عند الغروب …. نص بقلم د/ نجوى محمد سلام( الفراشة الحالمة )

وحدها منحتني قلادات العشق ووهبتني أساور النور التى باتت تشكل بصمة استثنائي عن قريناتي ، كانت عوالمي كلها ، آيات ولهي شهية التوهج التي هزت سماوات حنيني إليها وتيني ، معذب مفتون بها قلبي ، أسيرة لها روحي ، لم أستطع حتى بعد رحيلها أن أهرب من سطوة احتلالها أعماقي ، أشرعتى في بحر الحياة لازالت ترنو لموانيها وتهفو لشطآنها .
بتولية الجبين التى تزينت بالسمو وارتفعت لمعارج الطهر فاستوت على جبال العفاف وتقلدت قمم النقاء ، سيمفونيات أنوارها القديمة لازالت تمتد عبر أحداقي فيطرب لنغماتها رفاقي ، وكعبة أبجديتها لازال نبضي يطوف بها منتشياً ، لازلت دون أن أعي أرتدي عباءتها المريمية عند كل غروب .
منذ وعيت قيمة الحرف وأنا أحبو على خطاها عند كل غروب ، تدق لي دفوف السماء فاعتلى عند الغروب موجات تمردي وعصياني ، انهض من موتي المؤقت واختطف غسق شهوة أناملي لعناق الحروف ، أستجديها أسفار انعتاق الروح ، وأصعد بألحانها الشجية لفضاءات وقدة التجلي على سطوري العذراء ، أرقص رقصات تحرري بسناها العبقري فخم العطايا ، أحوز الهدايا وأفوز بغرامها الآسر ، فاهزم دوائر الكبت التى نحتت ملامح شيخوختى بإيقاعاتها الصاخبة .
خناس إلهامي الوسواس ، زنديقي المعربد في حنايا الروح ، ينقض خبيراً مكيراً على بنات أفكاري مشيراً بالانطلاق لسباق عناق الأوراق ، يشعل وقود شغفي للركض في مضمار عشاق الحرف فلا أغض الطرف عن التحرر من أسري إلا باقتطاف ثمره المشتهي.
علمتني في غيابها الاستئناس بالحرف عند كل غروب ، وأقامت طقوس وجد الأشواق بأعماق ذاتي للغتها الحبلي بالجمال ، في غبطة الأسحار طغت فتنة نقشها على شغاف قلبي بلذة مشتهاه لعناق سجادتي ، فصارت ثلاثية ورقة وقلم وسجادة أروع عادة أقيم بهم عند كل غروب طقوس ولادتي وعشقي للحياة .
في البدء ارتعدت لغتي عند الغوص في بحورها ثم عند الأربعين اتقدت فصرت من أولياء الحرف يتغلغل في مسامي جذوة عشقه سعياً لسدرة المنتهي .
من كان يصدق أن فكري عصي الترويض يبحر في عيون الفصحي ويغوص في عوالم البلاغة ويرتشف من كوثر المجاز ويملأ حقائبه من خمرة المفردات ويلتقط أصداف الكلمات !!
هي وحدها وطنى الأول من دثرت عرى روحي بسندس نصائحها عند كل غروب فحولت ضادي لدال عنيدة فصرت بعدها مريدة قبل أن أسقط مريضة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى