شرود … بقلم الشاعر على يحيى – بحر المتقارب
شرود … بقلم الشاعر على يحيى – بحر المتقارب
سأضحك حتى يضجَّ المسار
ويُشعَلُ في الليلِ نورٌ ونار
وأضحكُ حتى يصيرَ انتظاري
خيولا تصولُ تشقُّ الجدار
وتصهلُ عند اخضرارِ الأماني
وترقصُ عند انبلاچِ النهار
وأضحكُ ملءَ العيونِ بشدوٍ
وملءَ السكوتِ وملءَ الحوار
وأضحكُ حتى تضئ الحكايا
وأبصرُ فجرا يسودُ المدار
سأضحكُ أضحكُ ثم سأبكي
فشمسُ الحياةِ غَفَتْ في المحار
هنا القيظ قام فعم البرايا
هنا القيد حاصرَ كلَّ الديار
هنا الحبُّ أضحى جنونا ويهذي
هنا الحقُّ أمسى حبيسَ القرار
هنا الإفك يبدو حكيما ويزهو
ويلتحفُ الصدقُ ثوبَ الفرار
هنا العمرُ يأتي ويمضي سريعا
وحلمٌ ونَى ملَّ طولَ انتظار
غدا ذكرياتي ستمضي بعيدا
بأرصفتي سوف يحلو الجوار
أسافر عبر الحنينِ رتوشا
على متنِ حرفٍ بعمقِ البحار
وأغرقُ ثم أعودُ فأبدو
بدربي أهيمُ أسيرَ الغبار
لأني عبرتُ لسجنِ شرودي
وضاق السبيلُ وذاك الدوار
يلاحقني نحو ظلي وأعدو
فيسبقني بارتهانِ المسار