لؤلؤة الشام … شعر ليلاس زرزور

إليكِ قَلبي كَواهُ الشَوقُ ياحَلَبُ
فَكادَ نَحْـوَكَ مِن أضلاعِـهِ يَثِبُ

أسيرُ عَنكِ وَرُوحي فيكِ باقيةٌ
فَصوتُ حُبُّكِ يَدعُوها فَتَنْجَذِبُ

كُلّ المَدائنِ ياشَهباءُ مُوحشَـةٌ
فالأُنسُ عندكِ وَالأفراحُ والطَرَبُ

ياقَلْعَةَ الحُبِّ ياعِطراً يُرافقُني
أنتِ الأميرةُ مِنها يَعْجَبُ العَجَبُ

لقد سَكَبتِ الهَوى في قلبِ شاعرةٍ
كالغَيثِ يَرْوي العَطاشى حينَ ينْسِكبُ

بيني وبينكِ حُبُّ قد جَرى بدَمي
مِنّي بلَحْنِ قَوافي الشِعْرِ ينْسَرِبُ

بكُلّ ليلَةِ بُعْـدٍ عَنكِ يُرهِقُني
شَوقٌ إليكِ كمَوجِ البَحْرِ يَضْطَرِبُ

رأتْكِ دُوني عُيونُ النَجْمِ فانبَهَرَتْ
فليتَني مثلُ نَجْـمِ الليلِ أنقَلبُ

تَغيبُ عن جَسدي من طُولِ فُرقتِنا
رُوحي . وَتَرجعُ لمّا منكِ أقتَرِبُ

ما أروَعَ السِحْرَ في مَغْناكِ حينَ بَدَتْ
شَمسُ الأصيلِ بِبَعضِ الغَيمِ تنتَقِبُ

كأنّما الشمْسُ إذْ تُلقي أشِعَّتَها
يَسيلُ منها على حيطانِكِ الذَهَبُ

وَالفَجْرُ يبْدأُ في تكبيرِ مِئذَنَةٍ
والطيرُ يصْدحُ والظلماءُ تَنسَحبُ

أنتِ العَرُوسُ التي تَخطو بِفِتْنَتِها
وَكلُّ قلبٍ لها في نَبْضِـهِ صَخَبُ

كُلّ المَدائنِ لاتَرقى إليكِ وَلي
منَ الدلائلِ في هذا لمنْ رَغِبوا

فأنتِ في جيدِ أرضِ الشامِ لؤلُؤةٌ
وَأنتِ قامَةُ مَجْدٍ دُونَها السٌحُبُ

وَفي امتدادِ عُصورٍ في تَقَلٌّبِها
أنتِ السَلامُ وأنتِ الجَحْفَلُ اللّجِبُ

قَبائلُ الورْدِ عنكِ اليومَ تسألُني
والشوقُ كالجَمْرِ عندِ البُعْـدِ يلتَهِبُ

مازالَ عطْرُكِ أنّى سرْتُ يتبَعُني
يامن إليكِ جميعُ الحُسنِ ينتَسبُ

اقرأ باقي العدد ١٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى