن لَهيبِ الجَورِ سِربٌ
دُخانٌ يَخنُقُ الوَجدَ الأَثيرْ
وَجَفوُكَ والتَجاهُلُ بعدَ عشقٍ
كَمطحنةِ الإِبادَةِ لو تُديرْ
تُديرُ الظَهرَ للمُشتاقِ وَصلاً
وتنكثُ نَسجَةَ الصِدقِ الحَريرْ
سَأَنجو كالنُجومِ، فَلي سَمائي
وَتَدري كم خَسِرْتَ وتَستَجيرْ
تُهينُ وَفاءَها، تَنساكَ عُمراً
وَلا يُجدي اعتِذارٌ للغَديرْ
حَياةُ الروحِ إعزازٌ كريمٌ
سَموحُ الطبعِ يُكرِمُ مَن يُعيرْ ..
كَرامَتُنا اهتِمامٌ، لا جِراحٌ
سَيَسكُنُ في الأَضالِعُ كالأثيرْ
يَعودُ النبضُ مُتَّسِقاً شَغوفاً
لِمَن إغداقُهُ حبٌّ غَزيرْ
عَلَى صدرِ الهوى يَنمو التَماهي
نُبوءَةُ عِشقِنا خيرُ المَصيرْ
قَريرُ العينِ مُرتاحٌ بِشوقٍ
غُيومُ الوَجدِ ضَفَّرَها سَريرْ.