شَهْدُ الكَلام … شعر أدهم النمريني.


شَهْدُ الكَلام … شعر أدهم النمريني.

إنَّ المجالسَ في الزّمــانِ مُعَلِّمُ
والمرءُ من منهـــاجِها يَتَعَلَّمُ
مَنْ يلفظِ الأقوالَ دونَ تَفَكُّرٍ
يَلْقَ المهـــانَةَ ليسَ منها يَسْلَمُ
كم مِنْ كبيرٍ حَطَّ فيهِ لِســـانُهُ
وَعَلا الذي فــي فِطنَةٍ يَتَكَلَّمُ
ما كُلُّ مَنْ سَرَدَ الكلامَ مُحَدِّثٌ
أو كلُّ مَنْ حازَ المعــاجِمَ يَعَلَمُ
فإذا تَفَوَّهَتِ المجالسُ في سُدًى
فالصّمتُ يَعلو بالرّجالِ ويعظُمُ
لا تَحكِ بينَ النـّــاسِ دونَ دِرايَةٍ
فالثّغرُ قوسٌ والتّكَلُّمُ أَسْهُمُ
إنْ زَلَّ سَهْمُكَ لن ترى رَدًّا لَهُ
إلّا المَلامَةَ من رُدودٍ تُضْرَمُ
فَاحرص على قَوْلٍ إذا ما قُلْتَهُ
فالقولُ صَكٌّ للفَراسَةِ يُبْرَمُ
شَهْدُ الكلامِ بأنْ يكونَ بلاغَةً
” إنَّ اللبيبَ من الإشــارَةِ يَفْهَمُ”