تهنئة بمناسبة عيد الإذاعة المصرية بقلم د. وجيهة السطل


يسرني مشاركتُكم الاحتفاء  بهذا اليوم السعيد يوم
الإذاعة المصرية المجيد،  ويشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتقدير إلى إذاعتنا العريقة،وكل من يعمل فيها من جنود مجهولين لولا إخلاصهم،  جهودهم،لما قامت البرامج ولما استمتعنا  بالأصوات العذبة.
ولما صدح في أثير مصر والوطن العربي  هذا الصوت الذي كوّن وعينا الوطني والديني  والتاريخي. وعلّمنا بالتربية الهادئة ،  حسن اختيار الألفاظ المهذبة، و المهارات الاجتماعية، من حقوق وواجبات لنا وعلينا للأسرة والمجتمع  وسلوكيات راقية.؛
صوت  يسكن قلوبنا قبل أسماعنا.        .استطاع  الإذاعة المصرية به أن تجمع   العرب عبر عقود  من الزمن حول أمجادهم.  وأثْرت ذاكرتهم الوطنية، وشحنتها بما يبقى عصورا في أذهان الأجيال.ففرحت معهم، وغنت معهم للوطن. وأسمعتهم الأصوات التي عشقوها
فعلمتهم الذائقة الموسيقية السليمة.وأورثتهم البحث عن المعاني السامية والألفاظ الراقية. والحس الموسيقي المتوهج السليم. وحرصت على تنمية المعارف،
والسهر على اللغة العربية إن في لغة المذيعين والمذيعات، أوفي برامجها المباشرة (لغتنا الجميلة، قال الفيلسوف، قرأت لك، ،الأغاني للأصفهاني،لسان العرب من صوت العرب،قل ولا تقل وغيرها) و وعملت  على ربط المثقفين بالحركة الأدبية في مصر والوطن العربي والعالم في  البرنامج الثقافي.
إذاعتنا المصرية هذا الصوت الحساس، الذي رافق الوجدان، وواكب الأجيال، وظل حاضرًا في كل بيت، حاملاً الكلمة الهادفة، والمعلومة الصادقة، والنغمات الأصيلة.
لقد كانت الإذاعة –وأسأل الله أن تبقى كذلك  – مدرسة سلوكية وثقافية،ولغوية   أسهمت في غرس القيم النبيلة، وتشكيل الوعي الجمعي، وإثراء الفكر بالمضمون الراقي. فمن خلالها عرفنا المعنى الحقيقي للانتماء، وارتبطنا بالوطن وأصواته وقضاياه..فكانت من أوائل القوى الناعمة التي حملت كل هذه القيم الجمالية والأخلاقية، والرسائل العلمية والدينية والأدبية، على أجنحة اللغة العربية واللهجة المصرية فانتشرت في الوطن العربي. وأحب العرب مصر من خلالها، وتعلقوا بها وصار من أحلامهم زيارتُها.٠
وما التفاف الوطن العربي حول ا
لمذياع للاستماع إلى خطاب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أو أغنية لأددأم كلثوم في الخميس الأول من كل شهر.و خلو الشوارع من الناس في موعد المسلسل اليومي 
( العسل المر) أو( هل أقتل زوجي) إلا أجملُ تعبير عن صوت مصر العميق الذي طبقت شهرته  الآفاق.ولم يستطع التلفاز الانتصار عليها
إلا لأنها أقوى وأمتع تحترم مستمعها في المواعيد،وترافقه في السيارة،والمطبخ والسرير
ومع إشراقة عام جديد في مسيرة إذاعتنا الرائدة، نأمل أن تظل  إشعاعا  ينطلق من الأصول كما في برامح، الرواد من الإذاعيين. ،ومنارة تفتح صدرها للعصر، وتواكب مستجداته ،
  دون أن تفقد أصالتها.  وتشرع  أبوابها للمواهب، فتبقى حاضنة لكل فكرٍ مستنير، وصوتٍ مسؤول. ورسالةً تبني الإنسان والمجتمع.
كل عام وإذاعتنا بخير، وكل القائمين عليها في تألق ونجاح مستمر. 
د.وجيهة السطل مدرس في أقسام اللغة العربية في سورية ومصر والمملكة العربية السعودية سابقا
وأيقونة الضاد وشاعرة عاشقة اللغة العربية اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى