بالعربي البسيط…بين الفصيحة والعريف : “عبقرية اللغة في كشف الدخيل” بقلم ابتسام عبد الصبور

ع: أتعجب كثيرا يا فصيحة، من قدرة اللغة العربية على وضع ضوابط تفصل بين الأصيل فيها والدخيل عليها.

ف: صدقت يا عريف، وهذه القواعد تساعدنا على اكتشاف الدخيل ببساطة، لعلك مُلِم ببعضها.

ع: ثقي بي فصيحتي، ولنبدأ

فليس في كلام العرب (زاي قبلها دال)

ف: حقا، لذلك كل الكلمات التي وردت فيها زاي قبلها دال تعد دخيلة مثل..(المهندز) الفارسية والتي تطورت لدي العرب فأصبحت ( المهندس)، ومثلها كلمات كثيرة (كدرابزين و درزي التي أصبحت ترزي).

–   وماذا أيضا عريفي؟

ع: ليس في كلام العرب ( جيم وصاد) في كلمة واحدة بأي ترتيب.

ف: صدقا، ومن هنا تأكدتْ أعجمية كلمات كثيرة مثل:( صولجان الفارسية و صاج التركية ويتجعص في العامية بمعنى: يجلس مستريحا)

ع:  وما قولك يا فصيحة في تسمية الأعشى بأنه (صناجة العرب)؟

ف: لقبوه العجم بصناجة العرب؛ لجودة شعره كأنه موزون بميزان، فلنستكمل عبقرية اللغة.

ع: لاحظت أنه ليس في كلام العرب ( قاف وجيم في كلمة واحدة) فما قولِك؟

ف: حقا، فكلمة ( جوقة) بمعنى فرقة موسيقية أصلها تركي، وكلمة ( جاثليق) التي تطورت لدى الطوائف المسيحية إلى ( كاثوليكوس) أصلها يوناني، وقد ظهرت أعجميتها من اجتماع القاف والجيم فيها،

– هل لديك مزيد؟

ع: بالطبع، فقد وجدت أنه ليس في كلام العرب ( طاء وجيم)  في كلمة واحدة.

ف: لذلك تيقنَّا أن كلمتي ( طازج و طاجن) دخيلتان علي اللغة وحين بحثنا وجدناهما فارسيتين.

ع: لذلك لا جدال في أن لغتنا العربية مضبوطة (على سنجة عشرة)

ف: تقصد ( صنجة عشرة)

-هل تعرف لماذا تُوصف الأناقة  بأنها على صنجة عشرة؟

ع: آه، لقد أوقعتك الفصيحة في الفخ يا عريف؟

ف: حقا، لقد وقعت عريفي،

-الصنجة هي وحدة قياس للذهب وأقلها (صنجة عشرة) لذلك وصف بها الأنيق ( وهي أعجمية دخيلة يا عريف كما سبق وأوضحنا في- صناجة-)

– سأتركك تمضي هذه المرّة، وأعدك بفخٍ لُغوي جديد في اللقاء القادم، وفِخاخ اللغة كثيرة صديقي اللدود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى