الحمى …شعر الحسن عباس مسعود


الحمى …شعر الحسن عباس مسعود

سـلـكت طـريق الـمجد والـفخر مـلهما
وجــئـت إلـــى هــذي الـحـياة مـكـرما
وفــوق الــذرى تـبـدو سـماء حـقيقتي
مـزيـنـة مـــن كـــل نـجـم لـهـا انـتـمى
بـقـلب شـديـد الـبـأس كـالطود راسـخ
ونـفـس تــرى هــول الـمنايا لـها حـمى
حـيـاتـي وإن بـــاءت بـنـصـر مــؤجـل
فــنـأبـى بــهــا أن نــسـتـذل ونــهـزمـا
ومـا كـل مـا اسـتعجلت يـأتيك عاجلا
وذاك قـضـاء الله يـرمـي الــذي رمــى
سـأبـنـي مـــن الأهـــوال دربــا مـعـبدا
وأصـنـع مــن صـخـر الـمـتاعب سـلـما
سـأعـصر تـرياقا مـن الـضيق والأسـى
و أعـجـن مـن طـين الـمخاوف بـلسما
دفـعـت لـظـى الاوهــام بـالحزم واثـقا
لأعــبــر مــــا يــبــدو كـئـيـبا ومـبـهـما
وبــدلـت بــالأشـواك حــسـن حـديـقـة
لـتـصـبـح روضــــا مــزهــرا مـتـبـسـما
وكم صغت في وجه العبوس ابتسامة
لـيـنـسى عــلـى مــر الـزمـان الـتـجهما
ومـالـي وأهــل الـيـأس إن زل عـزمهم
أأمـسـى لـهـم سـعـد الـبـرايا مـحـرما؟
وإنـــــي غــنــي بـالـتـفـاؤل والــرضــا
وغـيـري سـيـقضى بـالـتشاؤم مـعـدما
أمــا يـنـبت الـفـجر الـجميل ويـزدهي
بــلـيـل بــــدا فــظـا غـلـيـظا ومـظـلـما
ومـــا صـــار روضـــا مـزهـرا مـتـمايلا
أمــا كـان فـي طـين الـحقيقة بـرعما؟