“دنيا “في مدح الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ….شعر محمد الإمامي – المملكة المغربية

أَتَتْ دُنْيَا تُبَاهِي فِي دَلَالِ
وَفِي خُيَلَاءِ مُنْفَلِتِ ٱلْعِقَالِ
أَتَتْ دُنْيَا كَبَحْرٍ دُونَ قَعْرٍ
يُنَكِّلُ بِي بِعَاتِ ٱلْمَوْجِ عَالِ
تَصُدُّ إِذَا هَوَتْ صَدًّا وَجَفْوًا
وَتَدْنُو إِنْ نَوَتْ حِفْظَ ٱلْوِصَالِ
مُشَاكِسَةٌ كَطِفْلٍ فِي ثَلَاثٍ
وَحِكْمَتُهَا بِمِثْقَالِ ٱلْجِبَالِ
إِذَا ٱبْتَسَمَتْ أَضَاءَتْ لِي ظَلَامِي
وَإِنْ غَضِبَتْ كَمُرٍّ فِي زُلَالِ
وَتُعْطِينِي وَتَمْنَعُنِي مِزَاجًا
وَتُوثِقُ لِي وَتَرْخِي لِي حِبَالِي
تُخَاطِبُنِي تَقُولُ: أَنَا حَيَاةٌ
بِأَحْضَانِي تَعِيشُ هَنَاءَ بَالِ
فَصِرْتُ بِحُبِّهَا عَبْدًا طَلِيقًا
وَتَهْزِمُنِي بِسِلْمٍ أَوْ نِزَالِ
فَقُلْتُ لَهَا أَيَا دُنْيَا سَلَامًا
أَيَا دُنْيَا لِحُبِّكِ لَا أُبَالِي
أَذَا حُبٌّ بِهِ تَرْقَى حَيَاتِي؟
بِهِ تَخْطُو رُوَيْدًا لِلْكَمَالِ؟
فَكَمْ حُبٍّ أَخُو ذُلٍّ وَأَسْرٍ
وَشَرٍ بَاتَ يَهْمِي بِٱلْوَبَالِ
أَيَا دُنْيَا رَحِيلِي عَنْكِ حَقٌّ
تَرَكْتُكِ وَٱلْهَوَى قَصْدَ ٱعْتِزَالِ
أَيَا دُنْيَا أَنَا حُبِّي شِفَاءٌ
لِقَلْبِي مِنْ هَوَاكِ وَمِنْ خَبَالِ
أَنَا حُبِّي صَلَاةٌ وَٱقْتِدَاءٌ
وَفَيْضٌ مِنْ دُعَاءٍ وَٱبْتِهَالِ
أَنَا حُبِّي حَبِيبَ اللهِ طَهَ
عَلَيْهِ صَلَاةُ رَبِّي ذِي ٱلْجَلَالِ
أَتَاكِ ٱلْمُصْطَفَى يَكْسُوكِ لِبْسًا
تَحَلَّى بِٱلْنَّقَاءِ وَبِٱلْجَمَالِ
أَتَانَا بِٱلْهُدَى نُورًا مُبِينًا
أَضَاءَ ٱلْكَوْنَ بَدْرًا فِي ٱكْتِمَالِ
بِقُرْآنٍ وَوَحْيٍ مِنْ حَكِيمٍ
وَأَذْكَارٍ بِهَا تُحْيَا ٱللَّيَالِي
أَتَا يَعْلُو بِأَخْلَاقِ ويَسْمُو
بِأَفْعَالٍ وَيَرْقَى بِٱلْخِصَالِ
أَتَى دَحْرًا لِظُلْمٍ وَٱمْتِهَانٍ
وَسَفْكِ دَمٍ وَحَرْبٍ وَٱقْتِتَالِ
أَتَى بِٱلْعَدْلِ يَنْثُرُهُ وَسَاوَى
عِبَادًا مِنْ نِسَاءٍ أَوْ رِجَالِ
وَأَوْصَى لِلنِّسَاءِ بِكُلِّ خَيْرٍ
قَوَارِيرًا تُعَاشَرُ فِي ٱعْتِدَالِ
وَسَاوَى ٱلْمُصْطَفَى عُرْبًا بِعُجْمٍ
وَفَضَّلَ بَيْنَهُمْ بِتُقَى ٱلْفِعَالِ
وَقَالَ دِمَاؤُكُمْ وَكَذَاكَ عِرْضٌ
حَرَامٌ بَيْنَكَمْ فِي كُلِّ حَالِ
وَقَالَ بِنُصْرَةٍ لِأَخٍ وَحَقٍّ
بِوَحْدَتِنَا نُسَابِقَ لِلْمَعَالِي
وَبِرِّ ٱلْوَالِدَيْنِ وَوَصْلِ قُرْبَي
وَعَفْوٍ فِي خِصَامٍ أَوْ جِدَالِ
وَلَمْ يَرْضَ ٱلْحَبِيبُ لَنَا فُجُورًا
بِفِعلٍ أَوْ بِقِيلٍ أَوْ بِقَالِ
فَهَلْ تَمْشِي أَيَا دُنْيَا بِهَدْي ٱلْ
حَبِيبِ بِحَاضِرٍ أَوْ فِي مَآلِ؟
فَذَا ظُلْمٌ وَذَا بَغْيٌ بِحَرْبٍ
وَمِيزَانُ ٱلْعَدَالَةِ فِي ٱخْتِلَالِ
أَيَا دُنْيَا جَمَالُكِ صَارَ مَسْخًا
وَحُبُّكِ صَارَ ضَرْبًا مِنْ خَيَالِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى