الدجل والخرافة والإعلام التجاريبقلم -أشرف الجبالي

حسنا فعل الزميل أحمد المسلماني بمنع ظهور المشعوذين والدجالين على شاشات التليفزيون المصري .

تُعَدُّ ظاهرة السحر والدجل والشعوذة من القضايا المثيرة للقلق في المجتمع المصري، حيث تشير الدراسات والتقارير إلى إنفاق مبالغ طائلة على هذه الممارسات سنويًا. تتفاوت التقديرات حول حجم هذا الإنفاق ما بين ١٠ مليار إلى ٢٠٠ مليار جنيه سنويا مع وجود دجال لكل 120 مواطنًا، مما يعكس انتشارًا واسعًا لهذه الظاهرة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام قد تختلف بناءً على مصادر المعلومات وطرق التقدير المستخدمة. ومع ذلك، فإنها تسلط الضوء على حجم المشكلة وأهمية التوعية بمخاطر السحر والدجل والشعوذة، وضرورة تعزيز الوعي المجتمعي لمكافحة هذه الظاهرة.
مع تزايد حالات البؤس والشقاء والفقر والجهل التي تضرب بجسد المجتمع بدأ بعض المواطنين في البحث عن سبل للخروج من أزماتهم المعيشية ومع الوقت بدأت تتزايد حالات البحث حتى انتقلت من المناطق الشعبية والريف إلي المناطق الأرستوقراطية وفئات الأغنياء الجدد وأصابت بعض المتعلمين والحاصلين على أعلى الشهادات العلمية ،كنا نعتقد أن العلم حلّ مشاكل كثيرة للإنسان وأن التدين الصحيح منح الإنسان الطمأنينة في حياته ولكن المفاجأة الصاعقة كانت في ظهور مارد ضخم أثقل من جبل أحد وأسوأ من إعصار تسونامي وهو انتشار الدجل والشعوذة في كل بقاع المحروسة ، فتحول الناس عن العلم والدين إلي الدجل والشعوذة وأصبح مسيلمة الكذاب هو الذي يشفي الأعمى والأبرص ويجعل العاقر حاملا والمهزوم منتصرا ويؤلف بين القوب ويجلب الحبيب ويأتي بالمسافر من بعيد ،إن الأمر وصل من الخطورة إلي أرقام لا يصدقها عقل فالمصريين ينفقون ما بين 10 مليار جنيه سنويا إلى 200 مليار على الدجل والشعوذة وهي أموال تصب في جيوب هؤلاء المرتزقة الذين يبيعون الوهم للناس وهي أموال تكفي لبناء آلاف المدارس والمستشفيات، ولكن بعض الجهلاء يقنعون الناس بأن مشكلاتهم ستحل في غرفة مظلمة وأمام البخور مقابل أن يدفع أموالا بسخاء للشيخ العارف الروحاني العالم ببواطن الأمور وكأنني أرى أمامي فيلم البيضة والحجر للفنان المبدع الراحل أحمد زكي ،لقد وصلت الكارثة في مصر إلي وجود دجال لكل 120 مصري في الوقت الذي تسجل إحصائيات وزارة الصحة وجود طبيب واحد لكل 1000 مصري
إننا أمام كارثة حقيقية تأكل كالسوس في عظام الوطن فلم يسلم منها وزير أو غفير وكان من ضحاياها الكثيرين حتى فرق كرة القدم تستدعي هؤلاء للفوز في المباريات وبعض النصابين يستدعون هؤلاء أيضا للبحث عن آثار أو مناطق الذهب أو الزئبق الأحمر ومقبرة الإسكندر الأكبر
إن هذه الظاهرة كانت موجودة على مر التاريخ ولكنها في السنوات الأخيرة انتشرت بصورة مقلقة للغاية وأصبحت تشكل خطرا حقيقيا على المجتمع وربما الإقتصاد المصري أيضا فلك أن تتخيل مليارات من الجنيهات تنفق سنويا في سراديب و أنفاق مظلمة وبيع الوهم خارج ميزانية الدولة
أفيقوا يرحمكم الله..
مع خالص حبي
الكاتب الصحفي اشرف الجبالي

اقرأ باقي العدد ١٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى