فيض الأنوار ….. قصيدة من بحر الكامل – شعرأ.د. إسلام حمدي عبد المقصود


فيض الأنوار ….. قصيدة من بحر الكامل – شعر أ.د. إسلام حمدي عبد المقصود

طَافَتْ وَلَبَّتْ رَغْمَ بُعْدِ مَكَانِهَا
طارَتْ بِشَوْقِ الْقَلْبِ لِلْأَنْوَارِ
حامَتْ مَعَ الْجَمْعِ الْحَجِيجِ وَلَيْلُها
مِنْ فَرْطِ وَجْدٍ قَدْ سَرَى كَنَهارِ
نَفْسٌ بِرُوحِ الصِّدْقِ ظَلَّتْ تَرْتَقِي
قَدْ آنَ وَقْتُ الْبَوْحِ بِالْأَسْرارِ
أَرْضَ الْحِجازِ أَنا إِلَيْكُمْ عاشِقٌ
قَدْ قُيِّدَ الْمَأْسُورُ أَلْفَ سِوَارِ
شُطْآنُكُمْ بَعُدَتْ عَلى جَسَدِ الْفَتى
طَفِقَتْ نُفُوسُ الْوَجْدِ بِالْإِبْحارِ
دَعَتِ الْإِلهَ بِحُرْقَةٍ وَبِلَوْعَةٍ
وَدُمُوعُها تَجْرِي كَما الْأَنْهارِ
يا رَبُّ قَدْ أَسْرَفْتُ فِيها آثِمًا
قَدْ أُثْقِلَتْ نَفْسِي مِنَ الْأَوْزارِ
أَنْتَ الْكَرِيمُ وَدُونَ عَفْوِكَ إِصْرُها
يَكْوِي ضَمِيرِي مِثْلَ لَسْعِ النّارِ
فَارْحَمْ عَبِيدَكَ يا إِلَهِي نَجِّهِمْ
وَالطُفْ بِهِمْ فَالْكَرْبُ كَالْإِعْصارِ
وَنُفُوسُنا هِيَ أَصْلُ غَوْرِ بَلائِنا
صِرْنا غُثاءً ذَرَّةً بِغُبارِ
لَكِنَّنِي بِالرَّغْمِ أَدْعُو قادِرًا
أَدْعُوهُ بِاسْمِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ
أَنْ يَكْشِفَ الْبَلْوَى وَيُخْسِئَ ظالِمًا
اللَّهُ أَكْبَرْ صَيْحَةُ الْإِكْبارِ
وَيُعِيدَ جَمْعَ الْمُسْلِمِينَ لِرُشْدِهِمْ
وَلِهَدْيِ طهَ سُنَّةَ الْمُخْتارِ
عَرَفاتُ قَلْبِ النُّورِ جاءَتْ تَزْدَنِي
مِنْ كُلِّ صَوْبٍ جِيءَ بِالْأَنْصارِ
بِيضُ الْمَحَجَّةِ نَحْوَ رَبٍّ راحِمٍ
لَبَّيْكِ تَذْهَبْ بَأْسَ ذا الْجَبَّارِ
أَنا قَدْ رَضِيتُ، فَقَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتِي
فَيْضًا مِنَ الرَّحْماتِ بِالْأَنْوارِ