الخذلان … شعر فصحى بقلم د.جميل أحمد شريقي( تيسير البسيطة ) -سورية


الخذلان … شعر فصحى بقلم د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة ) -سورية

١ – أغلقتُ بابي خشيةَ الفتنِ
فوجدتُها بالبابِ تطعنُني
٢ -معها من الأحباشِ فلسفةٌ
تقضي بقتلي داخلَ الوطنِ
٣ – حتى أحسَّ بأنني رجلٌ
قد عالجَ الأوجاعَ بالمحنِ
٤ – أغلقتُ بابَ الدارِ محتمياً
بالسقفِ والجدرانِ واللبَنِ
٥ – فأتت تدكُّ الدارَ قاذفةٌ
لم تُبقِ لي جفناً على وسَنِ
٦ – فخرجتُ منفياً وبي ألمٌ
فوقعتُ في مرمى من المحنِ
٧ – وسكنتُ في كوخٍ لهُ دلفٌ
من سقفِهِ والأرضُ من دِمَنِ
٨ – فانصبَّتِ الأمطارُ تغرقُنا
فاجتاحَنا سيلٌٌ من العدنِ
٩ – وانهارَ هذا الكوخُ أسعدَني
أني خرجتُ ولم يُصَب بدني
١٠ – وبحثتُ عن أهلٍ ألوذُ بهم
فوقعتُ في بحرٍ من المننِ
١١ – ماعادَ في الإخوانِ رابطةٌ
يقوى بها الإخوانُ في الحزَنِ
١٢ – قد كنتُ أرجو من أخٍ سنداً
فوجدتُهُ قد خاطَ لي كفني
١٣ – ووجدتُ في البيداءِ لي سكناً
لم أدرِ أنَّ الموتَ في سكني
١٤ – لم أدرِ أنَّ العينَ ترقبُني
بسياطِها والهمَّ يرقبُني
١٥ – فهربتُ من حالي إلى حالي
وبكيتُ مثلَ حمائمِ الفننِ
١٦ – لم أنجُ ممَّن يدَّعي كرماً
ذي لحيةٍ مطويةِ العثنِ
١٧ – أبداً ولا من مدَّعٍ كذباً
حبَّ البلادِ وصحبةَ الشجَنِ
١٨ -لكن نجوتُ من الأمانِ فمن
في تربتي للموتِ يقذفُني ؟