قلبي تَغَيرَ …. شعر محمد خير


قلبي تَغَيرَ …. شعر محمد خير

قلبـي تغيرَ عمـا كنتَ تَعْلَمُهُ
لا شيءَ يُفرِحُهُ لا شيء يؤلمه
كم كان يُنطِقُ في العينين أحرفَهُ
واليوم لا حرفَ إلا وهْو يكتمهُ
لا يُسْلِمُ الجفنَ عبراتٍ مؤجَّجةً
وإنما اللا اشتهاءَ اليومَ يُسْلِمُهُ
كم أضرمَ الشوقَ آفاقًا معَبَّدةً
حتى انزوى، لا اشتياق اليوم يضرمُهُ
آليتَ أن تنثر الأنداءَ في وترٍ
أفضىٰ إلى لحنهِ المبتورِ يعدمهُ
عهْدَ الهوى قد خرقتَ، اهنأ بخرقتهِ
لا خيطَ بين يديكَ اليوم يلضمهُ
كنا كفعلٍ يجوب النَّصَّ منتشيًا
أذقتَهُ غربةً بالبينِ تجزمهُ
كنا انبعاث الضحى في الروض قافيةً
فسُقتَ إقواءَها بالصمت يُظْلمُهُ
جافيتَ، يا بئس ما جافيتَ ذا كَلَفٍ
بئس الجفاء لِصَبٍّ كنتَ تَغْنَمُهُ
أدميتَهُ بهجيرٍ عاثَ في خَلَدٍ
أخنى عليه، فلا رَجْعٌ يُبَلْسِمُهُ
كان الهوى قبل أن أهواكَ في نزقٍ
حتى رويتُكَ آياتٍ تُتَمِّمُهُ
فاشتدَّ ساعِدُكَ المغروسُ في كبدي
لما انسكبتُ بوجدانٍ، وتَرجُمُهُ
ترجمتُ فيك لغات الأرض شاعرةً
وأنت تقبعُ في صمتٍ تُتَرجمُهُ
ما بينَ تَرجَمَتَيْنِ الروحُ في كَمَدٍ
والجسمُ شُفَّ برعدٍ بات يُسْقِمُهُ
أُذْرِي دموعِيَ أبحارًا مُضَمَّخَةً
وأنت تَحسبُها لَوْمًا تُجَرِّمُهُ
وكم صفحتُ عن الخذلانَ مرتقِبًا
مِن أَوْبَةٍ كهديلِ الصبحِ ترسمُهُ
لكنما أَرْجُلُ الغيماتِ مثقلةٌ
بالليلِ فهْو كجلمودٍ تُلَجِّمُهُ