قمرٌ تلألأَ … شعر ليلاس زرزور

لَو كُنتُ من ذَهَبٍ أصُوغُ الأحرُفا
واللّهِ مابَلَغَتْ مَديحَ المًصطفى

كتبوا بمَدْحِكَ ألفَ ألفِ قصيدةٍ
عبِقَتْ وأنتَ أجلُّ من أنْ تُوصفا

فاللهُ يَشهَدُ أنتَ ياطـهَ على
خُلُقٍ عَظيمٍ حينَ أوحى المُصْحَفا

نُورٌ على نُورٍ خُلقْتَ مُكَمّـلاً
والكَونُ مُنذُ وُلِدتَ فيكَ تَشَرّفا

قَمَرٌ تلألأَ من جَبينِكَ للوَرى
أنوارُهُ للحَشْر لنْ تَتَوَقّفا

طُوبى لعَينٍ قد رأتْكَ وهَلْ لها
من نُورِ وَجهِكَ لَحْظَةً أنْ تَطْرِفا ؟

ذكراكَ طِبٌّ للقُلوبِ وَراحـةٌ
للنَفسِ إنْ زادَ الأسى وَتَعَسَّفا

واللهِ ماجادَ الوُجودُ بمثلِـهِ
بشَراً لهُ تَرْنو العُيونُ تلَهُّفا

عطْرٌ يفُوحُ على المَكانِ بذِكْرهِ
من كُلِّ داءٍ في النُفوسِ بهِ الشَفا

بمُحَمّـدٍ كلُّ القُلوبِ قد احتَفَتْ
ياخَيرَ مَنْ فيهِ الوُجودُ قد احتفى

تَشتاقُ عَيني أنْ تَراكَ فَساهَرَتْ
ليلَ الدُجى والنَومُ عَنها قد جَفا

فأراكَ في صُوَرِ الخَيالِ فأنْحَني
للهِ راكِعَـةً وَأبكي في الخَفا

تَسعى لكَ الأرواحُ من شَوقٍ بها
ياخَيرَ ساعٍ بينَ مَرْوَةَ والصَفا

بأبي وأُمي عشْتَ عُمْرَكَ داعياً
وَمُجاهِـداً لاراحَةٌ لكَ أو صَفا

للّهِ تَغضَبُ لالنَفسِكَ كُلّما
تُؤذى وتَلقى كافراً مُتَعَجْرفا

بيديكَ خَيرٌ وافِرٌ لمَن اهتَدى
وعلى الطُغاةِ سَلَلْتَ سَيفاً مُرْهَفا

نَزَلَتْ عليكَ شَريعَةُ الرَحمنِ إذْ
كُنتَ التَقيَّ الزاهِدَ المُتَحَنِّفا

وَقد اصطفاكَ اللهُ كي تَمْحو بها
رِجْسَ الضلالِ فَكُنتَ خيرَ مَن اصطفى

ياساكني أكنافِ طِيبَةَ إنّني
لزيارةِ المُختارِ قلبي قد هَفا

فبحُبّـهِ أحْيا وَفي مِحْرابهِ
قلبي تَشَوَّقَ نَبْضُـهُ وَتَصَوَّفا

أنتَ الشَفيعُ المُستَجابُ وَيحْتَمي
بكَ نادمٌ ضلَّ الطَريقَ وأسْرَفا

ياخاتِمَ الرُسلِ الكِرامِ وَمنْ بهِ
وبحُبّهِ نبْضُ الزَمانِ قد اكتَفى

صَلّى عليكَ اللهُ ماسَقَطَ النَدى
فَجْـراً وَعُصْفورُ الخَميلَةِ رَفْـرَفا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى