” طيارة ورق “للأديب مجدي محمد كمال سالم


” طيارة ورق “للأديب مجدي محمد كمال سالم

يحدثنا الأديب مجدي محمد كمال سالم عن طيارة ورق و يقول :
طيارة ورق… كلماتٌ بحثت عن سمائها
لم تجتمع اقصصوات تلك الطائرة دفعة واحدة، بل جُمعت بسنواتٍ طويلة من عمرى، فقد كنت اجمعها وأنا لا أعلم أن بينها خيطًا خفيًا سيشدّها إلى بعضها كشدّة خيطٍ واحدٍ في طيارة ورق وأنها ستتكون يومًا وتسألني التحليق.
كل قصة منها وُلدت وحدها، في زمنٍ مختلف، من شعورٍ عابر، أو وجعٍ مقيم، أو تأملٍ طويل في وجه الحياة، ثم مضيت، وظننت أنني أنساها، لكن القصص لا تُنسى، هي تنتظر بصبر حتي يحين موعد تحليقها.
“طيارة ورق” هو كتابي الأول، لكنه ليس أول ما شعرتُ به فهذه القصص كانت تسكنني قبل أن أكتبها، وتطرق بابي كل مساءٍ بحكاياتٍ منسية، من بشرٍ عاديين، من همومٍ لا تُذاع على الشاشات، ومن أحلامٍ يخبّئها الناس في أدراج أرواحهم، خوفًا من السخرية أو الخيبة.
اخترتُ أن أكتب عن الإنسان العادي، عن ذلك الذي يسير بيننا، يُكمل يومه وهو يحمل جبالًا فوق ظهره، وعن ذلك المبتسم عم غصة، وعن من فكر في الرحيل ولا يملك ثمن التذكرة. هكذا تكونت طائرتي، لا للحرية فقط، بل لكل حلمٍ هشٍّ نحمله في قلوبنا ونقاوم به سقوطنا الكامل.
في بعض القصص، قد تجدك، وفي بعضها الآخر، قد تجد من فقدتهم، أما في البقية فربما تلتقي بنسخة لم تمر بك او أفكار كنت تظنها ماتت لكنها ما تزال تحاول الطيران.
مزجتُ في هذا العمل بين الفصحى والعامية كمزج الالوان فى الطائرة، لأنني أردت أن أكتب كما نتكلم، كما نتنفس، بلا أقنعة لغوية، واستخدمتُ الرمزية حينًا والمشهدية حينًا آخر، لا تعقيدًا ولا غموضًا، بل لأنني مؤمن أن لكل قارئ طريقة مختلفة في الفهم، ولكل روح زاوية ترى منها العالم.
ربما لا تسافر القصص إلى أبعد من قلبك، لكن ذلك وحده كافٍ. فكل ما أريده أن تجد في هذه الصفحات شيئًا يشبهك، كلمة توقظ فيك ذكرى، أو تجعل صمتك أقل وحدة.
“طيارة ورق” ليست مجموعة قصصية فقط، بل محاولة لبناء جسرٍ من الورق بيني وبين القارئ. جسرٌ قد لا يكون قويًا بما يكفي ليُعبر عليه الجميع، لكنه صادق بما يكفي ليقول الحقيقة.
وهذا وحده يكفيني.
مجدي محمد كمال