سيدة نساء العالمين خديجة رضي الله عنها … شعر د.زهير قنبر

حينَ انبرى ذاكَ الشُّعاعُ المُشرِقُ
كلُّ العُيونِ إلى الضِّياءِ تحدِّقُ

ما أبْصَرت إلا عُيونُ عَفيفةِ
بيتُ النُّبوةِ بالسَّعادةِ يَخفِقُ

أُوْلى النِّساءِ شريفةٌ في قومِها
ملأت رحابَ البيت حبَّاً يَغدَقُ

قلبٌ تعلَّق بالنبيِ مُوَلَّهٌ
في غُدْوةٍ أو رَوحَةٍ يَتحرَّقُ

تخشى عليهِ نوائباً في غارِهِ
وتوحُّشٌ عندَ الرُّجوعِ يؤرِّق

أيُّ النِّساءِ تُرَى بحُسنِ خِصالِها
الطُّهرُ في أثوابِها يتألَّقُ

تقضي الليالي والرَّسولُ بِخَلوَةٍ
مُرَّ البِعادِ بِعُزلةٍ تتذوقُ

تبعَتهُ عِندَ الغار تَقصِدُ عَونَهُ
خوفاً عليهِ من النوائبِ تَطْرُقُ

رُزِقَ الرَّسولُ بِحبِّها فتَصبَّرت
مادامَ يهْفُو للعِبَادةِ يَعْشَقُ

نادى بهِ وَحْيُ السَّماءِ يَضُمُّهُ
“اقرأ ” فهذا الدِّينُ فيكَ مُحَقَّقُ

وتَحمَّلتْ يومَ الحِصَارِ مَجاعةً
في الشِّعْب بِالأموالِ تَبْذُلُ تُنْفِقُ

وانظُرْ طَعاماً ياحكيمُ يُقِيتُنا
إنِّي بذَلتُ وليسَ مثلُك يأبَقُ

مازالَ أحمدُ للحَبيبَةِ مُخلِصاً
لخَديْجَةَ الذِّكرى وَقَلْبهُ مُورِقُ

حتَّى تناهَى صَوتُ هَالَةَ أختِهَا
الصوتُ صَوتُ خَديجةَ المُتَرَفِّقُ

كانت لَهُ سُكْنى ومَسكنَ قلبهِ
حتى تجذَّر حبُّها يَترَقَّقُ

حازت كمَرْيمَ في الكَمالِ مكانةً
والخيرُ من أعتابِها يَتَدفَّقُ

البيتُ من قَصَبٍ ولا صَخبٌ بهِ
هذا الجزاءُ بجنةٍ كي تَسْبقوا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى